مستقبل حزب الله بعد طوفان الأقصى
إعداد : آلاء محمد – باحثة متدربة ببرنامج دراسات التطرف.
مراجعة :أحمد سلطان – مسئول برنامج دراسات التطرف بالمركز.
مقدمة
مع بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تدخل حزب الله إلى جانب المقاومة الفلسطينية منذ اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وقد أستمر هذا التدخل ضمن حدود الاشتباك التي استقر عليها حزب الله وإسرائيل حتى شهر مايو 2024 عندما بدأ التصعيد بين الطرفين،[1] ووصل إلى ذروته في نهاية سبتمبر باغتيال الأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله”؛ فاخترقت إسرائيل بذلك قواعد الاشتباك المحدود مع حزب الله وظهرت احتمالات توسع الحرب وانضمام جبهة لبنان بشكل مباشر.
لقد مثل طوفان الأقصى نقطة تاريخية فاصلة بما فرضه من حضور سياسي وعسكري لحركات المقاومة الإسلامية المنخرطة في حربها أمام إسرائيل مثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وحزب الله ويمثل الأخير أحد أبرز الحركات الإسلامية التي عادت إلى الواجهة بعد طوفان الأقصى إلى جانب المقاومة داخل فلسطين، فبتدخله في الحرب مر حزب الله بتحديات كبيرة منذ الاجتياح البري الإسرائيلي للبنان وتعرضه لعمليات تدمير هيكلية وخسائر مادية وغارات استهدفت تصفية قيادات صفوفه الأولى وصولًا إلى مقتل أمين عام الحزب، وهذه التحديات ربطت مستقبله بالتغيرات التي أحدثها طوفان الأقصى ولا يزال.[2]
أولًا: التحديات التي يواجهها حزب الله منذ عملية طوفان الأقصى
يأتي على رأس هذه التحديات المسار الذي سلكته إسرائيل بالهجوم المباشر والتدخل البري في لبنان وتصفية قادة الحزب، والذي يشير إلى رغبة إسرائيلية في الخروج من حالة “الاشتباك المحدود” لإيجاد مبررات لتصعيد استهدافها للحزب وللبنان بهدف استنزاف الجبهة اللبنانية وإضعاف مشاركتها في الحرب.[3] ونتيجة لهذا التصعيد خسر الحزب جزءًا كبيرًا من مقدراته العسكرية وموارده البشرية، حيث استهدفت إسرائيل أجهزة البيجر التابعة لحزب الله بعد اختراق الموساد لها وتلا ذلك تفجير أجهزة اللاسلكي من نوع “ووكي توكي” التي يستخدمها الحزب، وقتلت تلك الهجمات أكثر من خمسين فردًا من قواته، إضافة إلى إضعاف ثقة أفراد حزب الله في إجراء اتصالاتهم بالوسائل التي اعتبروها آمنة من قبل؛ هذا فضلًا عن استخدام وسائل الإتصال التقليدية.[4]
منذ سبتمبر الماضي؛ شهدت الهجمات الإسرائيلية على لبنان مستوى أعلى بقصف الضاحية الجنوبية لاستهداف مواقع حزب الله،[5] وهو ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن خمسين قائدًا من الحزب بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي، ومنهم مسؤول جبهة الجنوب “علي الكركي”، وقائد وحدة الرضوان النخبوية “إبراهيم عقيل”، و “فؤاد شكر” و “سامي الطويل” ومسؤول وحدة النصر “طالب سامي عبد الله” ومسؤول وحدة “عزيز محمد ناصر” وفي 27 سبتمبر 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ عملية قصف الضاحية الجنوبية لبيروت لاستهداف الأمين العام لحزب الله وهو ما أكده بيان الحزب في اليوم التالي بإعلان اغتيال “حسن نصرالله”.[6] وفي 14 أكتوبر اغتالت إسرائيل مسؤول قوة الصواريخ المضادة للمدرعات في وحدة الرضوان “علي محمد كمال نعيم” وفي 18 اكتوبر اغتيل قائد منطقة الطيبة “محمد حسين رمال” وفي 24 اكتوبر اغتالت “هاشم صفي الدين” رئيس المجلس التنفيذي للحزب متأثرا بإصابته والذي كان متوقعًا أن يخلف حسن نصر الله في قيادة الحزب، وكان آخر الاغتيالات البارزة حتى تاريخ 17 نوفمبر هو اغتيال المتحدث الرسمي باسم الحزب “محمد عفيف”،[7] وبعد اغتيال حسن نصر الله واجه الحزب تحدي خسارة القائد التاريخي، وأصبح السؤال قائمًا عن إمكانية تعويض القيادة المفقودة وتجاوز حزب الله لهذه الأزمة، إضافة إلى مشكلة إعادة البناء بعد التدميرات الهيكلية التي أصابت شبكات الحزب بفعل الضربات الإسرائيلية لمعاقله. وتشير القيادة الحالية إلى عزمها على الاستمرار بنفس سياسة حسن نصر الله تجاه الحرب القائمة، وهو ما يتبدى في تصريحات نعيم قاسم وملاحظاته على المفاوضات الأمريكية.
وجاءت نتائج الانتخابات الأمريكية وعودة ترامب إلى السلطة لتضيف تحديًا جديدًا إلى ما يواجهه الحزب من تحديات بعد طوفان الأقصى؛ إذ ستعود الى الواجهة سياسة الضغط الأقصى التي اعتمد عليها ترامب سابقًا في العلاقات مع إيران من خلال العزل الدبلوماسي والتضييق الاقتصادي لإضعاف قدرتها على تمويل حلفائها في الوطن العربي، لا سيما حزب الله الذي يهدد المساعي الإسرائيلية في صياغة نهاية الحرب على غزة وترتيب وضع جنوب لبنان وفقًا للرؤية الإسرائيلية.[8]
ثانيًا : الجبهة اللبنانية بعد عملية طوفان الأقصى
تزايدت الضغوط على حزب الله بالداخل اللبناني بسبب القصف الذي تمارسه إسرائيل منذ تدخل الحزب لدعم المقاومة بقطاع غزة، حيث أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني “نبيه بري” عن رغبته في التوصل لوقف لإطلاق النار في لبنان، وبرغم تأييد أمين عام حزب الله “نعيم قاسم” له، إلا أن هذا الإعلان لم يلزم الحزب رسميًا، ولذلك لم تعلن قيادة حزب الله قبولها لوقف إطلاق نار في الجبهة اللبنانية فقط؛ بل ربطت تأييدها بقبول إسرائيل لاتفاقية وقف إطلاق نار كلي يشمل قطاع غزة، وواقع الحال يشير إلى أن إسرائيل لن تتفاوض بشأن اتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان دون ضمان تفريغ المنطقة المجاورة لحدودها الشمالية تمامًا من السلاح. [9] وهي منطقة جنوب نهر الليطاني التي عادت إلى الواجهة كأحد العوامل الجيوسياسية البارزة التي يستند إليها حزب الله في الحرب مع إسرائيل فتمركزت قوات الحزب إلى جنوب النهر؛ حيث تتاخم تلك المنطقة وتحديدًا جهة الشرق الحدود الشمالية لإسرائيل، وهذا التقارب لا يمثل فقط خطرًا على مستوطنات الشمال وإنما يعد موقعًا مناسبًا لاستهداف تل أبيب من قِبَل قوات حزب الله عن طريق توجيه الصواريخ المضادة للدروع إلى العمق الإسرائيلي.[10]وفي استمرار للضغط العسكري الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية توغل الجيش الإسرائيلي في بلدات الخيام وبنت جبيل وشمع مُحققًا نصرًا ميدانيًا بالتقدم البري في الجنوب. جدير بالذكر أن الوصول إلى بنت جبيل يعني قطع الطريق إلى البقاع وهي أحد محاور إمداد حزب الله، وذلك إلى جانب ما يمثله التوغل في بنت جبيل معقل حزب الله من نصرًا معنويًا لإسرائيل، وتشكيكًا في ادعاءات الحزب بشأن حجم قواته وسيطرته على مسار الحرب في الجنوب اللبناني.[11]
ثالثًا: الرؤية الإسرائيلية لمستقبل حزب الله
يرتبط حزب الله من الناحية الوجودية بدولة إيران؛ لذلك يرتبط مستقبله أيضًا بتداعيات العلاقات السياسية بين إيران وإسرائيل. ومن هنا يمكن استقراء مستقبل الحزب من خلال تأمل السياسة الإسرائيلية تجاه إيران بعد طوفان الأقصى وهذه السياسة تتمثل في “اختبار حدود الممكن” بدءًا من استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية” أثناء تواجده في طهران وتأخر الرد الإيراني على هذا الاختراق لسيادتها، ثم اختبرت إسرائيل إمكانية التصعيد مجددًا بتصفية عددًا من قادة حزب الله وتأخر رد المقاومة في لبنان، ثم جاء الرد ضمن إطار قواعد الاشتباك المحدود، فاستمرت إسرائيل في سياستها باغتيال الأمين العام لحزب الله ووجدت في تروّي الجبهة اللبنانية ومن ورائها إيران -الداعم الأول لحزب الله- سببًا لعدم القلق بشأن تداعيات تصعيد الاشتباك بالجبهة اللبنانية، ومن هذه المعطيات يَرجح لدى القيادة الإسرائيلية أن الظروف مؤاتيه لإضعاف قوة حزب الله أو تحييده، وتعتقد إسرائيل أن لذلك تأثيرًا مباشرًا على إضعاف جبهات الإسناد الأخرى المواجهة لها في الحرب على قطاع غزة. وبذلك ترك التصعيدُ الإسرائيلي حزبَ الله في مأزق سياسي أمام الطوائف اللبنانية المختلفة بالداخل؛ فالحزب يستمد شرعيته في حمل السلاح من اعتباره حركة مقاومة في مواجهة إسرائيل هدفها حماية جنوب لبنان، وبتهديد جنوب لبنان وجر الدولة إلى الحرب قد يخسر الحزب تحالفاته السياسية الداخلية،[12] وقد يتغير تبعًا لذلك الموقف السياسي اللبناني من إسرائيل كما برز على سبيل المثال في دعوات بعض سياسيي لبنان إلى فك الارتباط مع غزة للوصول إلى وقف لإطلاق النار بلبنان. [13]
وفي الفترة القادمة تبدو أمام إسرائيل عدة خيارات للتعامل مع حزب الله منها خيار الحرب المحدودة الذي يضع في الاعتبار الخسائر المادية والبشرية التي قد تطال الداخل الإسرائيلي في حالة تحول المواجهة بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة، ولأن إسرائيل تهتم في المستقبل القريب بإعادة المستوطنين إلى الشمال مع ضمان وجود منطقة عازلة أو منزوعة السلاح بالجنوب اللبناني فإنها تبحث عن حرب محدودة تستنزف قدرات المقاومة بلبنان.[14]
رابعًا: بين التدخل في سوريا وإسناد غزة.. مستقبل شعبية حزب الله
كان الدور الذي لعبه حزب الله إبَّان الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في عام 2000 ثم في حرب يوليو 2006 نقطة تحول بالنسبة لقبول حزب الله جماهيريًا في لبنان والمنطقة العربية، ثم جاءت الحرب الأهلية السورية في 2011 لتتراجع شهرة الحزب منذ تدخل في الحرب بشكل مباشر متخذًا جانب دعم النظام السوري ضد جماعات المعارضة المسلحة السورية في الحرب،[15]حتى بدأت عملية طوفان الأقصى وأعلن حزب الله في اليوم التالي دعمه للمقاومة في قطاع غزة كجبهة إسناد، فتمكن من استعادة جانبًا من شعبيته إذ أكد الأمين العام لحزب الله آنذاك “حسن نصر الله” أن جبهة الإسناد مستمرة طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية على القطاع،[16] ومنذ ذلك الحين بدأ الحديث عن إمكانية تطبيق مفهوم وحدة الساحات[17]على الأرض أي اتحاد جبهات مقاومة عربية مختلفة بالتزامن في مواجهة إسرائيل، وكان من نتائج هذا الضغط الذي مارسه حزب الله[18] أن رصدت المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في يناير 2024 ما يصل إلى 344 قذيفة صاروخية، أطلقها حزب الله نحو إسرائيل وبحلول يوليو تضاعف هذا العدد ثلاث مرات،[19]واستمر الهجوم المتبادل حتى تصاعدت حدته من جانب إسرائيل على جنوب لبنان في سبتمبر 2024 وهو ما رد عليه حزب الله بقصف مواقع عسكرية إسرائيلية وقد وصفت هجمات شهر سبتمبر المتبادلة بأنها الأعنف منذ بداية الطوفان.[20]
وبذلك ساهم استمرار حزب الله في التصريح باستمراره كجبهة إسناد لقطاع غزة في إعادة تقييم الرأي العام العربي لحزب الله، كقوة مقاومة لإسرائيل من جهة الشمال، وهو ما سوف يؤخذ في الحسبان عند التعامل المستقبلي مع دور الحركة في المنطقة بعد انتهاء الحرب.
خامسًا: المستقبل السياسي لحزب الله بعد عملية طوفان الأقصى
بالنسبة لحزب الله فرضت تداعيات طوفان الأقصى تغيرات سياسية لا تزال جوانبها تتكشّف، لا سيما بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله وبرغم محاولة إسرائيل لاستغلال سياسة تصفية القادة والرموز من أجل تغيير السياسة العامة للحزب لصالحها، إلا أن تأكيد الحزب على ارتباط سياسته بمقاومة إسرائيل يشير إلى استبعاد تحقق هذا الهدف. وتسعى العمليات الإسرائيلية على لبنان إلى إرساء وضع سياسي داخل لبنان يدفع “حزب الله” إلى القبول بحل معتدل تجاه إسرائيل أو بعبارة أخرى تحييد دور حزب الله في الحرب على قطاع غزة، ومن ناحية أخرى قد يؤدي اجتياح لبنان وفقدانها للسيادة على جزء من أراضيها واستهداف مواطنيها المدنيين إلى تراجع شعبية وشرعية الحزب وتأثيره في الحياة السياسية اللبنانية وقد تكون الفرصة ملائمة للقوى الغربية لترتيب وصول قيادة سياسية تتفق مع الرؤية الغربية لدور لبنان في الإقليم، بعد فترة طويلة من شغور منصب الرئيس.[21]
الرؤية الإيرانية لمستقبل الحزب
لا يمكن التفكير بمستقبل حزب الله دون أخذ الدور الإيراني في الحسبان فالنظام الإيراني في محاولة للتوازن مقابل إسرائيل قد يحدد مدى انخراط الحزب في مواجهة مباشرة مع إسرائيل،[22]وقد أكدت إيران أن اغتيال القادة لن يغير من سياسة الحزب ولا دوره في المنطقة وأن القيادة التي ستخلف حسن نصر الله سوف تكمل نهج سابقها،[23] وبما أن حزب الله ذراع إيراني بالمنطقة العربية فإن احتمال تحركه المستقبلي نحو حرب مباشرة ضد إسرائيل يتوقف على تعرض إيران لخطر إسرائيلي مباشر؛ ولهذا فإن تدمير حزب الله أو القضاء على قدراته العسكرية يمثل خطرًا على النظام الإيراني من ناحية، ولكنه بنفس الوقت يمثل خطرًا على المنطقة العربية بأكملها.[24]
سادسًا: سيناريوهات المستقبل
السيناريو الأول:
مع استمرار الحرب وزيادة الضغط الإسرائيلي على حزب الله قد يبدو أقرب للتحقق أن تنتهي العملية الإسرائيلية في لبنان وفق تسوية مناسبة لإسرائيل أكثر منها بالنسبة لحزب الله بعد أن جرّت إسرائيل الحزب لتصعيد الاشتباك ودمرت جزءًا لا يستهان به من قدراته العسكرية وموارده البشرية وتسببت في تهجير سكان الجنوب فأصبح الحزب في أزمة داخلية، ولهذه الأسباب مجتمعة قد يختار التراجع لضمان وجوده وإعادة تنظيم صفوفه، وتحسين موقفه بالداخل اللبناني.[25] ويرتبط هذا السيناريو بصعود التيار الإصلاحي في إيران والذي يمثله جناح وزير الخارجية محمد جواد ظريف والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وهو التيار الذي يفضل الانفتاح في علاقاته الخارجية، وبالتالي قد يختار هذا التيار التسوية بين الحزب وإسرائيل لإنهاء الحرب في لبنان آخذا بالاعتبار الخسائر التي تعرض لها الحزب بعد عملية طوفان الأقصى .[26]
السيناريو الثاني:
أن يستمر الحزب في الحرب ودعم المقاومة وهو ما يظهر من خلال كلمة الأمين العام “نعيم قاسم” يوم الأربعاء 20 نوفمبر والتي تضمنت رسائل حول رؤية الحزب للمفاوضات القائمة ولفترة ما بعد الحرب، فأبدى نعيم قاسم ملاحظات الحزب حول مقترح المبعوث الأمريكي “آموس هوكستين” بشأن وقف إطلاق النار وتراجع القوات العسكرية لحزب الله مسافة 30 كم نحو شمال الليطاني وصرح الأمين العام بأن موقف الحزب لا يختلف عن ما قدمته الحكومة اللبنانية خلال جلسة المفاوضات حول ضمان سيادة لبنان ووقف العدوان، ويتبين من الكلمة أن الحزب سيواصل نهجه في المقاومة والحرب مؤكدًا على اضطلاع الحزب بدوره السياسي عبر المشاركة في عملية انتخاب رئيس جمهورية للبنان.[27] ويدعم هذا السيناريو ما يظهر في تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال “حسين سلامي” وخطابات المرشد الأعلى “علي خامنئي” من تأييد لاستمرار الحرب دون تقديم تنازلات ودعم جبهة المقاومة،[28] وعلى الجانب الإسرائيلي تمثل عودة ترامب للسلطة نقطة لصالح الرؤية الإسرائيلية ليس فقط لما يمثله من دعم مطلق للسياسات الإسرائيلية وإنما لما يمارسه من ضغط على إيران يدفع بالمنطقة لمزيد من التوتر، وبالنسبة لإسرائيل فإن استمرار الحرب مع زيادة تدخل إيران لدعم حزب الله قد يؤدي إلى اتساع نطاق الحرب مما يدفع الولايات المتحدة للتدخل المباشر دعمًا لإسرائيل وهذا الاتجاه يرجح استمرار الحرب لفترة طويلة.[29]
ختامًا: لقد مثل طوفان الأقصى مرحلة استثنائية بالنسبة للحركات الإسلامية المنخرطة في المقاومة، وسيترتب عليه الكثير من التغيرات الاستراتيجية بالمنطقة التي ستشمل بدورها مستقبل الحركات الإسلامية وبالفعل بدأت التغيرات منذ بروز حركات المقاومة في ميزان القوة في المعادلة العربية الإسرائيلية على حساب الفاعلين الرسميين في المسألة الفلسطينية.
[1]سكاي نيوز عربية، “بالأرقام والتفاصيل.. تغيير في استراتيجية حزب الله ضد إسرائيل”، يونيو 5، 2024، تاريخ الاطلاع: 12 أكتوبر 2024، متاح على: https://rb.gy/f1gcgs
[2] وليد عبد الحي، “ورقة علمية.. سيناريوهات ما عبد طوفان الأقصى“، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 1فبراير2024، تاريخ الاطلاع: 12أكتوبر 2024، متاح على: https://shorturl.at/RV63X
[3] زهير حمداني، “نهاية قواعد الاشتباك.. نتنياهو يذهب للمعركة الفاصلة مع حزب الله“، الجزيرة، 21سبتمبر2024، تاريخ الاطلاع: 13 أكتوبر 2024، متاح على: https://shorturl.at/EMo4C
[4], Step New Agency” قصف وغزو إسرائيلي غير مسبوق ماذا ينتظر حزب الله في لبنان؟، 23 سبتمبر2024، تاريخ الاطلاع: 20 نوفمبر2024، متاح على: https://youtu.be/9qCBRzsOAKg?si=UfwAL1ZTF0hM23ux
[5], BBC News“ما هي أهمية الضاحية الجنوبية لبيروت؟”، 2٧سبتمبر2024، تاريخ الاطلاع: 14 أكتوبر 2024، متاح على: https://www.bbc.com/arabic/articles/c1l4jpyrg5do
[6] الجزيرة،” حزب الله .. حركة مقاومة خرجت من رحم الحرب الأهلية اللبنانية”، 3أكتوبر2024، تاريخ الاطلاع، 12أكتوبر2024، متاح على: https://rb.gy/70i3cc
[7] “سكاي نيوز عربية، إسرائيل تعلن القضاء على ٥٢ قائدا في حزب الله”، 21 أكتوبر 2024، تاريخ الاطلاع 18 نوفمبر 2024، متاح على: https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1749387
[8] سكاي نيوز عربية، “منطقة ملتهبة وصراع محتدم.. ترامب أمام خيارين”، 9نوفمبر2024، تاريخ الاطلاع: 17 نوفمبر2024، متاح على: https://youtu.be/_fDqx7f95ig?si=-6sb01h9X52BhXxV
[9] أسرار شبارو، “إعلان حزب الله “المفاجئ”.. “لعبة سياسية” أم “ضعف”؟ “، الحرة، 10 أكتوبر2024، تاريخ الاطلاع: 13 أكتوبر 2024، متاح على: https://shorturl.at/iX3VD
[10] ريم الشيخ، “ ما أهمية نهر الليطاني في الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟”، بي بي سي عربي، 8 أكتوبر2024، تاريخ الاطلاع 18 نوفمبر 2024، متاح على: https://www.bbc.com/arabic/articles/c70wl3yy8x1o
[11] ” الحدث، لماذا تريد إسرائيل السيطرة على الخيام وبنت جبيل وشمع في لبنان؟”، 23 نوفمبر 2024، تاريخ الاطلاع 23نوفمبر2024، متاح على: https://youtu.be/vRY3grU5Cew?si=0wVZq145yjxNbABt
[12] زهير حمداني، مرجع سابق.
[13] أسرار شبارو، مرجع سابق.
[14] المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، “المواجهة بين حزب الله وإسرائيل واحتمالات اندلاع حرب شاملة”، 3يوليو2024، تاريخ الاطلاع: 14 أكتوبر2024، متاح على: https://www.dohainstitute.org/ar/PoliticalStudies/Pages/hezbollah-israel-conflict-chances-of-war-breaking-out.aspx
[15] علي هاشم، “حزب الله في سوريا: القصة الكاملة“، الميادين، 2016، تاريخ الاطلاع: 15 أكتوبر 2024، متاح على: https://shorturl.at/YWpvR
[16] نقولا ناصيف، “حسن نصر الله يؤكد أن الحزب جبهة إسناد لغزة وسيستمر عن الدفاع عن جنوب لبنان”، مونت كارلو الدولية، 11يوليو2024، تاريخ الاطلاع:14أكتوبر2024، متاح على: https://shorturl.at/k3JDa
[17] نظير مجلي، “كيف أصبحت «وحدة الساحات» مطلبًا إسرائيليًا؟”، الشرق الأوسط، 11أكتوبر2024، تاريخ الاطلاع: 12 أكتوبر2024، متاح على: https://shorturl.at/b7bKK
[18] نقولا ناصيف، مرجع سابق.
[19] يوآف إيتيال، “بالأرقام: تأثير هجمات «حزب الله» على إسرائيل“، الأيام، 25 أغسطس2024، تاريخ الاطلاع: 15 أكتوبر2024، متاح على: https://www.al-ayyam.ps/ar/Article/404653/register.php
[20] DW, “أعمق هجمات صاروخية لحزب الله وأعنف قصف إسرائيلي منذ نحو عام”، 22سبتمبر2024، تاريخ الاطلاع: 14 أكتوبر2024، متاح على: https://p.dw.com/p/4kwOD
[21] ديما ببيلي، ” ماذا بعد مقتل حسن نصر الله الذي قاد الحزب لأكثر من ثلاثين عامًا؟”، BBC News عربي، 28 سبتمبر2024، تاريخ الاطلاع: 14 أكتوبر2024، متاح على: https://www.bbc.com/arabic/articles/c77xvmdm5e8o
[22] BBC News عربي، “حرب إسرائيل ولبنان: هل ترغب إيران بالمشاركة في الحرب دفاعًا عن حزب الله؟، 25سبتمبر2024، تاريخ الاطلاع 13أكتوبر2024، متاح على: https://www.bbc.com/arabic/articles/cwyl0yw4mmko
[23] ديما ببيلي، مرجع سابق.
[24] عزمي بشارة، “عام على طوفان الأقصى.. الحرب على غزة ولبنان والتصعيد مع إيران والموقف العربي“، العربي، 8 أكتوبر 2024، تاريخ المشاهدة: 15 أكتوبر 2024، متاح على: https://www.youtube.com/watch?v=1CMbQHSXDeI
[25] ريم الشيخ، مرجع سابق.
[26] عزمي بشارة، “عودة ترامب إلى البيت الأبيض وارتداداتها على المنطقة والعالم وعلى سياسة أميركا“، 19 نوفمبر2024، تاريخ المشاهدة: 20 نوفمبر 2024، متاح على: https://youtu.be/bsR9WHPxCVU?si=1DP0jtAFCBwYKVu6
[27] نجية دهشة، “خبراء: كلمة الأمين العام لحزب الله رسمت خارطة للمعركة والمفاوضات“، 20 نوفمبر 2024، تاريخ الاطلاع: 21 نوفمبر 2024، متاح على: https://shorturl.at/5RSz5
[28] سكاي نيوز عربية، “منطقة ملتهبة وصراع محتدم.. ترامب أمام خيارين مع إيران”، 9 نوفمبر 2024، تاريخ الاطلاع: 19 نوفمبر2024، متاح على: https://youtu.be/_fDqx7f95ig?si=-4-WisRNugimwMtu
[29]” الجديدKSA، لن تتوقف للحرب.. عميد لبناني يكشف عن سيناريو خطير ينتظر الشرق الأوسط بعد فوز ترامب”، 7 نوفمبر2024، تاريخ الاطلاع 18 نوفمبر2024، متاح على: https://youtu.be/ponvhEKytC4?si=Rfn9CFf34CxF0ZTG