Uncategorized

فوز ترامب : تحليل سياسي للسياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية.

إعداد: منة الله احمد سيد_ باحثة في العلوم السياسية

من المرجح أن تؤدي عودة “دونالد ترامب” إلي الرئاسة مرة أخري، لإحداث تغيرات جذرية في السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية, وهو ما يترتب علية تغيرات جوهرية محتملة علي جبهات عدة، في ظل حالة عدم الأستقرار المسيطرة علي المشهد العالمي. تعتبر الأحداث التي يواجهها الشرق الأوسط  والصراع بين إسرائيل وإيران ووكلائها في المنطقة عاملًا رئيسيًا في تحديد التوجهات التي سيركز عليها الرئيس الأمريكي الجديد في سياسته تجاه المنطقة والملفات والقضايا الدولية العالقة، وإيضاح نهج  ترامب تجاهها.

اولًا: أبرز الملفات الدولية العالقة:

١-التصعيد داخل غزة ولبنان:

    تعهد ترامب بوقف الحرب في غزة ولبنان بمجرد انتخابه دون توضيح  تفاصيل، فقد ذكر ترامب في وقت سابق  أن السابع من أكتوبر ما كان ليحدث لو كان هو رئيساً، في إشارة إلى الحرب المشتعلة في قطاع غزة منذ  أكثر من عام وما ترتب عليها من توسع رقعة الصراع في مناطق أخري من المنطقة، في هذا الصدد تعهّد بأنه في حال فوزه سيعم السلام من جديد في العالم.

٢– الحرب الروسية الأوكرانية :

     أوضح ترامب أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية، إنه يستطيع إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال 24 ساعة فقط . قد أوضح اثنان من مستشاري ترامب السابقين للأمن القومي, أنه يجب علي الولايات المتحدة الاستمرار في إمداد أوكرانيا بالأسلحة لكنه دعم مشروط بدخول كييف في مفاوضات سلام مع موسكو. إن نهج ترامب “أمريكا أولا” الهادف إلي إنهاء الحرب و احتمالية انسحاب ترامب من حلف الناتو، إذ أنه يتهم أوروبا بالاستفادة المجانية من الوعود الأمريكية بالحماية . 

٣-العلاقات الأمريكية الصينية:

     يرى ترامب أن الصين هي الخصم الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة، فقد أشار ترامب  إلى أن إدارة بايدن حافظت على الرسوم الجمركية التي فرضها على بعض السلع الصينية، المتمثلة في تحقيق استقرار العلاقات بين واشنطن وبكين. وعلي الأرجح سوف يستعد ترامب في بناء علاقات وشراكات أمنية أقوي مع بعض الدول الإقليمية في محاولة منه لاحتواء النفوذ الصيني في المنطقة. فمن المتوقع وجود حرب  تجارية عنيفة بين الصين وأمريكا الفترة القادمة.

 ثانيًا: دلالات التحول في السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية

      قبل التحدث عن هذه الدلالات والتحولات, يجب ذكر بعض النقاط الهامة غير المسبوقة في ذلك السباق الانتخابي : أولا: يعتبر ترامب هو أول رئيس أمريكي يصل للحكم وهو مدان جنائيا في قضية “نيويورك” المرتبطة بتزوير وثائق مالية وتجارية وقيامة بدفع رشوة لممثلة في انتخابات 2016م, فبذلك نحن أمام وضع غير مسبوق من الناحية القانونية والدستورية والسياسية، فهناك تساؤلات كثيرة حول الحكم علي هذه القضايا، حتي الأن يوجد ثلاث قضايا أخري لم يتم حسمهم حتي هذه اللحظة، فهل سيتم سجن ترامب فيما بعد علي ذمة هذه القضايا أم لا؟؟ حتي الأن الدستور الأمريكي لم يمنع ترامب من حكم البلاد علي الرغم من الأحكام القضائية، حيث أن الدستور الأمريكي لا يشترط علي المرشح أن يكون خاليًا من السوابق الجنائية أو غير المحكوم عليهم، وعلي الرغم من ذلك يمكن أن تؤدي إدانة ترامب إلي تحديات دستورية وقانونية جديدة يترتب عليها صعوبة تطبيق بعض الوظائف الرئاسة التنفيذية إذا تم سجن الرئيس، مما قد يدفع إلي تعديلات دستورية جديدة لمعالجة مثل هذه الحالات، ومن الجدير بالذكر أنه وفقًا للدستور الأمريكي يمكن استخدام العفو والمناورات القانونية؛ حيث يتمتع الرئيس بسلطة إصدار قرار العفو عن الجرائم الفيدرالية، إذا كانت تهم ترامب تتعلق بتهم فيدرالية، فيمكنه العفو عن نفسه، مع أن هذا سيؤدى إلى معارك قانونية كبيرة واستنكار شعبي، إذا كانت الإدانة تتعلق بتهم على مستوى الولاية.  إن ترامب له حق الاستئناف عن الأحكام التي  صدرت ضده، ولكن تلك العملية من الممكن أن تكون طويلة ومعقدة وتؤدي إلي تأخير تنفيذ الحكم النهائي، وخلال فترة الاستئناف، من الممكن أن يتمكن ترامب من البقاء خارج السجن واستخدام سلطة العفو الرئاسي، حيث يمنح الدستور سلطة العفو عن الجرائم الفيدرالية؛ فيما عدا حالات العزل،

هناك سابقة تاريخية فى استخدام العفو الرئاسي، تمثلت فى عفو الرئيس جيرالد فورد عن ريتشارد نيكسون فى الثامن من سبتمبر 1974، حيث أصدر الرئيس جيرالد فورد عفواً شاملاً وغير مشروط عن الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، الذى استقال من منصبه، بسبب فضيحة ووترجيت، هذا العفو منع أي ملاحقة قضائية مستقبلية ضد نيكسون عن الجرائم التي قد يكون ارتكبها خلال فترة رئاسته، ومع إن هذا العفو كان مثيراً للجدل، وأدى إلى تراجع شعبية فورد، فإنه كان مبرراً من قبل فورد بأنه خطوة ضرورية لطى صفحة الفضيحة واستعادة الاستقرار فى البلاد، وهذا القرار أثار نقاشات حول حدود سلطة العفو الرئاسي وتداعياته على سيادة القانون.

     تجدر الإشارة إلى أن ترامب هو أول رئيس يتم محاولة عزلة مرتين أثناء وجودة في السلطة  قبل أربعة أعوام و أيضًا هو أول رئيس يهزم مرشحتين من النساء “هينري كلينتون”  و “كمالا هاريس” , فهذه سابقة لم تحدث في التاريخ الأمريكي، وهو أول رئيس يتولى الرئاسة في فترتين غير متتاليتين. إذن نحن الأن أمام شخصية مختلفة من جميع الجوانب سواء كانت شخصية، قانونية، سياسية.

١-ماذا عن السياسية الداخلية والخارجية في ظل وجود ترامب؟ 

     وفقًا لمتابعة وتحليل شخصية ترامب و أيضًا تعامله مع مختلف الملفات الدولية والإقليمية، فهو لم يتغير كثيرًا خلال الأربع سنوات التي قضاها خارج السلطة، بل من المتوقع  أنه سوف يتحول إلى الأسوء عقب عودته للبيت الأبيض مرة أخرى، فهو يوجد لدية نزعة انتقامية من خصومة وأعدائه؛ فضًلا عن تعرضه لمحاولة اغتيال أثناء الانتخابات، كل هذه المعطيات تضفي نوعًا من الخصوصية علي شخصيته السياسية في تاريخ أمريكا.

      من المرجح أنه لم يتعامل مع الملفات والقضايا الإقليمية والدولية العالقة؛ كما كان يفعل خلال الأربع سنوات السابقة، لكنة من الممكن وجود تكرار لبعض المواقف والقضايا التي كانت موجودة أثناء حكمة. فعلي صعيد الداخل الأمريكي : أتبع سياسة التشدد نحو المهاجريين غير الشرعيين والأقليات من مختلف التوجهات، حيث كان جزء من أجندته الانتخابية كانت متعلقة بالمهاجرين، فقد استخدمها كورقة ضغط ضد هاريس، جعل ترامب من قضية الهجرة من القضايا الهامة في حملته الانتخابية، فقد أوضح بأنه سيقوم بأكبر عملية ترحيل جماعي للمهاجرين في تاريخ أمريكا وأنه سوف يقوم بإنشاء معسكرات احتجاز واستخدام الشرطة لملاحقتهم، فى تصريحاته الأخيرة، وصف “ترامب” المهاجرين بشكل غير قانونى فى الولايات المتحدة بأنهم “حيوانات وليسوا بشرا”، وأشار كثيرا فى خطاباته إلى أن المهاجرين الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانونى قد هربوا من السجون والملاجئ فى بلدانهم الأصلية ويزيدون من جرائم العنف فى الولايات المتحدة، وانتقد تعامل إدارة بايدن مع الحدود الجنوبية بسبب تدفق بين 800 إلى 1000 مهاجر مؤخرًا إلى “وايت ووتر”؛ ولهذا السبب تعرضت إدارة “بايدن” لملف الهجرة لانتقادات من جمهوريين وديمقراطيين؛ إذ بلغ عبور المهاجرين للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مستويات قياسية خلال فترة ولايته ما أثر بشكل واضح فى كفاءة التعليم والصحة.

    سوف يترتب علي تلك التصريحات الجريئة والمثيرة للجدل تعزيز الكراهية والانقسام والعنف داخل البلاد، وأكد مجموعة من الباحثين في الشأن الأمريكي، انه وفقًا للبيانات أن الأشخاص المتواجدين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني لا يرتكبون جرائم عنف بمعدل أكبر من المواطنين الأمريكيين الأصليين .

      أما بالنسبة لليمين المتشدد في أمريكا سوف يشهد صعودًا مثل “الإسلام فوبيا” والإرهاب, فقد قام ترامب عند  توليه السلطة أول مرة  حظر بعض الدول العربية والإسلامية من الدخول إلي الولايات المتحدة، إذن فمن المتوقع أن عدد الدول المحظورة سوف يزداد. ومن المرجح أن العرب والمسلمين في الداخل الأمريكي سوف تكون أوضاعهم سيئة .

٢-الديموقراطية الأمريكية .. مخاوف من تهديد الديموقراطية  بعد عودة ترامب

بسبب رغبة ترامب العميقة في تحويل وتغيير الحكومة الأمريكية بالكامل، فإن ذلك يمثل تهديدًا علي مستقبل الديموقراطية الأمريكية، حيث أتضح ذلك من خلال خطاباته التي تشمل تهديد صريح وهجمات ضد المعارضين السياسيين والمؤسسات والأعراف الديموقراطية، فقد شكك في  نزاهة الانتخابات الأمريكية عام 2020م, مما يمثل ذلك التشكيك في أساس العملية الديموقراطية في الولايات المتحدة. كما أنه يخطط لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية بشكل جذري وإلغاء الوكالات الحكومية, مما يعني ذلك بأن إدارة ترامب تسعي إلي حشد السلطة من قبل المنظمات المحافظة المحيطة به.

٣-فيما يتعلق بالاقتصاد الأمريكي: من المعروف أن ترامب رجل اقتصادي وفي خلال ولايته الأولي شهد الاقتصاد الأمريكي نموًا وتراجع معدل التضخم، ترامب داعم للأنشطة الاقتصادية والتجارية فمن المرجح أن يكون الوضع الاقتصادي خلال عهده أفضل من إدارة بايدن.

٤- فيما يتصل بالسياسة الخارجية

  • الإنسحاب من حلف الناتو وإلغاء الدعم العسكري

    بالنظر إلي شخصية ترامب في الحياة الواقعية فهو شخصية متقلبة المزاج  وليس علي دراية بالسياسة الدولية والعالمية في الكثير من الملفات والقضايا، مثال : فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية فترامب يرفع شعار “أمريكا أولا” ويرفض تقديم  الدعم لأوكرانيا ولدية علاقات متوترة  مع الرئيس الأوكراني ” زيلنسيكي”، فبالتالي سوف يتم إعادة النظر في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا إذن سوف يترتب علي ذلك عودة المشاكل السياسية مع الدول الأوروبية خاصة مع فرنسا وألمانيا فيما يتعلق بحلف الناتو.

     في أكثر من مناسبة أظهر ترامب رغبته القوية في مقاومة حلف الناتو وعدم تقديم الدعم  العسكري لأوكرانيا، ومن الجدير بالذكر أنه بالفعل قد أقترب من الانسحاب الأمريكي من حلف الناتو في قمة بروكسيل عام 2018م، لذلك فمن المتوقع خلال الفترة القادمة أن ترامب سوف  يكون أكثر إصرارًا علي الإنسحاب الحلف، وحتي في حالة عدم قيامة باتخاذ خطوة جدية بشأن الانسحاب الأمريكي فإن الدعم المالي لأوكرانيا قد يتم سحبة أو وضع قيود عليه. فقد أشار ترامب بأن تقديم الدعم للناتو مشروط بالتزام الحلفاء بالإنفاق الدفاعي وأن تقديم الولايات المتحدة للمساعدات الحربية سيعادل فقط ما تقدمة الدول الأوروبية وهو ما يشير إلي أن ولاية ترامب سوف يكون لها تأثيرات عميقة علي الأمن الأوروبي حتي لو استمرت الولايات المتحدة في الحلف, فإن التزام أمريكا بالدفاع الجماعي وتحديدا تجاة أوكرانيا في حربها ضد روسيا سيكون موضع قلق, حيث ستقوم الولايات المتحدة بسحب الكثير من التواجد العسكري في أوروبا . والواقع يقول إن حلف شمال الأطلسي غير مستعد على الإطلاق لهذا الاحتمال، فمن غير الممكن أن تنجح استراتيجيات حلف شمال الأطلسي فى غياب واشنطن.

  • احتمالات الحرب التجارية مع الصين:

    شهدت العلاقات الصينية الأمريكية تحسنًا خلال العام الماضي تحت إدارة بايدن، لكن مع عودة ترامب مرة أخري إلي الحكم يوجد مخاوف واسعة النطاق قد تؤدي إلي هدم ما فعله القادة في كلا البلدين عقب القمة الصينية الأمريكية في كاليفورنيا عام 2023، فبعد تلك القمة دخلت الدولتين مرحلة جديدة من العلاقات الأكثر تفاعلية. أبرز الأسباب وراء قلق بكين من عودة ترامب مرة أخري هو “احتمالية تبنية سياسات اقتصادية معقدة وصارمة تجاه الصين، حيث يستطيع تشديد ضوابط التصدير وفحص الاستثمار، مما سيلحق ضررًا كبيرًا بصادرات الصين واستثماراتها الأجنبية، كما هدد ترامب في وقت سابق  بفرض رسوم جمركية تتخطي 60% علي البضائع الصينية.

    بالنظر إلى الصين تسود حالة من القلق من أن تشعل عودة ترامب إلى البيت الأبيض حرب تجارية بين الدولتين، قد تتحمل فيها الصين تكاليف اقتصادية باهظة، لكنهم من جهة أخرى يرون أن غضب ترامب من حلف شمال الأطلسي يمكن أن يؤدي إلى مكاسب ضخمة حيث سيتم تقويض النظام الأمني ​​الذي تقوده الولايات المتحدة في آسيا، مما يحرر الصين لتتصرف كما يحلو لها في تايوان على سبيل المثال.

  • بالنسبة  لتايوان والتوترات الموجودة في بحر الصين الجنوبي:  من المتوقع أن يشهد العالم  تصاعد عسكري بين الطرفين ووجود حرب بين الصين وتايوان إذا قررت تايوان الاستقلال عن الصين و واجه ذلك رفض صيني؛ إذن سوف تكون حرب بين الصين وأمريكا من جهة أخري غير التجارة بناءًا علي ذلك من الممكن أن ينقسم المشهد الدولي إلي معسكرين يتمثل في  انضمام روسيا وكوريا الشمالية للصين مقابل انضمام الدول الغربية مع أمريكا، إذا فمن الممكن أن  يترتب علي ذلك حرب باردة أخري علي غرار الحرب الباردة بين الإتحاد السوفيتي وأمريكا، أو تصاعد التوترات فيؤدي ذلك إلي حرب عالمية ثالثة.

ثالثًا : الشرق الأوسط  بعد عودة ترامب للبيت الأبيض

    بالنسبة للمنطقة العربية والصراعات المشتعلة بها، سوف يستمر الدعم الأمريكي لإسرائيل لفترة طويلة لكن ذلك يتوقف علي علاقة ترامب بنتنياهو، إذ يعتقد الكثير إنها علاقة قوية ومستقرة بين الطرفين، لكن في الحقيقة هي علاقة مضطربة. فربما نشهد مواقف من ترامب خلال الفترات المقبلة علي عكس التوقعات؛ فمن الممكن أن يفرض علي نتنياهو أن يوقف تلك الحرب غير المتكافئة علي قطاع غزة  أو العكس، فمن الممكن أن يستمر في تقديم الدعم لإسرائيل مثلما كان يفعل بايدن وتوسيع الأراضي الإسرائيلية علي حساب الفلسطينيين, فهو يريد ضم الضفة الغربية لصالح إسرائيل .

فيما يتعلق بملف اتفاقيات إبراهام: من المتوقع بنسبة كبيرة  زيادة اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، والدول التي كانت مترددة في التطبيع سوف تقدم علية بهدف إرضاء ترامب علي غرار ما حدث في عام 2020م من قبل الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، إذن من الممكن أن يستخدم ترامب التطبيع كورقة ضغط علي نتنياهو لوقف الحرب في قطاع غزة، حيث تكون الصفقة، اعتراف ترامب بضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وزيادة عدد الدول المطبعة مع إسرائيل مقابل وقف الحرب في غزة ولبنان .

فيما يتعلق بإيران ووكلائها في المنطقة : فمن المرجح أن يقوم ترامب بتوجيه ضربات عسكرية ضد المنشأت العسكرية الإيرانية والقضاء علي التهديد الإيراني بشكلكامل ذلك ما تريده إسرائيل، إذن سوف يترتب علي ذلك زيادة التوترات والتصعيدات والمواجهة بين أمريكا  وإيران ووكلائها. ويشير تاريخ ترامب إلى أنه مستعد تمامًا لزيادة التضييق في تعاملاته مع إيران، وعلى عكس بايدن، يمكن أن يرد ترامب باستخدام القوة المميتة ضد إيران إذا استهدفت القوات الأمريكية.

ختامًا:

    إن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية سيضع العالم العربي أمام تحدي كبير يجعل من الصعوبة التعامل معه, فأن الشرق الأوسط لم يعد ذو أولوية في الولايات المتحدة . أنه بفوز دونالد ترامب، فهنالك خذلان للقضية الفلسطينية ومنح أراضي المستوطنات والقدس بالكامل إلى اسرائيل.      

    ويمكن القول إن سياسة إدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط وبعض ملفات القضايا الدولية؛ سوف تشهد بعض التغيرات النسبية عن سياسة إدارة بايدن، في أجندته التي صرح بها خلال حملته الانتخابية، كما أن هناك حدودًا لحجم ومدي التغير في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة في عهد إدارة ترامب، نتيجة لتعقيدات وتشابكات المصالح، وتطورات الأحداث على الأرض، وظهور متغيرات جديدة، مثل تصاعد التوترات بالمنطقة، وبروز لاعبين فاعلين دوليين مثل روسيا والصين وخريطة التحالفات الجديدة بالمنطقة، وتغيرها بشكل مستمر، وسيكون التغيير محدودًا مقارنة بالتحولات الأخرى المتوقعة من جانب الإدارة على المستوي الدولي، سواء في علاقات الولايات المتحدة مع أوروبا، وحلف الناتو، أو موقفها من الحرب الإسرائيلية الإيرانية . كما سيكون التغيير محصورًا في الآليات، حيث سيكون الاعتماد بشكل أكبر على الآليات الصلبة، مثل استخدام القوة العسكرية، والغارات الجوية، والعقوبات. كما سينحصر التغيير في قضايا محددة، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، ومواجهة إيران ووكلائها في الشرق الأوسط “.وفي كل الأحوال، فإن إدارة ترامب سوف تشكل مرحلة جديدة، ومختلفة في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والنظام الدولي .

المراجع:

منصف السليمي, “تحليل: الإدارة الأمريكية المقبلة تواجه معضلات بالعالم العربي” , موقع    الألمانية , تاريخ النشر: 4 نوفمبر 2024, متاح علي الراابط التالي :

https://www.dw.com/ar  DW مؤسسة

د. نوفل الناصري,  ” أسئلة لفهم مستقبل فوز ترامب على بنية النظام الدولي ومَوقِف الدول العربية” , موقع مدار , تاريخ النشر : 7 نوفمبر 2024, متاح علي الرابط التالي : https://madar21.com/293850.html  

BASE NEWS موقع, “هل ستتغير السياسة الخارجية الأمريكية بعد فوز ترامب”  , تاريخ النشر 6 نوفمبر 2024, متاح علي الرابط التالي : https://www.basnews.com/ar/babat/865838

محمد محي الدين, ” عن التطبيع و”صفقة القرن”.. سياسة ترامب في الشرق الأوسط” , موقع قناة الحرة , تاريخ النشر : 6 نوفمبر 2024, متاح علي الرابط التالي : https://www.alhurra.com/arabic-and-international/2024/11/  

  صحيفة الشرق الأوسط, “صراعات دولية مؤجّلة إلى ما بعد الانتخابات الأميركية”  , تاريخ النشر : 4 نوفمبر 2024, متاح الرابط التالي :  https://aawsat.com/%

منصة أسباب, كيف يستعد العالم لـ عودة ترامب ؟ , تاريخ النشر : يونيو 2024, متاح علي الرابط التالي:  https://www.asbab.com/

 موقع سكاي نيوز عربية, “كيف يتعامل الرئيس الأمريكي القادم مع الصراعات حول العاالم” ,  تاريخ النشر : 3 نوفمبر 2024, متاح علي الرابط التالي :  https://www.skynewsarabia.com/business/1752316

محمد عبد الحليم , “تساؤلات حول حملته الانتخابية فى ضوء إدانة محكمة مانهاتن.. هل يحكم ترامب من خلف القضـبان؟” , تاريخ النشر 21 يونيو 2024, موقع بوابة الأهرام, متاح علي   https://gate.ahram.org.eg/News/4844749.aspx     الرابط التالي: 

Schulz, Joe. “Trump Attacks Immigration in Return to Wisconsin.” WPR, April 3, 2024. https://www.wpr.org/news/trump-attacks-immigration-in-return-to-wisconsin

Walker, Alex. “Can NATO Be ‘Trump-Proofed’?” UK in a changing Europe, May 9, 2024. https://ukandeu.ac.uk/can-nato-be-trump-proofed

McCarthy, Simone. “China Is Worried about the Return of Trump, but It Also Sees Opportunities If He Wins the 2024 Election.” CNN, March 11, 2024. https://edition.cnn.com/2024/03/10/china/china-two-sessions-trump-election-analysis-intl-hnk/index.html.

Leonhardt, David. “China, Russia and Trump.” The New York Times, April 2, 2024. https://www.nytimes.com/2024/04/02/briefing/china-russia-trump-campaign.html.

Moynihan, Donald P. “Trump Has a Master Plan for Destroying the ‘Deep State.’” The New York Times, November 27, 2023. https://www.nytimes.com/2023/11/27/opinion/trump-deep-state-schedule-f.html.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى