الدراسات

المشهد الجيواستراتيجي في اليمن وأثره على كل من الأمن القومي المصري والخليجي العربي

إعداد: نوران هشام – باحثة متدربة ببرنامج الدراسات الإستراتيجية بالمركز.
مراجعة: د. تامر سامي – مدير برنامج الدراسات الإستراتيجية بالمركز.

مقدمة

تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار نتيجة اتساع رقعة الصراعات وتعدد أطرافها، مع تزايد التدخلات الإقليمية والدولية، مما يُشكل تهديدًا للأمن العالمي، ويؤثر بشكل خاص على دول الخليج العربي والأمن القومي المصري. وتعتبر اليمن، بموقعها الحيوي عند باب المندب، مثالًا بارزًا على هذا المشهد المضطرب، إذ تعاني من سلسلة من الأزمات منذ 2011، تفاقمت مع تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة بعد اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023 وما تبعها من نزاعات في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران.

وإحدى الأساليب العلمية لتحليل المشهد الراهن هو تبني الجيواستراتيجي. يركز “الجيواستراتيجي”، وهو مصطلح يجمع بين شقي “الجغرافيا” و”الإستراتيجية”، على تحديد المواقع الجغرافية الحيوية التي تسعى القوى السيطرة عليها تمهيدًا للسيطرة على مناطق أخرى من العالم وتمدد نفوذها، وأبرز تلك المواقع هي المضايق البحرية، ويختلف هذا عن “الجيوسياسية” أو “الجيوبوليتيك” التي يهتم باتجاهات السياسة الخارجية للدولة بناءً على موقعها الجغرافي[1].

أولًا: توصيف المشهد الجيوستراتيجي في اليمن

يتسم المشهد الجيواستراتيجي الحالي في اليمن بالتعقيد والحساسية وهذا يرجع إلى عدة عوامل أولها المواقع الجغرافي بالغ الأهمية لليمن، وتصاعد وتيرة الأحداث والصراعات في المنطقة، وكذلك ازدياد حدة الصراع عند مضيق باب المندب مُسببًا ما يُسمى باسم “أزمة البحر الأحمر”، وتعقيد المشهد بين أطراف الصراع في الداخل اليمني، وفي هذا الجزء نتناول كل عامل على حدة.

  1.  تعريف الموقع الجغرافي للجمهورية اليمنية

إن الموقع الجغرافي لليمن يتسم بطبيعته الحرجة وتعقيداته الإستراتيجية، حيث تقع اليمن في الجزء الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، ويحدها من الشمال المملكة العربية السعودية، ومن الشرق سلطنة عمان، وخليج عدن من الجنوب، والبحر الأحمر من الغرب، لتمتد سواحل اليمن البحرية لأكثر من 2500 كيلومترًا، تمتلك في تلك المسطحات المائية أكثر من 182 جزيرة أبرزها جزيرة ميون (بريم) في باب المندب، وجزر حنيش في البحر الأحمر، وأرخبيل سقطرى في بحر العرب. تلعب هذه الجزر دورًا استراتيجيًا في مراقبة الممرات البحرية الدولية وتأمين المصالح الإقليمية والدولية[2].

تكتسب اليمن أهمية جيواستراتيجية متزايدة بفضل إطلالتها المباشرة على مضيق باب المندب. يُعتبر مضيق باب المندب من أهم المضائق البحرية في منطقة شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، حيث يربط بين البحر المتوسط والمحيط الهندي والبحر الأحمر وقناة السويس عبر خليج عدن[3]، وتبلغ المسافة بين ضفتيه من رأس منهالي بالساحل الآسيوي في اليمن إلى رأس سيان في جيبوتي بالساحل الأفريقي 30 كيلومتراً، وتقع جزيرة بريم اليمنية في مدخل المضيق من الناحية الجنوبية لتقسمه إلى قناتين، قناة إسكندر وقناة دقة المايون[4].

يُعد مضيق باب المندب ذات أهمية جيواستراتيجية قصوى، حيث تسعى القوى الإقليمية والدولية جاهدة لفرض سيطرتها عليه، والدليل على ذلك تزايد أعداد القواعد العسكرية في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر الملاصقة لمضيق باب المندب خاصًة في جيبوتي. فإن جيبوتي تستضيف على أرضها أكبر قاعدة عسكرية أميريكية دائمة في أفريقيا، كما تقوم كل من اليابان والصين بإجراء المناورات والعمليات العسكرية هناك، وتركز الصين على بناء الموانئ والقواعد العسكرية[5]، بالإضافة للتواجد البريطاني والفرنسي[6].

  • نظرة على آخر التطورات بين أطراف الصراع في الداخل اليمني

بالنظر على المستوى الداخلي، نجد طرفين متنازعين رئيسين وهم مجلس القيادة الرئاسي وجماعة أنصار الله (الحوثيين). يعتبر مجلس القيادة الرئاسي اليمني هو مجلس تنفيذي أعلى بمثابة الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية الذي تم نقل السلطة له بموجب قرار جمهوري للرئيس اليمني السابق “عبد ربه منصور هادي” بتاريخ 7 أبريل 2022 إثر المبادرة الخليجية لحين الانتهاء من مهام المرحلة الانتقالية. وشُكل هذا المجلس برئاسة “رشاد العليمي” ويتكون المجلس من سبعة أعضاء بدرجة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي وهم (سلطان علي العرادة – طارق محمد صالح – عبد الرحمن أبو زرعة – عبدالله العليمي باوزير – عثمان حسين مجلي – عيدروس قاسم الزبيدي – فرج سالمين البحسني). ومن المفترض أن يتم إنهاء عمل هذا المجلس وفق لحل سياسي شامل أو عند إجراء انتخابات وتنصيب رئيسًا جديدًا للجمهورية اليمنية[7].  

أما عن الحوثيين، هم حركة سياسية وعسكرية نشأت في التسعينيات في شمال اليمن، وتنحدر من قبيلة حوثية في محافظة صعدة، حيث يتبعون المذهب الزيدي الشيعي. بدأت الحركة كدفاع عن الهوية الزيدية ضد النفوذ السلفي، لكنها تطورت إلى حركة معارضة للحكومة اليمنية المركزية. في سبتمبر 2014، سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء، ومن ثم توسعوا في شمال اليمن. في بداية تمردهم، كانوا يسعون لاستعادة الإمامة الزيدية التي سقطت في 1962، لكنهم أصبحوا يُعرفون بـ “أنصار الله”. وعلى الرغم من تمسكهم بالمذهب الزيدي، فإن الحوثيين تأثروا بشكل متزايد بالمذهب الشيعي الإثنا عشري، خاصة بعد تحالفهم مع إيران وحزب الله. هذا التأثير تجلى في احتفالهم بطقوس شيعية مثل عاشوراء وعيد الغدير. وقد اتهمت السعودية واليمن إيران بتقديم الدعم العسكري للحوثيين، وهو ما نفاه الطرفان[8].

بالرغم من أنه تم النص في القرار الجمهوري الخاص بإنشاء مجلس القيادة الرئاسي على ضرورة التفاوض مع الحوثيين ” لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام”[9]. فإن يُعد مصدر الخلاف الدائر بين المجلس الرئاسي والحوثيين هو مفهوم السلام ومصداقية الطرفين، حيث إن المجلس الرئاسي يرى أن الحوثيين غير جادين في تحقيق السلام، مستندًا إلى تجارب طويلة تُظهر ارتباطهم بالمشروع الإيراني وأفكارهم العقائدية المتطرفة. ويرى المجلس أن السلام يتطلب إجراءات حاسمة، مثل تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية بسبب انتهاكاتهم للقانون الدولي ورفضهم تقديم تنازلات، رغم جهود السلطة الشرعية للتخفيف من الأزمة الإنسانية. في المقابل، يسعى الحوثيون لتثبيت سلطتهم كأمر واقع عبر مطالب تتعلق بصرف الرواتب، وفتح المطارات والموانئ، ورفع ما يسمونه “الحصار”، مما يجعل هدفهم الفعلي بعيداً عن تحقيق السلام الشامل. كما يختلف الطرفان في مرجعية الحلول. المجلس الرئاسي يعتمد على الشرعية الدستورية والدولية والمبادرات الخليجية كإطار للحل السياسي، بينما يرفض الحوثيون هذه المرجعيات، مصرّين على التفاوض مع التحالف العربي بدلاً من الحكومة الشرعية. بذلك، يظهر أن الخلاف ليس فقط في كيفية تحقيق السلام، بل في أولويات كل طرف وأهدافه الحقيقية[10].

وتعتبر آخر محاولات التهدئة بين الطرفين كانت محاولة دولية أممية حيث أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن “هانس غروندبرغ” بتوصل كل من رئيس مجلس القيادة الرئاسي “رشاد العليمي”، وكبير مفاوضي الحوثيين “محمد عبد السلام” عن هدنة لوقف إطلاق النار وذلك في ديسمبر 2023، والشروع في خارطة طريق لاستئناف تصدير النفط، ودفع رواتب الموظفين، وتحسين معيشة المواطنيين اليمنيين، وأكد “غروندبرغ” على الدور الإستراتيجي للرياض ومسقط في هذه الخارطة[11].

وعلى الرغم من الإعلان عن خارطة الطريق، لم تحقق تلك الخارطة الهدف المرجو منه خاصًة بعد التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر وتوابعها. وانعكست تلك التوابع على الاقتصاد والتنمية  فبحسب البنك الدولي يعاني الاقتصاد من الانكماش وانخفاض قيمة العملة الودطنية بسبب استمرار توقف صادرات النفط الخام. وأدت تلك العوامل إلى زيادة التضخم وتفاقم الأوضاع الاجتماعية لليمنيين حيث يعاني أكثر من 17 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي، ويعاني أكثر من 18 مليون يمني من نقصًا حادًا في مياه الشرب الآمنة ومرافق الصرف الصحي[12].

فإن تركيز الهجمات الحوثية انتقل من الداخل، أي من الاشتباكات مع الحكومة اليمنية، للهجمات الإقليمية مؤديًا لما يُعرف باسم “أزمة البحر الأحمر”. وترى حكومة اليمن ترى أن الحوثيين اتجهوا لاستهداف السفن للهروب من الهزائم المتتالية التي لُحقت بهم في الداخل اليمني، لذا فسيسعوا لإيجاد تبريرًا آخر لاستمرار تلك العمليات حتى بعد وقف اطلاق النار في غزة[13].

  • اضطراب المشهد الجيواستراتيجي في اليمن “أزمة البحر الأحمر”:

إن جماعة أنصار الله أو الحوثيين المتصدر للمشهد اليمني منذ اندلاع الأزمة اليمنية في 2011، ليسوا جماعة ذات أجندة موحدة لكنهم قادرين على التكيف والتطور بشكل يهدد أمن البحر الأحمر. تركزت تكتيتاتهم على الاستهدافات البحرية التي بدأت بأساليب أقل تطورًا في 2016 باستخدام قذائف صاروخية بسيطة، وصولًا إلى الطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للسفن في [14]2023.

قام الحوثيين بالتهديد بضرب السفن العابرة بالبحر الأحمر ذات الصلة بإسرائيل، إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر2023، وبالفعل شنّت جماعة الحوثي عدداً من الضربات بدءاً من 19 أكتوبر 2023، أي بعد حوالي أسبوعين من بداية الحرب، وقُدرت عدد الضربات بأكثر من 142 حتى تاريخه[15]. ولم تكتف قوات الحوثي باستهداف السفن العابرة بالبحر الأحمر، وشّنت هجمات على تل أبيب باستخدام الطائرات المُسيرة.

على الصعيد الأخر، قامت إسرائيل بالرد على هجمات قوات الحوثي حيث استهدفت القوات الإسرائيلية ميناء الحديدية في اليمن في يوليو 2024، ووصّف هذا الهجوم بأنه “درامي” حيث شنت القوات الجوية الإسرائيلية الهجوم باستخدام 25 طائرة F-35، مستهدفة صهاريج النفط، ما أدى إلى انفجارات وحرائق استمرت لأيام. كما استهدفت محطة طاقة في منطقة الصليف شمال الميناء. يُذكر أن ميناء الحديدة يُعد المنفذ الوحيد للمساعدات الإنسانية في المناطق الشمالية، مما يُنذر بتفاقم الأزمة الإنسانية وانعدام الأمن الغذائي نتيجة تقييد تدفق الإمدادات الأساسية[16].

أدت تلك الأحداث المتفاقمة والاضطرابات إلى حالة من عدم الاستقرار في ملاحة البحر الأحمر. أدت تلك الضربات إلى إعاقة حرية الملاحة البحرية، زعزعة الاستقرار في مضيق باب المندب، والتأثير المباشر على الأمن القومي المصري والخليجي.

ثانيًا: تداعيات المشهد اليمني على الأمن القومي المصري

إن المشهد الجيواستراتيجي غير المستقر باليمن يُشكل تهديدًا مباشراً لاستقرار وأمن مصر القومي. فقد صّرح وزير الخارجية والهجرة المصري “الدكتور بدر عبدالعاطي” خلال اجتماعه مع  رئيس المجلس الرئاسي اليمني “الدكتور رشاد العليمي” في سبتمبر من العام الجاري أن ملف البحر الأحمر وسلامة الملاحة البحرية في المنطقة يشكل أولوية استراتيجية بالنسبة للأمن القومي المصري. وأكد على ضرورة التنسيق والتعاون بين الدول المطلة على البحر الأحمر، باعتبارها الأطراف الرئيسية ذات المصلحة المباشرة في الحفاظ على الأمن الملاحي. كما شدد على رفض مصر القاطع لمحاولات إشراك دول غير مطلة على البحر الأحمر في ترتيباته الأمنية، موضحًا أن هذا يتعارض مع مصالحها الأساسية. في السياق ذاته، رفضت مصر أي تهديدات لحرية الملاحة في الخليج العربي ومضيق باب المندب، معتبرة أن مثل هذه المحاولات تشكل تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي[17].

  1. انخفاض إيرادات قناة السويس

تُعد إيرادات قناة السويس هي واحدة من أهم مصادر الدخل القومي ومصادر العملة الأجنبية للاقتصاد المصري. منذ بداية أزمة البحر الأحمر وقيام الحوثيين بشن هجمات على السفن العابرة في البحر الأحمر، خاصة تلك المرتبطة بإسرائيل، بدأت السفن في تعديل مساراتها البحرية لتجنب المرور عبر القناة السويس. نتيجة لذلك، تحول العديد منها إلى طريق رأس الرجاء الصالح خوفًا من المخاطر التي تهدد سلامة عبورها في البحر الأحمر.

شهدت حركة الملاحة في قناة السويس تراجعاً ملحوظاً بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 2024، حيث انخفض عدد السفن وناقلات النفط التي عبرت القناة من 2364 سفينة في أكتوبر 2023 إلى 886 سفينة في أكتوبر 2024، أي بتراجع بنسبة 62%. وفقاً لبيانات “واتش بورت” التابعة لصندوق النقد الدولي، وكذلك المعلومات التي أوردتها شبكة “CNN” الاقتصادية، بلغ متوسط عبور السفن اليومية في منتصف أكتوبر 2024 نحو 33 سفينة يومياً، وهو ما يعكس انخفاضاً بنسبة 57% مقارنة بالذروة السابقة. كما أن هذا المتوسط يعد أقل بنسبة 55% عن نفس الفترة من العام الماضي، لكنه يبقى أعلى بنسبة 4% من أدنى مستوى تم تسجيله خلال الأسابيع الأربعة التي سبقت منتصف أكتوبر [18]2024.

وقد أشار رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس “الفريق أسامة ربيع” في أكتوبر من العام الجاري خلال فعاليات المنتدى اللوجستي العالمي في مدينة الرياض السعودية أن أكثر من 6600 سفينة اختارت طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس نظرًا للتهديدات الحالية بالبحر الأحمر[19].

شهد بداية عام 2024 انخفاضًا في إيرادات قناة السويس، حيث سجلت أقل نسبة منذ بداية أحداث 7 أكتوبر. فقد بلغت إيرادات القناة في يناير 2024 حوالي 15.2 مليار جنيه، بينما وصلت في فبراير 2024 إلى 10.6 مليار جنيه[20]. وقد صّرح الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” في سبتمبر من العام الجاري أن إيرادات قناة السويس قد انخفضت خلال الشهور السابقة بنسبة تتراوح بين 50 و60 بالمئة، وتُقدر تلك الخسائر بـ 6 مليارات دولار.

وبالتالي، فإن التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر تؤثر بشكل مباشر على أداء الاقتصاد المصري، فيصطحب انخفاض إيرادات قناة السويس بهذه النسب الملحوظة انخفاض في إيرادات العملة الأجنبية. والجدير بالذكر أن اضطرابات البحر الأحمر تهدد مصدر الدخل الحيوي الآخر لمصر من العملات الأجنبية وهو السياحة، بحسب تقديرات لصندوق النقد الدولي، مما يزيد من الضغوطات على الاقتصاد المصري[21].

  • زيادة تواجد ووصول قوى عسكرية دولية

في ظل تدهور الحالة الأمنية في البحر الأحمر، تسعى القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة في استغلال الفرصة لفرض سيطرتها العسكرية على مناطق من البحر الأحمر وخاصًة باب المندب مما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري. فعلى سبيل المثال، أعلنت الولايات المتحدة في ديسمبر 2023 عزمها على تشكيل تحالف دولي لحماية أمن البحر الأحمر من هجمات الحوثيين بالتعاون مع المملكة المتحدة والمعروف باسم “تحالف حارس الازدهار”. ويرى بعض الخبراء أن هناك أجندة وراء هذه المبادرة، فمنذ حرب أكتوبر 1973، أدركت واشنطن الأهمية الإستراتيجية للبحر الأحمر وأن تواجدها في هذه المنطقة سيعزز من مصالحها وسيساعدها في حماية إسرائيل. إضافًة إلى ذلك فإن التواجد الأميريكي في البحر الأحمر سيحد من تمدد النفوذ الصيني والروسي في منطقة القرن الإفريقي[22].

والجدير بالذكر أنه لم تُعلن مصر نيتها عن شّن أي هجمات على اليمن، حيث أكدت القاهرة عدة مرات عدم عزم مشاركة جيشها في عمليات عسكرية خارج حدودها، وبالتالي عدم مشاركتها في أي تحالفات عسكرية لردع الحوثيين في اليمن، وبحسب تصريح أحد الخبراء العسكريين لوكالة DW الألمانية أن الدول الغربية طلبت مشاركة مصر في تحالف عسكري لضرب الحوثيين لكن مصر رفضت على الرغم من التهديدات الأمنية والخسائر الاقتصادية التي تعاني منها[23]. وأشارت إحدى التحليلات المنشورة في “منتدى فكرة” بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن مصر لا تريد المشاركة في اي عمليات عسكرية من هذا النوع حتى لا تنخرط في دعم توجهات مغايرة لتوجهات ومرتكزات السياسة الخارجية المصرية.[24]

ثالثًا: تداعيات المشهد اليمني على الأمن القومي الخليجي العربي

إن للمشهد الجيوستراتيجي اليمني بشكل عام تأثيرًا مباشرًا على مصالح وأمن دول مجلس التعاون الخليجي العربي يتثمل في مواجهات عسكرية مباشرة بين جيوش تلك الدول وقوات الحوثي، أو تهديداً للعمود الفقري لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي وهو نقل صادرات النفط.

  1. تشكيل خطرًا أمنيًا مباشرًا ومواجهات عسكرية

يُعد المشهد اليمني خطرًا عسكريًا وأمنيًا مباشرًا للأمن القومي لدول الخليج العربي الملاصقة والمجاورة لليمن وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. فقد أعلنت الرياض في أكتوبر 2023 عن مقتل أربعة جنود سعوديين في منطقة جازان الجنوبية جراء اشتباكات دامية مع الحوثيين. بالإضافة إلى اعتراض الدفاعات السعودية للصواريخ التي تطلقها جماعة الحوثي تجاه إسرائيل، مما يسفر عن سقوط تلك الصواريخ داخل أراضي المملكة. وفي سياق مشابه، حذرت الحكومة البريطانية من وقوع هجمات إرهابية من الحوثيين في الإمارات وأوصت بتجنب السفر إلى المناطق القريبة من الحدود اليمنية بمسافة 10 كيلومترات[25].

والجدير بالذكر، أنه منذ بداية الأزمة اليمنية في 2011، أطلقت دول مجلس التعاون الخليجي وحلفاؤها بقيادة السعودية عملية “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين في اليمن، ولكن بعد شّن الهجمات الحوثية في 2023 إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عزفت السعودية، دولة الخليج العربي المُطلة على البحر الأحمر عن المشاركة في تحالف واشنطن “تحالف حارس الازدهار”، ولم تشارك فيه أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي إلا البحرين.

  • زيادة النفوذ والتهديد الإيراني في المنطقة

إن سيطرة الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب بما فيه التجارة العالمية للنفط من خلالهم، تعني سيطرة إيران، الحليف الإستراتيجي والداعم والممول لتلك الجماعة. وبحسب تحليل أحد الخبراء عن المستفيد الأول من هجمات الحوثي في البحر الأحمر أنها إيران فأصبحت بدعمها بالسلاح والخبرات والأموال للحوثيين هي المتحكم في البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب، بالإضافة إلى وجود قوات آخرى لها في العراق ولبنان وسوريا. وهذا يشكل “حزامًا حول المنطقة العربية” على حد وصف الخبير، وفسّر ذلك بأن هذه الهجمات لم تفيد غزة ولم تحرز أي تقدمًا تجاه وقف إطلاق النار آنذاك ولكن أدى إلى المزيد من التوتر[26].

والجدير بالذكر، أن زيادة تهديد الحوثيين لأمن دول الخليج العربي وخاصةً المملكة العربية السعودية، دفع الرياض إلى البحث عن حلول دبلوماسية وسياسية مثل الهدنة التي بدأت في أبريل 2022، واتفاق مارس 2023 بين طهران والرياض. فإن الحوثيين كانوا وما زالوا أداة ووسيلة إيرانية ناجحة للضغط على دول الخليج العربي[27].

ولكن يبقى النفوذ الإيراني في ظل الأوضاع الإقليمية المضطربة الحالية محل العديد من التساؤلات خاصًة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. خاصًة أن إيران حرصت طوال السنوات الماضية على التواجد الميداني والعسكري والسياسي في سوريا حفاظًا على مصالحها الإستراتيجية، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى إنحسار النفوذ الإيراني في إحدى جبهات المقاومة الرئيسية لها[28].

  • تجارة المواد المخدرة والأسلحة

إن تأثير زعزعة الاستقرار اليمني قد يمتد تأثيره للتجارة غير المشروعة. فبحسب وزارة الخارجية الأميريكية، إن الحوثيين يقوموا بتمويل هجماتهم في البحر الأحمر من خلال عمليات تهريب المخدرات الدولية. هذه التجارة تشمل تهريب كميات كبيرة من الكبتاجون والحشيش والهيروين إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث تُباع لتحقيق أرباح تُستخدم في شراء الأسلحة وتمويل هجماتهم، بما في ذلك استهداف السفن المدنية والتجارة الدولية في البحر الأحمر. وتُستخدم الممرات البحرية في البحر الأحمر والخليج العربي في عمليات التهريب، بحسب ما تم ضبطه بالفعل من قِبل القوات البحرية الدولية[29].

وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية حاليًا تعكس تأثير أزمة البحر الأحمر على معدلات محاولات تهريب المخدرات بدول الخليج العربي بشكل مباشر، لكن يجب الإشارة أن دولة مثل السعودية طالما عانت من تهريب المواد المخدرة من خلال حدودها مع اليمن، فحتى خلال الفترة قبل الحرب كانت الحدود بينهم دائمًا شديدة مُخترقة، ففي الفترة بين 2008 و2010 تم ضبط أكثر من 6 ملايين كيلوغرام من القات، بالإضافة إلى 13 مليون قرص أمفيتامين و500 كيلوغرام من الحشيش قبل دخولها المملكة[30]. وبالإشارة إلى أخر محاولات التهريب، فقد كانت في يونيو 2024 على الحدود اليمنية السعودية في ثلاث مناطق مختلفة وهم عسير، وجازان، والداير[31].

رابعًا: مستقبل تطور المشهد اليمني وأزمة البحر الأحمر

مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يرى بعض الخبراء أن إيران ستواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على دعمها لحلفائها الإقليميين والمحور المعروف بـ”محور المقاومة”، بما في ذلك الحوثيون. إذ تُعد سوريا ركيزة أساسية في استراتيجية إيران الإقليمية، وسقوط النظام السوري يمثل ضربة قاسية لخططها في المنطقة، مما يضعف تأثيرها بشكل عام. هذا الانهيار المحتمل سيؤثر على قدرتها في دعم حماس في غزة وحزب الله في لبنان، خاصة مع تراجع قدراتها العسكرية نتيجة الضربات المباشرة التي تعرضت لها من إسرائيل خلال الهجمات التقليدية في أكتوبر[32]2024. لذلك، حتى إذا استمر الحوثيون في مهاجمة السفن، فإنهم لن يحظوا بنفس مستوى الدعم من طهران، مما سيؤدي تدريجيًا إلى تراجع وتيرة هذه الهجمات حتى تتلاشى تمامًا.

ولكن هذا السيناريو، على الرغم من منطقيته لكنه ليس مؤكدًا، فقط شنّت القوات الحوثية هجمات على ثلاث سفن إمداد ومدمرتين أمريكيتين في خليج عدن يوم 10 ديسمبر 2024[33]، أي بعد سقوط نظام الأسد في سوريا بعد يومين. وهذا قد يُفسر بعض التحركات الإيرانية التي تعكس عدم استسلامها للوضع الحالي ومحاولتها للتكيف لتعزيز نفوذها في المناطق التي مازالت تحت سيطرتها خاصًة مع الحفاظ على دعمها للحوثيين في اليمن لذلك فهناك التوقعات بتركيز اتجاه محور المقاومة الإيراني ناحية الحوثيين. ويبقى البرنامج النووي الإيراني هو ورقة الضغط الرئيسية والأخيرة لإيران حال شعورها بتهديد حيوي يهدد وجودها[34].

الخاتمة

إن الموقع الجغرافي لليمن وخاصًة اطلالها على باب المندب يعطي لها أهمية جيواستراتيجية خاصة جدًا جعلت من اليمن مُستهدفًا للحروب والنزاعات لسنوات، والآن إثر تصاعد حدة الصراع العربي الإسرائيلي، اتخذت القوات الحوثية المدعومة من إيران هذا الموقع كأداة ضغط للسيطرة على حركة التجارة العالمية واستهداف السفن وإمدادات النفط. ولكن النتيجة لم تكن في صالح القضية قط، فتزايدت حدة الصراع، وحتى الآن لا يوجد مستفيد غير الولايات المتحدة التي وجدت مبررًا لتواجدها في البحر الأحمر، وإيران التي طوقت الخليج العربي، وإسرائيل التي استهدفت الداخل اليمني. وعلى الصعيد الآخر، لحقت الأضرار والمخاطر بالدول المحيطة باليمن خاصًة مصر ودول الخليج العربي.

رغم التهديدات الحقيقية التي تواجه مصر ودول الخليج العربي بسبب أزمة البحر الأحمر واستهداف الحوثيين للسفن وتعثر التجارة الدولية، رفضت هذه الدول – باستثناء البحرين – المشاركة في “تحالف حارس الازدهار” الذي شكلته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. مصر، على وجه الخصوص، أعربت عن رفضها لإشراك دول غير مطلة على البحر الأحمر في ترتيباته الأمنية، مؤكدة دعمها لسيادة اليمن برًا وبحرًا. في الوقت نفسه، تسعى السعودية للتهدئة داخليًا بين الحوثيين ومجلس القيادة الرئاسي، حيث لعبت دورًا بارزًا في التوصل إلى خارطة طريق أممية لوقف إطلاق النار.

ختامًا، يُظهر المشهد الجيوسياسي لليمن أهمية استراتيجية في تحقيق التوازن الأمني الإقليمي والدولي، حيث تُعد أزمة البحر الأحمر وباب المندب تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري والخليجي. لكن في ظل المتغيرات الإقليمية الدرامتيكية وإعادة ترتيب موازين القوى في المنطقة، تسود حالة من عدم اليقين حول التوجهات الإستراتيجية للقوى الإقليمية، مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، يبرز تساؤل حول مستقبل الدعم الإيراني للحوثيين: هل ستسعى إيران لتعزيز دعمها لهم، مما قد يؤدي إلى تصعيد هجماتهم في البحر الأحمر، أم أن ضعف إيران سيؤدي إلى تراجع هذا الدعم، مما قد يسهم في انحسار الأزمة تدريجيًا؟


[1] ستراتيجيكس. (23 يونيو 2021). الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرينStrategiecs.com. https://n9.cl/ytuoh

[2] Yahya Koshaimah, & Zou, X. (2023). An Analysis of Yemen’s Geostrategic Significance and Saudi-Iranian Competition for Regional Hegemony. Contemporary Review of the Middle East, 10(3), 251–269. https://doi.org/10.1177/23477989231176141

[3]  Calabrese, J. (2020, January 29). The Bab el-Mandeb Strait: Regional and great power rivalries on the shores of the Red Sea. Middle East Institute. https://www.mei.edu/publications/bab-el-mandeb-strait-regional-and-great-power-rivalries-shores-red-sea

[4]  الجميلي، صدام مرير حمد. (2024). الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب في ظل تنافس القوى الإقليمية والدولية: دراسة تحليلية لمناطق النفوذ والأدوار. مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية، مج13, ع49 ، 34 – 78. http://search.mandumah.com/Record/1471129

[5] Oladipo, T. (2015, June 15). Why are there so many military bases in Djibouti? BBC News. https://www.bbc.com/news/world-africa-33115502

[6] صدام مرير حمد الجميلي. (2024). الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب في ظل تنافس القوى الإقليمية والدولية: دراسة تحليلية لمناطق النفوذ والأدوار. مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية، مج13, ع49 ، 34 – 78. مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/1471129

[7] صدور اعلان رئاسي بنقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي. (7 أبريل 2022). الموقع الرسمي لرئيس الجمهورية اليمنية. https://web.archive.org/web/20220408092040/https://presidenthadi-gov-ye.info/ar/archives/54270

[8]   Glenn Cameron , Nada Garrett, & Rowan Mattisan. (2022, July 7). Who are Yemen’s Houthis? Wilson Center. https://www.wilsoncenter.org/article/who-are-yemens-houthis

[9] صدور اعلان رئاسي بنقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي. (7 أبريل 2022). الموقع الرسمي لرئيس الجمهورية اليمنية. https://web.archive.org/web/20220408092040/https://presidenthadi-gov-ye.info/ar/archives/54270

[10] حمود ناص القدمي. (7 فبراير 2023). فجوات الثقة: لماذا لا يزال السلام بعيد المنال في اليمن. مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة. https://n9.cl/7rx7yx

[11] مستجدات بشأن الجهود المبذولة للتوصل لخارطة طريق ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن. (23 ديسمبر 2024). مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن. https://n9.cl/p1mpb

[12] اليمن عرض عام. (2024). مجموعة البنك الدولي. https://www.albankaldawli.org/ar/country/yemen/overview#1

[13] عبد الهادي حبتور. (11 أكتوبر 2024). وزير الدفاع اليمني يستبعد توقف الهجمات الحوثية حتى لو انتهت حرب غزة. الشرق الأوسط. https://n9.cl/2xhag

[14] Şeker, B. Ş. (2024, September 18). Don’t Forget About the Red Sea. The Cairo Review of Global Affairs. https://www.thecairoreview.com/essays/dont-forget-about-the-red-sea/

[15]  ACLED (Armed Conflict Location & Event Data) . (n.d.). YCO: Attacks in the Red Sea | Interactive Map. ACLED. https://acleddata.com/yemen-conflict-observatory/red-sea-attacks-dashboard/#1707908374225-329692ad-51d5

[16] فوزي الغويدي وعمر حسن عبد الرحمن. (9 سبتمبر 2024). كيف غيّر الحوثيون مشهد الحرب الإقليمية. مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية. https://n9.cl/8h25q

[17] سمر نصر. (24 سبتمبر 2024). وزير الخارجية: أمن واستقرار اليمن أهمية قصوى للأمن القومي المصري والمنطقة العربية. بوابة الأهرام. https://gate.ahram.org.eg/News/4994617.aspx

[18] ياسمين سليم. (26 نوفمبر 2024). بالأرقام.. كيف خسرت مصر مليارات الدولارات من توترات البحر الأحمر؟ CNN الاقتصادية. https://n9.cl/ujc0t

[19] “قناة السويس”: 6600 سفينة تحولت إلى طريق رأس الرجاء الصالح منذ نوفمبر. (14 أكتوبر 2024). فناة العربية. https://n9.cl/b9aiw

[20] الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. (2024). عائد قناة السويس. Capmas.gov.eg. https://www.capmas.gov.eg/Pages/IndicatorsPage.aspx?Ind_id=5782

[21] International Monetary Fund. (2019). IMF AND EGYPT FREQUENTLY ASKED QUESTIONS. IMF. https://www.imf.org/en/Countries/EGY/Egypt-qandas

[22]  Mohammed Ali Thamer and Betul Dogan Akkas. (2024, January 30). Red Sea Hostilities: Local, Regional, and International Implications. Carnegie Endowment. https://carnegieendowment.org/sada/2024/01/red-sea-hostilities-local-regional-and-international-implications?lang=en 

[23] محمود حسين, و كيرستن كنيب. (26 يناير 2024). لماذا ترفض مصر التورط في ضرب الحوثيين؟. DW. https://n9.cl/xj26d

[24] Mohamed Maher, Mohamed Farid. (2024, January 26). Cairo: Stuck between Securing the Red Sea and Avoiding a Perception of Support for Israel. The Washington Institute. https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/cairo-stuck-between-securing-red-sea-and-avoiding-perception-support-israel

[25] Sam Dagher, Mohammed Hatem, & Leen Al-Rashdan. (2023, October 30). Saudi Arabia Clashes With Yemen’s Houthis Rebels, Putting Kingdom on High Alert. Bloomberg. https://www.bloomberg.com/news/articles/2023-10-30/saudi-arabia-clashes-with-yemen-s-houthis-rebels-putting-kingdom-on-high-alert

[26] بعد شهر من إطلاقها.. من المستفيد من هجمات الحوثي على السفن؟. (19 ديسمبر 2023). سكاي نيوز عربية. https://n9.cl/vwpoa

[27] Alex Vatanka. (2024). The Houthis, Iran, and tensions in the Red Sea. Middle East Institute. https://mei.edu/publications/houthis-iran-and-tensions-red-sea

[28] نوران عوضين. (10 ديسمبر 2024). إشكاليات مُركبة: سقوط نظام “الأسد” وترتيبات المرحلة القادمة. المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية. https://n9.cl/6n1mt

[29]  SHAREAMERICA. (24 June 2024). Houthi drug trade fuels instability in Yemen and the Middle East. Share America. https://share.america.gov/houthi-drug-trade-fuels-instability-in-yemen-middle-east/

[30]  OECD (2022), Illicit Trade in Conflict-affected Countries of the Middle East and North Africa: Focus on Yemen, Illicit Trade, OECD Publishing, Paris, https://doi.org/10.1787/f31fd13a-en.

[31] Arab News. (2024, June 19). Saudi authorities thwart drug smuggling across KSA. Arab News; Arabnews. https://www.arabnews.com/node/2533206/saudi-arabia

[32] Nicholas Carl. (2024). Institute for the Study of War. Institute for the Study of War. https://www.understandingwar.org/backgrounder/reshaping-iran%E2%80%99s-axis-resistance

[33] Reuters. (2024, December 10). Yemen’s Houthis say they targeted three supply ships and two US destroyers. Al Arabiya English. https://english.alarabiya.net/News/middle-east/2024/12/10/yemen-s-houthis-say-they-targeted-three-supply-ships-and-two-us-destroyers-

[34] Annika Burgess. (2024, December 11). Assad regime’s fall delivers major blow to Iran’s “Axis of Resistance.” Abc.net.au; ABC News. https://www.abc.net.au/news/2024-12-11/assad-fall-syria-axis-of-resistance-future-iran-hezbollah-hamas/104706528

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى