تقارير

تداعيات عودة سياسة الاغتيالات: قراءة في الأسباب والنتائج

إعداد: رقيه عبدالباسط -باحثة في شؤن الشرق الأوسط – بلال جمال -باحث في شؤن الشرق الأوسط

مراجعة : محمد عبد الحليم – مدير مركز ايجبيشن إنتربرايز للسياسات والدراسات

المقدمة:

دخلت الحرب الإقليمية الدائرة في المنطقة مرحلة جديدة بعد اتخاذ إسرائيل في الأيام الأخيرة خطوة تصعيدية ضد إيران ووكلائها حين قامت في ٣٠ يوليو الماضي باغتيال القائد العسكري ومسؤول الشؤن الاستراتيجية في حزب الله فؤاد شكر، بغارة جوية على مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين أيضاً، رداً على اتهامها حزب الله بالمسؤولية عن مقتل 12 طفلاً وإصابة ٣٠ آخرين في بلدة مجدل شمس الدرزية في الجولان المحتل. وبعد ساعات قليلة تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة طهران، بعد مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.

الجدير بالذكر أن تل أبيب لم تُعلن مسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية، بالرغم من تبنيها عملية اغتيال فؤاد شكر، إلا أن أصابع الاتهام وُجهت مباشرة إلى تل أبيب فور الإعلان عن عملية الاغتيال، لتعهدها في مرات عديدة باستهداف كل من كان ضالعاً في هجوم السابع من أكتوبر. وبدا أن الخطوة التصعيدية الإسرائيلية تلك تنذر بالانتقال إلى مستوى حرب إقليمية شاملة متوقفة على ردود فعل إيران وحزب الله وحماس وبقية محور المقاومة.

وتأسيساً على ما سبق، تفسر هذه القراءة أسباب دوافع اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، وتداعيات هذه الخطوة على مختلف الأطراف، وردود الفعل المتوقعة من جانب المحور الإيراني.

تحول مُمنهج: مؤشرات سياسة الاغتيالات بعد طوفان الأقصى:

شهدت مرحلة ما بعد عملية طوفان الأقصى التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023, تصاعد حدة وتيرة الاغتيالات التي قامت بها إسرائيل سواء ضد قادة حركة حماس أو حزب الله، وذلك تعويضًا لإخفاقها في تحقيق أي انتصارات تذكر من حربها على غزة، وكانت أبرز العمليات التي قامت بتنفيذها هي استهداف نائب الأمين العام لحماس القيادي صالح العاروري في الثاني من يناير المُنصرم، ومن بعدها رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في شهر يوليو المُنصرم.

ولعل هذه العمليات مثلت تحولًا تكتيكيًا في السياسة الإسرائيلية, حيث أنها كانت بداية استهداف تل أبيب للقيادات الوازنة في الحركة المقيمة بالخارج، وذلك كون العاروري وهنية أحد جهات الاتصال الأساسية والأكثر فعالية مع كلًا من حزب الله اللبناني وإيران، كما أن هذا التحول يأتي تنفيذًا لما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في نوفمبر 2023 بإعطاء أوامر للموساد بالعمل ضد قادة حماس سواء في الداخل أو الخارج.

لكن على النقيض من ذلك، يبدو قرار إسرائيل بتصفية العاروري في الضاحية الجنوبية ببيروت، وكذلك استهداف هنية في طهران دون غيرهما من قادة الحركة، مرتبطًا بعلاقتهما المباشرة مع إيران وذراعها اللبناني حزب الله، في وقت تتجه فيه استراتيجية جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية إلى استهداف المسؤولين المعنيين بالعلاقة مع إيران سواء من حماس أو حزب الله أو غيرهما من أذرع إيران في الشرق الأوسط.

دوافع مُتباينة:

يكمن وراء عودة إسرائيل لسياسة الاغتيالات جملة من الأسباب الدافعة يتمثل أبرزها في الآتي:

تحقيق مكسب سياسي في الداخل الإسرائيلي:

يبدو أن نتنياهو هدف من وراء عمليتي الاغتيال إلى تعزيز شعبيته وتحقيق انتصار سياسي في الداخل الإسرائيلي لا سيما في ظل اتهام أوساط إسرائيلية حكومته بالفشل في تحقيق أهداف الحرب الأساسية المعلنة والوفاء بوعودها بتصفية قادة حماس. لذا أرادت حكومة نتنياهو من وراء اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر تحقيق انتصار سياسي يضمن لها البقاء والتخفيف من حدة الضغوط التي تتعرض لها في الداخل الإسرائيلي.

استعادة قدرة الردع الإسرائيلية:

هدفت إسرائيل من وراء اغتيال إسماعيل هنية في عمق طهران وفؤاد شكر في الضاحية الجنوبية ببيروت إلى ترميم قدرتها على الردع واستعادة الثقة بالنفس التي تأثرت بشدة بعد عملية طوفان الأقصى. كما أن تعمد إسرائيل استهداف الداخل الإيراني ينطوي على رسالة تحذير وتهديد إلى إيران مفادها أن إسرائيل قادرة على تنفيذ عمليات نوعية ضدها في عمق طهران وأنها مستعدة لتوسيع نطاق الحرب بشكل أكبر ولا يوجد رادع أمامها، وكذلك استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية ببيروت يؤكد قدرتها على الوصول إلى قيادات حزب الله في عقر دارهم.

ترهيب حماس والتأثير على قُدراتها:

من الواضح أن إسرائيل أرادت من وراء عملية اغتيال هنية التخلص من القادة المؤثرين في حركة حماس لضرب معنوياتها والتأثير على قدراتها عبر استهداف أعلى قائد سياسي فيها والأكثر تأثيراً على قراراتها لعرقلة مسار المفاوضات مع الحركة وإطالة أمد الحرب وهو ما أكده نتنياهو في خطاب له إنه “لم ولن يخضع لأي ضغوط بشأن إيقاف الحرب في غزة”. أو إرغام الحركة على القبول بما تمليه عليها إسرائيل من شروط فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

إحراج النظام الإيراني وإثبات ضعف جبهته الداخلية:

ربما أرادت إسرائيل من وراء عملية اغتيال إسماعيل هنية كشف مدى الاختراق الإسرائيلي لأجهزة الأمن الإيرانية، بالإضافة إلى خلق حالة ارتباك للحكومة الجديدة منذ بداية عملها. فقد كان بمقدور إسرائيل تنفيذ عملية اغتيال هنية في توقيت آخر وإنما تعمدت قتله بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت لفرض المزيد من الضغوط والأعباء على النظام الإيراني وعرقلة مسار رغبة الرئيس الجديد في الانفتاح على الغرب.

وفي هذا الصدد اعتقلت إيران ما يزيد عن ٢٠ شخصاً من بينهم ضباط استخبارات ومسؤولون عسكريون وموظفون في دار ضيافة يديرها الحرث الثوري في إيران رداً على الاختراق الأمني المهين الذي أدى إلى اغتيال إسماعيل هنية.

استغلال نتنياهو قوة موقفه في واشنطن:

يبدو أن نتنياهو قد مضى نحو المزيد من التصعيد في غزة، وإقليمياً باستهداف العمق الإيراني والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت بالاستناد إلى قوة موقفه في واشنطن لا سيما بعد خطابه الذي ألقاه أمام الكونجرس الأمريكي في ٢٤ يوليو الماضي والدعم الذي حظي به والحفاوة الزائدة التي أبداها النواب الأمريكيون، بالإضافة إلى استغلال احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في نوفمبر المقبل.

الرغبة في إشعال الجبهات وتوسيع الحرب:

هدف نتنياهو من وراء استهداف الضاحية الجنوبية ببيروت وعمق طهران إلى جر إيران وحزب الله وبقية محور المقاومة إلى حرب إقليمية واسعة، ما يعني دخول واشنطن في هذه الحرب التي تؤكد التزامها بالدفاع عن إسرائيل، حيث أكد وزير الدفاع الأمريكي عقب اغتيال شكر أن واشنطن “ستدافع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم من حزب الله رداً على الضربة الإسرائيلية”. بالتالي مواصلة إسرائيل سياستها التصعيدية والمعرقلة لمفاوضات التوصل إلى صفقة تهدئة وتبادل المحتجزين والأسرى مع حماس سيؤدي إلى احتدام المواجهات وتوسيع الحرب بين إسرائيل وواشنطن من جهة وإيران ووكلائها من جهة أخرى، ما يعني اشتعال الجبهة اللبنانية والعراقية والسورية إضافة إلى اليمن، أي نقل التصعيد إلى مستوى حرب إقليمية شاملة.

تداعيات خَطِرة:

لا شك أن تل أبيب حين أذنت بتوسيع سياسة الاغتيالات التي تتبعها منذ عقود وآخرها استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية, والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر، كانت تدرك عواقب وتداعيات مثل هذه الخطوة التصعيدية، ومنها تزايد فرص نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق, وهذا كان واضحًا جليًا في كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هيئة البث الإسرائيلية, حيث ذكر أن إسرائيل تتأهب لجميع الاحتمالات، وهذا ما يعزز من فرضية النية المُسبقة لإسرائيل في توجيه انتقامًا مشتركًا ينطلق من الأراضي الإيرانية واللبنانية، ولعل أبرز هذه التداعيات ما يلي:

أولًا: تأثير محدود على حركة حماس:

بحكم تواجد هنية خارج قطاع غزة ورئاسته للمكتب السياسي للحركة من الدوحة، فإن فرص التأثير على المقاومة تتضاءل، وذلك لأن نطاق عمله بعيدًا عن الجناح العسكري لحماس الذي يمثل الثقل الأكبر في المقاومة من خلال الجانب العملياتي لكتائب القسام، لكن على الصعيد الآخر، فإن اغتيال هنية ربما يساعد في تأجيج عملية الثأر لدى أفراد الحركة، ويستثمره القادة في تأكيد صوابية النهج والطريق، واستكمال طريق الجهاد.

ذلك بالإضافة إلى أن هذه العملية من شأنها المساعدة في رفع أسهم الحركة وشعبيتها في القطاع والضفة، باعتبارها حركة مقاومة، وتقضي بشكل كلي على ثنائية الخنادق والفنادق، التي أُتهمت بها الحركة في أعقاب عملية طوفان الأقصى، فضلًا عن محو الشكوك الدائرة في أذهان البعض بتصنيف الحركة كتنظيم إرهابي.

على الجانب الآخر، فإن اغتيال هنية قد يؤثر بدرجة كبيرة على العمل السياسي والدبلوماسي للحركة، خاصةً أن توقيت العملية جاء في أعقاب استهداف صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في يناير المُنصرِم، الأمر الذي قد يحد من تنقلات قادة الحركة من الجناح السياسي ويؤثر على مهامهم الطبيعية، ويجبرهم على التنقلات السرية وتخفيض المشاركة في الفعاليات الرسمية.

ثانيًا: تعطل مسار المفاوضات:

لعل الخطر الأبرز لعملية اغتيال هنية يتمثل في تعليق المسار التفاوضي بين إسرائيل والحركة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، فعلى الرغم من تعامل الحركة بقدر من المرونة مع عملية الاستهداف الإسرائيلية منذ أيام قليلة، والتي كانت تستهدف بها قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف، وقُتل على إثرها قائد لواء خان يونس رافع سلامة، حيث لم يعقب ذلك التأثير على العملية التفاوضية، إلا أن عملية الاستهداف النوعي لهنية ستدفع الحركة إلى تعليق المفاوضات خاصةً بشأن تسليم الأسرى.

وذلك كون رسائل هذه العملية تعكس ردود الفعل الإسرائيلية من كامل المشهد التفاوضي وسيناريوهات اليوم التالي للحرب، التي تنتصر فيها رؤية اليمين المُتطرف الذي يمثله نتنياهو، وعليه، فقد تكثف الحركة رسائل الضغط للداخل الإسرائيلي، خاصةً أن هذه العملية تحمل مخاطرة بحياة الأسرى من الجانب الإسرائيلي، كما تعكس عدم اهتمام من قبل نتنياهو وحكومته بحياة الأسرى، وذلك نظرًا لتأثيرها المُتفاقم على سير المفاوضات التي تمثل طوق النجاة للأسرى في عودتهم أحياء بعد أن ثبت فشل المسار العسكري في تحريرهم.

ثالثًا: تزايد فرص التصعيد الإقليمي:

تتوقف احتمالات نشوب توترات إقليمية ناتجة عن اغتيال هنية وشكر، على عامل أساسي يتمثل في تصعيد إيران ووكلائها في منطقة الشرق الأوسط من جهة، ومن جانب إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، ففي حالة تحقق هذا السيناريو على أرض الواقع، فإن فرضية اندلاع حرب إقليمية ستكون حقيقة حتمية، لكن من جهة أخرى سيكون من الصعب على نتنياهو أن يدفع الولايات المتحدة على شن هجوم مباشر ضد طهران.

لكن استمرارية اللعب الإسرائيلي على حافة الهاوية في المواجهة مع إيران وحلفاءها في المنطقة، يمكن أن يجرها إلى حرب إقليمية شاملة بمعزل عن الرغبة المعلنة لمثلث اللهب “إيران، إسرائيل، الولايات المتحدة” بتجنبها، كما أن قواعد الردع والاشتباك التي أدارت المسار الإقليمي لعملية السابع من أكتوبر، وحالت حتى اليوم دون خروجه عن السيطرة، لم تعد قائمة بعد اغتيال هنية وشكر.

ردود الفعل المحتملة:

لا شك أنه سوف يكون هناك تحركات حتمية من قبل الجانب الإيراني للرد على الاستهداف الإسرائيلي لقائد المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية لطهران، خاصةً أن هذه الحادثة تُمثل انتهاكًا صارخًا وعلنيًا للسيادة الإيرانية، ولعل أبرز هذه الخيارات تتمثل فيما يلي:

السيناريو الأول: الرد غير المباشر(توظيف الوكلاء):

قد يكون هذا السيناريو هو الأنسب لإيران في الوقت الراهن، ومن المُحتمل حدوثه، إذ قد تدفع طهران حزب الله اللبناني إلى إطلاق مزيد من الصواريخ على الأهداف الإسرائيلية، وتشجيع الحوثيين على المضي قدمًا في استهداف السفن الاسرائيلية في الخليج والبحر الأحمر، ذلك بجانب حث وكلاؤها في سوريا والعراق على مهاجمة الأهداف الصهيونية والأمريكية.

وما يعزز من احتمالات تحقق هذا السيناريو هو إدراك صانع القرار الإيراني تكلفة وتداعيات المواجهة المباشرة مع الجانب الإسرائيلي التي من شأنها أن تجر طهران في حرب إقليمية متعددة الجبهات، لذلك قد تميل إيران لتشجيع الميليشيات الموالية لها لتكثيف هجماتها على الأهداف الصهيونية والأمريكية، وإبراز بصمة الحرس الثوري الإيراني فيها، بعيدًا عن المواجهة المباشرة التي تجعل المنطقة بأكملها على حافة الحرب الإقليمية.

السيناريو الثاني: المواجهة المُباشرة:

وفقًا للمعطيات السابقة، فقد يسفر هذا الاستهداف خاصة عند النظر إليه باعتباره حادث يضع النظام الإيراني في موقف محرج لما يمثله من انتهاكًا واضحًا لسيادتها، عن رد قوي من جانب إيران يعيد لها الاعتبار يتمثل في الدخول في مواجهة مباشرة مع الجانب الإسرائيلي الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى تهديد أمن الإقليم بأكمله، فمن المُحتمل أن تشهد المنطقة في الفترة القادمة استهداف إيران بنفسها أهدافًا داخل إسرائيل وخارجها.

لكن المُتابع للسياسة الإيرانية تجاه اسرائيل في المنطقة والتي تحرص على عدم الانجرار إلى حرب مباشرة مع الكيان الصهيوني، خاصة أن الأخير يثبت  أنه لا يضع في الحسبان خطوطًا حمراء، وأنه على أتم الاستعداد للانخراط في أي مواجهة وعلى أي جبهة من الجبهات والرد خارج حدوده، يجد أن نسب تحقق هذا السيناريو على أرض الواقع ضئيلة.

السيناريو الثالث: استمرار سياسة اللاسلم واللاحرب:

تعكس المتغيرات الراهنة في السياق الإقليمي ميل الائتلاف الإسرائيلي بقيادة نتنياهو إلى تعمد اتباع سياسة اللاسلم واللاحرب، وذلك بهدف إطالة فترة بقاء الائتلاف الذي يقوده في السلطة حتى الانتخابات المقبلة في عام 2026،  ذلك بالإضافة إلى عمله على إطالة أمد الحرب لتحقيق إنجازات تكتيكية تعزز من شرعية المسار العسكري الذي تصر عليه تل أبيب من خلال الاستهدافات المتلاحقة لقادة حماس وحزب الله اللبناني.

ولعل ما يعزز من فرضيات حدوث هذا السيناريو هو وجود أصابع إتهام للولايات المتحدة الأمريكية بأنها أعطت الضوء الأخضر لتل أبيب للقيام بهجومي طهران والضاحية الجنوبية في لبنان في التوقيت ذاته، وعليه فقد يحدث تفاهم مشترك بين إيران وحزب الله وحماس مع الجانب الإسرائيلي حول منع شن أي هجوم لاحق في حالة وقف إطلاق النار، إلا أنه من غير المُرجح أن يوافق المرشد الإيراني علي خامنئي بذلك خاصةً بعد التحدي الذي واجهه في طهران، لاسيمًا أن قائد حزب الله حسن نصر الله قال في بيان له “أن الرد آت لا محالة”

وختامًا، من الطرح السابق فترجح الورقة حدوث السيناريو الأول الخاص بالرد غير المباشر من قبل إيران، وذلك من خلال تشجيع وكلاؤها وميليشياتها على توجيه ضربات موجعة للمقار التابعة لإسرائيل، ولعل أهم الشواهد السابقة التي تعزز تحقق هذا السيناريو على أرض الواقع، اقتصار الرد الإيراني على حادثة اغتيال قاسم سليماني في 2020، أو على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق في شهر أبريل المُنصرم على توجيه ضربات غير مباشرة للأهداف الإسرائيلية والأمريكية دون الدخول في حرب مباشرة مع تل أبيب، كما أنه تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن استمرار اتباع إسرائيل لسياسة الاغتيالات النوعية لقادة حماس وحزب الله من شأنها أن تكون مدخلًا لعقد صفقة بالنسبة لنتنياهو، الذي قد يستند إليها للتأكيد على تحقيق الحرب لبعض الإنجازات التكتيكية، وقد يكون هذا من عوامل الحد من ردود فعل إيران والقوى التابعة لها.

قائمة المراجع:

شيماء عبد الحميد. “خسارة استراتيجية جديدة: ماذا يعني اغتيال اسماعيل هنية في إيران؟”, مركز شاف للدراسات المستقبلية, أغسطس 2024, متاح على الرابط: https://2u.pw/GBfwBOLE

مروة محمد, “اغتيال هنية وشكر: هل شجعت حفاوة استقبال الكونجرس لنتنياهو على مزيد من التصعيد؟”, بوابة الشروق, اغسطس 2024, متاح على الرابط: https://2u.pw/PwxwrNYU

محمود علوش, “على حافة الهاوية: ثلاثة استنتاجات مهمة من اغتيال هنية”, صحيفة الجزيرة, أغسطس 2024, متاح على الرابط: https://2u.pw/RBhGOnvu

-مهاب عادل حسن, “عودة اسرائيل لسياسة الاغتيالات: ماذا بعد؟”, مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية, اغسطس 2024, متاح على الرابط: https://2u.pw/mR5oo2W6

هاني سليمان، ما بعد اغتيال شكر وهنية: تداعيات سياسة حافة الهاوية الإسرائيلية، مركز الإمارات للسياسات، ٢٠٢٤، ٢/٨/٢٠٢٤، متاح على الرابط التالي: https://2u.pw/nPDPSdYD

اغتيال اسماعيل هنية في طهران: الدوافع والرسائل والتداعيات”, المعهد الدولي للدراسات الايرانية, اغسطس 2024, متاح على الرابط: https://2u.pw/bl0f4QaM

اسرائيل تغتال القيادي في حماس اسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر”, مركز كارنيجي للشرق الأوسط, أغسطس 2024, متاح على الرابط: https://carnegieendowment.org/middle-east/diwan/2024/07/israel-has-targeted-ismail-haniyeh-and-fouad-shukr-in-tehran-and-beirut?lang=ar

“اغتيال العاروري امتداد لاستهداف موسوي: إسرائيل تصفي أذرع إيران”, جريدة العرب, العدد 46, يناير 2024, متاح على الرابط: https://2u.pw/k7Ptgs59

“سياسة الاغتيالات الإسرائيلية في ميزان المكاسب والمخاطر”, صحيفة الحرة, أغسطس 2024, متاح على الرابط: https://2u.pw/SmruRUf4

” بينهم ضباط كبار: إيران تعتقل العشرات بعد اغتيال هنية, صحيفة الشرق الأوسط, أغسطس 2024, متاح على الرابط: https://2u.pw/ZRFYsKDi

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى