مستقبل الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط بعد خسارة سوريا

إعداد : أحمد حسام علواني الغبيسي – مساعد باحث ببرنامج دراسات التطرف.
مراجعة : أ. أحمد سلطان – مسئول برنامج دراسات التطرف بالمركز.
مقدمة:
شهدت إيران خلال الأعوام الماضية أحداثًا متعددة، تسببت في استنزاف قوتها، لاسيما العام الماضي بدايًة من استهداف إسرائيل أصولها في سوريا، ووصولًا إلى حزب الله الذي أنُهك في حربه ضد إسرائيل وتدمير بنيته التحتية. واستهداف الحوثيين في اليمن الذي مازال في حرب مع إسرائيل، والتي هي الأخرى تكثفُ عليهم الضربات مؤخرًا بما يشل أهم أذرع إيران التي تعتمد عليهم، وآخيرًا خسارتها سوريا وقطع خطوط إمدادها هناك. بما يشكل خطرًا على حياة حزب الله في لبنان الذي كان اعتماده الأساسي على إمداد إيران له من خلال سوريا. وفي مشهد اشبه بالدراما تفقد إيران سوريا الأسد الذي عملت على دعمها بكل ما تملك ولم تتوانى أبدًا ولو للحظة عن شيء إلا وقدمته في سبيل بسط نفوذها في المنطقة المفعمة دائمًا بالأحداث. فقد فقدت إيران سوريا في ظل انشغالها في حروب مع عدة جبهات، ربما كانت اشبه بالمتغيبة والعاجزة عن الدفاع عن حليفها بشار الأسد الذي لم يستطيع هو الآخر إدراك كيف بهذه السرعة أُنتزع حكمه، وفر هاربًا عاجزًا عن الصمود الذي لولا وقوف إيران بجانبه لما صمد منذ بداية الثورة السورية. تحاول إيران حاليًا إعادة النظر في استراتيجياتها اتجاه الشرق الأوسط بعد خسارة سوريا بما يستعيد نفوذها مرة أخرى، بعدما تراجع وصب في مصلحة تركيا إحدى القوي المنافسة لإيران في المنطقة على بسط النفوذ.
أولًا: الوضع الحالي لإيران بعد خسارة سوريا.
شكلت الانتكاسة الاستراتيجية لإيران في الشرق الأوسط بعد خسارة سوريا وضعًا جديدًا لم تعتاده من قبل. فبعد تدخل إيران في سوريا منذ الانتفاضة السورية عام 2011، عن طريق المساعدات النفطية والدعم اللوجستي. فضلًا عن تقديم الدعم العسكري متمثلًا في فيلق القدس (الجناح النخبوي للحرس الثوري الإيراني). بالإضافة إلى تعبئة وإعداد مجموعات كبيرة من المقاتلين الشيعة الأجانب منهم عناصر من حزب الله اللبناني، الأمر الذي عزز نفوذ إيران في سوريا وتأمين وجودها، وعلى الرغم من أن إيران وطدت وجودها في سوريا لمساعدة بشار الأسد وتامين خطوط إمداداتها، إلا أن الوضع المذري لحزب الله والحالة الذي وصل إليها بسبب انهاكه في الحرب وضرب بنيته التحية من قبل إسرائيل، أدى إلى تفاقم التحديات التي تواجهها إيران، لاسيما بعد اعتمادها الكبير على حزب الله كمحور لاستراتيجياتها في سوريا بعد مقتل “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس، إضافة أيضًا إلى الضربات التي واجهتها إسرائيل على الأصول الإيرانية في سوريا لقطع خطوط إمداد حزب الله من إيران عبر سوريا، مما قطع الطريق على الامدادات الإيرانية لسوريا، ومما يؤكد ذلك خطاب “علي خامنئي” الذي أكد فيه على أن إيران لم تستطيع تقديم دعم لبشار الأسد بسبب قطع الطريق عليها .[1]
بعد خسارة محور يمثل مرتكز رئيسي لإيران في المنطقة لم تتواني إيران عن تصريحاتها المعبرة عن هزيمتها المنكرة وخسارتها ذراعًا كان يوصلها للبحر المتوسط وقطع خطوط إمدادها في سوريا على يد الثوار، هذه الهزيمة الاستراتيجية لإيران في سوريا تمثل ضربة قوية لها. بالإضافة إلى الضربات التي تلقتها من إسرائيل العام الماضي سواء على أراضيها أم استهداف ميليشياتها، وكيف وضعت تلك الأحداث إيران في موقف مذري لدولة تعتبر قوة إقليمية في الشرق الأوسط الملتهب والمفعم بالأحداث. وعليه، فإن إيران الآن في موقف لا تُحسد عليه، فقد أدت كل هذه الأحداث المتوالية إلى تراجع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وإحراز تقدم لتركيا الحليف الاستراتيجي للثوار في سوريا، بما يوجب على إيران أن تداوي جروحها التي استنزفتها العام الماضي.
في سياق متصل، مازالت إيران تُمني نفسها بالرجوع لسوريا، ويظهر هذا في خطابات المرشد الإيراني بقوله “إن المناطق التي سيطر عليها الثوار سيتم تحريرها”، مكررًا في خطاب آخر قائلا “لا تغتروا بهؤلاء الذين يتفاخرون اليوم.. إن الذين يجولون ويتفاخرون اليوم، سيُداسون يومًا تحت أقدام المؤمنين”، بما يؤكد على استمرار وتيرة التوتر بين إيران والإدارة الجديدة في سوريا بقيادة” أحمد حسين الشرع”، صرح أيضًا” أحمد بخشايش اردستاني”، العضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إن الاشتباكات المسلحة ستسمر في سوريا، ويري إن وجود نظام ديمقراطي في سوريا يتطلب أشخاص يؤمنون بالديمقراطية.[2] يبدوا في تصريح بخشايش تبنيًا لرأي الغرب الذي لا يرى غير الديمقراطية سبيلًا لحكم الشعوب، على الرغم أن دولته قائمة على ولاية الفقيه و إن الكلمة الأولى والأخيرة هي للمرشد الأعلى، وتسعى دولته لتصدير الثورة الإسلامية التي شهدتها إلى باقي دول المنطقة. يبدوا في كلام بخشاش تناقضًا عجيبًا، ولكنه ليس عجيبًا في عالم السياسة الذي يدور حول المصلحة حيثما دارت.
مع تضاؤل نفوذ إيران وخسارة سوريا أصبح هناك شعورًا متزايد في الداخل الإيراني بإمكانية التغيير، ويري البعض إن الجمهورية الإسلامية في ظل ولاية الفقيه القائمة قد يقارب وقوعها[3]، وهذا الأمر ليس مستبعد خصوصًا وإن هناك معارضة قوية داخل إيران ولكن يتم قمعها بشدة ولو أُتيحت لها أي فرصة سوف تنفجر في وجه النظام القائم، الذي يرى الكلمة الفاصلة للمرشد الأعلى للجمهورية، الأحداث الجارية شجعت الإيرانيين على التساؤل عن لحظة اقتراب حساب النظام القائم.
ثانيًا: تأثير الأوضاع الحالية على حزب الله اللبناني بعدد انقطاع خطوط إمداد في سوريا
يمر حزب الله بأوضاع غير مسبوقة في ظل انقطاع خطوط إمداده الذي يحصل عليها من ايران بعد خسارة سوريا، هذا ما أكده “نعيم قاسم” في اعتراف علني بأن الحزب خسر أهم طريق لخطوط الإمداد له من إيران عبر سوريا مع سقوط بشار الأسد.[4] وفي تصريح لرئيس مركز الشرق الأوسط “رياض قهوجي”، أشار إلى أنه خلال الاشهر الماضية كان الحزب منهكًا في الحرب في لبنان، وأن قوات الحزب في سوريا قد تعرضت لضربات قوية من إسرائيل[5]، أدت كل هذه الأحداث إلى إنهاك الحزب ومما زاد من إنهاكه قطع خطوط إمداده في سوريا بعد سقوط الأسد بما يتوجب عليه سلك طرق أخرى للحصول منها على إمدادات من طهران.
ثالثًا: كيف تري إسرائيل هذه الفرصة لضرب مفاعلات إيران النووية في ظل الوضع الراهن لإيران
تحاول إسرائيل أن تستغل الوضع الراهن لإيران في ظل تراجع نفوذها بشكل واضح وأن توجه ضربة حاسمة ضد برنامجها النووي، قبل ذلك مهدت إسرائيل جيدًا لهذه الضربة التي تنوي أن توجهها لإيران، منها ما حدث في سوريا وحزب الله اللبناني مؤخرًا وبعد الأحداث التي ادمت ميليشيات إيران يطالب “يوآف غالانت” وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ببذل المزيد من التحرك ضد الحوثيين في اليمن. وذلك تمهيدًا للأمر الذي تخطط له إسرائيل ضد إيران [6]، وبالفعل تم تنفيذ عدة ضربات استهدفت الحوثيين الذراع الحالي لإيران الذي مازال يتمالك نفسه ضد ضربات إسرائيل، وفي عملية مشتركة بين إسرائيل وحليفاتها الولايات المتحدة وبريطانيا قاموا بأكثر من عشرين غارة استهدفت صنعاء والحديدة، كل هذه الاستهدافات المتوالية والمكثفة حاليًا تأتي في إطار ما يتم التجهيز له ضد إيران في المرحلة المقبلة، وذلك بعد إنهاك ميليشياتها[7].
في هذا الصدد، يُحذر “بنيامين نتنياهو” بشكل متكرر من الخطر الذي يشكله البرنامج النووي الايراني، وذلك وفقًا لمسؤول إسرائيلي ويتشارك دونالد ترامب و يائير لابيد نتنياهو هذا الرأي وخاصة بعد سقوط النظام السوري، وإعلان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تمكنت من تسريع قدرتها على إنتاج اليورانيوم المخصب بما يقارب من الدرجة التي تمكنها من تصنيع الأسلحة، وهو الأمر الذي يدفع إسرائيل لمزيد من التحرك وضرب مفاعلات إيران النووية قبل أن تتمكن من إنتاج أسلحة تشكل تهديدًا لنفوذ إسرائيل في المنطقة، لا سيما وإن إيران تمتلك حاليًا مواد انشطارية تكفي لإنتاج أكثر من اثني عشر سلاحًا نوويًا[8].
وعليه، فإن الحلم الذي راود نتنياهو لأكثر من عقد أصبح اليوم أمرًا واقعًا تستطيع الآن إسرائيل أن توجه ضربة قاسمة على مفاعلات إيران النووية، لاسيما في ظل تشجيع ترامب لنتنياهو على هذا الأمر، وذلك على عكس إدارة جو بايدن الذي تفضل التوجه الدبلوماسي مع طهران. ما يؤكد هذا الاتجاه هو عرض وسائل الإعلام العبرية تصريحات مسؤولين كبار في الحكومة يؤكدون فيها أن الهدف القادم لإسرائيل هو توجيه ضربة لإيران[9]
رابعًا: هل يميل ترامب للضغط الأقصى على إيران أم للحوار الدبلوماسي.
استخدم ترامب خلال فترة حكمه الرئاسية الأولى سياسة الضغط الأقصى على إيران، وذلك بهدف تحجيم برنامجها النووي، ولكن لم تؤدي هذه السياسة دورًا كبيرًا ونجاحًا فعالًا بما كان ينشد ترامب، بعدما توجهت إيران لحلفائها روسيا والصين لإخراجها من مأزق العقوبات الأمريكية عليها، لم تؤدي سياسة الضغط الأقصى الذي اتبعها ترامب ضد إيران إلا إلى مزيد من التصعيد وزيادة حدة التوتر، لاسيما بعد مقتل قاسم سليماني في سوريا عام 2020.
وفي ظل تغير موازين القوة في الشرق الأوسط وتغير خارطة التحالفات في المنطقة خصوصًا بعد التقارب السعودي الإيراني الذي تم برعاية صينية، فلن يكون أمام ترامب سوي طريقين إما العودة لسياسة الضغط الأقصى الذي اتبعها من قبل، أو إتباع نهج أكثر اعتدالًا في ظل وضع تميل فيه طهران إلى تجنب التصعيد مع الولايات المتحدة نظرًا لما تمر به حاليًا. وخلال لقاء لترامب أظهر فيه انه قد يميل للوضع التفاوضي وذلك مقابلة في بودكاست PBDعلي الرغم من تشديده على عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، لا يمكن الجزم أي من الطريقين قد يستخدم ترامب، فقد يميل للضغط الأقصى وهو مرجح جدًا، لاسيما وإن إدارة ترامب المقبلة لا توحي بسلك نهج معتدل في التعامل مع طهران، لطالما دعا مستشار الأمن القومي “مايك والتز” ترامب لاتباع نهج أكثر تشددًا اتجاه طهران والذي يراه يأتي بثماره في تعاملهم مع إيران. وقد يميل ترامب إلى النهج التفاوض، لا سيما وإن طهران بحاجة للتفاوض ولن تزيدها العقوبات إلا تراجعًا، يُدلل على ذلك تصريح الباحث الايراني “سعيد شاوردي” إن إيران تبدي استعدادًا للتفاوض.[10]
خامسًا: سيناريوهات الاستراتيجية الإيرانية بعد خسارة سوريا.
في ظل الوضع الراهن مرت إيران بفترة حرجة في تاريخها الحديث خلال العام الماضي وخُتم هذا العام بخسارة أهم ذراع كانت تستخدمه لتحقيق مشروعها في المنطقة لبسط هيمنتها، وانطلاقًا من انحسار نفوذ إيران وتراجع قوتها وتأثر اقتصادها تعمل على بناء استراتيجية جديدة تكفل لها تحقيق مشروعها، الذي لطالما حلمت به واجهدت مواردها في سبيل تحقيقه وها هي الآن في طريقها للعودة إلى نقطة الصفر في ظل توالي خيبات الأمل التي شهدتها، نستعرض هنا بعض السيناريوهات التي نرى من خلالها كيف ستعمل إيران على مستقبل استراتيجياتها:
- بناء قوة نووية في أسرع وقت ممكن.
من خلال ما مرت به إيران الفترة الماضية واجهت جراءة قوية من قبل إسرائيل وحلفائها، قد تلجأ إيران في الفترة المقبلة وهي بالفعل بدأت في توجيه جل طاقتها للعمل على برنامجها النووي، لتعوض به ما فُقد من قوتها ولتستعيد به ماء واجهها الذي فقدته جراء الأحداث التي شهدتها.
- تحالفات مع دول المنطقة
قد يُوجب الوضع الحالي على إيران إقامة تحالفات وعلاقات مع دول عربية، ومحاولة تقوية وضعها في الداخل والتركيز على إعادة بناء نفسها بما يمكنها من استعادة نفسها مرة أخرى، لاسيما بعد عودة ترامب لفترة رئاسية جديدة وإلا سوف تعيش منبوذة معزولة في المنطقة، خصوصًا وإن ترامب يميل للضغط الأقصى على إيران ولن يتوانى عن عرقلتاها لعدم العودة مرة أخرى لساحة المنطقة كما كانت من قبل.
٣-البحث عن مخرج آخر) إعادة التموضع)
منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران وهي تمتلك مشروعًا تريد تحقيقه في المنطقة، وقد سعت سعيًا حثيثًا في بناء هذا المشروع، فمن غير المعقول والمتصور أن تتخلي إيران بسهولة عن أذرعها في المنطقة التي تعتمد عليهم بشكل أساسي في تحقيق مشروعها، هذا السيناريو قوي ومرجح، سوف تعمل إيران على إعادة التموضع لتغيير الصورة الذهنية المفهومة عنها ومحاولة إيجاد مخرج لمد حزب الله بالقوة اللازمة ليستعيد بها نفسه مرة أخرى للعب أدوار جديدة في المنطقة، ودعم الحوثيين ومحاولة إعادة النظر في ميلشياتها الأخرى في العراق حتى لا يتكرر سيناريو سوريا من قبل، إضافة إلى ذلك سيساعد برنامج إيران النووي على تنفيذ هذا السيناريو، لذلك هي تعمل الآن على توجيه طاقاتها لبناء مفاعلاتها في أسرع وقت ممكن.
من خلال المؤشرات الحالية يبدوا أن إيران تعمل على جميع السيناريوهات السابقة.
[1] – حميد رضا عزيزي، كيف خسرت إيران سوريا، عربية 29 – 12-2024 ،Independent، متاح على الرابط. https://n9.cl/fn750
[2] – مسعود الزاهد، نائب إيراني: دربنا 130ألف عنصر.. والمقاومة جاهزة للتحرك في سوريا، العربية،5-2-2025، ، متاح على الرابط، https://n9.cl/r0dwmz
[3] Amir Soltanzadeh،After Assad’s ouster In Syria, will Iran’s regime fall next? ، Dw,16-12-2024, Available at ، https://n9.cl/jh968
[4]-Hezbollah chief says group lost critical arms supply route from Iran with Syrian ouster of Assad’s, Fox News, 16-12-2024, Available at:https//n9.cl/ivtaku، Morgan Phillips،
[5] – بولا أسطيح، موقف «حزب الله» إزاء التطورات السورية وهل من دور عسكري له؟، صحيفة الشرق الأوسط،،-، 1-12-2024متاح على الرابط، https://n9.cl/i14xe
[6] – فريد كمال، تمهيداً لضرب إيران.. غالانت يطالب بـ”تحرك أقوى” ضد الحوثيين، إرم نيوز،، 25-12-2024، مناح على الرابط، https://n9.cl/7rswo
[7] الحزيرة, محللون سياسيون: إسرائيل ستواصل ضرب الحوثيين حتى بعد وقف حرب غزة, g11-1-2025متاح على الرابط، https://n9.cl/cjly4
[8] -Jotam Confino, Israel paves way for strike on Iran’s nuclear facilities after taking out Assad’s army The Telegrph,14-12-2024,متاح على الرابط https://n9.cl/zum7o ،
9-نظير مجلي، إسرائيل تمهد لضربة عسكرية لإيران بعد تدمير قدرات الجيش السوري، صحيفة الشرق الأوسط ، g13-12-2024 متاح على الرابط، https://n9.cl/5zije
[10] – حمزة حبحوب، الملف الإيراني: هل يستأنف ترامب سياسته المتشددة أم يتبع نهج التفاوض؟، France24, 15-11-2024 مناح على الرابط https://n9.cl/oydp4