دراسات التطرف

قراءة في النشاط الدعائي للجماعات الإسلامية خلال النصف الأول من شهر أغسطس2024

اعداد : شيماء حسن علي منسق برنامج التطرف

تواصل الجماعات الإسلامية المختلفة نشر المواد الإعلامية والدعائية عبر مواقعها الإلكترونية ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه الرسائل لها مغزى اتصالي تنظيمي، وهو ما يحاول هذا التقرير الدوري رصده وتحليله انطلاقًا من متابعة وإطلاع وافي على المواد الدعائية للجماعات الإسلامية الرئيسية.

وإلى نص التقرير:

جماعة الاخوان المسلمين وجبهتيها

نشر موقع “اخوان سايت ikwan site”” التابع لجبهة لندن في الأول من أغسطس الرسالة الأسبوعية للقائم بأعمال المرشد العام وكانت بعنوان “رسالتنا.. في نعي الشهيد القائد إسماعيل هنية”، وانقسمت الرسالة جزئين، الأول خصصه لنعي “إسماعيل هنية”، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والثاني لتوجيه عدة دعوات ورسائل سواء للحكام العرب ولعلماء المسلمين أو للشعب الفلسطيني والمسلمين والجزء الأخير تخصص عدة تدابير لمواجهة العدوان على غزة، كما أشار موقع”إخوان سايت” إلى إرساله وفدا للتعزية في إسماعيل هنية على رأسه القائم بأعمال المرشد صلاح عبد الحق ونائبيه حلمي الجزار، ومحيي الزايط، وكذلك أرسلت جبهة إسطنبول وفدًا بزعامة القائم بأعمال المرشد “محمود حسين”، وأعضاء بمجلس الشورى العام منهم مدحت الحداد.

وبالعودة لنص الرسالة الأسبوعية “لصلاح عبد الحق” ، نلاحظ أنه تحدث  عن مراتب الشهادة ومكانه الشهيد في الإسلام، وأفرد جزء من رسالته للإشادة بمسيرة “إسماعيل هنية”، وبمسيرة وجهاد الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه، وأكد أن استشهاد هنية هو درب “حسن البنا” والشيخ “احمد ياسين”، وفق تعبيره.

كما أشار إلى الاستراتيجية التي تتبعها دولة الاحتلال الإسرائيلي في استئصال قيادات المقاومة للتأثير على الروح المعنوية لعناصر المقاومة وإشاعة الإحباط بنفوس المسلمين، ودعا “عبد الحق” أيضًا إلى ضرورة إجراء مصالحة في الدول العربية ورسالته هذه هدفها التمهيد قدر الإمكان لأي مصالحة ممكنة مع الجماعة والحكومات العربية.

ودعا القائم بأعمال مرشد الإخوان إلى ضرورة استمرار حملات التضامن والتظاهرات والاعتصامات أمام السفارات الامريكية والإسرائيلية والاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي لدعم القضية الفلسطينية ودعم سرديتها الحقيقية، مع ضرورة التواصل مع النواب والممثلين المحلين للضغط عليهم لتبني مواقف داعمة للقضية الفلسطينية.

– النشاط الجهادي بين تنظيمي داعش والقاعدة

أصدر فريق الخبراء بمجلس الأمن تقريره الأحدث عن النشاط الجهادي لتنظيمي داعش والقاعدة، وألمح التقرير إلى استغلال تنظيم داعش الظروف المتوترة في الشرق الأوسط وحرب إسرائيل على غزة لزيادة عمليات التجنيد، أما نشاط التنظيم في افريقيا، فقد ذكر التقرير أن تنظيم ولاية غرب افريقيا استطاع إنشاء خلايا في شمال غرب نيجيريا، وزيادة وتيرة عملياته.

ففي ولاية الساحل استطاع التنظيم ان يلحق خسائر بالقوات المالية والبوركينية والنيجرية، واستطاع توسيع رقعة الأراضي التي يسيطر عليها خاصة بعد المعارك مع تنظيم “نصرة الإسلام والمسلمين” التابع للقاعدة، كما استطاع “مكتب الفرقان” التابع لتنظيم داعش والموجود في بحيرة تشاد، تعزيز قدراته وتوفير الدعم للخلايا التابعة للتنظيم في افريقيا وذلك تحت قيادة تنظيم داعش المركزي، بالنسبة لتنظيم داعش -خرسان ، فقد عبر الفريق عن مخاوفه من قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات إرهابية خارج نطاق واجده  وقد حدث فعلا في استهداف ايران (مدينة كرمان في 3 يناير وفي موسكو في 22 مارس)، اذ ان الفريق قد رصد تكليف التنظيم لبعض عناصره في أفغانستان للقيام بهجمات خارجية .

-رصد تقرير فريق الرصد الصادر في 22 يوليو استخدام الجماعات الإرهابية بشكل متزايد العملات المشفرة المعززة بإخفاء الهوية، وواصلت تطوير قدرات تقترب من المستوى العسكري، من خلال استغلال الطباعة ثلاثية الأبعاد وتطوير أسلحة جوية وبحرية غير مأهولة وأنظمة مراقبة أن استخدام هذه التكنولوجيات.

  • النشاط الدعائي لتنظيم داعش

تناول داعش في  العدد 452 من صحيفته الأسبوعية “النبأ” الهجوم الذي استهدف مسجدا شيعيا في سلطنة عمان، وجاءت افتتاحية الصحيفة بعنوان “من ديالى إلى عمان”  وتحدث التنظيم عن هجماته ضد الشيعة في العراق وخارجها، مؤكدا على أنها سيواصل محاربته للشيعة في كل الميادين التي يتواجد فيها التنظيم، واحتفى بأنه التنظيم الوحيد الذي يعمل على مواجهة ما سماه “الخطر الرافضي الذي يطوق بلاد المسلمين والجزيرة العربية، وقد اعتبر التنظيم نشاط الشيعة قد وجد من يؤيده في أنظمة الحكم العربية والتي سمحت لإيران ووكلائها التواجد ضمن أراضي المسلمين السنة، وأن التنظيم قد حمل على عاتقه لواء الدفاع عن السنه المسلمين في كل بقاع الجزيرة العربية والعالم الإسلامي ومن هنا جاء نشاطه لاستهداف الشيعة في سلطنه عمان” على حد وصف كاتب الافتتاحية.

واعتبر التنظيم أنه استهدف سلطنة عمان لأنها تعمل كوسيط له علاقاته مع الأطراف الإقليمية والدولية المختلفة وهو ما جعلها إحدى القنوات دبلوماسية لرعاية المفاوضات بين ايران والولايات المتحدة وقادت جهود الوساطة  إلى التوصل للاتفاق النووي.

وهاجم داعش نهج السلطنة القائم على فكرة التعايش السلمي بين مختلف الطوائف والأديان. وعلى كل حال، فإن تنظيم داعش يسعى لإشعال حرب طائفية في الخليج العربي، كما أنه يكفر الشيعة بكل طوائفهم وكان الموقف منهم أحد القضايا الخلافية بين التنظيم وغريمه التقليدي تنظيم القاعدة منذ بدأ أمير تنظيم التوحيد والجهاد السابق، ثم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، ” أبو مصعب الزرقاوي” نشاطه في العراق والذي شهد هجمات عنيفة ضد الشيعة وهو ما رفضه أيمن الظواهري  واسامة بن لادن الذين عابوا على الزرقاوي تفجير الأسواق والمساجد الخاصة بالشيعة.

وكان الزرقاوي يرى أن الشيعة هم من تعاونوا مع الامريكان في احتلالهم للعراق وكذلك نفذوا اعتداءات ضد المكون السني، أما  قادة تنظيم القاعدة فكانوا يرون أن استهداف الشيعة بالعموم ليس أمرا صحيحا كما كانوا يريدون ألا تتوتر العلاقات مع إيران التي كانت تحتجز كبار قيادات تنظيم القاعدة.

وفي العدد 450 من الصحيفة أشاد داعش بالهجمات التي ينفذها المقاتلون المنفردون أو ما يُعرف بالذئاب المنفردة، وافتتحت الصحيفة بمقالة بعنوان “هم منا.. ونحن منهم”، ويشير هذا العنوان إلى تبني التنظيم هذه العمليات التي ينفذها أفراد متعاطفين مع التنظيم أو متأثرين به وبعملياته عبر استخدام شبكة المعلومات الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي.

وبقفزة تكتيكية، اعتبر كاتب الافتتاحية أن تبني هذه العمليات لا يرتبط فقط بالرابطة التنظيمية بل برابطة العقيدة وهذا يعني أن التنظيم يريد أن يكون هو مظلة كل الهجمات التي ينفذها الذئاب المنفردة وهذا غير مستغرب باعتبار أن التنظيم يُسوق نفسه باعتباره قائد الجهادية العالمية في سعي منه لإحلال نفسه محل غريمه التقليدي تنظيم القاعدة.

– تنظيم القاعدة

نشر “جيش الملاحم الالكتروني” أحد الكيانات الالكترونية المحسوبة على تنظيم القاعدة مقال بعنوان” رسالة نتمنى أن يقرأها كل مواطن امريكي”، تضمن عدة دعوات ورسائل للشعب الأمريكي تهدف -بحسب كاتبها- إلى الإجابة على تساؤلات استقرت لعقود طويلة في أذهان المواطن الأمريكي وأبرزها تساؤل “لماذا يكرهوننا”؟

وانتقد “جيش الملاحم الالكتروني” موجة التصفيق الحادة التي احتفى بها  أعضاء الكونجرس الأمريكي برئيس وزراء دولة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” مضيفًا أن أعضاء الكونجرس هم الممثلين للشعب الأمريكي والمشاركين في صناعة واتخاذ القرار وبالتالي يعتبرون مشاركين في عمليات الإبادة التي تتم في غزة.

واعتبر “جيش الملاحم الالكتروني” أن الهجمات التي نفذه التنظيم ضد المصالح والقوات الأمريكية ومنها تفجيرات أبراج الخبر في المملكة العربية السعودية، وتهجمات 11 سبتمبر وغيرها ما هي إلا رد على السياسية الامريكية التي تحابي إسرائيل وتأتي على حساب أراضي وحقوق العرب والمسلمين، وأن هذه الحقيقة يدركها تنظيم القاعدة وأتباعه الجهاديين وأنهم سيواصلون الهجمات ضد المصالح الأمريكية طالما استمرت حكومة الولايات المتحدة في نهج إرهاب ونهب ثروات وأراضي المسلمين وحقوقهم، على حد تعبير كاتب المقال.

ويريد “جيش الملاحم الالكتروني” لفت انتباه المواطن الأمريكي لأهمية وخطورة اختياراته التي يمكن ان تؤثر عليه فيما بعد خاصة وأن هذا العام عام الانتخابات الرئاسية الامريكية وأيضا انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونجرس الأمريكي.

ويمكن القول إن رسالة “جيش الملاحم الالكتروني” كانت تذكيرا برسائل سابقة لأ”أسامة بن لادن ” زعيم تنظيم القاعدة الذي بث، سابقا، خطابا بعنوان ” letter to America””، في نوفمبر 2002، هاجم فيه “بن لادن ” السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ودعم اليهود ضد الشعب الفلسطيني، وهو ما يمثل تبريرا لضرورة الرد على سياسة الولايات المتحدة المتحيزة لدولة الاحتلال الإسرائيلي والمتغافلة عن حقوق العرب والمسلمين، والتي أسفرت بالنهاية عن قيام تنظيم القاعدة بهجمات 11سبتمبر2001.

ومن الضروري في هذا المقام أن نُشير إلى الزخم الذي أعادته القضية الفلسطينية للتنظيمات الجهادية العالمية والتي كانت ولازالت تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية وترى أن عليها العمل على نصرة القضية الفلسطينية عن طريق ما تُطلق عليه جهاد وقتال “العدو البعيد ” الذي يعني قتال الولايات المتحدة ومن ورائها دولة الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى