تقرير : يحدث في إفريقيا (11- 19 يوليو 2024م)

إعداد: نهاد محمود -باحثة متخصصة في الشئون الأفريقية -عضو مجموعة عمل الدراسات الأفريقية بالمركز
نحاول خلال هذا التقرير، الذي نسعى إلى إصداره بشكل دوريّ، إلى بيان أبرز ما حدث بالقارة الإفريقيّة خلال الفترة (11-19 يوليو 2024م)، للوقوف على أهم مُستجداتها، على أن يتم تقسيمه وفقًا لأبرز ما حدث ببُلدان القارة، ثم نعرض أهم الزيارات والتصريحات الدوليّة حولها، مرورًا بجديد الانتخابات ببعض البلدان التي شهدت عقدًا للانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، ثم نتطرق إلى حوادث العنف والجريمة المنظمة الأكثر تداولًا خلال الفترة ذاتها (11-19 يوليو)، وأخيرًا نسلط الضوء على أهم ما وَرَد عن التقارير والبعثات الدوليّة، الصادرة من قِبَل المنظمات والهيئات الدوليّة المنوطة بإفريقيا.
أولًا: أهم مُستجدات إقليم غرب إفريقيا
- في السنغال؛ قال الرئيس “بشيرو ديوماي فاي” إنه سيعيد التفاوض بشأن عقود النفط، مضيفًا أن دولًا مجاورة على غرار مالي فعلت ذلك فيما يخص بعض المعادن التي تمتلك. واعتبر أن هذه العقود تم التفاوض عليها بشكل سيئ من قبل النظام السابق، مضيفًا أنه يجب أن تكون هناك منفعة متبادلة بين الطرفين. وأوضح أن استراتيجيته تتمثل في مراجعة المقاربات التفاوضية وقبل كل شيء تطوير القطاعات الأخرى بفضل موارد النفط والغاز، كالتدريب المهني والزراعة. وأعرب عن رغبته كذلك في مناقشة مسألة الوجود العسكري الفرنسي في بلاده بهدوء، ودون قطيعة فظيعة، مبرزًا أنه لا يستطيع تحديد متى سيتم ذلك لأن التعديلات التي يجب أن تتم بين الدولتين يجب مناقشتها بهدوء تام وبكل صداقة.
- في غينيا كوناكري: أعلنت شركة “ريو تينتو” أن مشروعها الضخم لخام الحديد الإفريقي في غينيا، الذي تم تطويره بالتعاون مع “كونسورتيوم” (ائتلاف) صيني، قد حصل على جميع الموافقات التنظيمية اللازمة من السلطات المحلية والصينية. ومن المقرر أن يصبح “سيماندو” أكبر منجم جديد لخام الحديد في العالم، المادة الخام الرئيسة المستخدمة في صناعة الفولاذ. ويهدف المشروع الضخم إلى إنتاج 120 مليون طن متري سنويا بحلول نهاية عام 2025. وخصصت شركة ريو تينتو 800 مليون دولار للتنمية في عام 2023، وتخطط لاستثمار نحو ملياري دولار سنويًا في عامي 2024 و2025. ويعد المشروع بفوائد اقتصادية كبيرة لغينيا، ويلبي الطلب العالمي المتزايد على خام الحديد. ويتضمن منجمين للحديد، وتطوير شبكة سكك حديد بمئات الكيلومترات، وميناء للمياه العميقة بالقرب من العاصمة كوناكري.
- أما مالي؛ فقد أعلنت أنها غير قادرة حاليًا على تزويد الطائرات التجارية بالوقود في عاصمتها باماكو بسبب نقص الوقود، وطلبت من شركات الطيران التزود بالوقود في أماكن أخرى حتى الأسبوع المقبل. وقال المتحدث باسم الوزارة النقل: هناك الكثير من عمليات الطيران هذه الأيام مما أثر على مخزون الوقود. وأضاف: أبلغنا الشركات نظرا لمخزونها المحدود من الوقود، أننا لن تتمكن من التزود بالوقود في باماكو؛ يمكنها أن تفكر في الحصول على الإمدادات في البلدان المجاورة قبل القدوم إلى مالي. وطلب المدير العام للوكالة الوطنية للطيران المدني في مالي من ممثل وكالة مراقبة الحركة الجوية الإقليمية ASECNA في البلاد إخطار شركات الطيران بهذا الإجراء الذي استمر من 9 يوليو حتى 15 يوليو. وكتب: أدعوكم إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لإصدار إشعار لمستخدمي الجو بشأن عدم توفر وقود الطائرة A1 في مطار الرئيس موديبو كيتا سينو الدولي.
- وفي النيجر؛ كشف الرئيس الانتقالي الجنرال “عبد الرحمن تياني”، عن رؤيته من أجل “إعادة تأسيس” الدولة. وينتظر أن يتم استعراض هذه الرؤية الصادرة ضمن وثيقة تحمل عنوان “من أجل النيجر”، من طرف الرئيس الانتقالي خلال ذكرى الانقلاب نهاية الشهر الجاري.وأوضح رئيس الوزراء النيجري أن هذه الرؤية تقوم على 4 مرتكزات رئيسية: تعزيز الأمن والتماسك الاجتماعي، وتعزيز الحكم الرشيد، إضافة إلى تطوير القاعدة الإنتاجية للسيادة الاقتصادية، وتسريع الإصلاحات الاجتماعية.
- على صعيد بوركينا فاسو؛ اتهم الرئيس الانتقالي إبراهيم تراوري جارتيه كوت ديفوار وبنين بمحاولة زعزعة استقرار بلاده. وقال: ليس لدينا أي شيء ضد الشعب الإيفواري، ولكن لدينا شيء ضد أولئك الذين يحكمون كوت ديفوار، نقولها ونكررها مرة أخرى. يوجد بالفعل في أبيدجان مركز عمليات لزعزعة استقرار بلدنا. وأضاف: لا يمكن لأحد أن ينكر ذلك وسنقدم الأدلة في الأيام المقبلة، وسنعرض لكم الأدلة المادية وستفهمون ما نتحدث عنه. من جهة أخرى أعلن المجلس العسكري في بوركينا فاسو حظرًا على الأفعال الجنسية المثلية، مما يجعلها أحدث دولة أفريقية تتخذ إجراءات صارمة ضد العلاقات الجنسية المثلية على الرغم من المعارضة القوية من القوى الغربية. وكانت المثلية الجنسية مرفوضة في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا المحافظة اجتماعيًا، لكنها لم تكن محظورة أبدًا. ونقلت وكالة فرانس برس عن وزير العدل قوله “من الآن فصاعدا سيتم معاقبة المثلية الجنسية والممارسات المرتبطة بها بموجب القانون”. وكانت بوركينا فاسو من بين 22 دولة أفريقية من أصل 54 دولة لا تجرم العلاقات الجنسية المثلية.
- وفي غامبيا؛ رفض المشرعون مشروع قانون يسعى إلى إلغاء الحظر الذي فرض عام 2015 على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث). وقال رئيس البرلمان إن أغلبية النواب صوتوا ضد مشروع القانون حتى قبل القراءة الثالثة والأخيرة المقررة في وقت لاحق من هذا الشهر. وتعد غامبيا من بين الدول العشر التي لديها أعلى معدلات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، حيث خضعت 73% من النساء والفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا لهذه العملية.
ثانيًا: أهم مُستجدات إقليم شرق إفريقيا
- في الصومال؛ لقي خمسة أشخاص حتفهم وأصيب نحو 20 آخرين في انفجار سيارة مفخخة استهدف مقهى مكتظًا في مقديشو، وفقًا لما أفادت به وسائل الإعلام المحلية، نقلًا عن الشرطة الصومالية. وقال المتحدث باسم الشرطة، عبد الفتاح عدن حسن، لوسائل الإعلام الرسمية: التقارير الأولية للشرطة تشير إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة نحو 20 آخرين. وأكد التلفزيون الوطني الصومالي حصيلة مماثلة لعدد الضحايا. وقع الانفجار القوي مساء الأحد ١٤ يوليو في مقهى “توب” الواقع في وسط مقديشو، عندما كان مكتظًا بالأشخاص الذين تجمعوا لمشاهدة نهائي بطولة أوروبا 2024 لكرة القدم. على صعيد آخر قالت الحكومة المحلية وسكان، إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا عندما نصب رجال ميليشيا كمينا لقافلة في وسط الصومال واستولوا على أسلحة ثقيلة، بعد سبعة أشهر من رفع حظر الأسلحة المفروض منذ عقود. وقال أربعة سكان إن القافلة كانت تسير يوم الاثنين برفقة حراسة أمنية قرب بلدة أبودواق عندما هاجم أفراد ميليشيا من عشيرة محلية قوات الأمن وتغلبوا عليها. وأضافوا أن الأسلحة، التي تشمل مدافع رشاشة وأسلحة مضادة للطائرات وقذائف صاروخية، مصدرها إثيوبيا المجاورة.
- في كينيا؛ استقال قائد الشرطة الكينية جافيت كومي، بعد انتقادات شديدة لسلوك الشرطة خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة الشهر الماضي والتي قتل فيها 39 شخصًا على الأقل. وأعلن مكتب الرئيس وليام روتو استقالة كومي بعد يوم من إقالة حكومته بأكملها تقريبًا، رضوخًا لمطالب المحتجين. وأضاف أن دوجلاس كانجا نائب كومي تم تعيينه قائدا للشرطة بالوكالة. وكانت المظاهرات قد بدأت ضد الزيادات الضريبية المقترحة بشكل سلمي، لكنها تحولت إلى أعمال عنف. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والذخيرة الحية، واقتحم بعض المتظاهرين البرلمان. من جهة أخرى اتهم الرئيس الكيني مؤسسة “فورد” الأمريكية بـ “رعاية العنف” في كينيا خلال الاحتجاجات الأخيرة. ولوح بطرد المؤسسة من البلاد إذا لم تغير نهجها. وقال “عار على الذين يقفون وراء تمويل الفوضى في كينيا أن يفعلوا ذلك لأنهم يمولون العنف ضد أمتنا الديمقراطية”. واستمرارًا للصعيد الداخلي المحتدم يواجه ائتلاف المعارضة الكينية الرئيسي “أزيميو لا أوموجا” اختبارًا صعبًا للوحدة بعد ظهور انقسامات داخله حول ما إذا كان ينبغي لزعيمه رايلا أودينغا وحزبه -الحركة الديمقراطية البرتقالية- المشاركة في محادثات وطنية دعا إليها الرئيس وليام روتو. وأوضح تقرير بمجلة “أفريكا ريبورت” أنه قد برز أن قادة الأحزاب المنتسبة لائتلاف “أزيميو لا أوموجا” رفضوا سعي أودينغا لإقناعهم بالاستجابة لدعوة روتو، متهمة الرئيس الكيني باستخدام المحادثات لتجميل وجه حكومته بعد موجة الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد. على منحى آخر غادرت دفعة جديدة تضم 200 شرطي كينيا متجهة إلى هايتي للمشاركة في مهمة دولية متعددة الجنسيات لاستعادة الأمن. وكانت كتيبة أولى تضم 400 شرطي كيني وصلت إلى هايتي نهاية يونيو في إطار المهمة ذاتها.
ثالثًا: أبرز الزيارات والتصريحات الدوليَة ذات الصلة بالقارة الإفريقيّة
- في الولايات المتحدة؛ بدأ مساعد وزير الخارجية الأمريكي، كورت كامبيل، جولة إفريقية يزور خلالها غانا والغابون والسنغال. وأفاد بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية أن جولة كامبيل في الدول الإفريقية الثلاث تستمر من 14 إلى 19 يوليو 2024م. ويتضمن برنامج زيارة الدبلوماسي الأمريكي في غانا لقاء مع الرئيس نانا أدو دانكوا أكوفو أدو لإبراز أهمية الشراكة الأمريكية-الغانية الهادفة لتعزيز الديمقراطية والأمن في غرب إفريقيا وتطوير علاقات التجارة والاستثمار الثنائية بما يعزز الازدهار المتبادل. كما تشمل الزيارة لقاء مع قيادات شبابية لمناقشة استثمار الولايات المتحدة في حلول التكنولوجيا الرقمية. من ناحية أخرى أوردت مصادر إعلامية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أعادت تنظيم فريقه الإفريقي الذي يعنى بشؤون القارة في الفترة التي تسبق الانتخابات في نوفمبر. في الجهاز السياسي الخارجي، تولت فرانسيس براون منصب المديرة العليا والمساعدة الخاصة للرئيس بايدن لشؤون إفريقيا في مجلس الأمن القومي في أبريل الماضي. وأشرفت براون مؤخرًا على برامج إفريقيا والنظام العالمي والمؤسسات في مؤسسة كارنجي للسلام الدولي. وحلت براون محل مهندس إستراتيجية بايدن لإفريقيا جود ديفيرمونت، الذي يعمل الآن في منصب في منصة الاستثمار الأفريقية الشاملة “كوباندا كابيتال” في واشنطن العاصمة. وتعد براون واحدة ضمن رباعية نسائية تقود الدبلوماسية الإفريقية تحت إدارة بايدن، إضافة إلى الدبلوماسية مولي في، التي أدت اليمين الدستورية مسؤولة عن الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الأميركية في سبتمبر 2021. والشخصية الثالثة هي باربرا ليف، التي تشغل منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وتولت المنصب في مايو 2022. والشخصية الرابعة هي ليندا توماس غرينفيلد، الممثلة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، وسفيرة سابقة للولايات المتحدة في ليبيريا، ومساعدة وزير الخارجية للشؤون الإفريقية في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما. وفيما يخص فريق بايدن العسكري المرتبط بالشؤون الإفريقية، يشغل الجنرال مايكل لانغلي منصب قائد للقيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) التي يعمل فيها منذ عام 2002، وهو ثاني أمريكي من أصل إفريقي وثاني ضابط في البحرية يتولى هذه المهمة. أما مورين فاريل، فتعدّ النظير المدني الجديد للانغلي في وزارة الدفاع، حيث تولت منصب نائب مساعد وزير الدفاع للشؤون الإفريقية منذ أبريل الماضي.
- أما في ألمانيا؛ فقد بدأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الاثنين ١٥ يوليو، جولة في غرب إفريقيا لمدة يومين. شملت الجولة زيارة كل من السنغال وكوت ديفوار، للتباحث مع قادة سياسيين حول العلاقات مع ألمانيا وأوروبا. ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في برلين البلدين بأنهما مهمان لاستقرار المنطقة وأنهما شريكان اقتصاديان أساسيان لألمانيا. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية خلال زيارتها الثلاثاء الماضي لكوت ديفوار إن ألمانيا لم تعد قادرة على التعاون عسكريًا مع النيجر بسبب فقدان الثقة. وأعلنت ألمانيا في وقت سابق إنها ستنهي العمليات في قاعدة قوية بالنيجر وتسحب قواتها البالغ عددها ثلاثين جنديًا بحلول 31 أغسطس.
- في إيطاليا؛ أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، سعي بلاده إلى النمو والرفاهية وخلق فرص العمل في قارة إفريقيا، وهي روح خطة “ماتي” لإفريقيا التي تشتمل على برنامج واسع من الاستثمارات والشراكات في قطاع الطاقة، وخيار الحكومة الإيطالية الذي قدمته لدول القارة السمراء بمناسبة القمة الإيطالية الإفريقية قبل بضعة أشهر. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) عن تاياني – خلال افتتاحه مؤتمر “الفضاء: إيطاليا ـ إفريقيا” بمقر وزارة الخارجية – إن المؤتمر يعد رمزا للعلاقة الجديدة التي ترغب إيطاليا ببنائها مع القارة الإفريقية، وهو تعاون يعتمد على عمل جماعي رائع يتطلع إلى المستقبل، ويركز على شراكات ذات أولوية ومشاريع مشتركة، مؤكدا أن العلاقة مع القارة الإفريقية كانت تمثل أولوية دائما بالنسبة لبلاده، وأن نمو القارة السمراء هو نمو لإيطاليا وأوروبا نظرا للارتباط بمصير مشترك، وفيما يتعلق بقطاع الفضاء أيضًا. وأكد أن إفريقيا تمثل أولوية لدول مجموعة السبع، التي تتولى إيطاليا رئاستها هذا العام، مشيرا إلى أنه في القمة التجارية لمجموعة السبع التي تعقد في كالابريا، سيتم مناقشة مسألة العلاقات مع القارة الإفريقية.
- على صعيد تركيا؛ فقد بدأ وفد تركي رفيع المستوى في ١٧ يوليو ٢٠٢٤ زيارة رسمية إلى جمهورية النيجر، لبحث العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين. ويضم الوفد، وزراء الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، والطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن. كما يضم الوفد رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية خلوق غورغون، وأوزغور فولكان آغار مساعد وزير التجارة. وقال وزير الخارجية التركي، إن التعاون بين بلاده والدول الإفريقية مستمر بكثافة. وأوضح أن علاقات التعاون بين تركيا والدول الإفريقية مستمرة في النمو بمجالات مثل الدبلوماسية والاقتصاد والمالية والأمن والدفاع والتعليم والصحة. ولفت إلى أن تركيا لديها سفارات في 44 دولة إفريقية من أصل 54 بلدًا بالقارة.
رابعًا: حول جديد الانتخابات بالقارة
في رواندا؛ أعلنت لجنة الانتخابات في رواندا الخميس 18 يوليو فوز الرئيس المنتهية ولايته بول كاغامي (66 عامًا) بمدة رابعة 5 سنوات بعد أن حصد 99.18% من الأصوات، بحسب النتائج الكاملة للاقتراع الذي جرى الاثنين الماضي. وأظهرت النتائج حصول المرشح فرانك هابينيزا من حزب الخضر الديمقراطي على 0.5% من الأصوات، بينما نال المرشح المستقل فيليب مبايمانا 0.32% فقط. وكانت اللجنة الانتخابية استبعدت 8 مترشحين لأسباب بينها صدور أحكام قضائية ضد البعض وعدم استيفاء البعض الآخر الأوراق المطلوبة. وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت بالتزامن مع انتخابات الرئاسة، حصلت الجبهة الوطنية وحلفاؤها على أغلبية كبيرة من المقاعد. ويقال إن الرئيس المنتخب يتمتع بشعبية كبيرة بعد نجاحه في النهوض برواندا بعد مجازر عام 1994، في حين توجه انتقادات له بقمع المعارضين والتدخل في النزاع بالكونغو الديموقراطية.
خامسًا: العنف والجريمة المنظمة بإفريقيّا
في غرب إفريقيا؛ أعلن الإنتربول في ١٦ يوليو أنه قاد عملية عالمية استهدفت مجموعات الجريمة المنظمة في غرب إفريقيا، واعتقلت الشرطة 300 شخص وصادرت 3 ملايين دولار وجمدت 720 حسابًا مصرفيًا. وقال في بيان إن عملية “جاكال 3″، التي استمرت من 10 أبريل إلى 3 يوليو في 21 دولة، تهدف إلى مكافحة الاحتيال المالي عبر الإنترنت والعصابات في غرب إفريقيا التي تقف وراءها. وقال إسحاق أوجيني، مدير مركز الإنتربول لمكافحة الجريمة المالية ومكافحة الفساد، إن “حجم الاحتيال المالي الناشئ من غرب أفريقيا مثير للقلق ويتزايد، لذا تؤكد نتائج هذه العملية الحاجة الماسة للتعاون الدولي في مجال إنفاذ القانون لمكافحة هذه الشبكات الإجرامية الواسعة النطاق.” وكانت إحدى الجماعات المستهدفة هي Black Axe، إحدى أبرز الشبكات الإجرامية في غرب أفريقيا. كما أن شركة Black Axe تعمل في مجال الاحتيال السيبراني والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات، وهي مسؤولة عن جرائم العنف داخل إفريقيا والعالم.
على صعيد جرائم الاختطاف بوسط إفريقيا؛ نشرت صحيفة “الجارديان البريطانية” تقريرًا يتناول ظاهرة الاختطاف، التي تتفاقم يومًا بعد يوم في منطقة توصف بأنها “مثلث الموت” في وسط أفريقيا وهي المنطقة الممتدة من جنوب غربي تشاد إلى شمالي الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى. ولمحاربة هذه الظاهرة، اضطر سكان المناطق الواقعة على الحدود، التي تربط بين الدول الثلاث إلى حَمل السلاح ليصبحوا حراسًا غير نظاميين. ولا يقوم العديد من الأهالي بالإبلاغ عن الحوادث خوفًا من وقوع المزيد من الهجمات.
في الكونغو الديموقراطية؛ قالت السلطات المحلية إن 70 شخصًا على الأقل، بينهم تسعة جنود وزوجة جندي، قتلوا عندما هاجم مسلحون قرية في غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع تصاعد العنف بين مجتمعين متنافسين. ووقع الهجوم يوم السبت الماضي في قرية كينسيلي على بعد نحو 100 كيلومتر شرق العاصمة كينشاسا. ونظرًا لانعدام الأمن وضعف البنية التحتية في المنطقة، قد يستغرق الإبلاغ عن الهجمات المميتة عدة أيام.
سادسًا: تقارير وبيانات حول القارة
- بالبدء من الأمم المتحدة؛ فقد جاء في بيان لبعثتها في جنوب السودان أنه قُتل 468 مدنيًا وجُرح 328، واختطف 70، وتعرض 47 للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع، بين يناير ومارس 2024. وأوضحت البعثة في بيانها أن هذه الاعتداءات نفذتها ميليشيات مجتمعية ومجموعات الدفاع المدني. كما ارتفع عدد حوادث العنف بنسبة 24 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، التي أشارت أيضاً إلى أن ولاية واراب النائية (شمال غرب) هي الأكثر تضرراً. في المقابل، أشارت البعثة بشكل إيجابي إلى تراجع عمليات الاختطاف والعنف الجنسي، مقارنة بالربع الأخير من عام 2023، بنسبة 30 و25 في المائة على التوالي. وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى جنوب السودان، نيكولاس هايسوم: نشدد على الضرورة الملحة لعمل جماعي تقوم به السلطات الوطنية، الحكومية والمحلية، بالإضافة إلى قادة المجتمعات والسياسيين الوطنيين، من أجل حل المظالم القائمة منذ فترة طويلة سلميا، لا سيما مع اقتراب أول انتخابات في جنوب السودان.
- أما صندوق النقد الدولي؛ فقد قال في بيان له إنه خَفّض توقعات النمو في بوتسوانا لعام 2024 إلى 1% من تقدير سابق في أبريل عند 3.6%، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض إنتاج الماس. وذكر الصندوق إنه من المتوقع أيضًا أن يتسع عجز الميزانية إلى 6% من 3.45% بسبب انخفاض إيرادات المعادن، وحث الدولة الغنية بالألماس في الجنوب الإفريقي على التفكير في إبطاء مشاريع البنية التحتية الجديدة لمساعدة الاقتصاد.
على صعيد آخر وفي مهمة للسيطرة على الديون الإفريقيّة، وبينما يستعد وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لمجموعة العشرين للاجتماع في ريو بالبرازيل، يؤكد صندوق النقد الدولي على الحاجة الماسة لإدارة الديون المستدامة والإصلاحات الاقتصادية في الدول النامية، وخاصة في إفريقيا، لتعزيز النمو ومواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.
- أما فيما يخص اليونيسف؛ فقد أشارت بيانات صندوق الأمم المتحدة للطفولة إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 أعوام والمسجلين رسميًا في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا لا تزيد على النصف فقط. ويترتب على هذا الأمر عواقب وخيمة تؤثر على فرص الأطفال غير المسجلين في التعليم والرعاية الصحية والعمل، والتمتع بحقوق الإنسان. وتعتبر إثيوبيا والصومال الأكثر تضرراً من هذه الظاهرة؛ حيث توضح منظمة «اليونيسف» أن نسبة الأطفال الذين لديهم شهادة ميلاد هناك لا تزيد على 3 في المائة من جميع الأطفال دون سن الخامسة، بينما تصل هذه النسبة إلى 14 في المائة في زامبيا. أما في تنزانيا وأنغولا وتشاد، فإن هذه النسبة تقارب 25 في المائة؛ وتبلغ هذه النسبة نحو 33 في المائة (الثلث) في أوغندا وجنوب السودان.
- في نيجيريا؛ كشف موقع “أفريكا ريبورت” أن معدل الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في نيجيريا يعد من أعلى المعدلات في العالم، مبرزًا أن الجهود الحكومية لمحاربة الظاهرة لا تبدو قادرة على مواجهة هذا التحدي الكبير. وأضاف أن أرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تشير إلى أن 63% فقط من الأطفال المتمدرسين يذهبون إلى المدارس بانتظام، بينما لا يذهب نحو 10.2 ملايين طفل في سن التمدرس بالابتدائي إلى المدرسة نهائيًا، ويقابلهم في مرحلة الإعدادي 8.1 ملايين طفل.
- من ناحية أخرى نشير إلى تقرير جديد أشار له موقع “أفريكا ريبورت”، كشف عن تباينات مستمرة في معدلات رفض تأشيرات الطلاب الأمريكيين الدولية من طراز F-1، خاصة لأولئك القادمين من أفريقيا، والتي تمثل 80٪ من أعلى 15 دولة ذات معدلات رفض متزايدة في عام 2023.
- في الأخير وفيما يخص انعدام الأمن الغذائي ذكرت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من مليون طفل معرضون لخطر سوء التغذية الحاد في جمهورية الكونغو الديموقراطية، حيث يؤدي تصاعد العنف إلى زيادة احتياجات ملايين النازحين، وقالت “أديلهيد مارشانج”، كبير مسؤولي الطوارئ بالمنظمة: إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لتلبية الاحتياجات الأساسية في جمهورية الكونغو الديموقراطية، فسيعاني أكثر من مليون طفل من سوء التغذية الحاد. واستكملت: إن سوء التغذية الحاد هو نتيجة لانعدام الأمن الغذائي الواسع النطاق والمتزايد والمتكرر في المناطق التي شهدت صراعاً لسنوات وعقود حتى الآن، ولكننا نشهد الآن تصاعداً في الآونة الأخيرة.
استند التقرير إلى ما وَرَد بالمنصات التالية:
- قراءات إفريقيّة
- الجزيرة- إفريقيا
- Africa News
- The Africa Report
- BBC – Africa