اعلامية

تأثير القوى الناعمة في تنفيذ رؤية الدولة بتمكين المرأة المصرية في دراما رمضان

 

بقلم د.أمنية رشاد

نتابع خلال شهر رمضان إنتاج الدراما المصرية من الأعمال المختلفة، والمسلسلات الوطنية، والتي تروي أحداث حقيقية لأبطال الأجهزة الأمنية، كأجهزة الشرطة والجيش والأمن الوطني والمخابرات والحربية. وتحاول الدراما التأكيد في السنوات الأخيرة من خلال الإنتاج المختلف للمسلسلات التأكيد على اتجاهات الدولة المصرية في دعم وتمكين المرأة المصرية في مختلف المجالات، وإبراز الصورة الحقيقية لشخصية المرأة المصرية، بعيداً عن التنميط السائد لصورة المرأة في الدراما بصفة عامة.

إن الدراما باعتبارها أحد أهم وأبرز آليات القوى الناعمة، تعد الأكثر تأثيراً وانتشارا في المجتمع، فإن تقديم الرسائل الضمنية عبر المسلسلات، سيكون له بالغ الأثر في نفوس المتلقين

. نقترب من انتهاء عقد كامل بدأت فيه الدراما المصرية، التأكيد على تواجد العنصر النسائي المصري داخل الأجهزة الأمنية بمختلف قطاعتها، لاسيما الحساسة منها، والتي اقتصر تصدير الصورة الذهنية لعقود على تواجد الرجال فقط فيها.

فنجد المرأة المصرية تعمل لدى جهاز الأمن الوطني أو المخابرات العامة المصرية، بل وتعد أحد الكوادر والعناصر الهامة والمؤثرة في فرق العمل للكشف عن الخلايا الإرهابية، فضلا عن كون العنصر النسائي أحد أهم الكفاءات في هذا الفريق.

وهو ما يدعم توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤيته في تمكين المرأة المصرية في شتى المجالات. بدأت ربما من مسلسل باب الخلق في عام 2012 حينما تم الاستعانة بعنصر نسائي شاب تقوم بدورها الفنانة إلهام بديع في فريق العمل بالأمن الوطني، ومروراً بمسلسل كلبش في جزءه الثالث، والعام الماضي في مسلسل هجمة مرتدة، من خلال تواجد الشخصيات النسائية في فرق عمل المخابرات العامة، وكانت تقوم بدورها الفنانة هند صبري.

لنصل لهذا العام لتكون الرسالة أكثر وضوحاً ومباشرة من خلال مسلسل الاختيار والعائدون، والذي يتحدث عن كيفية تعامل جهاز المخابرات العامة في الشباب العائد من التجنيد في تنظيم داعش الإرهابي، وتجسد العنصر النسائي الفنانة أمينة خليل، والتي أكد الخط الدرامي على كفاءتها كعنصر نسائي داخل فريق العمل المعني بأحد العمليات الأمنية الهامة، سواء من خلال قدرتها على اختراق الأنظمة الإلكترونية أو الاتصالية للهدف والعنصر المضاد، وكيفية تأمين اتصالات وتحركات خلية العمل الأمني. لتأتي الرسالة بشكل صريح وواضح في الحلقة 14 من مسلسل العائدون، والتي تؤكد رؤية الدولة المصرية في دعم وتمكين المرأة المصرية لتولي مناصب قيادية في الأجهزة الأمنية الحساسة كجهاز المخابرات العامة، حيث قالت الشخصية التي تجسدها الفنانة أمينة خليل بدور الضابطة “نادين” وهي تقوم بتدريب أحد الشباب الذي سيتم زرعة في داعش، والذي أبدى دهشته أن تقوم بتدريبه فتاة:

“احنا نسبة السيدات عندنا أكثر من الثلث وفي مناصب قيادية كمان جوه الجهاز ولسه هنزيد، لأن اللي بنبص عليه الكفاءة مش أي حاجة ثانية” وهذا يؤكد ويدعم اتجاه الدولة في تمكين المرأة المصرية في كافة قطاعات الدولة بما فيها الأجهزة الأمنية، والحساسة. ”

أيضاً مسلسل الاختيار أكد نفس الفكرة، من خلال الاستعانة بالفنانة كارولين عزمي لتجسيد دور ضابطة في جهاز المخابرات العامة وتعاون فريق العمل الذي يقوده الفنان أحمد عز، للكشف والايقاع بأحد أخطر العناصر الإرهابية، والتي تعمل لصالح جهاز أمني معادي. قد يعتبرها المتلقي مجرد شخصيات درامية أو تواجد من أجل الحبكة الدرامية للعمل، إنما الرسائل الضمنية والصريحة من خلال التأكيد على تواجد العنصر النسائي في هذه الأعمال، يدعم توجه وفكر الدولة في النهوض بالوعي المجتمعي، وتغيير الصورة الذهنية السائدة سلبياً على قدرات المرأة في مختلف المجالات. فالدولة التي أصبحت فيها المرأة قاضية ووزيرة وتشغل منصب محافظ ورئيس جامعة، لا تقل كفاءة وأهمية عن أن تصبح أحد أفراد أهم القطاعات الأمنية في الأجهزة الحساسة كالمخابرات العامة والأمن الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى