روسيا كقوة صاعدة في أفريقيا: الدوافع والتحديات.
إعداد : ميرنا سامح أحمد-وليد عبد العال محمد- دينا أحمد أبو العينين.
من خريجي برنامج التدريب الصيفي ٢٠٢٤- مسار القوة الصاعدة.
المقدمة
يمكن إرجاع التوسع الروسي في القارة الأفريقية إلى توجه موسكو في تعزيز نفوذها الاقتصادي والجيوسياسي في القارة لاسيما في السنوات الأخيرة، الوقت الذي كان يتنامى فيه التنافس العالمي على الموارد والأسواق الأفريقية، وتسعى روسيا إلى تعزيز العلاقات السياسية والعسكرية مع الدول الأفريقية، إضافة إلى أنها تسعى لتعزيز حضورها الدبلوماسي على الساحة الدولية من خلال التحالفات الاستراتيجية، وانشاء علاقات استراتيجية طويلة الأمد، وعملت على توطيد نفوذها في أفريقيا من خلال دعم التعاون الاستراتيجي بينها وبين الدول الأفريقية لتحقيق المنافع المتبادلة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
كشفت الحرب الروسية الأوكرانية اهمية القارة الإفريقية بالنسبة لروسيا والدول الكبرى من خلال الازدواجية في التعامل مع القضايا المتعلقة بأفريقيا، الامر الذي جعل الدول الكبرى تتسابق بتبني استراتيجيات جديدة تضمن تعزيز نفوذها في القارة ومن هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية والصين وغيرها.
مشكلة الدراسة
منذ إنهيار الاتحاد السوفييتي، ضعفت الدولة بشكل كبير على كافة الأصعدة مما انعكس بشكل مباشر على علاقات الدول الافريقية مع الاتحاد السوفييتي والذي كانت تعتمد عليه بشكل كبير وهو ما جعلها تتوجه إلى غيرها من الدول الكبرى والتخلي عن النظام الإشتراكي والتوجه للرأسمالية أملًا في تحسين اقتصادها واللحاق بركاب الدول الصاعدة، ولكن بعد إرساء دعائم الدولة الروسية بدأت تتوجه مرة أخرى إلى تعزيز صلاتها بالدول الأفريقية من خلال المساعدات الاقتصادية وغيرها حتي تستحوذ من جديد على نصيب في العلاقات الدولية بالدول الأفريقية وتحقيق أهدافها في المنطقة، ومن هنا يمكن تكوين تساؤل رئيسي يتمثل في: كيف استطاعت روسيا الإتحادية ان تصبح قوى صاعدة في إفريقيا؟
ومن التساؤل الرئيسي، تنبع عدة تساؤلات فرعية تتمثل في:
- ماهي دوافع روسيا الاتحادية في إفريقيا؟
- كيف صاغت روسيا الاتحادية استراتيجيات التوغل في إفريقيا؟
- إلى أي مدى استطاعت روسيا الإتحادية التصدي للتحديات التي تواجهها في المنطقة؟
- كيف استطاعت روسيا تعزيز نفوذها في منطقة إفريقيا في ظل الحرب الروسية-الأوكرانية؟
الاهداف : تتبني هذه الدراسة عدة اهداف تتمثل في:
- التعرف على الدوافع وراء توغل روسيا في إفريقيا.
- تسليط الضوء على اهم استراتيجيات روسيا لتحقيق هدف التوغل في إفريقيا.
- التطرق للتحديات التي تحول دون تعزيز روسيا لوجودها في المنطقة.
- توضيح كيف استجابت روسيا لتنافسات القوى الدولية الأخرى في المنطقة.
- توضيح استراتيجية روسيا في إفريقيا في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.
الأهمية : تنقسم الأهمية إلى أهمية علمية وأهمية عملية كالتالي:
الأهمية العلمية: تتمثل الأهمية العملية في إثراء العقول وتزويد المكتبة العربية بمعلومات حول الاستراتيجية الروسية في أفريقيا وأثرها على الدول الأفريقية والتطرق إلى التحديات التي تواجهها روسيا في المنطقة وردود أفعال القوى الكبرى حول التوغل الروسي في المنطقة، وكذلك مساعدة الأفراد على فهم ما يحدث حولهم من أحداث.
الأهمية العملية: تتمثل الأهمية العملية في تحليل الدور الروسي في إفريقيا وتزويد صانع القرار بمعلومات حول مدى أهمية الأستفادة من الوجود الروسي في المنطقة وما قد يقدمه من مزايا اقتصادية وتكنولوجية وتعاونات بين الطرفين.
حدود الدراسة : تتمحور الدراسة حول:
الحد الزمني: يبدأ الحد الزمني من عام ٢٠٢٢م وينتهي بعام ٢٠٢٤م نظرًا لكون الحرب الروسية على أوكرانيا، التي بدأت في فبراير ٢٠٢٢م، نقطة تحول رئيسية في السياسة الدولية، حيث دفعت روسيا إلى البحث عن حلفاء جدد وتعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها، إذ تُبرز هذه الحرب أهمية إفريقيا كمجال استراتيجي لموسكو، حيث تسعى لتعزيز وجودها وتأمين موارد طبيعية مهمة في سياق التنافس المتزايد بين القوى الكبرى.
الحد المكاني: يتمثل الحد المكاني في قارة إفريقيا، إذ أنها كانت على مر الزمن ولا زالت مطمعًا من قبل القوى الكبرى بأعتبارها منطقة نفوذ وتصارع على الهيمنة، وقد ربطت بين إفريقيا وبين الإتحاد السوفييتي شابقًا وروسيا الإتحادية حاليًا علاقات وثيقة إذ كانت تعتمد كثير من الدول الإفريقية على الإتحاد السوفييتي في امداد الأسلحة والمساعدات الاقتصادية وغيرهم، وقد عادت روسيا تدريجيًا إلى تعزيز علاقاتها بأفريقيا من خلال قمم روسية-أفريقية او من خلال الصفقات المتبادلة بينهم او غيرهم.
المنهج : اعتمدت الدراسة على التكامل المنهجي من خلال الاعتماد على:
المنهج التحليلي: تم استخدام المنهج التحليلي لتقييم استراتيجيات روسيا وأثرها في العلاقات مع الدول الإفريقية.
المنهج الاستشرافي: تم استخدام المنهج الاستشرافي من أجل توقع السيناريوهات المستقبلية المحتملة بناءً على الاتجاهات الحالية والعوامل المؤثرة، مما يساعد في وضع استراتيجيات تعزز من نفوذ روسيا في القارة وتواجه التحديات المرتقبة.
تقسيم الدراسة
- المبحث الأول: دوافع روسيا الإتحادية واستراتيجيتها للتوغل في إفريقيا.
- المبحث الثاني: النفوذ الروسي في أفريقيا في ظل الحرب الروسية الأوكرانية
- المبحث الثالث: تحديات التواجد الروسي في إفريقيا.
المبحث الأول: دوافع روسيا الإتحادية واستراتيجيتها للتوغل في إفريقيا
تَجدر الإشارة إلى أن العلاقات الافريقية-الروسية علاقات ليست حديثة العهد، إذ أن تلك العلاقات تمتد إلى ما قبل إنهيار الإتحاد السوفيتي، ولكنها شهدت تراجعًا ملحوظًا في الفترة التي تلت هذا الإنهيار، ويُمكن إرجاع ذلك التراجع إلى مرور الدولة الروسية وقتها بفترة إعادة هيكلة وانتقال داخلي، ولكن اصبحنا الآن نشهد إعادة إحياء بل وتنامي وتعزيز لتلك العلاقات خاصًة على خلفية الحرب الروسية-الأوكرانية وما تزامن معها من عقوبات متنوعة على روسيا، وفي هذا الصدد يُمكن إجمال بعض الدوافع الروسية للتوغل في افريقيا فيما يلي:
اولا: الدافع الجيوستراتيجي:
يمثل الدافع الجيوستراتيجي أهمية حيوية بالنسبة لموسكو، ففي ظل التصارع الدولي على منطقة أفريقيا تسعى روسيا إلى إستغلال علاقاتها الوثيقة والقديمة بالمنطقة في توفير موطيء قدم لها في البحر الأبيض المتوسط الذي يقع على الحدود الجنوبية لحلف الناتو كرد على اقتراب الحلف من الحدود الغربية لموسكو من خلال محاولة ضم أوكرانيا وضم فنلندا في عام ٢٠٢٣م، ومحاولة كسر العزلة الروسية بسبب العقوبات الغربية ضدها بسبب ضم شبه جزيرة القرم والدور الروسي في سوريا واخيرًا الحرب الأوكرانية.[1]
ثانيا: توفير الدعم لروسيا في المحافل الدولية:
تُشكل أفريقيا كُتلة تصويتية لا يُستهان بها في المحافل الدولية، إذ تُشكل نسبة ٢٨٪ من نسبة العضوية في الأمم المتحدة بإجمالي ٥٤ دولة من أصل ١٩٣ دولة[2]، وهو ما تريد روسيا استغلاله في دعم الدول الأفريقية لها في محافل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ثالثا: إحداث توازن بين المعسكرين الشرقي والغربي:
بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي شهد المعسكر الشرقي الذي يضم دولًا كالصين ضعفًا ملحوظًا تزامن مع انغلاق روسيا على نفسها نتيجة لعملية التحولات الهيكلية التي كانت تشهدها، مما أعطى مساحة للمعسكر الغربي للتوسع وزيادة نفوذه في أفريقيا والتي كانت مازالت تعاني بسبب اعتمادها بشكل كبير على الإتحاد السوفييتي مما جعلها تضطر أن تتخلى عن النهج الأشتراكي والتوجه للرأسمالية لتحصل على استحسان الدول الغربية والمؤسسات المالية الدولية التي تهيمن عليها، ولكن بعد إرساء دعائم الدولة الروسية سعت إلى إعادة إحياء علاقتها بالدول الأفريقية لإعادة خلق توازن بين معسكرين، كما أن الوجود الصيني في أفريقيا سيحدث توافق وانسجام بين البلدين ويعطى دفعة قوية بأتجاه التوازن المنشود بين المعسكرين[3]، كما ان المنهج البرجماتي الذي تعتمد عليه روسيا والذي يرتكز بشكل أساسي على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول يتقارب بشكل كبير مع توجهات السياسة الخارجية للصين الذي ترتكز ايضًا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
رابعا: الدافع الاقتصادي:
تمثل أفريقيا سوقًا مهمًا لروسيا، إذ وصل حجم التبادل التجاري مع أفريقيا في عام ٢٠١٧م حوالي ١٧ بليون دولار منها ٥ مليار دولار من التجارة مع دول أفريقيا جنوب الصحراء[4]، وقفزت في عام ٢٠٢٣م إلى ٢٢ مليار دولار بعدما توقف حجم التبادل التجاري عند ١٨ مليار دولار في عام ٢٠٢٢م[5]، وبشكل عام مثلت أفريقيا نسبة ١٣٪ من صادرات السلاح الروسي في ٢٠١٩م، كما ان روسيا تمثل ٣٠٪ من واردات القارة من السلاح[6]، وكان على رأس قائمة واردات السلاح هي مصر والجزائر ونيجيريا ومالي وانجولا وبوركينا فاسو[7]، كما أن قوات فاجنر التي انتشرت في عدد من الدول الأفريقية بداية من عام ٢٠١٧م صاحب وجودها علاقات وثيقة مع شركات التعدين والتنقيب عن النفط الروسية في المنطقة[8]، مما قد يُشير إلى ان وجود تلك القوات في المنطقة هو لخدمة الدافع الاقتصادي بالأساس وليس من أجل دعم جبهات التحرر في أفريقيا من الاستعمار الفرنسي.[9]
وكنتيجة لتعدد دوافع روسيا في منطقة أفريقيا، سعت إلى وضع عدة استراتيجيات تساعدها في تحقيق أهدافها في المنطقة، وفيما يلي شرحًا لبعض تلك الاستراتيجيات:
- استراتيجية اقتصادية: عن طريق إرسال المساعدات الغذائية للدول الأفريقية بشروط دفع مُيسرة او حتي مجانًا، كما فعل بوتين في قمة روسيا-أفريقيا عام ٢٠٢٣م عنما وعد بتسليم ٥٠ ألف طن من الحبوب للصومال وأفريقيا الوسطى و٢٥ ألف طن من الحبوب لمالي وبوركينا فاسو وزيمبابوي واريتريا مجانًا، والتي اُطلق عليها لاحقًا اسم “مبادرة حبوب البحر الأسود”[10]، وايضًا عن طريق إعفاءات من الديون، إذ قام بوتين بإلغاء ديون مستحقة على دول أفريقية بأكثر من ٢٠ مليار دولار خلال المؤتمر البرلماني الروسي الأفريقي في عام ٢٠٢٣م[11]، واعفاءها للصومال من ديون بقيمة ٦٨٤ مليون دولار على هامش قمة سان بطرسبرغ في عام ٢٠٢٣م.[12]
- استراتيجية القوة الناعمة: تقوم روسيا بتوظيف القوة الناعمة من خلال استخدام الإعلام في مخاطبة الشعوب الأفريقية التي لديها تاريخ سيء مع الشعوب الغربية وبخاصًة فرنسا مُستغلة التاريخ الإستعماري الفرنسي لتصويره على أنه ناهب ومُستغل للشعوب الأفريقية وثرواته وتصوير نفسها على أنها شريك قديم واستراتيجي لتلك الشعوب[13]، بالإضافة لعقد اتفاقيات في مجال التعليم تتضمن الاعتراف المتبادل بالدرجات العلمية والدبلومات بين روسيا وتلك الدول، إذ قامت روسيا في عام ٢٠٢٢م بتقديم حوالي ٣٤ ألف منحة دراسية للطلاب الأفارقة في مجالات كمجال هندسة البترول لطلاب دولة تشاد، ومجال العلوم الطبية لطلاب دولة نيجيريا.[14]
- استراتيجية عسكرية: عن طريق انشاء تشكيل عسكري روسي يُسمى”الفيلق الأفريقي” واعطاءه الضوء الأخضر وشرعية الوجود العلني لمحاربة الوجود الغربي في المنطقة تزامنًا مع حملات المناهضة الأفريقية للوجود الغربي.[15]
- استراتيجية سياسية: عن طريق تبني المنهج البرجماتي الذي يرتكز على المصلحة وعدم التدخل في شؤون الدول الأفريقية وعدم إلزامها بإتباع إيدولوجية معينة او إثقالها بمعايير كحقوق الإنسان والديموقراطية على عكس الدول الغربية، مما أعطاها جاذبية عن النموذج الغربي بالنسبة للزعماء الأفارقة، بالإضافة لدعم الأنظمة الصاعد.[16]
المبحث الثاني: النفوذ الروسي في أفريقيا في ظل الحرب الروسية الأوكرانية
تصاعد النفوذ الروسي في القارة الإفريقية من خلال التعاون في كافة القطاعات، خاصة قطاع الامن والطاقة، كما كانت هناك مناورات بحرية مشتركة بين روسيا وكل من جنوب إفريقيا والصين، بالإضافة إلى التبادل التجاري والاستثمارات الروسية في البلاد الإفريقية، واستخدمت روسيا عدة استراتيجيات لدعم نفوذها في إفريقيا، مثل دعم رؤساء الدول الإفريقية في التحولات السياسية[17]، واظهرت الحرب الروسية الأوكرانية أهمية إفريقيا العظمى بالنسبة لروسيا ودول العالم، ذلك ما جعل الدول الكبرى تتسابق بتبنى استراتيجيات جديدة نحو علاقاتها مع الدول الإفريقية لتعزيز هذه العلاقات، مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية.[18]
أولا: آثار الحرب الروسية الأوكرانية على مستقبل إفريقيا
الآثار السياسية:
- تراجع مكانة القارة الإفريقية دوليا، حيث يمكن القول إن اهتمام الجهات المانحة في الوقت الحالي هو توجيه المساعدات الإنسانية لضحايا الغزو الروسي لأوكرانيا ومعالجة آثارها، وهو ما يأتي على حساب المساعدات التي توجه للقارة الإفريقية، بالإضافة إلى ضعف وكالات المعونة الدولية وبرنامج الأغذية أمام ارتفاع الأسعار، أثر ذلك على المساعدات التي تقدم للمحتاجين في إفريقيا وبالأخص في منطقة القرن الإفريقي [19]
- تزايد فرص اندلاع الصراعات في إفريقيا وذلك لتدهور الأمن الغذائي في إفريقيا، نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية، والتي قد تمتد إلى نشوب حروب أهلية.[20]
الآثار الاجتماعية:
- ادت الأزمة الغذائية في إفريقيا نتيجة للحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى ارغام ملاين العائلات إلى ترك منازلهم وذلك في العديد من الدول الإفريقية مثل إثيوبيا والصومال.[21]
ثانيا: الموقف الأفريقي تجاه الحرب الروسية الأوكرانية.
اختلفت وجهات النظر الإفريقية تجاه الحرب الروسية الأوكرانية منذ اندلاعها، وتباينت المواقف بين الصمت والحذر والإدانة، ولكن هناك العديد من الدول الأفريقية اتخذت موقف الحياد[22]، وفي أكتوبر ٢٠٢٢ دعت الامم المتحدة دول العالم من خلال قرار صدر عنها لإدانة روسيا وعدم الاعتراف بضم الأراضي الأوكرانية لها وكان الموقف الأفريقي تجاه القرار أن امتنعت ١٨ دولة إفريقية، وبينما لم تصوت خمس دول.[23]
ثالثا: مستقبل النفوذ الروسي في القارة الإفريقية.
يعبر النفوذ الروسي في القارة الإفريقية عن استفادة موسكو من تراجع الدور الغربي ، ولايزال امام روسيا الكثير من الفرص لتعزيز التعاون مع دول القارة، ومثال على ذلك انعقاد القمة الروسية الإفريقية الثانية، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الدول الإفريقية التي توجد بها البيوت الروسية والتي ارتفع عددها من ٨ إلى ١١، بالإضافة إلى أن روسيا تمتلك العديد من الهياكل التجارية والجامعات والمنظمات التي تعمل في إفريقيا، لكن ظل عدد البعثات التجارية الروسية عند نفس العدد.[24]
تستخدم روسيا من خلال الأدوات الدبلوماسية إلى تعظيم مكاسبها السياسية، ومن أبرزها استخدام دبلوماسية الغذاء، وهذا ما تفعله الدول الإفريقية في الامم المتحدة للحفاظ على علاقاتها مع روسيا والغرب بشكل لا يضر بالمصالح الأفريقية ومن اجل تعزيز دورها في الساحة الدولية[25]، وذلك ما تحقق بعد انضمام الدول الإفريقية إلى تكتل البريكس، ويدل ذلك على تنامى الدور الدبلوماسي والسياسي لأفريقيا على الساحة الدولية، لذلك يمكن القول أن إفريقيا حققت مكاسب سياسية واقتصادية في إطار علاقاتها مع روسيا، بالرغم من التحديات التي تواجه العلاقات بينهما، وزادت هذه المكاسب بعد انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين، وبعض الدول الإفريقية إلى تجمع البريكس، وحظيت الدول الإفريقية بدعم روسي، لذلك فالعلاقات الروسية الإفريقية من المتوقع أن تشهد المزيد من التعاون، بالإضافة إلى التنسيق السياسي بينهما في الامم المتحدة.[26]
المبحث الثالث: تحديات التواجد الروسي في إفريقيا
تُعد إفريقيا في السنوات الأخيرة نقطة اهتمام استراتيجية ضمن السياسة الخارجية الروسية، تسعى موسكو لتعزيز نفوذها في قارة غنية بالموارد الطبيعية والفرص الاقتصادية، ومع ذلك، فإن مساعي روسيا نحو توسيع دورها كقوة صاعدة في إفريقيا تواجه مجموعة من التحديات المعقدة، مما يتطلب منها اعتماد استراتيجيات فعّالة لضمان نجاح حضورها في المنطقة.
أولاً: ضعف حجم التبادلات الاقتصادية
يُعتبر ضعف حجم التبادلات الاقتصادية من أبرز التحديات التي تعترض العلاقات الروسية الإفريقية، على الرغم من أن روسيا تُعد واحدة من أكبر اقتصادات العالم، حيث بلغ إجمالي ناتجها المحلي حوالي ٢٫٣ تريليون دولار في نهاية عام ٢٠٢٢[27] إلا أن حجم تجارتها واستثماراتها في إفريقيا يبقى ضئيلاً، تقدر الاستثمارات الروسية في القارة بحوالي ٤٠ مليار دولار، ما يمثل أقل من ١٪ من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفريقيا.[28]
يعكس هذا التواضع في حجم الاستثمارات عائقًا رئيسيًا أمام تطوير العلاقات الاقتصادية بين روسيا والدول الإفريقية، حيث تُظهر البيانات أن صادرات الدول الإفريقية إلى روسيا لا تتجاوز ٠٫٥٪ من إجمالي صادرات القارة إلى بقية العالم، تتركز هذه الصادرات بشكل أساسي على عدد محدود من الدول، حيث تستحوذ أربع دول فقط هي مصر، المغرب، الجزائر، وجنوب إفريقيا على حوالي ٧٠٪ من التجارة بين روسيا وإفريقيا.[29]
ثانياً: هيمنة العامل السياسي
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، لم تنظر روسيا إلى إفريقيا من منظور اقتصادي بحت، بل اتجهت نحو تعزيز وجودها السياسي والعسكري في المنطقة، وقد اتسمت اللقاءات رفيعة المستوى بين موسكو والدول الإفريقية بخطابات سياسية قوية، لكن هذه اللقاءات غالبًا ما انتهت باتفاقيات ثنائية محدودة، بينما تتطلع الدول الإفريقية إلى تحقيق تنمية مستدامة وملموسة، تركز موسكو في المقابل على تعزيز وجودها السياسي، إن هذا التباين في الأهداف يُظهر ضرورة إعادة صياغة الاستراتيجية الروسية لتكون أكثر توافقًا مع احتياجات الدول الإفريقية.[30]
ثالثاً: التنافس الدولي
تُعتبر إفريقيا ساحةً حيوية للتنافس بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، يفرض هذا التنافس تحديات على روسيا، إذ تستثمر هذه القوى بشكل مكثف في مشاريع البنية التحتية وتقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية، مما يزيد من صعوبة تحقيق المصالح الروسية في القارة، وتشير هذه الديناميكيات إلى أن روسيا تحتاج إلى إعادة تقييم استراتيجياتها إذا كانت ترغب في تعزيز مكانتها في إفريقيا، حيث إن عدم قدرتها على المنافسة بنفس المستوى مع القوى الكبرى يُشكل تهديدًا لفرصها في إقامة علاقات تجارية واستثمارية فعالة.[31]
رابعاً: التمويل والموارد المحدودة
تواجه روسيا تحديات كبيرة في تمويل عملياتها ومشاريعها في إفريقيا، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية الناجمة عن العقوبات المفروضة عليها، تحد هذه العقوبات من قدرة موسكو على تقديم المساعدات والاستثمارات الكبيرة التي تحتاجها الدول الإفريقية، ويتطلب الوضع الراهن من روسيا البحث عن آليات جديدة للتعاون، تتجاوز الاعتماد على التمويل المباشر، يمكن أن تشمل هذه الآليات شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص أو تعزيز التعاون مع دول أخرى غير غربية لتجاوز العقوبات المفروضة.[32]
خامساً: النفوذ الصيني
تعتبر الصين المنافس الأكبر لروسيا في إفريقيا، حيث تمتلك حضورًا قويًا بفضل مبادرة “الحزام والطريق”، التي تركزت على تطوير مشاريع البنية التحتية والتعاون الاقتصادي[33]، وتسهم هذه المبادرة في كسب ثقة الدول الإفريقية، مما يجعل من الصعب على روسيا بناء شراكات مماثلة، وتحتاج روسيا إلى استراتيجيات مبتكرة وجذابة، تركز على تقديم مزايا تنافسية للدول الإفريقية، قد يساهم التركيز على المشاريع التنموية المشتركة في بناء الثقة وزيادة النفوذ الروسي في القارة.[34]
سادساً: عدم الاستقرار السياسي والأمني
تعاني العديد من الدول الإفريقية من نزاعات داخلية وعدم استقرار سياسي، مما يعيق قدرة روسيا على إقامة مشاريع اقتصادية طويلة الأمد، تمثل هذه النزاعات بيئة غير مواتية للاستثمار[35]، حيث تُقلل من فعالية الاستثمارات الروسية وتعرض الشركات والعاملين للخطر، وقد يُظهر هذا الوضع الحاجة إلى تقييم المخاطر السياسية والأمنية بشكل أفضل قبل اتخاذ أي خطوات استثمارية، يُعتبر التركيز على الأمن والاستقرار جزءًا أساسيًا من استراتيجية روسيا لضمان نجاح مشاريعها.[36]
سابعاً: الصورة العامة والتحديات الحقوقية
تواجه روسيا انتقادات متزايدة بشأن تورط شركات أمنية روسية مثل “فاغنر” في النزاعات الداخلية الإفريقية، مما يُبرز قضايا حقوق الإنسان ويؤثر سلبًا على سمعتها الدولية، وتُعتبر هذه النقطة حرجة؛ إذ أن سمعة روسيا تلعب دورًا كبيرًا في قدرتها على بناء شراكات قوية في إفريقيا، لذا يتطلب الأمر من موسكو تحسين صورتها وتعزيز الشفافية في عملياتها لدعم جهودها في القارة.[37]
ثامناً: قيود البنية التحتية والتكنولوجي
تمتلك روسيا موارد وخبرات محدودة مقارنة بالصين والغرب في مجالات التكنولوجيا والاتصالات والبنية التحتية، هذا يُعيق قدرتها على توفير حلول متكاملة تلبي تطلعات الدول الإفريقية، خاصة في ظل اعتمادها الكبير على الموارد الطبيعية.[38]
تاسعاً: الضغوط الداخلية
تواجه روسيا تحديات اقتصادية واجتماعية داخلية تعيق قدرتها على دعم الدول الإفريقية، يُؤثر تركيزها على القضايا الداخلية بشكل مباشر على اهتمامها بمصالحها الخارجية، خاصة في المناطق التي تتطلب استثمارات طويلة الأجل[39]، و يشير هذا الأمر إلى ضرورة تحقيق توازن بين الأولويات الداخلية والخارجية، يُمكن أن يؤدي تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية إلى تحقيق فوائد اقتصادية قد تُعزز من الوضع الداخلي أيضًا.[40]
السيناريوهات المُحتملة
توصلت الدراسة إلى عدة سيناريوهات مُحتملة الا وهي:
- الاستمرار في النفوذ العسكري
تعمل روسيا على تعزيز نفوذها العسكري في إفريقيا من خلال توقيع اتفاقيات دفاعية وتوسيع انتشارها عبر شركات أمن خاصة مثل “فاغنر” يمنحها هذا الوجود غير الرسمي تأثيرًا قويًا دون التدخل المباشر، ويسمح لها بالاستفادة من نقاط الضعف الأمنية في بعض الدول الإفريقية، وقد نجحت روسيا في زيادة اعتماد هذه الدول على الدعم العسكري الروسي، لا سيما في مناطق النزاع مثل جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي.
- التوسع الاقتصادي المحدود
بسبب العقوبات والضغوط الاقتصادية الدولية، تركز روسيا على استثمارات استراتيجية في إفريقيا، خاصةً في قطاعات الطاقة والتعدين، تُعد علاقاتها مع الجزائر وجنوب إفريقيا من الأمثلة على ذلك، حيث تركز على صفقات الغاز والنفط والمعادن، لكن، تبقى التحديات الاقتصادية الدولية عائقًا أمام توسعها في باقي القطاعات، ما يجعل هذا التوسع محدودًا وموجهًا فقط لبعض المجالات الأساسية.
- عدم الاستقرار السياسي
يُعتبر عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول الإفريقية عائقًا رئيسيًا أمام الاستثمارات الروسية طويلة الأمد، إذ تشكل النزاعات المحلية والاضطرابات السياسية تحديًا للمناخ الاستثماري، كما في جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث يصعب إقامة شراكات اقتصادية مستدامة، يدفع هذا الوضع روسيا نحو استثمارات منخفضة المخاطر، للحفاظ على مصالحها مع تقليل احتمالات الخسارة الكبيرة.
السيناريو الأكثر تحقيقًا هو الاستمرار في النفوذ العسكري، عززت روسيا وجودها في إفريقيا من خلال اتفاقيات دفاعية مع دول مثل جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي، إلى جانب دور شركات الأمن الخاصة مثل “فاغنر” التي تعمل بشكل غير رسمي، ساعد هذا الوجود العسكري غير الرسمي روسيا على توسيع نفوذها دون تدخل مباشر، مما يقلل من الانتقادات الدولية والتكاليف الاقتصادية.
تشمل الأدلة على هذا السيناريو توقيع روسيا العديد من اتفاقيات الدفاع، ودعمها للجيوش الإفريقية عبر التدريب والمعدات العسكرية الروسية، وتأييد بعض الحكومات الإفريقية لتعزيز استقلالها عن القوى الغربية، يشير ذلك إلى توسع النفوذ الروسي في إفريقيا بمرور الوقت، ويُقدر أن نسبة تحقق هذا السيناريو تصل إلى ٨٥%-٩٠% بسبب استثمار روسيا الكبير في دعم نفوذها العسكري وتزايد الاعتماد الإفريقي على الدعم الروسي.
الخاتمة
تتجه روسيا، كقوة صاعدة في إفريقيا، نحو تعزيز وجودها في القارة من خلال مجموعة من الدوافع الاستراتيجية التي تشمل تأمين مواردها الطبيعية، توسيع نفوذها السياسي، وتحقيق أهدافها الاقتصادية، إن العلاقات الروسية الإفريقية تمثل فرصة لتعزيز الشراكات الاستراتيجية، إلا أنها تواجه تحديات متعددة تتمثل في التنافس الدولي وضعف التبادلات الاقتصادية وغيرها
إن نجاح روسيا في تحقيق أهدافها يتطلب تعزيز صورتها في المنطقة من خلال معالجة القضايا الحقوقية والالتزام بالتنمية المستدامة، مما يسهم في تعزيز مكانتها كحليف موثوق للدول الإفريقية، وفي ظل هذه الديناميكيات يتضح أن المستقبل القريب يحمل في طياته إمكانيات واسعة لنفوذ روسيا في إفريقيا، ولكنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقدرتها على التكيف مع التغيرات السريعة في المشهد الجيوسياسي.
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منهم:
- تتعدد دوافع روسيا للتوغل في افريقيا واستراتيجيتها، ولكنها في النهاية تخدم الغاية العليا الا وهي أن تصبح روسيا قوة كبري في أفريقيا ساعيًة إلى خلق نظام دولي متعدد الأقطاب تكون فيه روسيا قطب أساسي.
- لا تعتمد روسيا على استراتيجية واحدة فقط فيما يتعلق بالتوغل في افريقيا، بل تتبع العديد من الاستراتيجيات لتحقيق أهدافها في المنطقة، وتترابط تلك الإستراتيجيات مع بعضها البعض كالإستراتيجية العسكرية التي تخدم بشكل كبير الجانب الاقتصادي الذي يركز بشكل كبير على الذهب والموارد الأفريقية.
- ضعف حجم التبادلات الاقتصادية، حيث يعكس عدم تحقيق روسيا لتقدم ملحوظ في العلاقات التجارية مع الدول الإفريقية، مما يحد من تأثيرها الاقتصادي في القارة.
- هيمنة العامل السياسي، إذ يظهر التركيز المفرط على الوجود السياسي بدلاً من التنمية الاقتصادية، مما يعوق تحقيق شراكات فعالة ومستدامة مع الدول الإفريقية.
- التمويل المحدود، حيث تُظهر العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا عجزها عن تقديم الدعم المالي الكافي للمشاريع الاستثمارية في إفريقيا، مما يؤثر على قدرتها على توسيع نفوذها.
- يؤثر عدم الاستقرار السياسي والأمني في العديد من الدول الإفريقية سلبًا على فرص الاستثمار الروسي، مما يُقلل من جاذبية الأسواق الإفريقية.
- التحديات المتعلقة بالصورة العامة والحقوقية: تعكس الانتقادات الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان ضعفًا في سمعة روسيا، مما يجعل الدول الإفريقية أكثر ترددًا في إقامة شراكات طويلة الأمد معها.
- مع استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا ستحتاج الدول الإفريقية لإدارة علاقاتها بطريقة فعالة مع الجانبين لحماية مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية، حتى لو كان ذلك صعبا.
- زادت معاناة الدول الإفريقية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا بالأخص دول القرن الإفريقي نظرا لصعوبة دخول رأس المال، والتي تُعتمد عليها هذه الدول في الغذاء والاستيراد من الخارج.
وفي ضوء التحديات التي تعوق النفوذ الروسي في إفريقيا، يتطلب من روسيا أن تعيد استراتيجيتها في المنطقة وذلك من خلال التوصيات التالية:
- تعزيز الشراكات الاقتصادية: يجب على موسكو ان تقوم بتكثيف الجهود لتوسيع نطاق الاستثمارات الروسية في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والطاقة والمعادن، يتطلب ذلك إقامة شراكات استراتيجية مع الدول الإفريقية لتطوير مشاريع مشتركة تسهم في تحقيق المنفعة وتعزيز الروابط الاقتصادية.
- تعزيز التعاون الثقافي: يمكن لروسيا تطوير برامج ثقافية وتعليمية تهدف إلى تعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب الإفريقية والروسية، سيساهم هذا في تحسين صورة روسيا في إفريقيا وزيادة نفوذها الثقافي، مما يمكن أن ينعكس إيجابياً على العلاقات السياسية والاقتصادية.
[1] احمد بيومي، مكانة افريقيا في السياسة الروسية، متاح على الرابط التالي: https://ecss.com.eg/36230/ ت.د ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤.
[2] ايمان الشعراوي، قمة المستقبل ٢٠٢٤: هل يمكن ان تحصل إفريقيا على عضوية دائمة في مجلس الأمن؟، متاح على الرابط التالي: https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/9364/ ت.د ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤م.
[3] احمد بيومي، مكانة افريقيا في السياسة الروسية، مرجع سابق.
[4] رضا شحاته، الهرولة الدولية على أفريقيا، مجلة شؤون عربية، ٢٠١٩م، ص١٢٢-١٢٣.
[5] انتصار عنتر، تطور العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا يغذي طموحات روسيا لتجاوز العقبات، متاح على الرابط التالي: https://www.independentarabia.com/node/556381/اقتصاد/أخبار-وتقارير-اقتصادية/تطور-العلاقات-الاقتصادية-مع-أفريقيا-يغذي-طموحات-روسيا ت.د ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤م.
[6] Mathieu Droin , Russia is still processing in Africa. What’s the limit?, The Center for Strategic and International Studies, Available on: https://www.csis.org/analysis/russia-still-progressing-africa-whats-limit
[7] رضا شحاته، مرجع سابق.
[8] انتصار عنتر، مرجع سابق.
[9] Denys Reva, Russia’s growing influence in Africa calls for more balanced partnerships, Institute for security studies, June 26, 2024.
[10] سكاي نيوز العربية، روسيا تكمل مبادرتها بإرسال الحبوب مجانًا إلى ٦ دول أفريقية، متاح على الرابط التالي: https://www.skynewsarabia.com/business/1694709-روسيا-تكمل-مبادرتها-بإرسال-الحبوب-مجانا-6-دول-إفريقية ت.د ٢٩اكتوبر ٢٠٢٤م.
[11] جريدة الشرق، روسيا تعلن عن إعفاء الدول الأفريقية من ديون بقيمة ٢٠ مليار دولار، متاح على الرابط التالي: https://m.al-sharq.com/article/28/09/2017/روسيا-تعلن-إعفاء-الدول-الإفريقية-من-ديون-بقيمة-20-مليار-دولار?d=1 ت.د ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤م.
[12] سكاي نيوز العربية، روسيا تعفي الصومال من ديون بقيمة ٦٧٤ مليون دولار، متاح على الرابط التالي: https://www.skynewsarabia.com/business/1640731-روسيا-تعفي-الصومال-ديون-بقيمة-684-مليون-دولار ت.د ٢٩اكتوبر ٢٠٢٤م.
[13] Benjamin R. Young, Russia is riding an anti-colonial wave across Africa, Available on: https://www.rand.org/pubs/commentary/2024/09/russia-is-riding-an-anti-colonial-wave-across-africa.htm
[14] احمد دهشان، النفوذ الروسي في أفريقيا: الدوافع والإستراتيجية والأدوات، متاح على الرابط التالي: https://dimensionscenter.net/ar/النفوذ-الروسي-في-إفريقيا-الدوافع-والإستراتيجية-والأدوات ت.د ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤.
[15] هنا رامي، الفيلق الأفريقي: إعادة هيكلة الوجود العسكري الروسي في أفريقيا من البوابة الليبية، متاح على الرابط التالي: https://ecss.com.eg/46082/ ت.د ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤م.
[16] حسام احمد، الفيلق الأفريقي الروسي.. استراتيجية نفوذ جديدة وإستدارة نحو أفريقيا، متاح على الرابط التالي: https://shafcenter.org/الفيلق-الإفريقي-الروسي-استراتيجية-نف/ ت.د ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤م.
[17] Mariel Ferragamo, Russia’s Growing Footprint in Africa, COUNCILon FOREIGN RELATIONS, December 28, 2023, Available on https://www.cfr.org/backgrounder/russias-growing-footprint-africa
[18]جهاد عمر الخطيب، الحرب الروسية الأوكرانية والحسابات الإفريقية، مجلة افاق استراتيجية، العدد ٥، مارس ٢٠٢٢.
[19] Sarah Daly, RUSSIA’S INFLUENCE IN AFRICA, A SECURITY PERSPECTIVE, POLICY CENTER NEW SOUTH, February 2023, p.3
[20]امل عيتانى، تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، سبتمبر ٢٠٢٣.
[21]ريهام محمد، دينا لملوم، الفيلق الإفريقي الروسي…استراتيجية نفوذ جديده واستدارة نحو إفريقيا، مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية، يونيو ٢٠٢٤، متاح على https://2u.pw/IFhRB5YA ، تم الاطلاع في ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤.
[22] نهاد انور سيد، أثر تنامى النفوذ الروسي على تطور العلاقات الروسية الإفريقية: دراسة حالة الدولة المصرية، مجلة كلية السياسة والاقتصاد، العدد الثالث والعشرون، يوليو ٢٠٢٤، ص٢٤٥:٢٥٠.
[23]مصطفى خواص، تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على إفريقيا، مجلة قراءات سياسية، السنة التاسعة عشر، العدد ٥٨، اكتوبر ٢٠٢٣.
[24] اميرة محمد عبد الحليم، التنافس الدولي على إفريقيا بعد مرور عام على الحرب الروسية الأوكرانية، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ٢٠٢٣. متاح على https://acpss.ahram.org.eg/News/17822.aspx ، تم الاطلاع في ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤.
[25] Chahri, Eulalia Claros and Gyorgyi Macsai, Russia in Africa: An atlas, report, European Parliament, February 2024, p.3
[26] نجلاء مرعي، مآلات الحرب الروسية الأوكرانية على القارة الأفريقية، الأكاديمية الدولية للعلوم الأمنية، يوليو ٢٠٢٣، متاح على https://issaacademy.uk/2023/06/22/russian-ukrainian-war-on-african، تم الاطلاع في ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤.
[27]Daniela Carchedi,” MOTIVATIONS OF RUSSIAN MILITARY TECHNICAL COOPERATION IN AFRICA”(Submitted in partial fulfillment of the requirements for the degree of Master of Arts in security studies (MIDDLE EAST, SOUTH ASIA, SUB-SAHARAN AFRICA, NAVAL POSTGRADUATE SCHOOL December 2020), p.11:14
[28] آفاق استراتيجية،” التنافس الروسي – الغربي وديناميات القوة في منطقة الساحل“، (جامعة القاهرة: مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، ع٧، يونيو ٢٠٢٣) ص٤٦، ص ٤٧.
[29] المرجع السابق
[30] آفاق استراتيجية،” التنافس الروسي – الغربي وديناميات القوة في منطقة الساحل”، مرجع سابق.
[31] جريدة الشروق،” افريقيا – روسيا…. فرص وتحديات“، (٤ أغسطس ٢٠٢٣، https://www.shorouknews.com/mobile/columns/view.aspx?cd )، ت.د ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤.
[32] المرجع السابق.
[33] German Development Institute, Russia in Africa: Is Great Power Competition Returning to the Continent? Briefing Paper 15/2020, p. 45.
[34] آراء حول الخليج،” التواجد الروسي في افريقيا: الفرص والمخاطر“، (جدة: مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية، ع١٠٣، ديسمبر ٢٠١٥،https://araa.sa/Index.php?option=com_content&view=article&Id=3622&catid=885&Itemid=172.) ت.د ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤.
[35] Kemal Mohamedou,”The Wagner Group, Russia’s Foreign Policy and Sub-Saharan Africa”, CSP Geneva Centre for Security Policy,Available on:https://dam.gcsp.ch/files/doc/geneva-paper-32-2024
[36] المرجع السابق.
[37] المرجع السابق.
[38] جريدة المستقبل،” أولويات متباينة: تحديات تطوير علاقات روسيا وإفريقيا بعد قمة سان بطرسبرغ”، (https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/8461/%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%88%D9%8)ت. د ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤.
[39] Gerrit Olivier, “Russia is back in Africa”, Strategic Review for Southern Africa, University of Pretoria, (Vol 37, No 2), p162
[40] المرجع السابق