الدراسات الافريقية

السياسات المتوقعة للأمين العام للكومنولث السيدة “شيرلي أيوركور بوتشوي” تجاه إفريقيا

إعداد: علياء محمود سليمان- محمد رزق عبد المطلب – نوران موسي عبد العزيز. باحثين متدربين بمجموعة عمل الدراسات الإفريقية بالمركز.
مراجعة : سلوى مأمون – المسؤولة التنفيذية لمجموعة عمل الدراسات الإفريقية بالمركز.

مقدمة

يعد منصب الأمين العام لمنظمة الكومنولث هو الممثل الرئيسي علانية في الكومنولث وهي رابطة تطوعية تجمع بين مجموعة من الدول ذات السيادة المتساوية ، وكل دولة من تلك الدول مسئولة عن سياساتها الخاصة، وتضم مجموعة الكومنولث “54” دولة، وترجع جذور العلاقة بين دول الكومنولث إلى الإمبراطورية البريطانية ، [1] وتهدف الرابطة إلي التشاور والتعاون من أجل تحقيق النفع، وتعزيز التفاهم علي المستوي الدولي بجانب تحقيق السلام.[2] ، ويعد الأمين العام  أحد أهم الركائز في الهيكل الإداري لأمانة الكومنولث ، وذلك لطبيعة دوره، والمهام المسئول عنها، يتم اختيار وتعين الأمين العام للكومنولث من قبل رؤساء الحكومات باستضافات مدينة “أبيا” والتي تقع في “ساموا” قمة رؤساء حكومات الكومنولث في الفترة ما بين ٢١_٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤،  ، ويكون تعينه محكوماً بمذكرة التفاهم التي سبق وتم الاتفاق عليها بشأن إنشاء الوظائف في الكومنولث، والتي خضعت للتعديل في عام “٢٠٢٢”، بجانب مبدأ التناوب الإقليمي.[3]، وقد وقع الاختيار علي معالي السيدة ‘شيرلي أيوركور بوتشوي” الغانية ، ولذا فإن المقالة تتناول دور الأمين العام الجديد للكومنولث، مع التركيز على تأثير توليها هذا المنصب على سياسات وبرامج المنظمة، وعلى العلاقات بين الدول الأعضاء، لا سيما الدول الأفريقية. وتستعرض المقالة السياق التاريخي لتولي الأفارقة لمنصب الأمين العام، وتحلل الخبرات والرؤية التي تحملها السيدة بوتشوي إلى هذا المنصب، كما تستكشف التحديات والفرص التي تواجهها في قيادتها للكومنولث.

تهدف المقالة إلى الإجابة على مجموعة من الأسئلة البحثية، من بينها: ما هي الآثار المترتبة على تولي أفريقي لمنصب الأمين العام للكومنولث؟ وما هي الرؤية التي تحملها السيدة بوتشوي إلى هذا المنصب؟ وكيف ستؤثر سياساتها على الدول الأعضاء، لا سيما الدول الأفريقية؟ وما هي التحديات والفرص التي تواجهها في تحقيق أهدافها؟

تنقسم المقال إلى عدة محاور رئيسية:

 * المحور الأول: التعرف علي منصب الأمين العام الجديد للكومنولث بقيادة أفريقية والرؤية المستقبلية للأمين تجاه أفريقيا   .

 * المحور الثاني: يناقش دور الأمين العام السيدة بوتشوي في تفعيل سياسات وبرامج الكومنولث، تعزيز التنمية الاقتصادية، وبناء السلام، وحقوق الإنسان، والتغير المناخي.

 * المحور الثالث: يعرض التحديات والفرص التي تواجه السيدة بوتشوي في قيادتها للكومنولث، ويقدم توصيات بشأن كيفية مواجهة هذه التحديات وتحقيق أقصى استفادة من هذه الفرص.

توصلت المقالة إلى أن تولي السيدة شيرلي أيوركور بوتشوي لمنصب الأمين العام للكومنولث يمثل فرصة تاريخية لإعادة توجيه المنظمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون الدولي، وحل التحديات العالمية. ومع ذلك، تواجه السيدة بوتشوي تحديات كبيرة، تتطلب منها قيادة حكيمة ورؤية ثاقبة لتحقيق النجاح.

المحور الأول: الأمين العام للكومنولث بقيادة أفريقية

تتولى إفريقيا قيادة الكومنولث لثاني مرة منذ أكثر من 20 عامًا، حيث تولى من قبل الزعيم أنياوكو ثالث أمين عام للكومنولث عام (1990-2000). وقد لعب دورًا بارزًا في تعزيز جهود الكومنولث في مجالات حقوق الإنسان والديمقراطية والتنمية. وخلال فترة ولايته، عمل على تعزيز تماسك المنظمة والتزامها بمواجهة التحديات العالمية، مثل نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.[4]، وفى عام 2024 جاء اختيار الأمين العام للكومونولث مع وجود ثلاثة مرشحين أفارقة يتنافسون على المنصب وهم: وزيرة خارجية غانا شيرلي أيوركور بوتشوي، ووزير التجارة والصناعة السابق في ليسوتو جوشوا فوه ستيبا، ووزير خارجية غامبيا مامادو تانغارا ، وخلال مناظرة نظمتها تشاتام هاوس، لم يظهر المرشحون الثلاثة رؤية قوية لتعزيز دور الكومنولث بشكل أكثر حزماً. وأوضحوا أنهم، في حال انتخابهم، سيعتمدون على الدبلوماسية الهادئة للتعامل مع انتهاكات الدول الأعضاء لقيم الكومنولث.

وأشارت بوتشوي إلى أنها ترى أن مهمة الأمين العام تتمثل في معالجة الانتهاكات المتعلقة بالديمقراطية والقيم الأخرى خلف الأبواب المغلقة. وفي حال تعذر حل هذه القضايا، يتم تحويلها إلى مجموعة العمل الوزارية للكومنولث (CMAG) لاتخاذ الإجراءات المناسبة، بما في ذلك فرض العقوبات. وأضافت أن المجموعة ستكون الجهة المسؤولة عن التصريحات العلنية في مثل هذه الحالات.[5]

من هو الأمين العام الحالي للكومونولث؟

تولت مؤخرًا الدبلوماسية والسياسية الغانية السيدة شيرلي أيوركور بوتشوي منصب الأمين العام للكومنولث عام 2024 ، حيث شغلت من قبل منصب وزيرة الخارجية والتكامل الإقليمي في غانا منذ عام 2017 حتى عام 2024. خلال هذه ولايتها قادت حملة ناجحة لتأمين مقعد غير دائم لغانا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة ما بين  2022-2023، حيث ساهمت في الدفع بالقرار 27/19، الذي سمح للأمم المتحدة بتمويل عمليات السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي ، مما يعكس قدراتها القيادية وتأثيرها الكبير في الدبلوماسية العالمية.

 حصلت على تعليمها من كلية إدارة الأعمال بجامعة غانا، ومعهد غانا للصحافة، ومعهد غانا للإدارة والإدارة العامة. بالإضافة إلى كلية بيتمان المركزية في المملكة المتحدة، وجامعتي لندن وويستمنستر في المملكة المتحدة.

شغلت بوتشوي منصب رئيس مجلس وزراء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، حيث قادت استجابات حاسمة للأزمات السياسية في المنطقة، أشرفت على المفاوضات الدبلوماسية مع الأنظمة العسكرية في دول مثل غينيا وبوركينا فاسو، وركزت جهودها على التوصل إلى حلول تحول دون الانزلاق إلى مزيد من الفوضى، بما في ذلك التفاوض من أجل العودة إلى الأنظمة الديمقراطية. كما شهدت فترة ولايتها إصلاحات هامة في المجموعة الاقتصادية، بما في ذلك تحسين الميزانية وتحديث السياسات لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة في منطقة الساحل.

تمتد مسيرتها المهنية إلى عدة أدوار رئيسية في حكومة غانا، بما في ذلك عضويتها في البرلمان لأكثر من عقد، وتتميز بخبرتها الواسعة في العلاقات الدولية، وصياغة السياسات، وتعزيز التكامل الإقليمي. وتُعرف بدفاعها المستمر عن المساواة بين الجنسين وتمكين الشباب، مما يتماشى مع قيم الكومنولث في الشمولية والتنمية المستدامة.[6]

خدمت بوتشوي في اثنتين من أكبر الدوائر الانتخابية في غانا، وهما ويجا وأنيا-سووتووم، حيث أمضت 16 عامًا في البرلمان، وكان لها دور بارز في تعزيز التنمية المحلية وتمكين الشباب. تولت عدة مناصب في اللجان البرلمانية الخاصة بالشؤون الخارجية والدفاع والاتصالات والمساواة بين الجنسين، مما جعلها مشرعة شاملة تتمتع برؤية متوازنة للأولويات الوطنية والدولية.

خلال فترة ولاية شيرلي بوتشوي كوزيرة للخارجية، واجهت بعض الجدل، خاصة فيما يتعلق بمحاولة شراء مبنى سفارة غانا في أوسلو، النرويج ، أثار هذا الشراء المقترح اتهامات من قبل المعارضة بشأن التقييم المبالغ فيه للمبنى، بالإضافة إلى المخاوف بشأن الشفافية في الصفقة. أصبحت هذه القضية محط نقاش واسع، مما دفع بوتشوي إلى توضيح موقف الحكومة والدفاع عن الصفقة، مع التركيز على الجهود المبذولة في إجراء العناية الواجبة وضبط التكاليف. تظل هذه الحادثة جزءًا بارزًا في مسيرتها المهنية، حيث أظهرت التحديات والتدقيق الذي واجهته في إطار خدمتها العامة.

من المتوقع أن تستخدم بوتشوي خبراتها لمواجهة القضايا العالمية الملحة مثل تغيّر المناخ، وعدم المساواة الاقتصادية، وتحديات الحوكمة، وذلك لتعزيز أهمية الكومنولث ووحدته بين الدول الأعضاء البالغ عددها 56 دولة.[7]

الرؤية المستقبلية للأمين العام  السيدة شيرلي بوتشوي

حددت شيرلي أيوركور بوتشوي، الأمينة العامة المعينة حديثاً للكومنولث، العديد من الأساليب الرئيسية و هي تعزيز الشمولية والعمل على تحقيق التقدم المشترك بين الدول الأعضاء المتنوعة في الكومنولث. وقد أكدت على أهمية التعاون مع القادة لتعزيز الديمقراطية والسلام والاستقرار عبر الدول الأعضاء.

في خطاب قبولها، عبّرت بوتشوي عن التزامها بمواجهة التحديات العالمية، وخصوصاً تأثير تغير المناخ، الذي تعدّه تهديدًا كبيرًا لعدد من الدول الصغيرة الأعضاء في الكومنولث. كما تركز على خلق فرص اقتصادية للشباب ضمن سكان الكومنولث البالغ عددهم 2.7 مليار نسمة، مع التركيز على تمكين هذه الفئة لضمان مستقبل مستدام.

تم وصف بوتشوي بأنها ملتزمة بالقيم الأساسية للكومنولث، مثل تعزيز حقوق الإنسان والحكم الديمقراطي. وقد تعهدت بالعمل على إنشاء “كومنولث جديد” يعزز الشمولية والتنمية في خططه المستقبلية. هذه الأهداف تعكس رؤيتها للكومنولث الذي يواكب التحديات الحديثة بينما يستند إلى روابطه التاريخية الغنية.

وأضافت أيضاً:

تحقيق تطلعاتنا  في الكومنولث، تحتاج الدول الأعضاء، سواء الصناعية أو النامية، إلى بعضها البعض. نحن عائلة متنوعة نتشارك تاريخًا وقيمًا مشتركة. رؤيتي هي إعادة توجيه منظمتنا لتلبية احتياجات جميع الأعضاء، وخصوصًا الدول النامية. 

معًا، يمكننا تحقيق مقاومة أفضل لتغير المناخ، وتعزيز التحول الاقتصادي من خلال زيادة التجارة والاستثمار، واستخدام التكنولوجيا لخلق فرص للشباب. يمكننا أيضًا تعزيز الحوكمة الرشيدة لبناء مجتمعات قوية ومزدهرة، وتوفير الموارد اللازمة لتحسين أداء منظمتنا. 

وقد ذكرت في حديثها قائلة ” بصفتي الأمين العام، سأستفيد من شغفي المعروف بالحوكمة المسؤولة، وخبرتي الواسعة في العمل مع القادة العالميين في مجالات الدبلوماسية، والتجارة، والشباب، والنوع الاجتماعي، والديمقراطية، لإعادة تموضع الكومنولث، وتحقيق تطلعاتنا، وتحسين حياة شعوبنا”.[8] 

“يشرفني وأشعر بالتواضع للثقة التي وضعها قادة الكومنولث في شخصي، هناك الكثير من العمل ينتظرنا، ولكن معًا، سنعمل من أجل كومنولث جديد يخدم جميع مواطنيه”.

تطلعات وتأثيرات تولي أمين عام افريقي

فإن وجود أفريقيا على رأس الكومنولث سيتيح لها فرصة لاستعادة تأثيرها على الساحة العالمية، من خلال تعزيز أجندتها الخاصة بالسلام والتنمية، مع تركيز خاص على التأثير في منظمات مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين.، ومن المتوقع أن تعي الدول الإفريقية الأعضاء أهمية تطبيق مبدأ التناوب الإقليمي في انتخابات الأمين العام للكومنولث على مستوى القارة، بما يضمن تحقيق التنوع الجغرافي وإتاحة الفرصة لشرق إفريقيا ووسطها وجنوبها.[9]

سيتولى الأمين العام الجديد منصبه في وقت يشهد فيه العالم أزمات متزايدة، حيث يتعرض النظام متعدد الأطراف لضغوطات كبيرة نتيجة للحروب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك النزاع بين إسرائيل وغزة. في هذا السياق، تواجه العلاقات الدولية لأفريقيا تحديات كبيرة، حيث تبدو بعض التزامات الاتحاد الأفريقي التاريخية، مثل رفض الحكومات غير الدستورية والحق في التدخل في حالات الإبادة الجماعية أو جرائم الحرب، مهددة بالانهيار.

تماماً كما هو الحال مع الأمم المتحدة، ساهمت التناقضات والإخفاقات في أداء المنظمات الإقليمية في أفريقيا في تقليص قدرتها على إدارة الأزمات الكبرى. هذا الفشل أصبح واضحاً في مجموعة من الحالات، مثل الأزمة في الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الإيكواس)، حيث سعت دول مثل بوركينا فاسو ومالي والنيجر، بعد الانقلابات العسكرية، إلى الانفصال عن المجموعة لتشكيل تحالف جديد في منطقة الساحل.

كما شهدنا تأثيرًا مشابهًا في منطقة القرن الأفريقي، حيث تزايد نفوذ بعض الدول الخليجية في الصراعات المحلية، مما أضعف في بعض الحالات دور الاتحاد الأفريقي، حتى وإن كان ذلك بشكل غير مقصود.

قد يتمكن الأمين العام الجديد من توجيه الأمم المتحدة بعيدًا عن النهج الموحد لبناء السلام الليبرالي الذي لم ينجح في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

سيحظى الأمين العام الإفريقي بفرصة حقيقية في جمع الفاعلين الرئيسيين وتشكيل استجابتهم لبعض من أكثر القضايا إلحاحًا التي تؤثر على إفريقيا. من خلال ذلك، يمكن إعادة تموضع الكومنولث في النظام العالمي المتغير. لم يستفد الكومنولث دائمًا من إمكاناته في عقد اللقاءات، ولكن الآن هناك أربع فرص تلوح في الأفق.

أولًا، المملكة المتحدة ما بعد البريكست أصبحت صوتًا مهمًا للكومنولث، لا سيما في القضايا التي تهم الدول الأعضاء الإفريقية. ثانيًا، توفر عضوية الكومنولث أو الوصول إلى منصات متعددة الأطراف أخرى مثل لجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة ميزة إضافية. ثالثًا، بعض الأعضاء مثل كندا، الهند، نيجيريا، وجنوب إفريقيا يمكنهم أن يكونوا دعاة لقضايا معينة. رابعًا، والأهم من ذلك، تقدم الأجندة الإفريقية القوية العديد من المجالات التي يمكن أن يتعامل معها الأمين العام الجديد.

هناك ثلاث قضايا تؤثر على إفريقيا تستحق تسليط الضوء عليها

أولًا، هو التأثير المستمر للنزاعات المسلحة وعدم الاستقرار الذي تسببه، كما هو الحال مؤخرًا في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة الساحل. لم تحقق المؤسسات الإقليمية الإفريقية نجاحًا يذكر في إدارة هذه الحالات، وأثبتت أساليب بناء السلام الموحدة من قبل الأمم المتحدة عدم قدرتها على التعامل مع هذه النزاعات.

فرص إعادة تنشيط التعددية لكن الكومنولث عضو في لجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة وخلال جمعيتها العامة هذا الشهر، ستسعى الأمم المتحدة لإعادة تنشيط التعددية في قمة المستقبل بهدف إعادة ضبط الأجندة العالمية. في ظل هذه الفرص، يمكن للأمين العام النشط للكومنولث أن يحفز المنظمة ويقوم بدور أكبر في تغيير مشهد بناء السلام في إفريقيا. إحدى الطرق التي يمكن من خلالها توجيه الأمم المتحدة بعيدًا عن النهج الموحد لبناء السلام هي من خلال إعطاء معنى أكبر لفكرة السلام الديمقراطي عن طريق إعادة التركيز على استخدام الدبلوماسية والانتخابات.

من ناحية أخرى، من الضروري إتاحة الفرصة لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية   (AfCFTA)  للحصول على رؤية عالمية أكبر، مع تعزيز الدعم من المنظمات الإقليمية الأفريقية. تم إطلاق AfCFTA رسميًا في 2021، وقد تصبح أكبر منطقة تجارة حرة منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية في عام 1994.

من المهم أيضًا دعم التمويل المناخي للدول الأكثر عرضة للمخاطر، والتي تشمل العديد من الدول الأعضاء في الكومنولث، مما يمثل فرصة كبيرة لتحقيق تأثير إيجابي.

تُعتبر AfCFTA المفتاح لتحفيز التحول الاقتصادي في إفريقيا، ومعالجة مشاكل مثل قلة الصادرات والفقر والبطالة، بالإضافة إلى أنها توفر فرصًا للوصول إلى أسواق السلع والخدمات من مناطق أخرى. يمكن للأمين العام للكومنولث من إفريقيا تعزيز إمكانات AfCFTA عبر تشجيع الاتفاقات متعددة الأطراف ضمن إطارها.

وأخيرًا، يشكل الوضع المناخي الطارئ أحد التحديات الكبرى في إفريقيا، حيث تساهم القارة في أقل من 4% من انبعاثات الكربون العالمية، لكنها تعتبر من الأكثر عرضة لتغير المناخ. رغم ذلك، فإن استثمارات الطاقة النظيفة التي تحصل عليها إفريقيا ضئيلة جدًا. كان مؤتمر الأطراف 28COP   قد بدأ صندوق الخسائر والأضرار لدعم الدول المتضررة من تغير المناخ.

دعم الجنوب العالمي

يمكن للأمين العام للكومنولث أن يسهم بشكل إيجابي إذا توافق مع الأجندة الإفريقية، من خلال دعم صندوق الخسائر والأضرار وتعزيز الوصول إلى التمويل للدول الأكثر عرضة للمخاطر، مما يعزز من قدرة الكومنولث على تقديم القيادة في العالم النامي.

إذا تم التعامل مع هذه القضايا الثلاث بنشاط وفي وقت واحد، فإنها تحمل القدرة على معالجة مشكلة استبعاد الشباب الأفريقي، الذين يعانون من البطالة الواسعة، ويتأثرون بالصراعات العنيفة وتغير المناخ، ويتم تهميشهم من الحياة الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية.

من خلال المبادرة في هذه القضايا، سيكون للأمين العام الجديد فرصة حقيقية لتحويل الكومنولث إلى صوت بديل ووسيط موثوق يعبر عن مصالح الجنوب العالمي، متحديًا الأفكار التقليدية التي لم تنجح في إحداث التغيير المطلوب. لتحقيق ذلك، يتطلب الأمر تغييرًا جذريًا في كيفية تفاعل الكومنولث مع قضايا أفريقيا والجنوب العالمي.[10]

المحور الثاني: دور الأمين العام السيدة بوتشوي في تفعيل السياسات والبرامج للكومنولث

يُعد دور الأمين العام هو دور محوري ومؤثر في توجيه السياسات التي من شأنها أن تنظم التعاون بين الدول الأعضاء، ولا يقتصر تأثير الأمين العام علي هذا النطاق فقط ،وإنما يمتد أيضا ليصل إلي تعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الدول الأعضاء ، ومن خلال هذا المحور يتم التركيز علي تأثير الأمين العام سواء علي سياسات الكومنولث، او علي البرامج وذلك بعد تولي السيدة ” شيرلي أيوركور بوتشوي” منصب الأمين العام، إن من شأن الأمين العام أن يؤثر علي العلاقات بين الدول الأعضاء في الكومنولث وذلك من خلال:

أولا: توجيه السياسات

 وقد عبرت السيدة “شيرلي” عن شعورها بالامتنان لتقلَّدها منصب الأمين العام، و أوضحت تبنيها لسياسة “لكومنولث جديد” ،والهدف منها هو أن يعمل الكومنولث في خدمة الجميع.[11]

كما تسعي الأمين العام الجديدة إلى تعزيز دور الكومنولث علي مستوي العالم إذ عبرت عن رغباتها في جعل الكومنولث ثاني أهم منظمة في العالم بعد الأمم المتحدة، و لتحقيق ذلك الهدف تطمح إلي إقامة شركات مع الأمم المتحدة والأجهزة المعاونة لها، وكذلك تلك التابعة للأمم المتحدة.[12]

بجانب ذلك أيضا تسعي إلي إقامة شركات مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك المنظمات الإقليمية نظراً لأهمية الدور السياسي والاقتصادي التنموي الذي تلعبه تلك المنظمات، بالإضافة إلى الشركات مع المجتمع المدني، وكل ذلك بهدف تعزيز دور الكومنولث، وتوجيه السياسات إلى خدمة كل دول الكومنولث.[13]، ومن شأن ذلك أن يعود بالنفع علي دول القارة الإفريقية ويعزز من العلاقات مع دول الكومنولث.

بالإضافة إلى اهتمامها بقضايا المناخ بل وتجعلها من ضمن أولوياتها ، إذ أن حملتها الانتخابية قامت علي مبدأ “المرونة المناخية_ climate resilience”، وتحسينها [14]، ويشير مفهوم المرونة المناخية إلي “قدرة النظام البيئي علي الاستمرار في مواجهة الاضطراب والتغير” .[15]، ويقصد به المقدرة علي توقع إضرابات او أحداث مرتبطة بالمناخ ، والاستعداد لتلك الإضرابات.[16]

وينعكس ذلك بالتأكيد علي مصالح القارة الإفريقية، خاصة وأن الدول الإفريقية تُعد أكثر الدول المتضررة بالتغيرات المناخية، ويُعد وصول أمين عام مهتم بملف المناخ أن يقدم العون لدول القارة، وأن يوجه سياسات الكومنولث ويوسع عمله في هذا الملف الهام للقارة.

أعطت السيدة “شيرلي بوتشوي” اهتمام واضحاً بنقاش تعويضات العبودية، وأكدت علي أهمية أخذ نقاش التعويضات علي محمل الجد من قبل الزعماء الغربيين، كما أشارت الدور الذين الممكن أن يلعبهُ الكومنولث في تلك القضية.[17]، وكان قد سبق وفتح نقاش التعويضات في قمة رؤساء الحكومات في “ساموا” إذ وجهت الدعوات إلي رئيس الوزراء البريطاني ‘”كير ستارمر” بدفع بريطانيا تعويضات عن العبودية، وقد أيدت خمسة عشر حكومة من حكومات الكاريبي علي مقترح إدراج قضية التعويضات عن العبودية ضمن جدول أعمال رؤساء الحكومات” CHOGM”، بجانب التايد من قبل  المرشحين الثالثة علي منصب الأمين العام للكومنولث بدفع التعويضات، وقد تتكبل بريطانيا تعويضات قد تزيد عن “20٠” مليار جنيه إسترليني.[18]، وفي نهاية قمة ساموا تم إصدار بياناً في نهاية القمة من قبل رؤساء الحكومات دعا إلى إجراء مناقشات حول قضية التعويضات فيما يخص تجارة الرقيق المستعبَدين عبر الأطلسي .[19]

ثانيا :  تعزيز التعاون بين الأعضاء

قادت السيدة باتريشيا سكوتلاند _الأمين العام الأسبق_ جهودًا لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي ضمن الكومنولث من خلال مبادرات لتوحيد الدول الأعضاء حول أهداف مشتركة منها؛ تعزيز التجارة عبر اتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية، وتقديم الدعم للتنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ ، حيث سعت السيدة باتريشيا سكوتلاند إلى تعزيز الروابط بين الدول الأعضاء في الكومنولث من خلال عدة آليات[20]:-

  1. التعاون التجاري والاقتصادي : دعم التكامل الاقتصادي عبر اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية ، مما يُعزز التجارة بين الدول الإفريقية داخل الكومنولث وخارجه.
  2. التنمية المستدامة : وضع استراتيجيات لتحقيق الأهداف التنموية المشتركة، مثل أجندة 2063 والأهداف العالمية للتنمية المستدامة.[21]

كما اتخذت إجراءات تدعم مبادرات مثل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA) لتعزيز التجارة بين دول الكومنولث ، و خلال مشاركتها في قمة Africa Prosperity Dialogue 2024، أكدت أهمية تسريع إنشاء سوق إفريقية موحدة لتصبح واحدة من أكبر الأسواق العالمي..[22] ، ومن المتوقع الاستمرار علي نفس النهج مع وصول السيدة بوتشوي إلى منصب الأمين العام، بجانب أن تساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول القارة الإفريقية والأعضاء في الكومنولث.

 ثالثا: دعم البرامج التنموية

من شان الأمين العام أن يؤثر علي دعم البرامج التنموية وتشجيع التنمية المستدامة سواء عن طريق بناء الشراكات، أو من خلال وضع السياسات وبناء الاستراتيجيات، أو تبادل المعرفة والخبرات بين الدول من خلال تنظيم المؤتمرات التفاعلية، أو تقديم المشورة والدعم، ولذا فمن المهم تسليط الضوء علي البرامج التي يدعمها الكومنولث ومنها البرامج التنموية، ومن ثم التركيز علي دور السيدة “شيرلي أيوركور بوتشوي” بصفتها الأمين العام في إدارة ودعم البرامج التنموية، وتوجيه تلك البرامج لتلبية الاحتياجات الأفريقية.

ويتبني الكومنولث مجموعة من البرامج التنموية ، وتنقسم الي برامج تنمية اقتصادية، وبرامج تنمية بشرية ، وبرامج تنمية مستدامة، وفيما يلي إيجاز لتلك البرامج:

١_ برامج التنمية الاقتصادية: يقصد بها تلك البرامج التي تهدف إلي تحسين الرفاهية الاقتصادية وتحسين جودة الحياة للمجتمع.[23]، وتحدد مذكرة التفاهم لأغراض الأمانة مجالات النشاط الاقتصادي، وذلك من خلال مجموعة برامج تهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية للدول الأعضاء، وخاصة الدول النامية، من خلال: دعم التجارة العادلة، وتوفير التمويل والاستثمار، وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والاستفادة من الموارد الطبيعية، ودعم الدول غير الساحلية.[24]

2_ برامج التنمية البشرية : تعرف الأمم المتحدة التنمية البشرية عل أنها “العملية التي يمكن من خلالها زيادة قدرة الأفراد، وتحدث تلك الزيادة عندما يمكن زيادة القدرات البشرية”، وتتمثل القدرات البشرية تلك في ثلاثة وهي: “أن يحيا الناس حياة طويلة وصحية، وأن يحصلوا علي التعليم والمعرفة، ان يحصل الناس علي مستوي اجتماعي لائق”.[25]، وفي إطار دول الكومنولث فإن ثلث سكان دول الكومنولث بم يحصل علي تعليم ابتدائي، كذلك يعاني الكثير من النساء والأطفال من الفقر، ويتعايش العديد من سكان دول الكومنولث مع فيروس النقص المناعي لدي البشر”HIV/AIDS”، ولذا فقد أهتمت الكومنولث بجانب التنمية الإنسانية، وتقدم الأمانة العامة نهج شامل بالتعاون مع برامج التحول الاجتماعي للنهوض بقطاعات التعليم والصحة لتعزيز قدرة الدول الأعضاء في تلبية الاحتياجات الألفية الجديدة.[26]، وتركز هذه البرامج على تحسين حياة الأفراد من خلال: تحسين الرعاية الصحية والتعليم، ومكافحة الأمراض، وتحقيق المساواة بين الجنسين..[27]

٣_ برامج التنمية المستدامة : تأتي التنمية المستدامة علي قائمة أولويات الكومنولث، وفي عام ١٩٨٩م وقع الاتفاق بين رؤساء حكومات الكومنولث علي إعلان “لانكاوي” للبيئة، واتفقا رؤساء الحكومات علي أن “التنمية الحقيقة هي التي لا تدمر الموارد الطبيعية وتعرض التنمية المستقبلية للخطر”، ويأتي اهتمام الكومنولث  بالتنمية المستدامة من إدراك الكومنولث أن البيئة مورد عالمي يتطلب استجابة عالمية.[28]، وتعرف الأمم المتحدة التنمية المستدامة علي أنها “تلبية احتياجاتنا الحالية دون إهدار حقوق الأجيال القادمة او المساس بها”[29]، ويتبني الكومنولث مجموعة من البرامج وهي:

١_ مواجهة تغير المناخ: وذلك من خلال وضع خطط عمل شاملة لمواجهة تحديات تغير المناخ، مثل خطة عمل الكومنولث بشأن تغير المناخ، والتعاون الدولي من خلال دعم المفاوضات الدولية حول المناخ، وتقديم الدعم الفني للدول النامية، والحفاظ على البيئة بالتركيز على حماية الغابات وإعادة التشجير.[30]

٢_التنمية المستدامة للمدن: عن طريق دعم التخطيط العمراني المستدام للحد من آثار التوسع العمراني، وإقامة شراكات مع منظمات دولية لمواجهة تحديات التنمية الحضرية.[31]

 ٣_تمكين المجتمعات المحلية: وذلك بدعم المجتمع المدني و تمكين منظمات المجتمع المدني للمشاركة في عملية التنمية، والعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والاستثمار في الشباب وتعزيز مشاركتهم في صنع القرار”.[32]

أما عن برامج الأمين العام فإن السيدة “شيرلي أيوركور” تبنت برنامج يركز علي عدة محاور، وهي الإصلاحات ، والتعويضات، ودعم حرية التعبير، والشركات مع المجتمع المدني، وفي مقابلة مع السيدة “شيرلي” والمرشحين الي منصب الأمين العام الكومنولث عبرت السيدة “شيرلي” عن التطلعات التي تسعي الي تحقيقها ، أذ أكدت علي اعتزامها علي تطوير “خارطة طريق” لتشمل الأفضل من العقول والمواهب علي مستوي الكومنولث، والتمثيل لكل الفئات المجتمعية وخاصة النساء، والشباب ، والأوساط الأكاديمية؛ كما ستركز خارطة الطريق علي تحقيق الديمقراطية وقيم الكومنولث، والتركيز علي إنماء التجارة والاستثمار، والتركيز علي الشباب والتعليم، والاهتمام بالشركات الناشئة ، بجانب التغير المناخي، والتركيز علي الدول الجزرية الصغيرة، والدول النامية، وإدارة الموارد الطبيعية من أجل تحقيق الفاعلية للكومنولث.[33]

كما تتوقع السيدة” شيرلي أيوركور” حدوث تعديل للوظائف في الأمانة العامة للكومنولث ،وذلك لتتماشي مع الأهداف والبرامج ومنها “المرونة المناخية” ، بالإضافة إلى الشراكات الاستراتيجية وتصميم البرامج وتنفيذها من خلال تلك الشراكات، والاستفادة من المواهب علي مستوي الكومنولث من خلال الإعارات العينية، وتحقيق أهداف التعبئة للموارد بما يتماشى وبشكل كامل مع أهداف البرامج، بالإضافة إلى دعم منظمات المجتمع المدني وتمكين تلك المنظمات علي مستوي الدولة ، وتوسيع العمل بين الأمانة العامة والمجتمع المدني، وتخليص الدعم المالي وتقديم المساعدات الفنية لزيادة فعالية منظمات المجتمع المدني..[34]

وفيما يتعلق بالسياق الإفريقي تكتسب هذه البرامج أهمية خاصة لعدة اسباب:

مواجه الدول الأفريقية العديد من التحديات، مثل الفقر، والجوع، والأمراض، وتغير المناخ، مما يجعل برامج التنمية ضرورية، و يولي الكومنولث اهتمامًا خاصًا بالدول النامية، بما فيها العديد من الدول الأفريقية، مما يوفر لها الدعم اللازم لتحقيق التنمية.

كما يشجع الكومنولث على التعاون الدولي بين الدول الأعضاء، مما يمكن الدول الأفريقية من الاستفادة من الخبرات والمعرفة المتبادلة، بالإضافة يقدم الكومنولث مشاريع مخصصة تلبي الاحتياجات الخاصة للدول الأفريقية، مثل دعم الزراعة والصيد والطاقة.

ويمكن أن تستفيد إفريقيا من هذه البرامج من خلال المشاركة بشكل فعال في وضع وتنفيذ هذه البرامج، والتركيز على بناء القدرات المحلية للاستفادة القصوى من هذه البرامج، وتعزيز التعاون الإقليمي بين الدول الأفريقية للاستفادة من هذه البرامج بشكل جماعي، كما يجب على كل دولة أفريقية تحديد أولوياتها الخاصة والاستفادة من البرامج التي تلبي هذه الأولويات.

المحور الثالث: التحديات والفرص

يعد ان الذي يلعبه الأمين العام للكومنولث محورياً، نظرا لتأثير الأمين العام علي مستقبل المنظمة، وتحقيق أخد اهم الأهداف المرجوة بجعل الكومنولث في طليعة ومقدمة التعاون الدولي ، ويتحقق ذلك من خلال قدرة الأمين العام علي تجاوز التحديات والتعامل معها ؛ أو من خلال قدرته علي استغلال الفرص المتاحة وحسن إدارته لتحقيق افضل ما يمكن تحقيقه من تلك الفرص ؛ ولذا فإن هذا المحور يسلط الضوء علي التحديات التي تواجه مستقبل الأمين العام الجديد معالي السيدة ‘”شيرلي أيوركور بوتشوي” وأهم الفرص المتاحة.

أولا: التحديات

يواجه الكومنولث والدول الأعضاء فيه مجموعة من التحديات، ويقع علي عاتق الأمين العام النصيب الاكبر من تلك التحديات “شيرلي أيوركور” ، وهي كالتالي:

١_ التنوع بين أعضاء الكومنولث: يشمل هذا التنوع الاختلافات الاقتصادية، الثقافية، السياسية، والدينية بين الدول الأعضاء، مما يجعل اتخاذ قرارات بالإجماع وإدارة التنوع أمراً صعباً.[35]

٢_ مواجهة عدم الاستقرار السياسي: تواجه العديد من دول الكومنولث تحديات تتعلق بالاستقرار السياسي، مما يتطلب من الأمين العام التدخل الدبلوماسي لحل النزاعات وتعزيز الديمقراطية.[36]

٣_ التفاوت الاقتصادي بين الدول: يؤدي التفاوت الاقتصادي الكبير بين الدول الأعضاء إلى صعوبة تحقيق التعاون الاقتصادي وتقديم الدعم للدول النامية.[37]

٣_ تعزيز دور الشباب: يشكل الشباب نسبة كبيرة من سكان دول الكومنولث، مما يوجب إشراكهم الفعال في عملية صنع القرار والتنمية.[38]

٤_ التوترات بين القوي الدولية: يؤثر التوتر المتزايد بين القوى الدولية على عمل الكومنولث ويتطلب من الأمين العام اتخاذ موقف دبلوماسي حذر.[39]

٥_ التعامل مع ملف حقوق الإنسان: تواجه الأمين العام تحدي تحقيق توازن بين الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأعضاء.[40]

٦_ الاستدامة والتغيرات المناخية: إن العديد من دول الكومنولث تتعرض للخطر الكوارث البيئية _خاصة الدول الأفريقية_ ولذا يمثل تغير المناخ تهديداً كبيراً لدول الكومنولث، ويتطلب من الأمين العام العمل على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذا التحدي[41]

٧_ التعددية: يتطلب التنوع الكبير للدول الأعضاء تعزيز التعددية والعمل على بناء توافق في الآراء حول القضايا العالمية.[42]

٨_ التطلعات الإفريقية: إن عدد الدول الإفريقية يزيد عن ثلث الدول الأعضاء في الكومنولث، ويتولى منصب الأمين العام الجديد السيدة” شيرلي أيوركور” من دولة غانا، وهو ما يشكل طموح لدي هذه الدول في ما بمكن أن تقدمة السيدة” شيرلي” لدول القارة ، وقد احتلت قضية التعويضات بجانب ملف المناخ الأهمية الكبرى لدي الزعماء، بجانب ملف التنمية ، دعم المجتمع المدني من الكومنولث.[43]، وبجانب مجموعة تحديات متعلقة بالجانب الافريقي منها: الفجوة التنموية بين الدول الأفريقية المتقدمة نسبياً والدول الأقل نمواً، مما يجعل من الصعب تحقيق أهداف تنموية موحدة، و الاعتماد على المساعدات الخارجية مما يجعلها عرضة للتغيرات في السياسات العالمية، كما تواجه عدة من التحديات البيئية مثل تغير المناخ، والتدهور البيئي، بجانب التحديات الأمنية التي تسهدها القارة كالصراعات المسلح، الإرهاب، الجريمة المنظمة، علاوة علي ذلك فهناك جملة من التحديات السياسية منها التحديات التي تقابلها العديد من الدول الأفريقية في بناء مؤسسات ديمقراطية قوية، ومعناة  بعض الدول من ضعف الحوكمة والفساد، بجانب التدخل الخارجي التي تؤثر علي الشؤون الداخلية لبعض الدول الأفريقية بالسلب.

ويتمثل دور الأمين العام في دعم الدول الأفريقية الأعضاء في مواجهة هذه التحديات من خلال:

  • بناء الشراكات: تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية وبين الكومنولث ومنظمات دولية أخرى.
  • تقديم الدعم التقني والمالي: مساعدة الدول الأفريقية في تنفيذ مشاريع التنمية.
  • تعزيز الحوكمة الرشيدة: دعم جهود الدول الأفريقية في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات قوية.
  • دعم السلام والأمن: المساهمة في جهود حفظ السلام وحل النزاعات في القارة.
  • تعزيز التعاون الاقتصادي: تشجيع التجارة والاستثمار بين الدول الأفريقية.

ثانيا: الفرص أمام الأمين العام

إن أمام الأمين العام العديد من الفرص نظرا للمكانة الدبلوماسية التي يتمتع بها ومنها:

١_ الاستفادة من قوة الكومنولث الاقتصادية: يمكن الاستفادة من القوة الاقتصادية للكومنولث وجذب الاستثمارات، وتسهيل التجارة بين الدول الأعضاء، خاصة في أفريقيا.

٢_ التحول الرقمي: يمكن استغلال ظهور وتطور التقنيات الرقمية في تزويد الدول الأعضاء في الكومنولث لمهارات وأدوات تحقق لهم النجاح في قطاع مثل الاقتصاد الرقمي.[44]

٣_تعزيز التجارة: يمكن للأمين العام أن يساهم في تعزيز التجارة بين دول الكومنولث خاصة وأن الكومنولث لدية ميزة فريدة، وهي انخفاض تكاليف التجارة بين الدول الاعضاء، كما من شأن الأمين العام أن يروج لمبادرات تمكن من تعزيز العلاقات بين أعضاء الكومنولث.

٤_ المبادرات المناخية: يمكن للأمين العام أن يدعو إلي المبادرات المناخية، كما يمكن للأمين العام أن يقدم المساعدة للدول الأعضاء وخاصة الضعيفة في مواجهة التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية، وتوفير التمويل اللازم لمواجهة المخاطر والتهديدات المتعلقة بالمناخ.[45]

٥_ تمكين الشباب والنساء: دعم مشاركة الشباب والمرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز المساواة بين الجنسين.

٦_الاهتمام بتعزيز الحوار والتعاون: الاستفادة من القيم المشتركة للكومنولث لبناء جسور الثقة والحوار بين الدول الأعضاء، وحل النزاعات.[46]

٧_ بناء الشراكات: يمكن للأمين العام أن يساهم في بناء شركات قوية مع المنظمات الدولية، والمنظمات الغير حكومية وتعزيز دور الكومنولث في المجتمع المدني.[47]، ولعلا ذلك من أحد الأهداف التي أعطت السيدة “شيرلي أيوركور بوتشوي” لها أهمية كبيرة في البرنامج الخاصة بها كما صرحت، وأكدت علي رغبتها في إقامة شركات متعددة مع المنظمات الدولية وعلي رأسها الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي.[48]

ختاما: يلعب الأمين العام دوراً محورياً و أساسيًا في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء ومواجهة التحديات العالمية، ويتطلب هذا الدور فهماً عميقاً للتنوع الثقافي والسياسي، فضلاً عن قدرة على إدارة القضايا الاقتصادية والبيئية المعقدة، بالرغم من التحديات الكبرى، تظل هناك فرص ملائمة لتفعيل دور الكومنولث في تعزيز التنمية المستدامة والسلام بين أعضائه، وتُعتبر السيدة شيرلي أيوركور بوتشوي، الأمين العام للكومنولث، شخصية بارزة ، كونها أول امرأة أفريقية تتولى هذا المنصب، فإنها تجلب وجهة نظر جديدة وتجربة غنية في مجالات التنمية والدبلوماسية خاصة مع خبراتها السابقة كونها وزيرة الخارجية والتكامل الإقليمي في غانا.

وفيما يلي عرضا للسناريوهات المستقبلية والتوصيات:

اولا: السيناريوهات المستقبلية

١_ تعزيز التعاون الاقتصادي : إذا تمكنت السيدة بوتشوي من دعم التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء، فقد يؤدي ذلك إلى تقليص الفجوات الاقتصادية وتعزيز النمو المستدام، خاصة في الدول الأفريقية.

٢_استجابة فعالة للتغير المناخي: من خلال تنفيذ استراتيجيات فعالة لمواجهة التغير المناخي، يمكن أن يبرز الكومنولث كنموذج يحتذى به في مجال الاستدامة، مما يفيد الدول التي تواجه تحديات بيئية، وعلي رأسها الدول الأفريقية.

٣_ تعزيز دور أفريقيا في الكومنولث: من المتوقع أن تسعى أفريقيا، تحت قيادة أمين عام من أصول أفريقية مثل السيدة شيرلي أيوركور، لتعزيز نفوذها داخل المنظمة عبر التركيز على التحديات المشتركة مثل التغير المناخي، الأمن الغذائي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. يتمثل ذلك في استثمار العلاقات بين دول الكومنولث لدفع استراتيجيات تمويل البنية التحتية والابتكار في الطاقة النظيفة، وهو ما يتماشى مع توجهات المنتديات العالمية مثل قمة الاتحاد الأوروبي-الاتحاد الأفريقي

٣_التنافس الجيوسياسي على الموارد الأفريقية : تتزايد أهمية الموارد الطبيعية الأفريقية مثل المعادن الضرورية للتحول للطاقة النظيفة، ما يضع دول الكومنولث الأفريقية في موقع استراتيجي لتعزيز دورها التفاوضي على الساحة الدولية .

٤_تقوية الاقتصاديات الإقليمية : هناك فرصة لتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي بين دول أفريقيا الأعضاء في الكومنولث، خصوصًا من خلال مشاريع تعاونية في البنية التحتية والتجارة الحرة، مستفيدة من دعم الأطراف الدولية مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

٥_ تعزيز المكانة الأفريقية : في ظل قيادة شيرلي، من المتوقع أن تصبح أفريقيا مركزًا رئيسيًا للمبادرات الاقتصادية والبيئية ضمن التحديات المناخية التي تواجه الدول.

ثانيا: التوصيات

١_ تعزيز  الشراكات: تشجيع التعاون بين الدول الأفريقية الأعضاء في الكومنولث، وتنظيم فعاليات وورش عمل لتبادل الخبرات والمعرفة.

٢_تمكين الشباب والنساء: الاستثمار في الشباب والمرأة الأفريقية من خلال دعم المشاريع التي تساهم في تمكينهم اقتصادياً واجتماعياً.

٣_دعم الاستقرار السياسي: التركيز على برامج التنمية التي تساهم في تقليل الفقر والنزاعات، وبناء القدرات المؤسسية في الدول الأفريقية.

٤_ضمان استدامة مبادرات التنمية: وضع آليات فعالة لمتابعة وتقييم المبادرات لضمان استدامتها، مما يساعد في قياس الأثر المستدام على المدى الطويل.

٥_ التركيز على العدالة المناخية: دمج مفهوم العدالة المناخية في السياسات التنموية الأفريقية، والتركيز على مشاريع الطاقة النظيفة والتكيف مع التغيرات المناخية.

٧_تعزيز الابتكار والتعليم: دعم الابتكار في المجالات الزراعية والتعليمية، وتطوير المناهج الدراسية لتعزيز المهارات.

٨_ بناء وتعزيز الشراكات الدولية: تعزيز التعاون مع شركاء دوليين مثل الصين والولايات المتحدة لجذب الاستثمارات والخبرات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا.

وفيما يتعلق بالسيدة” شيرلي بوتشي” فبصفتها أمينة عامة للكومنولث، يمكن أن تلعب دوراً محورياً في ترجمة هذه التوصيات إلى واقع ملموس من خلال:

  • تخصيص موارد الكومنولث: توجيه الموارد المالية والتقنية لدعم المشاريع التي تتماشى مع هذه التوصيات في الدول الأفريقية.
  • بناء التحالفات: تكوين شراكات قوية مع الحكومات الأفريقية، والمنظمات الدولية، والقطاع الخاص لدعم تنفيذ هذه الأجندة.
  • تطوير السياسات: المساهمة في صياغة سياسات الكومنولث التي تعكس الأولويات الأفريقية، مثل التنمية المستدامة، والمساواة بين الجنسين، وتمكين الشباب.
  • تعزيز التبادل المعرفي: توفير منصة لتبادل الخبرات والمعارف بين الخبراء الأفارقة ونظرائهم في دول الكومنولث الأخرى.
  • الدفاع عن المصالح الأفريقية: تمثيل المصالح الأفريقية في المحافل الدولية، والضغط على الدول المتقدمة لتقديم الدعم المالي والتقني اللازم لتحقيق التنمية المستدامة في القارة.

 

  1_ The Commonwealth, Commonwealth Charter, Available at: Nov. 21,2024:

https://thecommonwealth.org/charter

2_ سيدي.م.ويدراوغو (مترجم)، الفرانكوفونية والكومنولث: ما الذي يجلبانه للبلدان الإفريقية؟،  قراءات إفريقية، ٣/١٠/٢٠٢٢، علي الرابط التالي:https://qiraatafrican.com/7460/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%83%D9%88%D9%81%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%85%D9%86%D9%88%D9%84%D8%AB-%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%8A%D8%AC%D9%84/

Available at: Nov. 21, 2024.

 3_ The Commonwealth, Commonwealth Heads of Government to select the 7th Secretary-General,25/10/2024, Available at: Nov. 21, 2024 :

https://thecommonwealth.org/commonwealth-heads-government-select-7th-secretary-general

[4] “Former Secretary-General of the Commonwealth to Head WWF,” WWF conserves our planet, habitats, & species like the Panda & Tiger, accessed November 24, 2024, https://wwf.panda.org/es/?2409%2FFormer-Secretary-General-of-the-Commonwealth-to-head-WWF.

[5] Peter Fabricius, “Africa Gets Its Chance to Lead the Commonwealth,” ISS Africa, October 18, 2024, https://issafrica.org/iss-today/africa-gets-its-chance-to-lead-the-commonwealth.

[6] “Minister of Foreign Affairs,” Ghana Permanent Mission to the United Nations, October 8, 2021, https://www.ghanamissionun.org/minister-of-foreign-affairs/.

[7] Kent Kent Mensah and in Accra, “Ghana: 10 Things about New Commonwealth Boss Shirley Botchwey,” the africa report, November 5, 2024, https://www.theafricareport.com/366947/ghana-10-things-about-new-commonwealth-boss-shirley-botchwey.

[8] “Shirley Botchwey for Commonwealth Secretary-General 2024,” Shirley Botchwey for Commonwealth Secretary-General 2024 -, October 29, 1970, https://shirleybotchwey.com/.

[9] “Election of the Secretary-General of the Commonwealth in 2024: Setipa,” setipa.com, June 1, 2024, https://setipa.com/election-of-the-secretary-general/.

[10] Funmi Olonisakin, “How an African Leader Can Make the Commonwealth …,” CATHAM HOUSE, September 9, 2024, https://www.chathamhouse.org/publications/the-world-today/2024-09/how-african-leader-can-make-commonwealth-relevant-again.

 19_ Kent Mensah,” Ghana: 10 things about new Commonwealth boss Shirley Botchwey”,  The Africa Report, 5/10/2024:

https://www.theafricareport.com/366947/ghana-10-things-about-new-commonwealth-boss-shirley-botchwey

accessed at: Nov. 22,2024.

 20_ Idem.

 21_ Idem

 22_ Idem

 23_ Sara Meerow, Melissa Stults, “Comparing Conceptualizations of Urban Climate Resilience In Theory and Practice”, MDPI, 21/7/2016: https://www.mdpi.com/2071-1050/8/7/701 accessed at: Nov. 22,2024.

 24_ Center for Climate and Energy Solutions, Climate Resilience Portal :https://www.c2es.org/content/climate-resilience-overview/

accessed at: Nov. 22,2024.

 25_ Kent Mensah, Op.cit.

 26_ Nadine White, “Commonwealth slavery reparations debate: What could the UK be asked to pay?”, 24/10/2024:

https://www.independent.co.uk/news/uk-slavery-reparations-commonwealth-cost-starmer-b2634754.html

accessed at: Nov. 22,2024.

 27_ Kent Mensah, Op.cit.

[20]_ The Commonwealth, Commonwealth Secretary-General to urge greater collaboration at Africa Prosperity Dialogue in Ghana,25/6/2024:

https://thecommonwealth.org/news/commonwealth-secretary-general-urge-greater-collaboration-africa-prosperity-dialogue-ghana

[21]_ Idem

[22]_ Leticia Osei, “2024 edition of Africa Prosperity Dialogues kicks off in Accra”, CNR, 25/1/2024:

 28_ British Columbia, What is Economic Development?,6/11/2024:

https://www2.gov.bc.ca/gov/content/employment-business/economic-development/plan-and-measure/economic-development-basics

accessed at: Nov. 22,2024.

 29_ Commonwealth of Nations, Economic Development:

accessed at: Nov. 22,2024.

[25]_ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، أهداف التنمية البشرية:

https://www.unrwa.org/ar/who-we-are/human-development-goals

accessed at: Nov. 22,2024.

 30_ Commonwealth of Nations, Human Development:

accessed at: Nov. 22,2024.

 31_ Idem.

 32_ Commonwealth of Nations, Sustainable Development: https://www.commonwealthofnations.org/commonwealth-in-action/environmentally-sustainable-development/

accessed at: Nov. 22,2024.

 33_ SUSTAINABLE DEVELOPMENT  GOALS, Fast Facts – What is Sustainable Development?:

https://www.un.org/sustainabledevelopment/blog/2023/08/what-is-sustainable-development

accessed at: Nov. 22,2024.

 34_ Commonwealth of Nations, Sustainable Development, Op.cit.

 35_ Idem.

 36_ Idem.

 37_ Commonwealth Foundation, The future of the Commonwealth and the next Secretary-General :https://commonwealthfoundation.com/the-future-of-the-commonwealth-and-the-next-secretary-general/

accessed at: Nov. 22,2024.

 38_ Idem.

 39_ The Commonwealth, Commonwealth diplomats enhance skills amidst global challenges:

https://thecommonwealth.org/news/commonwealth-diplomats-enhance-skills-amidst-global-challenges

accessed at: Nov. 23,2024.

 40_ Idem.

 41_ Idem.

 42_ Idem.

 43_ Idem.

 44_ Idem.

 45_ Idem.

 46_ David Lawrence, “Redefine the Commonwealth now to safeguard Its future”, Chatham House, 6/10/2022:

https://www.chathamhouse.org/2022/10/redefine-commonwealth-now-safeguard-its-future

accessed at: Nov. 23,2024.

 47_ Commonwealth Parliamentary Association, Debate between candidates for Commonwealth Secretary-General, 11/9/2024:

https://www.cpahq.org/events/debate-between-candidates-for-commonwealth-secretary-general

accessed at: Nov. 23,2024.

 48_ The Commonwealth, Commonwealth Secretary-General encourages increased investment in the Caribbean,14/11/2024:

https://thecommonwealth.org/news/commonwealth-secretary-general-encourages-increased-investment-caribbean

accessed at: Nov. 23,2024.

 49_ Idem.

 50_ Idem.

 51_ Idem.

 52_ Kent Mensah, Op.cit.

زر الذهاب إلى الأعلى