تقدير موقف “التطورات في كوريا الجنوبية : بين مواقف داخلية وخارجية وتداعياتها السياسية والاقتصادية”
![](https://egyptianenterprise.com/wp-content/uploads/2024/12/c44a147e-6995-45cd-b7d0-958d6b8c515a-780x470.jpg)
إعداد :
إنجي صابر محمود- آية حسام محمد- وليد عبدالعال محمد. باحثين متدربين ببرنامج دراسات القوى الصاعدة بالمركز.
مقدمة:
في مشهد درامي يهدد استقرار إحدى أقوى الديمقراطيات في آسيا، دخلت كوريا الجنوبية يوم 3 ديسمبر 2024 في أزمة سياسية غير مسبوقة، كشفت عن صراع عميق بين السلطات التنفيذية والتشريعية، وبين الحكومة والشارع, إعلان الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية بذريعة مواجهة تهديدات داخلياً وخارجياً متصاعدة، لم يكن سوى الشرارة التي أشعلت فتيل احتجاجات واسعة ومعارضة برلمانية حاسمة، في خطوة بدت وكأنها اختبار حقيقي لصمود النظام الديمقراطي في وجه الضغوط المتصاعدة، في تحدٍّ واضح لسلطة الرئيس.
وسط أجواء مشحونة بالتوترات السياسية والاقتصادية، يتساءل المراقبون عن مستقبل النظام الديمقراطي في البلاد، وعن التداعيات المحتملة لهذه الأزمة داخليًا وخارجيًا، خاصة مع تأرجح الاقتصاد المحلي وقلق الحلفاء الإقليميين والدوليين، هذه الأزمة، التي ألقت بظلالها على العلاقات بين السلطات، تسلط الضوء على مفترق طرق تواجهه كوريا الجنوبية، بين التمسك بمكتسبات الديمقراطية أو الانزلاق نحو حالة من الاضطراب العميق، فهل تنجح البلاد في تجاوز هذه العاصفة؟.
أولا: التطورات السياسية في كوريا الجنوبية
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل كوريا الجنوبية وخارجها، أعلن الرئيس يون سوك يول فرض قانون الطوارئ يوم الثلاثاء، في قرار غير مسبوق منذ نهاية الحكم العسكري في الثمانينيات، وعلى الرغم من إلغاء القرار بعد ساعات قليلة بفضل تصويت البرلمان، فإن هذا الإجراء أثار تساؤلات عميقة حول استقرار الديمقراطية في هذا البلد الذي يُعد أحد أبرز الحلفاء الديمقراطيين للولايات المتحدة في آسيا، أشعل الإعلان المفاجئ أمس الثلاثاء مواجهة مع البرلمان الذي رفض محاولته حظر النشاط السياسي وفرض رقابة على وسائل الإعلام، فيما اقتحمت قوات مسلحة مبنى الجمعية الوطنية البرلمان في العاصمة سول، كما دعا زعيم حزب سلطة الشعب الحاكم الذي ينتمي إليه يون إلى إقالة وزير الدفاع كيم يونج-هيون واستقالة مجلس الوزراء بأكمله.([1])
وفي خطاب بثه التلفزيون برر الرئيس يون قراره بأنه محاولة لحماية الدستور والحريات الأساسية من تهديدات يُقال إنها مدعومة من كوريا الشمالية, ومع ذلك، لم يتم تقديم أي دليل يدعم هذه الادعاءات، ويُشير مراقبون إلى أن الأمر قد يكون محاولة يائسة لتعزيز موقفه السياسي،([2]) لا سيما بعد خسارة حزبه الانتخابية الأخيرة وتراجع شعبيته بسبب فضائح متعلقة بعائلته وتباطؤ تنفيذ سياساته, في سياق متصل طالب الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي في كوريا الجنوبية، الأربعاء، الرئيس يون سوك يول بالتنحي الفوري بعد رفع إعلانه المفاجئ عن الأحكام العرفية عقب تصويت الجمعية الوطنية البرلمان لرفضه، تبع ذلك مشاهد فوضوية، إذ تسلق جنود مبنى البرلمان من خلال النوافذ المحطمة وحلقت مروحيات عسكرية في السماء، وحاول معاونون في البرلمان إبعاد الجنود باستخدام طفايات الحريق،([3]) واشتبك متظاهرون مع الشرطة في الخارج, قال الجيش إن أنشطة البرلمان والأحزاب السياسية ستُحظر، وإن وسائل الإعلام والنشر ستكون تحت سيطرة الأحكام العرفية، لكن في غضون ساعات من الإعلان، أقر البرلمان بحضور 190 من أعضائه البالغ عددهم 300، بالإجماع اقتراحا برفع الأحكام العرفية، بما في ذلك جميع الأعضاء الثمانية عشر الحاضرين من حزب يون، ثم ألغى الرئيس الإعلان هتف متظاهرون خارج الجمعية الوطنية مرددين “لقد فزنا!”، حيث يمكن للجمعية الوطنية عزل الرئيس إذا صوت أكثر من ثلثي المشرعين لصالح ذلك، ثم تعقد المحكمة الدستورية، والتي يمكن أن تؤكد ذلك بتصويت ستة من القضاة التسعة.
كان السبب وراء هذه الأحداث مناهضة المعارضة بزعامة “لي جاي ميونج” لسياسات الرئيس الكوري يون بدعمه للجيش الأوكراني بالأسلحة والذخيرة في حربه مع روسيا بالرغم من عدم كونه عضو في حلف الناتو، بالإضافة إلى اتفاقه الأمني مع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان ومن وجهة نظر المعارضة وهذا يؤثر على أمن كوريا الجنوبية وإشراكها في حرب هي بعيدة عنها كل البعد([4]) بجانب سبب آخر هو عجز ميزانية الدولة وصعوبة تحملها تكاليف زيادة مرتبات الأطباء بعد إضراب ألاف الأطباء عن العمل ؛مما أدى إلى خلاف بين الرئيس والمعارضة.([5])
ويأتي إعلان الأحكام العرفية بعد أشهر من تراجع الدعم الشعبي للرئيس، حيث أظهر استطلاع الأسبوع الماضي أن نسبة تأييد يون تراجعت إلى 25% فقط فاستغلت المعارضة ذلك، وكسبت الدعم الشعبية في محاولة منها للوصول إلى الحكم.([6])
من الممكن أن تكون المعارضة مدعومة من كوريا الشمالية وروسيا لبدء حرب تُمثل ورقة ضغط سياسي على ترامب لتقليل الضغط عليها في حربها في سوريا وأوكرانيا.([7])
في 7 ديسمبر وفقا لوكالة يونهاب – قال الرئيس يون سيوك-يول اليوم الجمعة إنه يتقدم باعتذار صادق عن إثارة قلق المواطنين والتسبب في إزعاجهم بسبب إعلان الأحكام العرفية ليلة الثلاثاء، متعهدا بعدم القيام بمحاولة أخرى لفرض الأحكام العرفية ووفقًا لاستطلاع الرأي: أكثر من 70% يؤيدون عزل “يون” بسبب إعلان الأحكام العرفية، وفي نفس اليوم استعد البرلمان الكوري الجنوبي للتصويت على مقترح لعزل الرئيس يون سيوك-يول بسبب إعلانه المفاجئ للأحكام العرفية ثم رفعها لاحقا، متسببا في إثارة حالة من الاضطراب السياسي في البلاد،([8]) وصرح رئيس الحزب الديمقراطي: لا خيارات سوى استقالة الرئيس يون أو عزله لحل الاضطرابات الحالية.([9])
ثانيا: الموقف الداخلي من التطورات السياسية في كوريا الجنوبية:
- علاقة الشعب الكوري الجنوبي بالرئيس يون سوك يول:
الرئيس يون سوك يول، الذي تولى منصبه في عام 2022، كانت علاقته بالشعب الكوري الجنوبي تتسم بالتوتر في كثير من الأحيان، رغم تحقيقه بعض الإنجازات في القضايا الاقتصادية والأمنية، فقد شهد تراجعًا ملحوظًا في شعبيته بسبب سياساته المثيرة للجدل،([10]) بما في ذلك رفضه التحقيق في قضايا فساد تورط فيها مسؤولون كبار في إدارته، بالإضافة إلى اتهامه المعارضة بالتواطؤ مع كوريا الشمالية، هذا التوتر جعل العديد من المواطنين ينظرون إلى سياساته على أنها استبدادية وتفتقر إلى التوازن الديمقراطي، مما عزز الشعور بعدم الثقة في قيادته.([11])
- موقف الشعب الكوري الجنوبي على أحداث 3 ديسمبر 2024:
في أعقاب إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية، انفجرت العاصمة سيول في موجة من المظاهرات والاعتصامات التي لم تشهدها من قبل، حيث اتخذت هذه الاحتجاجات شكلًا واسع النطاق في شوارع المدينة، شملت معظم مناطقها الرئيسية، كانت هذه المظاهرات تتسم بالتنوع والتوسع، إذ شملت فئات مختلفة من الشعب الكوري الجنوبي، من طلاب الجامعات والشباب إلى العمال والكبار في السن انطلقت المظاهرات في البداية من بعض النقابات العمالية والمنظمات المدنية التي دعت إلى إضراب عام، وسرعان ما انضم إليها العديد من الجماعات المجتمعية الأخرى، لتتحول إلى حركة شعبية شاملة ترفض الإجراءات القمعية التي فرضتها الحكومة.([12])
كما أظهر استطلاع حديث للرأي أجرته مؤسسة “جالوب كوريا” تراجعًا كبيرًا في نسبة تأييد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، حيث وصلت إلى مستوى منخفض غير مسبوق بلغ 13%، وأجري الاستطلاع على عينة مكونة من 1001 شخص بالغ تجاوزت أعمارهم 18 عامًا في الفترة من الثلاثاء إلى الخميس، وكشف أن التقييم الإيجابي لأداء الرئيس انخفض بمقدار 3 نقاط مئوية، ليصل إلى 16%، وهو أدنى مستوى يسجله منذ توليه منصبه في مايو 2022.([13])
في قلب هذه الاحتجاجات، كان هناك تركيز على قضية احترام الحريات الفردية وحقوق الإنسان، خاصة في ضوء الأحكام العرفية التي اعتبرها كثيرون محاولة للحد من الحريات الأساسية، وطالب المتظاهرون الحكومة بالعودة إلى نصوص الدستور الكوري الجنوبي، التي تكفل حرية التعبير والتجمع السلمي، مُشددين على ضرورة احترام القيم الديمقراطية التي تأسست عليها البلاد، وقد عبر المتظاهرون عن غضبهم الشديد عبر شعارات تطالب بإلغاء الأحكام العرفية ووقف ممارسات القمع السياسي، كما رفعوا لافتات تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية.([14])
شارك في المظاهرات طلاب الجامعات الذين قادوا العديد من المسيرات السلمية في قلب سيول، متحدين القمع الحكومي الذي بدأ في التزايد مع مرور الوقت، كما كان للعمال دور بارز في هذه الاحتجاجات، حيث انضموا بشكل جماعي من مختلف النقابات المهنية التي طالبت الحكومة بتحقيق مطالبها المتعلقة بحقوق العمل، من تحسين الأجور وظروف العمل إلى رفع القيود المفروضة على الحريات النقابية، كذلك شهدت المظاهرات مشاركة من كبار السن الذين لم يكونوا بعيدين عن هذه الحركة الاحتجاجية، معبرين عن دعمهم للتغيير ورفض السياسات التي يرون أنها تهدد مستقبل أجيالهم القادمة.([15])
رغم الطابع السلمي لهذه الاحتجاجات في بدايتها، إلا أن السلطات الكورية الجنوبية سارعت في اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لمحاولة تفريق المتظاهرين، استخدمت الشرطة بشكل مكثف الغاز المسيل للدموع والذخيرة الصوتية، كما تم نشر الوحدات الخاصة في العديد من الأماكن لضبط الموقف، ورغم محاولات السلطات للحد من انتشار الاحتجاجات، إلا أن المظاهرات استمرت في التصاعد وتوسعت لتشمل مختلف المدن الكبرى في كوريا الجنوبية، وتمحورت بعض المظاهرات حول محاكمة رموز النظام القمعي في الحكومة، بالإضافة إلى دعوات لإصلاح النظام السياسي والانتخابي في البلاد، مما جعل هذه المظاهرات تمثل أزمة سياسية حقيقية للنظام الحاكم.([16])
ولم تقتصر الاحتجاجات على الفئات الشعبية فقط، بل شملت أيضًا ناشطين سياسيين وأكاديميين وصحفيين الذين عبروا عن قلقهم العميق إزاء التراجع المحتمل في الحقوق الديمقراطية، وكان العديد من المشاركين في المظاهرات يحملون أعلامًا وطنية وصورًا لشخصيات تاريخية تمثل القيم الديمقراطية في كوريا الجنوبية، وفي خضم هذه المظاهرات، أُقيمت العديد من الوقفات السلمية والاعتصامات أمام المؤسسات الحكومية، بما في ذلك أمام القصر الرئاسي، مطالبين بالاستجابة الفورية لمطالبهم.
إجمالًا، عكست هذه المظاهرات زخمًا شعبيًا واسعًا ورغبة حقيقية في استعادة الحقوق والحريات التي يشعر الكثيرون أنهم مهددون بفقدانها في ظل الأحكام العرفية، لقد كانت هذه الاحتجاجات بمثابة نقطة تحول في تاريخ كوريا الجنوبية، حيث كانت المرة الأولى التي تخرج فيها قطاعات كبيرة من الشعب للتعبير عن رفضها لسياسات الحكومة بطريقة منظمة وغير مسبوقة، مما يعكس حالة من الاستنفار الوطني ضد القمع السياسي.([17])
- موقف الاتحاد العمالي الكوري الجنوبي:
دعا الاتحاد العمالي الكوري الجنوبي إلى إضراب عام مفتوح يهدف إلى الضغط على الحكومة لتنفيذ مطالب الشعب المتعلقة بإلغاء الأحكام العرفية التي فرضتها الحكومة، ومحاسبة المسؤولين عن القمع السياسي، هذا الإضراب العام جاء بعد موجة واسعة من الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد، خصوصًا في العاصمة سيول، حيث شهدت المظاهرات انضمام العديد من النقابات العمالية، مما دفع الاتحاد إلى تنظيم هذا الإضراب الشامل.
كان دافع الاتحاد العمالي الرئيسي وراء الدعوة للإضراب هو الممارسات القمعية التي اعتبرها تهديدًا لحقوق العمال وحرياتهم الأساسية, فقد اعتبر العمال أن الأحكام العرفية تمثل تهديدًا لحقوقهم النقابية ولحقهم في التعبير عن آرائهم، ومع تصاعد الحركات الاحتجاجية المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية، قرر الاتحاد العمالي أن يكون له دور فاعل في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد، وقد أشار بيان الاتحاد إلى أن الإضراب العام سيستمر حتى استقالة رئيس البلاد، يون سوك يول، ووقف الإجراءات التي وصفوها بأنها “تجاوزت حدود الديمقراطية”.
الإضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد كان يهدف إلى شل الحركة الاقتصادية في البلاد، خاصة في القطاعات الحيوية مثل النقل العام، الصناعة، والتعليم، حيث من المتوقع أن يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين وعلى الاقتصاد الكوري الجنوبي، وفي محاولة للضغط على الحكومة، بدأ الاتحاد العمالي في تنظيم تحركات ميدانية في المصانع الكبرى والشركات، مع تنفيذ إضرابات جزئية في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما أدى إلى تعطيل العديد من الأنشطة الاقتصادية.
وكان الهدف من هذا الإضراب ليس فقط الحصول على استقالة الرئيس بل ايضا المطالبة بإصلاحات شاملة في النظام السياسي والاقتصادي في النظام السياسي والاقتصادي، بما في ذلك تحسين ظروف العمل وزيادة الأجور، بالإضافة إلى ضمان الحريات النقابية وحقوق العمال، كما طالب الاتحاد العمالي بتوسيع دائرة المشاركة الشعبية في صنع القرار، وعدم السماح للسلطة التنفيذية بالتحكم الكامل في السياسة العامة، مما يعكس رفضًا صريحًا من قبل العمال للهيمنة السياسية للحكومة على القوى العاملة, فيما يتعلق بالتطورات الميدانية، شهدت العديد من المواقع الكبرى في سيول وغيرها من المدن الكبرى تجمّعات للعمال والناشطين في سبيل دعم الإضراب، حيث أقيمت مراكز للاعتصام وتنظيم المسيرات السلمية، ومع استمرار الضغط الشعبي من خلال الإضراب، ارتفعت وتيرة المطالبات الشعبية التي شددت على ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، ووقف السياسات القمعية التي تمثل تهديدًا لمستقبل البلاد.
إضراب الاتحاد العمالي لم يكن مجرد رد فعل على الظروف السياسية المحلية فقط، بل كان أيضًا تعبيرًا عن رفض لسياسات الحكومة التي كانت تعتبر “غير عادلة” بالنسبة للكثيرين في ظل التصعيد المتزايد للأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد، أصبحت هذه الخطوة من قبل الاتحاد العمالي واحدة من أبرز المعالم في الحراك الشعبي ضد الحكومة، حيث كان لها تأثير كبير في تعزيز وحدة الشعب في مواجهة السلطة التنفيذية، ما جعلها قضية ذات أهمية كبرى على الساحة الوطنية والدولية.([18])
إجمالًا، جاء إضراب الاتحاد العمالي في كوريا الجنوبية بمثابة نقطة تحول جديدة في تاريخ الحركة العمالية في البلاد، حيث أبرز هذا التحرك الوحدة الشعبية ضد سياسات الحكومة، وأظهر قدرة العمال على التأثير في مجريات السياسة الوطنية، لاسيما في ظل الظروف السياسية العصيبة التي كانت تمر بها كوريا الجنوبية في ذلك الوقت، موقف الحكومة الكورية الجنوبية والجيش من أحداث 3 ديسمبر 2024
- موقف البرلمان:
لعب البرلمان الكوري دورًا محوريًا في الاستجابة للأزمة التي اشتعلت في البلاد، حيث كان رد فعل البرلمان سريعًا ومعبرًا عن رفض واسع لهذه الإجراءات، فقد أعرب العديد من النواب عن قلقهم البالغ من استخدام الحكومة للقوة المفرطة ضد المتظاهرين، مؤكدين أن ذلك يمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان وللدستور الكوري الجنوبي كما تم عقد جلسات طارئة في البرلمان لمناقشة الوضع الراهن، حيث دعت بعض الكتل السياسية المعارضة إلى سحب الثقة من الحكومة وضرورة إجراء تحقيقات حول ما وصفوه بتجاوزات السلطة، وقد طالب النواب بعودة الحكومة إلى احترام سيادة القانون والدستور، مع التأكيد على أن فرض الأحكام العرفية يتطلب موافقة البرلمان وليس فقط سلطة التنفيذ، ووفقًا لبعض التقارير الإعلامية المحلية، فقد كانت هناك دعوات من نواب مستقلين وآخرين من المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة في حال استمرت الحكومة في نهجها القمعي.([19])
في السياق ذاته، كانت ردود الأفعال داخل البرلمان متباينة، بينما دعمت بعض الفصائل السياسية الحكومة في مساعيها لضمان الاستقرار الداخلي في ظل ما اعتبرته تهديدات للأمن القومي، فقد كان هناك إجماع من قبل أعضاء المعارضة على ضرورة العودة إلى الديمقراطية ومنح الشعب حق التعبير السلمي عن آرائه، وقد كانت هناك محاولات عديدة من قبل بعض أعضاء البرلمان للضغط على الحكومة من أجل تقليص استخدام الجيش في التعامل مع الاحتجاجات، معتبرين أن هذا لا يتماشى مع المبادئ الديمقراطية التي تسعى كوريا الجنوبية إلى تعزيزها على المستوى الداخلي والدولي، هذه الأحداث جاءت في وقت حساس بالنسبة لكوريا الجنوبية، حيث كانت هناك ضغوطات شعبية متزايدة على الحكومة بسبب تزايد المعارضة السياسية، ما جعل البرلمان يصبح ساحة لتبادل الاتهامات بين الحكومة والمعارضة بشأن كيفية إدارة الأزمة، برغم كل ذلك، ظل البرلمان يضغط من أجل العودة إلى المسار الديمقراطي عبر تعزيز دور المؤسسات التشريعية والحد من التوسع في السلطة التنفيذية،([20]) وفي النهاية صوت البرلمان ضد إعلان الأحكام العرفية، مما أدى إلى التراجع عنها من قبل الرئيس يون.([21])
نجا الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول من تصويت على سحب الثقة، الذي أُثير بسبب محاولته القصيرة لفرض الأحكام العرفية، بعد أن قاطع أعضاء حزبه التصويت.
تم الإدلاء بـ 195 صوتًا فقط، وهو أقل من العدد المطلوب وهو 200 صوت لجعل التصويت معتمدًا، وبالتالي تم إلغاء الاقتراح.
وكانت المعارضة بحاجة إلى ما لا يقل عن ثمانية أصوات من حزب “قوة الشعب” المحافظ الذي ينتمي إليه يون للوصول إلى الأغلبية المطلوبة بنسبة الثلثين لإتمام عملية سحب الثقة.([22])
- موقف الحكومة الكورية الجنوبية والجيش من أحداث 3 ديسمبر 2024:
السياق الحكومي: إجراءات طارئة واستراتيجيات متناقضة جاءت هذه الخطوات في سياق التهديدات الأمنية التي زعمت الحكومة أنها نتيجة لنشاط المعارضة السياسية المتزايد واتصالاتها المزعومة مع قوى خارجية، وعلى رأسها كوريا الشمالية، الرئيس يون سوك يول دافع عن القرار باعتباره ضروريًا للحفاظ على الاستقرار وحماية الديمقراطية من محاولات التخريب الداخلي، ومع ذلك، أثار القرار انتقادات واسعة النطاق من قبل منظمات حقوق الإنسان والسياسيين المعارضين الذين وصفوه بمحاولة لتعزيز السيطرة السياسية وسط انخفاض شعبية الحكومة وتصاعد الاستياء الشعبي.([23])
- رد فعل الجيش بين الالتزام والحياد:
لعب الجيش دورًا رئيسيًا في تنفيذ قرارات الأحكام العرفية، حيث نشر وحداته لحماية المؤسسات الحيوية مثل البرلمان والقصر الرئاسي حيث تم مشاهدة وحدات من القوات الخاصة والشرطة داخل مبنى البرلمان في سيول، هؤلاء الجنود كانوا ملثمين ووجودهم كان لمنع أي تدخل في التصويت البرلماني ضد الأحكام العرفية، هذا الوجود العسكري زاد من التوتر، حيث نشبت مواجهات جسدية بين المتظاهرين وأعضاء البرلمان الذين طالبوا برفع الأحكام العرفية.([24])
بالإضافة إلى ضمان استمرار العمل في المنشآت الاقتصادية الكبرى مثل الموانئ والمطارات، والمتحدث الرسمي باسم الجيش أكد أن المؤسسة العسكرية تعمل في إطار القانون وتلتزم بالتوجيهات الحكومية دون التدخل في الشؤون السياسية، إلا أن الانتقادات وُجهت للجيش بسبب استخدامه لتفريق الاحتجاجات في العاصمة سيول وبعض المدن الكبرى، ورغم ذلك، أشار بعض المحللين إلى أن الجيش اتبع استراتيجية متوازنة لتجنب تفاقم الأزمة أو إعطاء انطباع بحدوث انقلاب عسكري، مما يعكس حرصه على الحفاظ على صورته كمؤسسة وطنية محايدة.([25])
بينما قال مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الوطني وهيئة الأركان المشتركة يوم الجمعة إن الجيش سيرفض أي محاولات أخرى لفرض الأحكام العرفية إذا قرر الرئيس يون سوك يول إعلانها للمرة الثانية.([26])
- الموقف الحكومي تجاه الاحتجاجات الشعبية:
مع اندلاع الاحتجاجات التي شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، تبنت الحكومة نهجًا مزدوجًا، فمن جهة، أعلنت استعدادها للحوار مع قادة المعارضة لبحث سبل إنهاء الأزمة، ومن جهة أخرى، أصدرت أوامر صارمة لقوات الأمن والجيش بضرورة الحفاظ على النظام العام، الانتقادات تزايدت بسبب استخدام القوة لتفريق الاعتصامات في العاصمة، مما أسفر عن وقوع إصابات واعتقالات، وهو ما أثار استياءً شعبيًا ودوليًا واسع النطاق, الحكومة دافعت عن أفعالها بأنها تهدف إلى حماية أمن الدولة، إلا أن المعارضة استمرت في اتهامها بالاستبداد وانتهاك الحقوق المدنية.([27])
- تداعيات الأحداث على الحكومة والجيش:
أثرت هذه الأحداث بشكل كبير على الحكومة والجيش على حد سواء، سياسيًا، تعرضت الحكومة لضغوط كبيرة نتيجة لتزايد الدعوات الشعبية المطالبة باستقالة الرئيس وإجراء انتخابات مبكرة، الحزب الحاكم فقد جزءًا كبيرًا من شعبيته، خاصة في المناطق الحضرية التي شهدت أكبر عدد من المظاهرات، أما الجيش، فرغم محاولاته الحفاظ على الحياد، وجد نفسه في موقع حساس نتيجة الاتهامات بانحيازه إلى الحكومة، مما قد يضر بعلاقته مع الشعب في المستقبل، على المستوى الدولي، دعت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحقيق في انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان خلال تطبيق الأحكام العرفية، ما يضع الحكومة الكورية الجنوبية في موقف دفاعي على الساحة الدولية.([28])
- رد فعل رئيس كوريا الجنوبية من أحداث 3 ديسمبر 2024 وتطورات الموقف:
عندما أعلنت الحكومة الأحكام العرفية وسط تزايد الاحتجاجات الشعبية والضغط السياسي الداخلي، الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، اتخذ مواقف حاسمة بشأن هذه الأحداث، ما أثار موجة من الجدل داخليًا ودوليًا, كانت هذه الأحداث بمثابة اختبار كبير لقيادته، حيث كانت ردود فعله محورية في التعامل مع الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد.([29])
قبل يوم 3 ديسمبر 2024، كان الرئيس يون يواجه تراجعًا ملحوظًا في شعبيته نتيجة لعدة عوامل اقتصادية وسياسية، مما جعله عرضة لانتقادات حادة من المعارضة والمواطنين، وبالرغم من الضغط الذي كان يواجهه من قوى سياسية وشعبية، أصر الرئيس على اتخاذ مواقف حاسمة لحماية الاستقرار الداخلي، حيث اعتبر فرض الأحكام العرفية خطوة ضرورية لحماية الديمقراطية من التأثيرات الخارجية، ولا سيما بعد ما وصفه بمحاولات المعارضة لتعزيز علاقاتها مع أطراف معادية، مثل كوريا الشمالية، في البداية، حاول الرئيس يون الدفاع عن قرار فرض الأحكام العرفية، حيث أشار إلى أن الوضع الأمني في البلاد قد أصبح في غاية الخطورة، مما يتطلب تدابير استثنائية، خلال تصريحات له في اليوم نفسه، أشار إلى أن الحكومة ملزمة بحماية الأمن القومي واستقرار البلاد من أي تهديدات، حتى وإن تطلب الأمر فرض قيود مؤقتة على الحريات العامة، ولكن في الوقت ذاته، حاول الرئيس التأكيد على أن هذه التدابير لن تستمر إلى ما لا نهاية وأن هناك مساعي دائمة لتقوية مؤسسات الدولة في إطار الديمقراطية.([30])
ومع تصاعد الاحتجاجات وتوسيع نطاق المظاهرات في مختلف المدن الكورية الجنوبية، بدأ الرئيس يون في تغيير لهجته السياسية، ففي البداية، كانت الحكومة قد اتخذت موقفًا صلبًا تجاه المتظاهرين، حيث وجهت قوات الأمن والجيش للسيطرة على المظاهرات بالقوة عند الحاجة إلا أن تطورات الموقف مع تزايد التوترات دفعت الرئيس إلى الدعوة للحوار مع قادة المعارضة من أجل تهدئة الوضع وإيجاد حلول وسط، على الرغم من الدعوات المستمرة للحوار، إلا أن المعارضة رفضت هذه الدعوات وطالبت بإلغاء الأحكام العرفية فورًا.([31])
في الأيام التي تلت أحداث 3 ديسمبر، أصبحت الضغوط الشعبية والدولية أكثر وضوحًا على الحكومة، العديد من المنظمات الدولية أعربت عن قلقها بشأن حقوق الإنسان في كوريا الجنوبية نتيجة لاستخدام القوات العسكرية ضد المتظاهرين السلميين، في ظل هذا التصعيد، بدأت الحكومة الكورية الجنوبية في اتخاذ خطوات لتهدئة الأزمة، حيث قررت أن تكون العودة إلى الحوار السياسي مع الأحزاب المعارضة هي الخيار الأمثل لتجنب أي تصعيد إضافي، وفي خطوة مفاجئة، وفي مواجهة انتقادات داخلية وخارجية، أعلن الرئيس يون عن عودة البرلمان للعمل بكامل قدراته التشريعية، وتعهد بإلغاء الأحكام العرفية التي فرضتها الحكومة، هذا القرار اعتبر بمثابة تنازل سياسي، لكنه في ذات الوقت أعاد الاعتبار لنظام الحكم الديمقراطي في البلاد.([32])
مع مرور الوقت، استمر الرئيس يون في التعامل بحذر مع الوضع السياسي الحساس في البلاد, ورغم المحاولات العديدة من الحكومة للحفاظ على الاستقرار، فإن الأحداث التي وقعت في الثالث من ديسمبر كانت بمثابة اختبار لقوة الديمقراطية الكورية الجنوبية ومدى قدرة القيادة السياسية على التكيف مع التحديات الداخلية والخارجية، وظهرت نتائج هذه الأحداث بشكل واضح في مواقف الرئيس اللاحقة، حيث أظهر مرونة سياسية في التعامل مع المعارضة دون التفريط في المصالح الوطنية.
وقدم الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول اعتذارًا علنيًا بعد محاولته المثيرة للجدل لفرض الأحكام العرفية، والتي لم تدم طويلًا هذا الأسبوع، وأكد، في أول ظهور له بعد تراجعه عن القرار يوم الأربعاء، استعداده لتحمّل أي تبعات قانونية أو سياسية نتيجة ذلك.
وفي خطاب استمر لدقيقتين، وصف يون قراره بأنه “خطأ نابع من لحظة يأس”، معبّرًا عن أسفه الشديد لما حدث كما تعهّد بوضوح بأنه لن يلجأ إلى مثل هذا الإجراء مرة أخرى في المستقبل.([33])
ثالثا: الموقف الإقليمي والعالمي تجاه التطورات السياسية في كوريا الجنوبية.
- الموقف الإقليمي:-
- الصين
صرحت الخارجية الصينية في ٤ ديسمبر الجاري بأن الصين تأمل أن تتخذ كوريا الجنوبية الإجراءات اللازمة لحماية وسلامة المواطنين الصينين والمؤسسات الصينية في كوريا، إضافة إلى الإرشادات التي قدمتها الصين لمواطنيها في كوريا الجنوبية ونصحتهم باتخاذ احتياطات الأمنية.([34])
- كوريا الشمالية
لم تبدي كوريا الشمالية أي رد فعل تجاه المستجدات في كوريا الجنوبية، ولكن اعتبرت هذه الاضطرابات السياسية في كوريا الجنوبية جزء من حملة لتطوير السياسة والمجتمع في كوريا الجنوبية.
في الواقع كوريا الشمالية منشغلة بالحرب في أوكرانيا، حيث إرسال القوات للانضمام إلى القوات الروسية، وهو ما جعلها تهتم وتنظر للوضع الداخلي لها دون الاهتمام بالقضية الكورية الجنوبية، ولكن صرحت الخارجية الكورية الشمالية تصريح يتضمن الدراية التامة لكوريا الشمالية للأوضاع في كوريا الجنوبية ولكن تراقب التطورات عن بعد، ولكن من وجهة نظر الكاتب إن كان هناك رد من كوريا الشمالية سيكون من قبل أحد الشخصيات المرتبة بكوريا الجنوبية والشخصيات البارزة في كوريا الشمالية ك “كيم يو جونج”.
ترى كوريا الشمالية أن الأوضاع في كوريا الجنوبية ربما تسبب خطرا كبيرا على صلاحية التحالف العسكري الذي اقامته الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية واليابان، وأن ذلك سيصب في مصلحة كوريا الشمالية.([35])
تستغل كوريا الشمالية الأوضاع السياسية في كوريا الجنوبية حاليًا لصالحها من خلال تكثيف هجومها الإعلامي ضد سيول، إضافة إلى تقويض صورة الديمقراطية في كوريا الجنوبية، وذلك سوف يصب في مصلحة الدعايات السياسية لكوريا الشمالية.([36])
- اليابان
تراقب اليابان الأوضاع السياسية في كوريا الجنوبية في حالة قلق تام، ولكن هي على علاقات جيدة مع كوريا الجنوبية وتعمل على الحفاظ على العلاقات بين طوكيو وسيول لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وفقا لما صرح به رئيس الوزراء الياباني.([37])
لذلك صرح وزير الدفاع الياباني بإلغاء زيارته إلى كوريا الجنوبية التي كانت مقررة في أواخر ديسمبر الجاري وذلك بعدما تم اخباره بأن نظيره الكوري الجنوبي تنحى عن منصبه.
ولذلك اكدت الخارجية اليابانية أن اليابان تراقب التطورات في كوريا الجنوبية طوال الوقت ولكن ليس هناك وضع يسمح لها بالتدخل في الشؤون الداخلية لكوريا الجنوبية، ولكن ستبذل كل الجهد لسلامة وحماية المواطنين اليابانيين في كوريا.
ترى كل من اليابان وكوريا الجنوبية أهمية التعاون الدفاعي الثلاثي المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية واليابان وأصبح مهم للغاية بعد تطوير كوريا الشمالية لبرنامجها النووي، فضلا عن ان اصبحت كوريا الجنوبية مستقبلة للسياح اليابانيين في الفترات الأخيرة، لذلك فالعلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية علاقات مستقرة وتأمل اليابان بعدم تطور الوضع في كوريا الجنوبية.([38])
- الموقف العالمي:-
إن العديد من التقارير العالمية تفيد بوقوف دول كبرى خلف ما يحدث في سوريا وتأثيره على روسيا وإشغالها عن الحرب مع أوكرانيا، ولذلك من المحتمل بل من الوارد أن يكون ما يحدث في كوريا الجنوبية مرتبطا بقوى كبرى مناوئة لأميركا والغرب وتقف خلف هذه التطورات رسالة وإنذار بالتصعيد ردا على ما يجري في سوريا.
- الولايات المتحدة الأمريكية
من المعروف أن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية علاقات مستقرة، بل في تحالف مستمر منذ عقود، ولكن من غير المتوقع إعلان رئيس كوريا الجنوبية “يون سوك يول” الأحكام العرفية، والذي تم دون سابق إنذار، وذلك ما اعلنته واشنطن خلال الساعات الماضية، وعلى نطاق آخر قد تؤدى هذه الإضرابات إلى زيادة مخاوف الولايات المتحدة من مدى إلزامية حكومة يون بالمبادئ الديمقراطية والتي تُعد أساس التحالف بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية.([39])
رحبت الولايات المتحدة بالتراجع السريع في الموقف، وذلك من خلال ترحيب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بتصريح الرئيس الكوري يون إلغاء الأحكام العرفية الطارئة، وذلك وفقا لدستور جمهورية كوريا الجنوبية، بعد التصويت بالإجماع على ذلك في الجمعية الوطنية، وأكد أنتوني على محاولة حل الخلافات السياسية في كوريا سلميا وفقا للديمقراطية وسيادة القانون وأكد على تعزيز التحالف بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية على أساس المبادئ المشتركة بين الدولتين وسيادة القانون.
كانت الولايات المتحدة قلقة من الوضع في كوريا بشأن القوات العسكرية الأمريكية الموجودة في كوريا الجنوبية، ولكن وجدت الولايات المتحدة أن لا داعي للسفر بعد قرار الجمعية الوطنية في كوريا الجنوبية بمنع تنفيذ قرار الأحكام العرفية.([40])
لذلك اشار المتحدث الرسمي باسم القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية أن القوات الأمريكية واسرهم الموجودة في كوريا الجنوبية رفضوا السفر إلى الولايات المتحدة خاصة بعد تراجع الوضع هناك، ولذلك فنصحت وزارة الخارجية الأمريكية القوات بعدم احداث أي مظاهرات وتجنب الحشود بالإضافة إلى تجنب مكاتب الحكومة في سيول العاصمة الكورية.
أثارت تزايد التوترات في كوريا الجنوبية قلق الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يهدد ذلك المصالح الاقتصادية والجيوسياسية الأمريكية في كوريا الجنوبية لان الولايات المتحدة تعد الحليف الأول لكوريا الجنوبية، وذلك في ظل وجود المنشآت العسكرية الأمريكية في كوريا الجنوبية، إضافة إلى التأثير على العلاقات التجارية بين البلدين، فضلا عن التأثير على استعراض القوة العسكرية الأمريكية في المحيط الهندي، وتنفيذ العمليات العسكرية في آسيا.([41])
- روسيا
لم تعلق روسيا على الأحداث في كوريا الجنوبية، ولكن شككت الخارجية الروسية في موقف الغرب من الوضع في كوريا الجنوبية، اذا كان ستفرض الدول الغربية عقوبات على الرئيس الكوري سيول ام سيكون الوضع غير ذلك، ولكن اصدرت عدة أوامر لجميع الوحدات العسكرية في الجنوب بفرض الاحكام العرفية في كوريا وامرت لتأهب لأي طوارئ.
إضافة إلى ذلك حذرت سفارة روسيا في كوريا الجنوبية المواطنين الروس من المشاركة في أي فعاليات جماهيرية، وحثهم على اتباع التوصيات وعدم المشاركة في التجمعات خاصة ذات الطابع السياسي.([42])
رابعا: التداعيات السياسية والاقتصادية للتطورات في كوريا
الأزمة السياسية التي تواجه كوريا الجنوبية حاليًا، تنطوي على تداعيات سياسية واقتصادية تعكس تحولًا مهمًا في الديناميكيات السياسية، وتشكل اختبارًا كبيرًا للنظام الديمقراطي في البلاد الوصول إلى حلول سياسية يتطلب جهودًا مكثفة من جميع الأطراف لتجنب تفاقم الوضع.
- التداعيات السياسية للأزمة
1- انقسام بين السلطة التشريعية والتنفيذية:
منذ فوز حزب المعارضة الرئيسي الحزب الديمقراطي وحلفاؤه بالانتخابات البرلمانية، وحصولهم على الأغلبية في الجمعية الوطنية البرلمان، مما أدى إلى التعاون مع الرئيس يون سوك يول وحزبه الحاكم حزب سلطة الشعب صعبًا حيث سيطرة المعارضة على رئاسة البرلمان ولجانه الرئيسية يعقّد قدرة الحكومة على تمرير مشاريع القوانين المهمة؛ مما أدى إلى نشوب الأزمة السياسية بين الطرفين ونهاية للرئيس يون سوك يول بتصويت البرلمان بعزله.([43])
2- تراجع شعبية الرئيس وحزبه:
تدهور شعبية الرئيس يون وحزبه الحاكم إلى مستويات متدنية وزيادة الضغط على الرئيس والحزب الحاكم بسبب الانتقادات الداخلية والخارجية لسياساتهما.
3- زيادة الاستقطاب السياسي: الخلافات الحادة بين الحزب الحاكم والمعارضة تزيد من حالة الاستقطاب، مما يعيق التشريع والتعاون بين السلطات، وهذا يؤثر سلبًا على استقرار النظام السياسي ويزيد من حالة الإحباط بين المواطنين.
4- احتمالية تعطيل عمل البرلمان: مع غياب الحزب الحاكم عن الجلسات البرلمانية وتأكيد المعارضة على استخدام أغلبيتها لتمرير القوانين، من المحتمل أن تستمر حالة الجمود البرلماني، هذا الجمود قد يؤدي إلى تعطيل تمرير الميزانية العامة والمشاريع التشريعية.
5- تصعيد الاحتجاجات: المظاهرات العامة واسعة النطاق الحكومة على إعادة النظر في الأحكام العرفية، مما قد يؤدي إلى فقدان الشرعي.([44])
6- دعوات لعزل الرئيس: قام البرلمان بالتصويت بعزل الرئيس بسبب إعلانه الأحكام العرفية ومحاولته إلغاء البرلمان بالإضافة إلى اتهامه بالفساد وسوء الإدارة حيث وفي بيان يطالب بإعلان عزل الرئيس، اتهم ممثلو 6 أحزاب الرئيس يون سوك يول بإدخال حالة الطوارئ العسكرية “الأحكام العرفية” لتجنب التحقيقات مع أسرته، وكأساس للمساءلة، تشير المعارضة إلى أن الرئيس انتهك الدستور، كونه لم تكن هناك أسباب لإدخال الأحكام العرفية.([45])
7- إضعاف صورة البلاد على الصعيد الدولي: الأزمات السياسية الداخلية قد تُضعف من قدرة كوريا الجنوبية على التعامل بفعالية مع التحديات الإقليمية والدولية، بما في ذلك العلاقات مع كوريا الشمالية والتوترات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
8- فرصة للتغيير السياسي: الأزمات الحالية قد تؤدي إلى إعادة ترتيب المشهد السياسي من خلال بروز قوى معارضة جديدة أو تحالفات غير تقليدية، هيمنة المعارضة على رئاسة الجمعية الوطنية ولجانها، مما أضعف نفوذ الحزب الحاكم، وسعي المعارضة إلى تحقيق مكاسب سياسية.
9- ضعف التركيز المحلي: إن عدم الاستقرار الداخلي قد يحد من قدرة كوريا الجنوبية على الرد على الاستفزازات الكورية الشمالية أو المشاركة بنشاط في الدبلوماسية الإقليمية.([46])
- التداعيات الاقتصادية
عزل الرئيس يون سوك يول في كوريا الجنوبية، إذا حدث، سيترك تداعيات اقتصادية واسعة النطاق، بالنظر إلى أن كوريا الجنوبية تعد واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم، هذه التداعيات قد تكون قصيرة أو طويلة الأجل، إن أي ارتباك اقتصادي في كوريا الجنوبية سيؤثر على سلاسل الإنتاج والتوريد العالمية، خاصة في الصناعات المرتبطة بالسيارات والأجهزة الكهربائية وأشباه الموصلات، مؤكدًا أنها باعتبارها من أكبر سبع اقتصادات في العالم من حيث التصدير، ستكون لها تأثيرات كبيرة على التجارة الدولية.([47])
الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية، مع إعلان الأحكام العرفية من الرئيس يون سوك يول وتراجع البرلمان، تسببت في اضطرابات اقتصادية حادة تمثلت في انخفاض مؤشرات الأسهم مثل مؤشر كوسبي الذي خسر 1.5، تراجع العملة المحلية الوون لأدنى مستوى خلال عامين، وزيادة العائد على السندات السيادية، بالإضافة إلى ذلك، سحب المستثمرون الأجانب نحو 158 مليون دولار، مما أثر على شركات كبرى مثل سامسونغ وهيونداي، وعلى الرغم من تدخل السلطات بضخ 28.3 مليار دولار لضمان استقرار الأسواق، ظل القلق مسيطراً بسبب هشاشة الاقتصاد العالمي والتحديات التجارية المتزايدة مع سياسة الحماية الأميركية للاقتصاد الكوري فضلا عن انه يعاني أصلاً من جمود النمو 0.1% فقط في الربع الثالث وتراجع الصادرات لأدنى مستوى خلال 14 شهراً.([48])
السيناريوهات المتوقعة تجاه التطورات في كوريا الجنوبية:
- أولا في حال تمكن زعيم حزب المعارضة لي يونج، الذي يتمتع حزبه بأغلبية في البرلمان، من الوصول إلى منصب الرئاسة، فإن ذلك يعني تحول السلطة بالكامل إلى المعارضة، مما سيعيد تشكيل المشهد السياسي في كوريا الجنوبية، هذا التغير قد يؤدي إلى تباعد سياسات البلاد عن التوجهات الحالية المتحالفة مع الولايات المتحدة، مما يشكل ضربة لاستراتيجيتها الإقليمية التي تعتمد على كوريا الجنوبية كركيزة أساسية لموازنة النفوذ الصيني والحد من التهديد الكوري الشمالي.([49])
- ثانيا: قد يصبح التصعيد في شبه الجزيرة الكورية ورقة تفاوضية لروسيا للضغط على أمريكا لتخفيف تدخلها في أوكرانيا وسوريا، خصوصاً مع احتمالات تصعيد كوريا الشمالية, في المقابل، ستحاول واشنطن احتواء الأزمة في كوريا الجنوبية للحفاظ على استقرار حلفائها الآسيويين ومواصلة الضغط على موسكو، الموقف يعتمد على قدرة الطرفين على توظيف الأزمات الإقليمية لتحقيق مكاسب استراتيجية دون التصعيد وإن لم يكن ذلك ستتحول إلي حرب عالمية.
- ثالثًا يشير إلى إمكانية تدخل دولي وضغوط خارجية لإيجاد مخرج للأزمة السياسية في كوريا الجنوبية, قد تسعى القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة، للعب دور الوسيط بين الحكومة والمعارضة، مما يدفع الحكومة لتقديم تنازلات، مثل الدعوة إلى انتخابات مبكرة أو إصلاحات سياسية واسعة، يمكن أن يسهم هذا السيناريو في استعادة التوازن السياسي وتحقيق استقرار داخلي ودولي تدريجيًا، مع تقليل التوترات التي تؤثر على الاقتصاد والعلاقات الدولية.
- رابعًا يتمثل في تصعيد الأزمة السياسية داخل كوريا الجنوبية، حيث تستمر المعارضة في تأجيج الاحتجاجات الشعبية، هذا التصعيد قد يؤدي إلى انقسام داخلي عميق يهدد استقرار الديمقراطية في البلاد، مع تصاعد احتمالات تدخل الجيش لمحاولة فرض النظام والسيطرة على الوضع المتدهور.([50])
ختاما:
في ظل المشهد المعقد الذي شهدته كوريا الجنوبية يوم 3 ديسمبر 2024، برزت أزمة سياسية لم تكن مجرد خلاف داخلي عابر، بل اختبارًا حقيقيًا لصمود النظام الديمقراطي في مواجهة ضغوط متشابكة من الداخل والخارج هذه الأزمة كشفت عن تحديات هيكلية عميقة في العلاقة بين المؤسسات الحكومية، وعن أزمة ثقة بين القيادة والشعب، حيث عكست الاحتجاجات الشعبية حجم الانقسامات السياسية والاجتماعية التي تتطلب معالجات جذرية تتجاوز الحلول المؤقتة أو الخطوات التجميلية.
لقد أثبت البرلمان الكوري الجنوبي، بموقفه الحازم في إلغاء الأحكام العرفية، أن النظام الديمقراطي لا يزال يتمتع بمؤسسات قادرة على التصدي للقرارات المثيرة للجدل، إلا أن هذا التحدي السياسي ألقى بظلاله على قدرة الحكومة والرئيس على استعادة توازن السلطة والعمل بانسجام مع باقي المؤسسات, ومع استمرار الشارع في التعبير عن رفضه للإجراءات الحكومية، يبدو أن البلاد أمام طريق طويل لإعادة بناء الثقة بين الحكومة ومواطنيها.
اقتصاديًا، لا تزال تداعيات الأزمة تلقي بثقلها على الأسواق المالية والمستثمرين الدوليين الذين يراقبون الوضع عن كثب، مما قد يؤدي إلى تداعيات تمتد إلى العلاقات التجارية العالمية، في الوقت ذاته، تواجه كوريا الجنوبية ضغوطًا من شركائها الإقليميين والدوليين لضمان استقرارها باعتبارها حجر الزاوية في التوازن الأمني والجيوسياسي لشبه الجزيرة الكورية، ومع ذلك، فإن الحفاظ على الاستقرار يتطلب سياسات متزنة قادرة على معالجة التوترات الداخلية دون التضحية بالمكتسبات الديمقراطية.
دوليًا، أظهرت الأزمة حجم الاهتمام الإقليمي والدولي بما يجري في كوريا الجنوبية، حيث انقسمت المواقف بين دعم للديمقراطية الكورية وتحذيرات من تداعيات عدم الاستقرار على المنطقة بأكملها، بين واشنطن وبكين وطوكيو، تلعب كوريا الجنوبية دورًا محوريًا، ما يجعل مستقبل استقرارها ذا أهمية استراتيجية تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من حدودها الجغرافية.
في النهاية، تبدو كوريا الجنوبية أمام مفترق طرق تاريخي، حيث ستحدد كيفية تعامل الحكومة مع هذه الأزمة ليس فقط مستقبل النظام السياسي، بل أيضًا مكانة البلاد الإقليمية والدولية، فهل تستطيع القيادة الكورية الجنوبية تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لإعادة بناء مؤسساتها وتعزيز ديمقراطيتها؟ أم أن التحديات الراهنة ستؤدي إلى مزيد من التوترات التي قد تهدد استقرارها على المدى الطويل؟.
[1]– رئيس كوريا الجنوبية يون يواجه إجراءات عزل بعد كارثة الأحكام، 7/12/2024 ، متاح على:
https://www.reuters.com/world/asia-paciic/south-korean-lawmakers-call-impeach-president-yoon-ater-martial-law-rescinded-2024-12-04/ تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.
[2]– أزمة قانون الطوارئ في كوريا الجنوبية.. تراجع للديمقراطية أم مناورة سياسية؟
https://new.idscapp.gov.eg/share/news/details/72686 تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.
[3]– سكاي نيوز، تطورات سياسية دراماتيكية في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية ثم إلغائها
https://www.skynewsarabia.com/world/17596397/12/2024
[4]– الشرق، رئيس كوريا الجنوبية يعلن رفع الأحكام العرفية بعد ساعات من فرضهاhttps://asharq.com/politics/108640/%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3- %D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9 تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.
[5]– كوريا الجنوبية تدرس إرسال أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا، متاح على https://www.rance24.com/ar/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/20241107-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D/ تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.
[6]– الجزيرة ،5 أسئلة لفهم ما حدث في كوريا الجنوبية وما سيأتي، https://www.ajnet.me/news/2024/12/4/5-%D8%A3%D8%B3%D8%A6%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%81%D9%87%D9%85-%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9 تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.
[7]– وكالة يونهاب للأنباء، جديد البرلمان يستعد للتصويت على عزل الرئيس “يون” اليوم،
https://ar.yna.co.kr/view/AAR20241207000600885?section=politics/index
[8]– وكالة يونهاب للأنباء، الرئس يون يتقدم باعتذار صادق عن إثارة قلق المواطنين بسبب إعلان الأحكام العرفية، متاح على
https://ar.yna.co.kr/view/AAR20241207000300885?section=politics/index
[9]– وكالة يونهاب للأنباء، رئيس الحزب الديمقراطي: لا خيارات سوى استقالة الرئيس يون أو عزله لحل الاضطرابات الحالية, متاح على https://ar.yna.co.kr/view/AAR20241207000700885?section=politics/index
[10]– العربية، أحزاب المعارضة الكورية الجنوبية تعلن تقديم طلب لعزل الرئيس.. ومقاضاته بتهمة “التمرد”،https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2024/12/04/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.
[11]– إسراء ممدوح، “من هو يون سوك يول؟ الرجل الذي هزت قراراته كوريا الجنوبية”، بوابة أخبار اليوم، 6 ديسمبر 2024،
https://tinyurl.com/yzahx7w تم الاطلاع في 6 ديسمبر2024.
[12]– احمد مصطفى، “كوريا الجنوبية.. هكذا تطورت الأزمة حتى إعلان الأحكام العرفية، الغد، ديسمبر 4، 2024، على الرابط التالي: https://tinyurl.com/2r5xwbk3 تم الاطلاع في 6 ديسمبر2024.
[13]– استطلاع رأي: تراجع نسبة تأييد الرئيس الكوري الجنوبي إلى 13% بعد فوضى الأحكام العرفية”، الشروق، 6 ديسمبر 2024،
https://www.shorouknews.com/mobile/news/view.aspx?cdate=06122024&id=86d1a5ed-ce03-43b9-874-420a828b9d00 تم الاطلاع في 6 ديسمبر 2024.
[14]– “كوريا الجنوبية.. مظاهرات وأحكام عرفية وإغلاق مبنى البرلمان”، سكاي نيوز عربية، 3 ديسمبر 2024، على الرابط التالي:
https://tinyurl.com/ypkrrt9، تم الاطلاع في 5 ديسمبر 2024.
[15]– رحمة حجة، “فرض أحكام عرفية وتدخل الجيش والبرلمان.. ماذا يحدث في كوريا الجنوبية؟”، الحرة، 3 ديسمبر 2024، على الرابط التالي: https://tinyurl.com/mw9k8kjz، تم الاطلاع في 6 ديسمبر 2024.
[16] -Helen Regan and Eunseo Jeong، “South Korea martial law ,a painul reminder o how easily democracy can be threatened,’ protesters say”، CNN World، December 4, 2024.
https://edition.cnn.com/2024/12/04/asia/protesters-south-korea-martial-law-intl/index.html accessed at: Dec. 6, 2024
[17] “-South Korea: urther protests, strikes likely nationwide through mid-December despite liting o martial law /update 3, CRISIS24، December 4, 2024.
https://crisis24.garda.com/alerts/2024/12/south-korea-urther-protests-strikes-likely-nationwide-through-mid-december-despite-liting-o-martial-law-update-3،accessed at: Dec. 6, 2024
-[18] الاتحاد العمالي في كوريا الجنوبية يدعو إلى إضراب عام مفتوح حتى استقالة رئيس البلاد”، صحافة24، 4 ديسمبر 2024، متاح على https://sa24.co/show771055940.html تم الاطلاع في 5 ديسمبر 2024.
[19]– الأحكام العرفية تعصف بالرئيس.. رسميا برلمان كوريا الجنوبية يقدم اقتراحا لعزله”، فيتو، الأربعاء 4 ديسمبر 2024، على الرابط التالي: https://www.vetogate.com/5297503، تم الاطلاع في 5 ديسمبر 2024.
[20]– “كوريا الجنوبية.. البرلمان يستعد للتصويت على عزل رئيس البلاد”، RT، 4 ديسمبر 2024، على الرابط التالي: https://2u.pw/8Asz6y1d
[21]– بعد ساعات من فرضها.. رئيس كوريا الجنوبية يعلن إلغاء الأحكام العرفية”، المصري اليوم، 3 ديسمبر 2024، على الرابط التالي: https://www.almasryalyoum.com/news/details/3321242 تم الاطلاع في 5 ديسمبر 2024.
[22]– Jabed Ahmed, “South Korean President Survives Martial Law Impeachment Vote ater Ruling Party’s MPs Boycott,” The Independent, December 7, 2024,:https://www.independent.co.uk/asia/east-asia/south-korea-impeachment-vote-martial-law-yoon-b2660546.html , accessed at: Dec. 7, 2024
[23]– Reasons South Korean President Yoon Suk Yeol Cited or Declaring Emergency”,Republic، December 3, 2024: https://www.republicworld.com/world-news/3
reasons-south-korean-president-yoon-suk-yeol-cited-or-declaring-emergency,accessed at: Dec. 6, 2024.
[24]– South Korea ends martial law ater parliamentary rejection”، DW، December 3, 2024
https://www.dw.com/en/south-korea-ends-martial-law-ater-parliamentary-rejection/a-70947817 accessed at: Dec. 6, 2024.
[25]– [25] Katie Stallard, “South Korea deies return to martial law,” THE NEW STATESMAN, December 3, 2024: https://www.newstatesman.com/international-politics/2024/12/south-korea-martial-law-return accessed at: Dec. 6, 2024.
[26]– Kim Arin, “South Korean military says will not obey another martial law,” The Korea Herald, December 6, 2024, https://m.koreaherald.com/view.php?ud=20241206050049 accessed at: Dec. 6, 2024
[27]– Darcie Draudt-Véjares, “What Just Happened in South Korea?” Carnegie Endowment or International Peace, December 3, 2024, https://m.koreaherald.com/view.php?ud=20241206050049
[28]– US, UN and Russia express concern as South Korea’s martial law sparks political turmoil,” irstpost, December 4, 2024: https://www.irstpost.com/world/us-un-and-russia-express-concern-as-south-koreas-martial-law-sparks-political-turmoil-13841339.html,accessed at: Dec. 6, 2024
[29]– “استقالات بحزب رئيس كوريا الجنوبية.. ومقترح برلماني لمساءلته”، العربية نت، 4 ديسمبر 2024، على الرابط التالي: https://tinyurl.com/5x4wz2z, تم الاطلاع في 5 ديسمبر 2024.
[30]– د. محمد أبوغزله، “الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. جذور الأزمة وتداعياتها الداخلية والخارجية”، مركز تريندز للبحوث والاستشارات، 6 ديسمبر 2024، على الرابط التالي: https://tinyurl.com/5ex4hphh تم الاطلاع في 6ديسمبر 2024.
[31]– Hyunjoo Jin and Joyce Lee, “South Korea’s Yoon aces impeachment ater martial law debacle,” Reuters, December 4, 2024, https://www.reuters.com/world/asia-paciic/south-korean-lawmakers-call-impeach-president-yoon-ater-martial-law-rescinded-2024-12-04/,accessed at: Dec. 6, 2024.
[32]– Mitch Shin and Shannon Tiezzi, “South Korean President Declares Martial Law,” The Diplomat, December 4, 2024 :https://thediplomat.com/2024/12/south-korean-president-declares-martial-law, accessed at: Dec. 6, 2024.
[33]– Raphael Rashid and agencies, “South Korean President Apologises or Martial Law Attempt as Impeachment Vote Looms,” The Guardian, December 7, 2024: https://www.theguardian.com/world/2024/dec/07/south-korean-president-apologises-or-martial-law-attempt-as-impeachment-vote-looms , accessed: Dec. 7, 2024.
[34]– شينخوا، الخارجية الصينية: الصين تأمل أن تحمي كوريا الجنوبية سلامة المواطنين الصينيين والمؤسسات الصينية فيها، صحيفة الشعب اليومية اونلاين، ٤ ديسمبر ٢٠٢٤، متاح على http://arabic.peopledaily.com.cn/n3/2024/1205/c31664-20250403.html
[35]– Erin Handley, How will North Korea react to the political crisis in South Korea?, Dec 5, 2024, Available on https://www.abc.net.au/news/2024-12-05/north-korea-reaction-to-south-korea-political-crisis/104688676
[36]– طوارئ كوريا الجنوبية.. هل تقف كوريا الشمالية خلف التصعيد؟،٤ ديسمبر ٢٠٢٤، سكاي نيوز عربية، متاح على https://2u.pw/M6EHlmbk
[37]– Japan govt. to monitor developments in South Korea, maintain communication, NHK WORLD JAPAN, Dec 4, 2024, Available on https://www3.nhk.or.jp/nhkworld/en/news/20241205_02/
[38]– Japan vigilant ater South Korea’s martial law sows chaos, KYODO NEWS – Dec 4, 2024, Available on https://english.kyodonews.net/news/2024/12/676798356760-update1-japan-watching-s-korean-situation-with-grave-concern.html
[39]– Tom Porter and Hannah Abraham, With the US caught o guard, Kim jong Un may be about to capitalize on South Koreas turmoil, BUSNESS INSIDER, Dec4,2024, Available on https://www.businessinsider.nl/with-the-us-caught-o-guard-kim-jong-un-may-be-about-to-capitalize-on-south-koreas-turmoil/
[40]– واشنطن قلقة من التطورات في كوريا الجنوبية وتعبر عن احترامها لقرار البرلمان، وكالة الأنباء الكويتية، ٣ ديسمبر ٢٠٢٤، متاح على https://www.kuna.net.kw/ArticleDetails.aspx?id=3207318&Language=ar، تم الاطلاع في 6 ديسمبر 2024.
[41]– فقدان السيطرة.. كيف تهدد أحداث كوريا الجنوبية مصالح امريكا بالمنطقة؟، موقع مصراوي، ٣ ديسمبر ٢٠٢٤، متاح على https://2u.pw/Luk0Qt1N تم الاطلاع في 6 ديسمبر 2024.
[42]– Russia Warns Citizens in S. Korea to Avoid ‘Mass Events’ Ater Martial Law Declared, Moscow Times, Dec. 3, 2024 Available on https://www.themoscowtimes.com/2024/12/03/russia-warns-citizens-in-s-korea-to-avoid-mass-events-ater-martial-law-declared-a87220, accessed at: Dec. 6, 2024. accessed at: Dec. 6, 2024.
[43]– السيد صدقي عابدين، مستقبل العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في كوريا الجنوبية، العدد 2 ،يوليو 2024
[44]– صحيفة الشرق الأوسط ، ست ساعات تحت الأحكام العرفية, متاح على https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%86%D7/12/2024 تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.
[45]– العربية، أحزاب المعارضة الكورية الجنوبية تعلن تقديم طلب لعزل الرئيس.. ومقاضاته بتهمة “التمرد”، تاح على https://2u.pw/M1o80r7 تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.
[46]– مركز شاف الدراسات المستقبلية ، التطورات في كوريا، https://shacenter.org/%D8%A7%D9%84 تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.
[47]– تبعات الأزمة الكورية على الاقتصاد العالمي كله، متاح على https://www.independentarabia.com/node/613D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%A7%9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%897 تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.
[48]– سكاي نيوز، ماهي التبعات الاقتصادية الأوسع نطاقا للاضطرابات في كوريا الجنوبية، متاح على
https://www.t.com/content/69b13be-6bc5-475e-89cc-5c6ccad5105b,7/12/2024 تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.
[49]– العربية ، تفسير جديد لأحداث كوريا عسكري، https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2024/12/04/%D8%AA%%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%AC%D8%A8%D9%87%D8%A7%D8%AA-%A8%D8%B1%D9%89 تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.
[50]– الجزيرة ،خمس أسئلة لفهم ما حدث في كوريا الجنوبية، https://www.ajnet.me/news/2024/12/4/5-%D8%A3%D8%B3%D8%A6%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%81%D9 تم الاطلاع في 7 ديسمبر 2024.