القوة الصاعدة

قمة مجموعة العشرين في البرازيل: تحليل لأجندة القمة ودور مصر البارز في المحادثات

إعداد :
ميرنا سامح أحمد. باحثة متدربة ببرنامج دراسات القوى الصاعدة.

عُقدت القمة رقم ١٩ لمجموعة العشرين[1] برئاسة البرازيل في ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤م في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو تحت شعار”بناء عالم عادل وكوكب مُستدام”، واجتمعت دول بلغت حصتها من الناتج المحلي الإجمالي العالمي حوالي ٨٥٪؜، وايضًا بلغت حصتها؜ في التجارة العالمية حوالي ٧٥٪؜، وكان من ضمن تلك الدول السعودية وألمانيا وفرنسا والهند واليابان، بالإضافة إلى عدد من الدول المدعوة كمصر وانجولا وكولومبيا وإسبانيا والامارات العربية المتحدة، كما تم دعوة العديد من المنظمات الدولية كمجلس الاستقرار المالي والبنك الافريقي للتنمية والبنك الدولي والأمم المتحدة.[2]

    تأتي مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين ضمن  توجه مصر في التعاون مع أقطاب متعددة؛ حيث أن  التعاون مع أقطاب متعددة يُعد من أهم الأهداف التي تسعى إليها مصر في سبيل تعزيز علاقاتها الدولية وتطوير اقتصادها. فقد برزت مصر في السنوات الأخيرة كإحدى الدول الرائدة في المنطقة العربية وأفريقيا، مما يجعلها محط أنظار العديد من الدول الكبرى والهيئات الدولية.

    في هذا الصدد تتجه مصر نحو توسيع نطاق التعاون مع أقطاب متعددة، وذلك بهدف تبادل الخبرات وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدان. ومن المؤكد أن هذا التوجه سيعود بالفائدة على الاقتصاد المصري، من خلال المساهمة في زيادة فرص الاستثمار والنمو الاقتصادي.

أولًا : أجندة قمة مجموعة العشرين

  اجتمعت تلك الدول والمنظمات السابق ذكرها، من أجل مناقشة عدة قضايا وُضعت على قائمة الموضوعات التي تسعى القمة لوضع حلول فعالة لها، وقد جاء من ضمن تلك القضايا ما يلي:

  1. إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية:

   تطرق إعلان قادة مجموعة العشرين إلى الحرب الروسية الأوكرانية في البيان الختامي للقمة، إذ قام بتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في أوكرانيا وتأثير الحرب في أوكرانيا على عدد من الجوانب الاقتصادية كسلاسل التوربد والتضخم والنمو والاستقرار المالي الكلي وما يتصل بالأمن الغذائي وأمن الطاقة في العالم، مُعربين عن تشجيعهم لكل المبادرات التي تهدف لتعزيز السلام العالمي وإرساء العلاقات السلمية وحسن الجوار[3].

   لكن هذا البيان قد واجه العديد من الانتقادات من جانب حلفاء أوكرانيا الغربيون، كرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني اولاف شولتز ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو، إذ عبروا عن خيبة أملهم في البيان لأنه لم يبرز الدور الروسي في إشعال الحرب الأوكرانية ومسؤليتها في تردي الأوضاع في أوكرانيا، كما عبر الرئيس الاوكراني عن استيائه من تخاذل مجموعة العشرين عن إتخاذ أي خطوات فعالة لايقاف الحرب في أوكرانيا، كما انتقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الرئيس البرازيلي لويس لولا دي سيلفا لاغلاقه محادثات القمة وإصدار بيان القمة قبل موعدها المحدد حتي يُنهي المناقشات حول الحرب الروسية الأوكرانية.[4]

  • وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان:

   أعرب زعماء مجموعة العشرين في إعلان ريو دي جانيرو عن قلقهم من الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة ولبنان، مؤكدين على ضرورة تسهيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع ومنع أي عراقيل قد تؤدي لمنع دخولها، وإتخاذ جميع الإجراءات التي تضمن حماية المدنيين، ودعمهم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة طبقًا للقرار رقم ٢٧٣٥ الصادر من مجلس الأمن، بالإضافة إلى تأكيدهم على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإلتزامهم الثابت برؤية حل الدولتين، وكذلك وقف إطلاق النار في لبنان.[5]

  • إصلاح مؤسسات الحوكمة ومكافحة الفساد:

   أكد إعلان قادة مجموعة العشرين عن إلزامهم المشترك بمكافحة الفساد والتدفقات المالية غير المشروعة، إذ ذكر الإعلان كيف يؤثر الفساد على التحديات التي تواجه المجتمع الدولي كالفقر والتفاوت الاجتماعي، كما يؤثر على التنمية المستدامة، ولذلك ستقوم القمة بإستغلال شبكات مكافحة الفساد الدولية وغيرها.[6]

   كما توصل الاجتماع الوزاري لمجموعة عمل مكافحة الفساد التابعة لمجموعة العشرين إلى إجماع بين الدول الأعضاء بخصوص تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، وتم إعداد إعلان وزاري تم تقديمه لقادة مجموعة العشرين في القمة الجارية، وقد ركز وزير المالية البرازيلي فينيسيوس ماركيز على ثلاث إلتزامات لمكافحة الفساد، أولًا مشاركة المجتمع المدني في بناء أجندات مكافحة الفساد بشكل كفء وفعال، وثانيًا ان للقطاع الخاص دورًا في مكافحة الفساد، إذ ان الفساد ليس مشكلة الدولة وحدها، وثالثًا فيما يتعلق مكافحة الفساد في حالات الكوارث المناخية عن طريق إرساء أجندة لإدارة الموارد المخصصة للكوارث الطبيعية[7]

  • المعالجة الفعالة لقضايا الفقر والجوع:

   وقد افتتح الرئيس البرازيلي لويس لولا دي سيلفا القمة بكلمته التي تضمنت استذكاره لحضوره الأول لاجتماع مجموعة العشرين في ٢٠٠٧م واصفًا العالم بأنه أصبح أسوء عما كان عليه قبل ستة عشر عامًا، وقام بإطلاق التحالف العالمي ضد الجوع والفقر واصفًا إياه بأنه “رمز نهاية لمأساتنا الجماعية” إذ أكد ان هناك “آفة تلحق العار بالإنسانية” إلا وهي الفقر والجوع، وقد دعمت ١٨ دولة من أصل ١٩ دولة هذا التحالف فيما عدا الارجنتين[8]، ويهدف هذا التحالف العالمي إلى تسريع وتيرة تنفيذ اهداف التنمية المستدامة وبخاصة الهدفين الأول والثاني المتعلقين بالقضاء على الفقر والجوع، وتوفير الدعم السياسي والعمل الجماعي مع مبادرات مكافحة الجوع والفقر، وتيسير تعبئة الموارد العامة والخاصة وزيادة التوافق بين الدعم الوطني والدولي، ودعم ما يقدر بنحو ٢٤٠ مليون عامل حول العالم ممن يكسبون أقل من ٢٫١٥ دولارًا في اليوم[9].

  • التحول في مجال الطاقة والتنمية المستدامة في كافة المجالات:

   أطلقت المملكة المتحدة والبرازيل التحالف العالمي للطاقة المناخية من أجل الوفاء بالالتزامات المُقررة من مؤتمر COP28 من أجل مضاعفة كفاءة الطاقة ثلاث مرات وتسريع وتيرة التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة، وتقوم مجموعة العشرين بدعم البلدان في الجنوب لبناء منصات استثمار وتقديم المساعدات اللازمة لضمان تدفق التمويل النظيف الأساسي، وقد بادرت عدد من الدول كأندونيسيا وأستراليا وكندا وتشيلي للانضمام لهذا التحالف، بالإضافة لوعود من كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للتعاون مع المملكة المتحدة في هذه المبادرة[10]، وقد اعتُمدت عشرة مبادئ من قِبل وزراء طاقة أعضاء مجموعة العشرين خلال اجتماعات مجموعة العمل المعنية بالتحول في مجال الطاقة في ٤ أكتوبر ٢٠٢٤م، وعليه، قدمت البرازيل في مؤتمر COP29 ميثاق للتحول في مجال الطاقة داعيًة جميع الأعضاء إلى التوقيع والتحول للطاقة النظيفة، وهو ما يمثل خطوة كبيرة تجاه التحول العالمي تجاه الطاقة المتجددة والالتزام بتحقيق عدد من اهداف التنمية المستدامة.[11]

  • زيادة الضرائب على الأثرياء في جميع أنحاء العالم:

    نص البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين على تأييد إعلان ريو دي جانيرو الوزاري بشأن التعاون الضريبي الدولي، باعتبار ان الضرائب التصاعدية هي أحد الأدوات الفعالة للحد من التفاوت المحلي وتعزيز الاستدامة المالية، وان المجموعة ستسعى إلى فرض ضرائب مناسبة على المليارديرات، وتعزيز نظم مكافحة التهرب الضريبي، بالإضافة لتشجيع المناقشات حول مباديء الضرائب ومعالجة الممارسات الضريبية الضارة، واخيرًا الإشادة بالإصلاحات الضريبية المحلية التي طبقتها بعض دول أعضاء مجموعة العشرين[12]، وقد يتم تجميع ضريبة بما يُقدر بـ٢٥٠ مليار دولار من حوالي ٢٨٠٠ ملياردير حول العالم من الذين تبلغ صافي ثروتهم حوالي ١٣ تريليون دولار تقريبًا، ليتم استخدام تلك الضريبة في معالجة التفاوتات العالمية.[13]

  • إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف:

   تضمن هدف إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف الإعلان عن خارطة طريق مجموعة العشرين حتى تجعل تلك البنوك أكبر وأكثر فعالية وكفاءة، ودمج صوت الجنوب العالمي بشكل أفضل، كما أن احتياجات التنمية المستدامة تحتاج إلى تمويلات ضخمة سوف يُتيحها هذا الإطلاح في بنوك التنمية مما يشجع ويدعم البلدان النامية، وهو ما رحب به قادة مجموعة العشرين[14]، كما تعاون رؤساء بنوك التنمية متعددة الأطراف مع رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين أدت إلى إصدار مذكرة وجهة نظر من تلك البنوك تتضمن ١٦ نتيجة ملموسة في عدد من المجالات الحيوية، وقد تم دمج ١٤ من تلك النتائج في خارطة الطريق الخاصة بمجموعة العشرين، بالإضافة لتحديد بنوك التنمية متعددة الأطراف لعدد من أولويات الخارطة وتحديد عدد من الإجراءات قصيرة ومتوسطة الأجل من أجل تنفيذ تلك الأولويات، كما سلطت بنوك التنمية الضوء على عدد من الإنجازات التي تم تحقيقها في هذا العام ومنها زيادة إقراض تلك البنوك لتمويل المناخ حتي وصل إلى ٧٥ مليار دولار للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل و٥٠ مليار دولار للبدان مرتفعة الدخل في عام ٢٠٢٣م.[15]

  • زيادة كفاءة حلول أزمة المناخ:

    قام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالدعوة إلى الإسراع من وتيرة معالجة التحديات المرتبطة بأزمة المناخ والجوع والفقر، لأن دول مجموعة العشرين كما سبق الذكر تُمثل حصة ٨٥٪؜ في الناتج المحلي الإجمالي العالمي وبالتالي هي المسؤول الأكبر عن الانبعاثات الضارة التي تزيد من مشكلة الاحتباس الحراري العالمي، وقد انعقدت القمة بالتزامن مع مؤتمرCOP29 في العاصمة الاذرابيجينية باكو، لذلك وجّه الأمين العام دعوته قائلًا: “يجب على جميع البلدان أن تقوم بدورها، ولكن يجب على مجموعة العشرين أن تقود، إنهم أكبر مصدر للانبعاثات، ولديهم أعظم القدرات والمسؤوليات[16]

   وقد أكدت القمة من جهتها في البيان الختامي على إلتزامها باتفاقية الأمم المتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس وإلتزامها بتحقيق الأهداف طويلة الأجل الخاصة بهاتين الاتفاقيتين، والحرص على هدف اتفاقية باريس الخاص بإبقاء الزيادة في متوسط ​​درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، واتخاذ الإجراءات الضرورية لتوسيع نطاق العمل المناخي على ان تكون في تناغم مع أهداف التنمية المستدامة.[17]

 ثانيًا : المشاركة المصرية الفعالة في قمة مجموعة العشرين

   قد سبق مشاركة مصر في قمة زعماء العشرين مشاركتها في اجتماع وزراء التنمية لمجموعة العشرين بحضور وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، وقد ركزت على قضية المياه باعتبارها مُعزز لتحقيق اهداف التنمية المستدامة والتي تتبناها مجموعة عمل التنمية في القمة كأحد المحاور الثلاثة الأساسية التي تعمل عليها المجموعة، إذ اكدت الدكتورة رانيا المشاط على تحديات تغير المناخ وتأثيرها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠م على الرغم من إلتزام الدول والحكومات بتحقيقها في ظل الظروف الراهنة والمعوقات التي يعاني منها المجتمع الدولي، وتطرقت إلى مبادرة التكيف مع المناخ التي تم طرحها من قِبل مصر في مؤتمر المناخ، مع استعراض مجهودات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في هذا الصدد، كحصول مشاريع المياه والتي تأتي تحت مظلة الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة على ١٩٪ من التمويل الدولي المُيسر من الشركاء الدوليين.[18]

   وتُعد مشاركة مصر في قمة العشرين ٢٠٢٤م هي الرابعة لها بعد مشاركتها في قمم العشرين خلال الرئاسة الصينية في ٢٠١٦م، والرئاسة اليابانية في ٢٠١٩م، وأيضًا الرئاسة الهندية في ٢٠٢٣م، وقد شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة العشرين تلبيًة لدعوة الرئيس البرازيلي لويس لولا دي سيلفا[19]، وتُشير دعوة البرازيل لمصر للمشاركة في القمة إلى مدى تقدير مجموعة العشرين والمجتمع الدولي إلى جهود الدولة المصرية وثُقلها الدولي والسياسي والدبلوماسي خاصًة فيما يخص دورها في التوسط لحل أزمة الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وسعيها إلى استعادة الاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى أن القضايا التي تم تناولها في القمة تُمثل أولوية في ملفات الخطة المصرية واهتماماتها، كما يُشير على المستوى الاقتصادي إلى تطلع الدولة المصرية لاقتصادات الدول الصاعدة واتخاذها كافة الإجراءات المُمكنة التي تعزز من وضع الاقتصاد المصري عالميًا، وقد تطرق الرئيس عبد القناح إلى عدة قضايا في خضم كلمته في القمة، وقد تضمنت ما يلي:

  • الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان:

   تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أزمة الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان في كلمته في القمة، إذ أكد على ان ما يحدث في غزة ولبنان هو بمثابة افتقار المجتمع الدولي للقيام بفعل لإيقافها، ودعى الرئيس إلى ضرورة إيجاد حل لتلك المأساة بشكل ينقذ المدنيين من الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشون فيها ووقف الصراع والحد من اتساعه[20]، وهو ما يُشير إلى رغبة مصر في لفت أنظار العالم إلى المعاناة التي يعيشها كلا الشعبين اللبناني والفلسطيني نتيجة الحرب الإسرائيلية الغاشمة ومدى تأثيرها السلبي على المنطقة، وإلى أهمية اتخاذ قرار عاجل لوقف إطلاق النار والتوصل لحل دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

  • مكافحة الجوع والفقر:

      أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بجهود الرئاسة البرازيلية خاصًة بعد تدشين “التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع”، وأعلن انضمام مصر لهذا التحالف، كما أكد على أهمية الالتزام بتحقيق أهداف التنمية المستدامة خاصًة في ظل التحديات الراهنة التي يُعاني منها المجتمع الدولي والتي تتمثل في كثرة الصراعات، تزايد الفجوة التنموية والرقمية والمعرفية، ومشكلة الديون في الدول النامية وغيرها، واستعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي مجهودات الدولة المصرية في سبيل مكافحة الجوع والفقر وتعزيز التنمية البشرية ومنها مبادرة “حياة كريمة” والتي تسعى إلى تحسين حياة ٦٠ مليون مواطن مصري من سكان المناطق الريفية، وتطوير مناحي حياتهم.[21]

    ويتُشير دلالة تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أهداف التنمية المستدامة إلى مدى التزام الدولة المصرية بتلك الأهداف وإلى الشوط الكبير الذي قطعته مصر في مجال الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة، إذ تُعد مصر من الدول الرائدة في ملف التغير المناخي، وأطلقت عدة مبادرات في هذا الصدد كمبادرة “اتحضر للاخضر”، كما أن أهداف مكافحة الفقر والجوع بالإضافة إلى الإدماج الاجتماعي هم في صميم الخطة المصرية ٢٠٣٠م والتي تمت صياغتها ايضًا في شكل إجراءات ومبادرات كمبادرة “حياة كريمة” التي تطرق إليها الرئيس.

ثالثًا : المكاسب و العوائد الاقتصادية لمصر من حضور قمة مجموعة العشرين:

    استطاعت مصر أن تحصد الدعم الدولي لها لصالح القضايا التي تضعها مصر على رأس أولويتها، وبجانب تعزيز الدور الإقليمي والدولي لمصر بين دول العالم وإبراز الصوت المصري في صياغة السياسة الدولية وهو ما يُنثل أهمية استراتيجية تعود على مصر من المشاركة في المنصات والمحافل الدولية، الا ان هناك عدة مكاسب اقتصادية تعود على الجانب المصري من مشاركته الرابعة في قمة زعماء مجموعة العشرين ومنها:

  • تعزيز العلاقات الثنائية:

   على هامش القمة، إلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيرة النيجيري بولا تينوبو، وتطرق الرئيسان في اللقاء إلى سبل التعاون في كافة المجالات خاصًة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بالإضافة لمناقشة أوضاع القارة الافريقية في مجال السلم والامن وسبل مكافحة الإرهاب والتطرف، والالتزام بتحقيق اجندة ٢٠٦٣ والتي تخدم مصالح الشعوب، وزيادة التعاون فيما بينهم في إطار منظمة الاتحاد الافريقي.[22]

   كما إلتقي الرئيس المصري بولي عهد الامارات الشيخ خالد بن محمد بن زايد، وقد أكدت الدولتين على استمرار التعاون بينهم في كافة سبل التنمية بما يكفل رفاهية شعب البلدين، والذان تجمعهما روابط تاريخية وطيدة وعلاقات مديدة[23]، كما حدث لقاء بين الرئيس المصري ورئيس وزراء سنغافورة لورانس وونج، وتناول اللقاء إمكانية تعزيز مستوى التعاون الاقتصادي بينهما، بالإضافة لزيادة الاستثمارات، كما تناول اللقاء ابداء الرئيس المصري لرؤيته بخصوص الأوضاع الإقليمية الحرجة التي تؤثر على المجتمع الدولي على كافة الأصعدة، بالإضافة إلى التطرق للمجال الثقافي وتبادل الطلاب بين البلدين سواء من قِبل الجامعات السنغافورية للطلاب المصريين او منح الازهر الشريف للطلاب السنغافوريين وهو ما أشاد به رئيس وزراء سنغافورة.[24]

  • زيادة الصادرات المصرية وارتفاع التبادي التجاري:

    تُعد أسواق دول مجموعة العشرين من أكبر الأسواق العالمية، وهو ما يُمكن ان تستفيد منه مصر عن طريق تعزيز التعاون والتبادل التجاري مع تلك الدول، إذ طبقًا لبيانات قطاع التجارة الخارجية المصرية، فأن هناك ارتقاعًا ملحوظًا في التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة العشرين، حيث وصل إلى ٦١ مليار دولار في ٢٠٢٤م، بعدما كان ٥٥ مليار دولار في ٢٠٢٣م، وحصلت الصادرات المصرية على نصيب من هذا التبادل بلغ ١٤ مليار دولار في ٢٠٢٤م، وقد جاءت إيطاليا على رأس قائمة دول مجموعة العشرين الأعلى استيردًا من مصر بمجموع ٣ مليار دولار تقريبًا، وبلغت إيرادات مصر من دول مجموعة العشرين حوالي ٤” مليار دولار تتصدرها الصين كأعلى دولة في مجموعة العشرين مُصدرة لمصر في عام ٢٠٢٤م.[25]

  • جذب الاستثمارات وتحويلات المصريين في الخارج:

   مما لا شك فيه بأن مشاركة مصر في القمة سيفتح آفاق جديدة فيما يتعلق بجذب الاستثمارات الأجنبية لمصر، إذ ستُعزز صورة مصر كوجهة استثمارية مستقرة وجذابة لرأس المال الأجنبي عن طريق عرض المشروعات المصرية الجديدة كقناة السويس الجديدة ومشروعات البنية التحتية وغيرها من المشروعات، كما ستستطيع مصر التعاون مع المؤسسات المالية الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي باعتبارهم مشاركين في القمة فيما يخص البرامج التنموية التي تخدم الاقتصاد المصري[26]، وقد وقعت مصر والبرازيل شراكة استراتيجية في قمة العشرين وطبقًا لتصريح رئيس الوزراء المصري “مصطفى مدبولي” فأنها “ستترجم إلى برامج تنموية ومشروعات في الفترة المُقبلة”[27]، بالإضافة إلى تحويلات المصريين في مجموعة العشرين والتي بلغت ١١ مليار دولار في العام المالي ٢٠٢٢/٢٠٢٣م، وقد جاءت السعودية في المرتبة الاولي في قائمة أعلى دول محموعة العشرين قيمة في تحويلات المصريين بها والتي بلغت ٨ مليار في العام المالي ٢٠٢٢/٢٠٢٣م.[28]


[1] مجموعة العشرين هي منتدى دولي يجمع رؤساء الدول والحكومات ووزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي وتحديد البنية العالمية والحوكمة في مجال القضايا الاقتصادية الدولية، تأسست عام ١٩٩٩م وبها ١٩ دولة عضو منهم الارجنتين والسعودية ومنظمتين إقليميتين وهم منظمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، لمعرفة المزيد عن مجموعة العشرين يُرجى مطالعة الرابط التالي: https://www.g20.in/ar/about-g20/about-g20.html

[2] G20 Brazil 2024, About the G20, Available on: https://www.g20.org/en/about-the-g20

[3] G20 Rio de Janeiro leaders’ Declaration, Available on: https://www.g20.org/en/documents/g20-rio-de-janeiro-leaders-declaration

[4] Jessica elgot, Ukraine allies criticise G20 statement for not naming Russia’s role in conflict, Available on: https://www.theguardian.com/world/2024/nov/19/ukraine-russia-g20-communique

[5] G20 Rio de Janeiro leaders’ Declaration, a reference that was previously mentioned.

[6] The Reference That has just been mentioned.

[7] G20 Brazil 2024, G20 reaches consensus on joint actions against global corruption, Available on: https://www.g20.org/en/news/g20-reaches-consensus-on-joint-actions-against-global-corruption

[8] Tiago Roger, Lula launches alliance to combat world hunger as Brazil hosts G20, The guardian news, Available on: ‏https://www.theguardian.com/world/2024/nov/18/g20-brazil-lula-hunger-alliance

[9] Global alliance Against Hinger and poverty, GLOBAL ALLIANCE AGAINST HUNGER AND POVERTY—INCEPTION DOCUMENT, Available on: https://globalallianceagainsthungerandpoverty.org/global-alliance-against-hunger-and-poverty-inception-document/

[10] UK Government, Prime Minister launches Global Clean Power Alliance as UK leads the global energy transition, Available on: ‏https://www.gov.uk/government/news/prime-minister-launches-clean-power-alliance-as-uk-leads-the-global-energy-transition

[11]  أحمد سلطان، قمة مجموعة العشرين في البرازيل: تسريع وتيرة التحول نحو الطاقة النظيفة ودعم الاقتصاد الأخضر، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، ٢٠٢٤م، متاح على الرابط التالي: ‏https://marsad.ecss.com.eg/82984/

[12] G20 Rio de Janeiro leaders’ Declaration, a reference that was previously mentioned.

[13] سي ان بي سي العربية، وسط تحديات وتوترات جيوسياسية.. قمة مجموعة العشرين في البرازيل تطلق تحالف عالمي لمكافحة الفقر والجوع، متاح على الرابط التالي: https://www.cnbcarabia.com/130735/2024/18/11/وسط-تحديات-وتوترات-جيوسياسية..-قمة-مجموعة-العشرين-في-البرازيل-تطلق-تحالف-عالمي-لمكافحة-الفقر-والجوع?searchVal=قمة+العشرين

[14] Kee Beom Kim, Reflecting on Brazil’s G20 Presidency: Tackling poverty, inequality and financing challenges, Available on: https://www.ilo.org/resource/article/brazil’s-g20-legacy-tackling-poverty-inequality-and-financing-challenges

[15] The international development bank, Multilateral Development Banks Welcome G20 Roadmap for MDB Reform, Available on: ‏https://www.iadb.org/en/news/multilateral-development-banks-welcome-g20-roadmap-mdb-reform

[16] سي ان بي سي العربية، وسط تحديات وتوترات جيوسياسية.. قمة مجموعة العشرين في البرازيل تطلق تحالف عالمي لمكافحة الفقر والجوع، مرجع سبق ذكره.

[17] G20 Rio de Janeiro leaders’ Declaration, a reference that was previously mentioned.

[18] State Information service, Egypt’s Participation in the G20 Development Ministerial Meeting in Brazil, Available on: ‏https://www.sis.gov.eg/Story/193902?lang=en-us

[19] Ahram online, President El-Sisi in Brazil to participate in G20 Summit, Available on: ‏https://english.ahram.org.eg/News/535378.aspx

[20]جريدة  مصراوي، نص كلمة الرئيس السيسي في الجلسة الأولى لقمة مجموعة العشرين، متاح على الرابط التالي: ‏https://www.masrawy.com/news/news_egypt/details/2024/11/18/2677183/نص-كلمة-الرئيس-السيسي-في-الجلسة-الأولى-لقمة-مجموعة-العشرين- 

[21] جريدة الأهرام، نص كلمة الرئيس السيسي خلال الجلسة الأولى لقمة مجموعة العشرين “الشمول الاجتماعي ومكافحة الجوع والفقر”، متاح على الرابط التالي: https://gate.ahram.org.eg/News/5034316.aspx

[22] القاهرة الإخبارية، الرئيس المصري يلتقي نظيره النيجيري على هامش قمة مجموعة العشرين، متاح على الرابط التالي: ‏https://alqaheranews.net/news/105132/الرئيس-المصري-يلتقي-نظيره-النيجيري-على-هامش-قمة-مجموعة-العشرين

[23] وكالة انباء الشرق الأوسط، الرئيس السيسي يلتقي ولي عهد أبو ظبي على هامش قمة مجموعة العشرين، متاح على الرابط التالي: ‏https://www.mena.org.eg/news/dbcall/table/webnews/id/10957570

[24] جريدة مصراوي، تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ورئيس وزراء سنغافورة على هامش قمة العشرين، متاح على الرابط التالي: ‏https://www.masrawy.com/news/news_egypt/details/2024/11/19/2677813/تفاصيل-لقاء-الرئيس-السيسي-ورئيس-وزراء-سنغافورة-على-هامش-قمة-العشرين

[25] جريدة اليوم السابع، ماذا تجنى مصر من المشاركة في قمة العشرين؟.. نمو التبادل التجارى مع الدول الأعضاء.. أسواق تصديرية جديدة ترفع حصيلة الدولار.. خبير اقتصادى: فرصة لتفعيل اتفاقات التمويل المناخي لدعم التحول للطاقة النظيفة، متاح على الرابط التالي: ‏https://m.youm7.com/story/2024/11/18/ماذا-تجنى-مصر-من-المشاركة-في-قمة-العشرين-نمو-التبادل/6781131#google_vignette

[26] جريدة اليوم السابع، ٧ مكاسب متوقعة للاقتصاد المصرى من قمة العشرين.. تعرف عليها، متاح على الرابط التالي: https://m.youm7.com/story/2024/11/20/7-مكاسب-متوقعة-للاقتصاد-المصرى-من-قمة-العشرين-تعرف-عليها/6782510

[27] جريدة الوطن، «مدبولي»: الشراكة الاستراتيجية بين مصر والبرازيل تترجم لمشروعات وبرامج تنموية، متاح على الرابط التالي: ‏https://m.elwatannews.com/news/details/7692639

[28] جريدة اليوم السابع، ماذا تجنى مصر من المشاركة في قمة العشرين؟.. نمو التبادل التجارى مع الدول الأعضاء.. أسواق تصديرية جديدة ترفع حصيلة الدولار.. خبير اقتصادى: فرصة لتفعيل اتفاقات التمويل المناخي لدعم التحول للطاقة النظيفة، مرجع سبق ذكره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى