تقارير

تقرير: يحدث في إفريقيا ( ٢١ : ٢٧ فبراير ٢٠٢٥م)

إعداد: هدير أحمد حسانين _ المنسق الأكاديمي للمركز.

يهدف هذا التقرير إلى بيان أبرز ما حدث بالقارة الإفريقيّة خلال الفترة ( ٢١ : ٢٧ فبراير ٢٠٢٥ م)، للوقوف على أهم مُستجداتها في مختلف الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية والفنية والصحية والرياضية، بدايًة بأخر مستجدات دول شمال إفريقيا، ثم الانتقال إلى أخر مستجدات دول شرق إفريقيا، مرورًا بأخر مستجدات دول وسط إفريقيا، ثم التطرق إلى دول غرب إفريقيا، وصولًا إلى أخر مستجدات دول جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى التركيز على أبرز الزيارات والمحادثات الهاتفية لدول القارة خلال الفترة المحددةُ، وعرض أبرز التقارير والمؤشرات حول القارة، والانتقال إلى تمثيل القارة في الهيئات الدولية، ثم التطرق إلى انتخابات رئاسة البنك الإفريقي للتنمية وعلاقات دول القارة الخارجية، والانتهاء بمستجدات ملف الصحة.

أولًا: قراءة في أبرز مستجدات دول القارة:

  • نظرة على مستجدات دول إقليم شمال إفريقيا:

١.مصر: أعربت جمهورية مصر العربية عن إدانتها بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، بما يعد تصعيدًا ممنهجًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واستخفافًا بميثاق الأمم المتحدة، هذا وقد أكدت مصر على أن ذلك النهج الإسرائيلي يزيد من حدة التوتر والصراع، ويعد انتهاكًا سافرًا للسيادة السورية واستقلالها ووحدة أراضيها. كما شددت على أهمية انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية التي احتلتها مؤخرًا في انتهاك صارخ لاتفاق فض الاشتباك لعام ١٩٧٤ لتحقيق الانسحاب الكامل من الأراضي السورية المحتلة عام ١٩٦٧ باعتبار أن الجولان أرض سورية محتلة.

٢. ليبيا: أعلن رئيس مجلس النواب الليبي “عقيلة صالح”، عن وجود توافق متزايد بين مجلسي النواب والأعلى للدولة بشأن تشكيل حكومة جديدة تكون مهمتها إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت.

٣.تونس: استنكرت وزارة الخارجية التونسية ما جاء في بيان صادر عن المفوض السامي لحقوق الإنسان من مغالطات وانتقادات بخصوص وضعيات تونسيين يخضعون لتتبعات عدلية من القضاء. كما أضافت إن تونس ليست في حاجة إلى تأكيد حرصها على حماية حقوق الإنسان إيمانًا عميقًا منها بهذه الحقوق فضلًا عن التزامها بما نصّ عليه دستورها وبما أقرته قوانينها الوطنية وما التزمت به على الصعيد الدّولي في المستويين الإقليمي والعالمي.

٤.المغرب: أعلنت السلطات المغربية يوم الإثنين (الموافق ٢٥ فبراير)، عن التحاق أكثر من 130 مواطنيها بتنظيم “داعش”، في إفريقيا، لاسيما في كلًا من الساحل وغرب إفريقيا والقرن الإفريقي.

 بالانتقال إلى موجه الجفاف التي تضرب البلاد، حثّ ملك المغرب “محمد السادس”، مواطنيه إلى عدم ذبح أضاحي العيد هذا العام، وذلك بسبب التراجع الكبير في أعداد المواشي جراء الجفاف الحاد الذي تشهده البلاد للعام السابع على التوالي. وقد أضاف الملك إنه “أخذًا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررًا محققًا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لا سيما ذوي الدخل المحدود”.

  • أبرز مستجدات دول إقليم شرق إفريقيا:

الصومال – إثيوبيا: أعلنت الحكومتان الصومالية والإثيوبية عن توقيع اتفاقية تعاون عسكري تهدف إلى نشر القوات الإثيوبية ضمن بعثة الإتحاد الإفريقي لدعم استقرار الصومال.

السودان – كينيا: أدان السودان يوم الإثنين(الموافق ٢٤ فبراير)، الدعم الكيني لجهود قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية. هذا وقد صرّح وكيل وزارة الخارجية السودانية “حسين الأمين الفاضل”، عن اتجاه الحكومة نحو اتخاذ  إجراءات اقتصادية تشمل حظر استيراد المنتجات الكينية”، مضيفًا أن السودان يتحرّك لسحب سفيره لدى نيروبي وسيرفع شكوى ضد كينيا عبر القنوات الإقليمية والدولية. على الجانب الآخر اعتبر وزير الخارجية الكيني” موساليا مودافادي”، في تصريحات له أن الحكومة المقترحة ستعيد “السلام والاستقرار والحكم الديموقراطي” في السودان. في سياق متصل، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، عن قلقه إزاء إعلان قوات الدعم السريع وجهات فاعلة مدنية وجماعات مسلحة متحالفة معها عن توقيع ميثاق سياسي يعبر عن التخطيط لإنشاء سلطة حاكمة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وحذر غوتيريش من أن هذا التصعيد الإضافي في النزاع في ‎السودان يزيد من تفتيت البلاد ويُخاطر بتعميق الأزمة. وأضاف أن الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه أمر أساسي لتحقيق حل مُستدام للنزاع والاستقرار طويل الأمد للبلاد والمنطقة بأسرها.

  • مستجدات دول الإقليم:

١.السودان: تمكن الجيش السوداني يوم الأحد (الموافق ٢٣ فبراير)، من فتح الطريق إلى مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان وفك الحصار عن المدينة بعد استعادتها من قوات الدعم السريع. في سياق متصل، أعلن الجيش السوداني عن التمكن من فرض سيطرته على جسرين استراتيجيين في العاصمة الخرطوم، هما جسر الحرية الذي يربط وسط الخرطوم بجنوبها، وجسر سوبا الذي يربط العاصمة بمنطقة شرق النيل. وجاءت السيطرة على جسر سوبا بعد معارك استمرت عدة أيام مع قوات الدعم السريع، حيث تمكن الجيش بدعم من سلاح الجو من استعادة السيطرة عليه. هذا وقد تمكن الجيش السوداني من استعادة نحو 10 محليات على بعد 80 كيلومترًا جنوب مدينة الدلنج من الناحية الجنوبية. كماأعلن الجيش السوداني تحطم إحدى طائراته أثناء إقلاعها من مطار وادي سيدنا الواقع في الاتجاه الشمالي لمدينة أم درمان، مما أسفر عن مقتل عدد من العسكريين والمدنيين.

٢.كينيا: أعلنت الخطوط الجوية الكينية اندلاع خريق على أرضية مطار جومو كينياتا الدولي في العاصمة نيروبي. هذا وقد أضافت أن الحريق لم يكن قريبًا من المدرج ولم يتسبب في تعطيل الرحلات الجوية. في سياق متصل، أعلن رئيس هيئة المطارات في كينيا “كاليب كوسيتاني”، عن تداول 112 ألف طن من البضائع  عبر مطار “جومو كينياتا”، وأضاف أن قطاع النقل الجوي من شأنه أن يحول البلاد إلى مركز نقل لوجستي على مستوى القارة.

بالانتقال إلى اقتصاد البلاد، كشفت كينيا عن توقع ارتفاع عائدات السياحة لهذا العام بنسبة 24% لتبلغ 4.3 مليار دولار. كما أعلنت وزيرة السياحة والحياة البرية الكينية “ريبيكاميانو”، إن البلاد تتوقع استقبال 3 ملايين سائح خلال عام 2025. ومن الجدير بالذكر إن السياحة تُعد من القطاعات الاقتصادية الرئيسية في كينيا، ويأتي معظم السياح إلى البلاد من الولايات المتحدة و أوغندا و تنزانيا.

٣.أوغندا: أعلن الرئيس الأوغندي “يوري موسيفيني”، إن قوات بلاده المنتشرة في الكونغو الديمقراطية تستهدف محاربة القوات الديمقراطية المتحالفة وحماية مشاريع البنية التحتية، وليس مواجهة متمردي حركة إم 23. وشدد على ضرورة حل النزاع بين الحكومة الكونغولية والمتمردين عبر المفاوضات، مؤكدًا نشر قوات إضافية في مقاطعة إيتوري لمنع العنف العرقي.

بالانتقال إلى اقتصاد البلاد، أعلنت البلاد ارتفاع  قيمة صادرات البن خلال شهر يناير 2025 بنسبة 83.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل 156.5 مليون دولار، وقد أسندت وزارة الزراعة هذا الارتفاع في قيمة الصادرات إلى ارتفاع الأسعار العالمية للبن، بسبب الظروف الجوية الجافة في البرازيل وفيتنام.

٤.الصومال: أعلن الجيش الوطني الصومالي، مقتل 5 قيادات بارزة من حركة الشباب المجاهدين، فقد أصدر الجيش بيان صحفي، يعلن أن مقتل القيادات جاء خلال التصدي للهجوم الإرهابي الفاشل في منطقة عيل علي أحمد، وسط الصومال. وكشف البيان عن أسماء ومناصب القيادات البارزة المعلن قتلهم، وهم: القيادي حسن عبد الواحد عبدي طعيسوا، المعروف بحسن غوري، المسؤول عن دعم عمليات في محافظات مذغ وغلغدود وشبيلي الوسطى، والقيادي طاهر بحسدي، الذي يشغل منصب قائد لواء، والقيادي أنس، مسؤول المركبات، والقيادي خالد جيس وهو قائد لواء، إضافة إلى القيادي عثمان الذي يشغل منصب قائد سرايا. على الجانب الآخر، لقي13 جندي على الأقل حتفهم في هجمات شنتها حركة الشباب على 3 قواعد عسكرية في الصومال، وفق ما أفاد الجيش.

٥. تنزانيا: أطلقت سلطات زنجبار حملة للقضاء على “الغربان الغازية”، التي تهاجم المحاصيل الزراعية وتسبب أضرارًا كبيرة لها. ووفقًا لوزارة الزراعة بلغ عددها نحو 1.2 مليون طائر، وتعتبر من الطيور الدخيلة على البلاد والتي أتى بها الاستعمار البريطاني أواخر القرن التاسع عشر.

٦. جنوب السودان: بدأت المحاكم المتنقلة بالبلاد في النظر في قضايا معقدة وتستهدف السكان في المناطق النائية، في خطوة اعتبرها المستفيدون جرعة أمل في دولة أنهكتها الصراعات المسلحة، ومن الجدير بالذكر إن هذه المحاكم التي تم تأسيسها بدعم من بعثة الأمم المتحدة قد عالجت 54 قضية خلال الفترة الأخيرة في منطقة “رينك” شمال جنوب البلاد.

  • أخر مستجدات دول إقليم وسط إفريقيا:

١.جمهورية الكونغو الديمقراطية: أعلن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية يوم الأحد الماضي (الموافق ٢٣ فبراير)، عن التخطيط إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، “كرمز للتحالف الوطني ضد عدو جمهورية الكونغو الديمقراطية”. وقال تشيسيكيدي إنه سيدعو فاعلين سياسيين كونغوليين إلى الانضمام إلى تحالف سياسي، مضيفًا “من يوافق على تولي زمام المبادرة سيكون موضع ترحيب وربما سنناقش تشكيل حكومة وحدة وطنية”. ويواجه تشيسيكيدي ضغوطًا داخلية بسبب طريقة تعامله مع هجوم حركة “إم 23”.

بالانتقال إلى اقتصاد البلاد، أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية، أكبر منتج للكوبالت في العالم، وقف صادرات المعدن لمدة أربعة أشهر ابتداءً من 22 فبراير. هذا وقد صرّح “باتريك لوابيا”، رئيس هيئة تنظيم المواد المعدنية الاستراتيجية، إن الإجراء يهدف لتنظيم العرض في السوق الدولية التي تواجه وفرة في الإنتاج وانخفاضًا حادًا في الأسعار.

ما يتعلق بتصاعد الأحداث في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، انضم الآلاف من الأعضاء السابقين في القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، وعناصر الشرطة، والمدنيين، في بوكافو، إلى صفوف حركة “إم 23″، بعد تمكنها من إحكام السيطرة على مدينتي غوما وبوكافو شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. في حين أعلنت رئيسة وزراء جمهورية الكونغو الديمقراطية، في جنيف أن النزاع الدائر في شرق البلد أودى بحياة أكثر من 7 آلاف شخص منذ يناير، معظمهم مدنيون. بالإضافة إلى ذلك، وقع انفجار في مدينة بوكافو يوم الخميس (الموافق ٢٧ فبراير)، أثناء تجمع لحركة “أم ٢٣”، أسفر عن مقتل عدة أشخاص. في هذا السياق، دان حساب الرئاسة الكونغولية على منصة “إكس” حادث الانفجار ووصفه بأنه “عمل إرهابي شنيع ارتكبه جيش أجنبي موجود بشكل غير رسمي على الأراضي الكونغولية”.

الموقف الدولي، استدعى الإتحاد الأوروبي سفير رواندا احتجاجًا على “تورط قوات بلاده وحركة إم 23 في هجمات بشرق الكونغو الديمقراطية“. وأدان الإتحاد الأوروبي في بيان، انتهاك وقف إطلاق النار المقرر ضمن عملية لواندا، وطالب رواندا بسحب قواتها فورًا ووقف دعم الجماعات المسلحة، مؤكدًا دعمه للجهود الإفريقية لحل النزاع سلميًا. على الجانب الآخر، أعلنت رواندا أنه يجب علي الإتحاد الأوروبي ممارسة الضغط نفسه على جميع الأطراف المعنية حتى يتسنى الوصول إلى وقف إطلاق النار. هذا وقد أعربت رواندا عن أسفها للنهج الانتقائي للإتحاد الأوروبي في التعامل مع هذه الأزمة وغياب الضغط المكافئ على كينشاسا بخصوص دورها في تصعيد الصراع، حيث أنه لا يمكن فرض وقف إطلاق النار على طرف واحد فقط من الأطراف المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر.

في سياق متصل، صوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة (الموافق ٢١ فبراير)، على مشروع قرار فرنسي يدين بشدة الهجوم المتواصل وتقدم إم23 في شمال وجنوب كيفو بدعم من قوات الدفاع الرواندية ويطالب بالانسحاب فورًا من الأراضي الكونغولية “دون شروط مسبقة”. وبالفعل اعتمد مجلس الأمن القرار بالإجماع – الذي يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في جمهورية الكونغو الديمقراطية-. في هذا السياق، أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة (الموافق ٢١ فبراير)، إن بوروندي تواجه وضعًا إنسانيًا سريع التدهور مع نزوح أكثر من 40 ألف لاجئ إليها خلال أسبوعين فرارًا من القتال في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. هذا وقد أطلقت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نداء طارئ لجمع 40.4 مليون دولار من أجل توفير المساعدة المنقذة للحياة لدعم التدفق المحتمل لنحو 258 ألف لاجئ إلى بوروندي وتنزانيا وزامبيا. في حين أصدرت السفارة الأميركية في بوروندي أوامر لعائلات موظفيها بالمغادرة. كما سمحت للموظفين غير الأساسيين بالرحيل، وذلك نتيجة للمخاطر الناجمة عن الصراع في الكونغو الديمقراطية المجاورة، حيث يأتي هذا القرار مع تقدم حركة “إم23” نحو الحدود البوروندية، وتدفق أكثر من 42 ألف لاجئ كونغولي إلى بوروندي خلال أسبوعين. كما أعلن وزير خارجية بريطانيا “ديفيد لامي”، استعداد بلاده لاستخدام جميع الوسائل الدبلوماسية في مجلس الأمن لضمان تنفيذ مقررات قمة دار السلام، ملوحًا بفرض عقوبات على رواندا. وبالفعل فرضت بريطانيا يوم الثلاثاء (الموافق ٢٥ فبراير)، عقوبات على رواندا بسبب دورها المزعوم في الصراع شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تشمل إنهاء الحضور رفيع المستوى في الأحداث التي تستضيفها الحكومة الرواندية، والحد من أنشطة الترويج التجاري مع رواندا. بالإضافة إلى إيقاف بعض المساعدات المالية الثنائية المباشرة لحكومة رواندا. ردًا على ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الرواندية بيان يشير إلى أن التدابير العقابية التي أعلنتها الحكومة البريطانية تؤكد انحياز بريطانيا بوضوح إلى طرف علي حساب الآخر. وأضاف البيان أنه “من غير المعقول أن نتوقع من رواندا أن تتنازل عن أمنها الوطني وسلامة الروانديين”. واعتبر البيان أن هذه التدابير “لا تساعد جمهورية الكونغو الديمقراطية بأي شكل من الأشكال، ولا تسهم في التوصل إلى حل سياسي مستدام للصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية”. كما أعلن وزير الدولة الرواندي للشئون الخارجية “جيمس كاباريبي”، إن العقوبات الدولية المفروضة على رواندا من شأنها أن تقلل من الحافز لدى كينشاسا للمشاركة في محادثات السلام مع متمردي حركة إم23 الذين أحرزوا تقدمًا في شرق الكونغو هذا العام.

الموقف الإقليمي، تم عقد اجتماع إقليمي موسع يوم الإثنين (الموافق ٢٤ فبراير)، يضم دول شرق أفريقيا ودول تنمية إفريقيا الجنوبية لمناقشة التطورات الميدانية في الكونغو الديمقراطية. ويأتي الاجتماع عقب لقاء قادة جيوش شرق إفريقيا في نيروبي الذي أوصى بتشكيل قوة مختلطة لمواجهة توسع حركة “إم 23” في مناطق كيفو، وسط تدهور الوضع الإنساني في المنطقة. وفي هذا السياق، عينت جماعة شرق إفريقيا والجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي ثلاثة زعماء سابقين كوسطاء لعملية السلام في شرق الكونغو الديمقراطية، وهم “كينياتا”، من كينيا، و”أوباسانجو”، من نيجيريا، و”ديسالين”، من إثيوبيا. هذا وقد كشف الجيش الجنوب إفريقي عن إجلاء 127 جنديًا من شرق الكونغو الديمقراطية بينهم أربعة مصابون بجروح خطرة. على الجانب الآخر، تبحث دول شرق وجنوب إفريقيا إمكانية نشر قوات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية

٢.الغابون: بدأت الغابون استيراد الكهرباء من غينيا الاستوائية من خلال ربط الشبكتين الكهربائيتين للبلدين. ومن الجدير بالذكر إن المرحلة الأولى من المشروع تتيح الاستيراد الفوري لـ 3 ميغاوات من أصل 10 ميغاوات من المُقرر استيرادها. ويأتي ذلك بعد معاناة الغابون من انقطاعات في إمدادات الكهرباء طيلة أشهر.

بالانتقال إلى الانتخابات الرئاسية، تم فتح باب تقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 12 أبريل في يوم الخميس (الموافق ٢٧ فبراير)، وهي خطوة حاسمة نحو نهاية الفترة الانتقالية التي وعد بها المجلس العسكري الذي يتولى السلطة منذ انقلاب 2023.

٣.إفريقيا الوسطى: شن مسلحون من جماعة “ثرى آر”، وهي ميليشيا للدفاع الذاتي تم تشكيلها أثناء الحرب الأهلية، يوم الثلاثاء (الموافق ٢٥ فبراير)، هجوم في شمال جمهورية إفريقيا الوسطى، أسفر عن مقتد تسعة أشخاص وتدمير أكثر من 700 منزل.

٤.تشاد: أعلنت لجنة الانتخابات الوطنية النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشيوخ، ووفقًا للنتائج حقق الحزب الحاكم فوزًا كبيرًا في هذا الاقتراع، إذ حصل على 45 مقعدًا من أصل 46 تم التنافس عليها من قبل 16 حزبًا سياسيًا، ليست من ضمنها المعارضة الرئيسة.

  • قراءة في مستجدات دول غرب إفريقيا:

تحال دول الساحل: أطلقت مالي والنيجر وبوركينا فاسو يوم السبت (الموافق ٢١ فبراير)، علم تحالفهم الجديد، بعد شهر من انسحابهم من إيكواس. ويتميز العلم بخلفية خضراء تمثل الأمل والازدهار والموارد الطبيعية للفضاء الكونفدرالي.

مالي – السنغال: أطلقت قوات الدفاع والأمن المالية ونظيرتها السنغالية دوريات مشتركة عبر الحدود. هذا وقد تمت إطلاق مراسم الدوريات المشتركة في منطقة “ديبولي”، المالية بحضور قادة المناطق المجاورة والسلطات المحلية.

توقيع اتفاق بين الحكومة السنغالية وحركة القوى الديمقراطية لكازامانس: أبرمت الحكومة السنغالية وحركة القوى الديمقراطية لكازامانس، في غينيا بيساو، بروتوكول اتفاق، برعاية من رئيس غينيا بيساو ” عمارو سيسوكو إمبالو”، وحضور الوزير الأول السنغالي “عثمان سونكو”.

  • ما يتعلق بمستجدات دول الإقليم:

١. كوت ديفوار: بدأت الحكومة في تنفيذ خطة لتطوير مدينة أبيدجان، أكبر مدن كوت ديفوار، فقد شهدت المدينة عمليات هدم واسعة لعشرات الآلاف من المنازل والمحال التجارية، ضمن سياسة حكومية لمكافحة العشوائيات في المدينة. وأكدت منظمة كوفيميد تنفيذ نحو 20 ألف عملية إخلاء، وتعويض أقل من 10% من المتضررين. فيما أعلنت الحكومة عن خطط لإعادة توطين 3000 أسرة في ضواحي المدينة الشمالية، وتحويل المناطق المهدمة إلى مشاريع تجارية وترفيهية. في سياق متصل، أطلقت كوت ديفوار مبادرة لتعزيز حقوق ملكية الأراضي وتخفيف حدة النزاعات المجتمعية، وتهدف هذه المبادرة تحسين إدارة الأراضي بين المالكين والمزارعين، وذلك يأتي بعد أن تسبب سوء تفسير مبدأ “الأرض لمن يستثمرها” إلى توترات متزايدة في المناطق الريفية. هذا وقد أعلن وزير الزراعة الإيفواري “كوبينان كواسي أدجوماني”، إن كوت ديفوار ستحقق الاكتفاء الذاتي من الأرز بحلول نهاية 2026، قبل الموعد المخطط له عام 2030. فقد ارتفع إنتاج البلاد إلى 1.55 مليون طن، مقتربًا من احتياجاتها البالغة 2.1 مليون طن.

٢. نيجيريا: أعلنت نيجيريا حظر تنقل صهاريج الوقود التي تبلغ أو تتجاوز حمولتها 60 طنًا من الوقود على طرق البلاد، وذلك اعتبارًا من الأول من مارس القادم. جاء ذلك القرار بعد  أن تسببت عدة حوادث انفجار لصهاريج وقود في البلاد خلال الأشهر الأخيرة في مقتل العشرات. في سياق متصل، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة نيجيريا للغاز الطبيعي المسال “فيليب مشلبيلا”، عن عمل الشركة بثلث طاقتها فقط، وذلك بسبب التوصيلات غير القانونية على خطوط الأنابيب الرئيسية للإمداد بالغاز. هذا وقد أشار إلى أنه على الرغم من وجود بعض التحسن في أمن قطاع النفط النيجيري، إلا أن قطاع الغاز ما يزال يفتقر للأمن.

بالانتقال إلى اقتصاد البلاد، أعلنت الهيئة التنظيمية للبنوك في نيجيريا، تضاعف الأموال المفقودة في عمليات الاحتيال المصرفي في البلاد، ثلاث مرات تقريبًا على مدار السنوات الخمس الماضية. كما أضافت الهيئة أن عام 2024 شهد فقدان نحو 34.8 مليون دولار جراء الاحتيال المصرفي.

٣.السنغال: وصف رئيس الوزراء السنغالي “عثمان سونكو”، تقرير محكمة الحسابات حول إدارة المالية العامة بين 2019 و2024 في عهد الرئيس السابق “ماكي صال”، بأنه مثير للقلق، يأتي ذلك بعد أن أعلنت الحكومة السنغالية في وقت سابق أنها قد تتخذ إجراءات قانونية ضد المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة التي كشفها التقرير.

٤. النيجر: كشفت النيجر عن التخطيط لبدء استخراج النحاس في منطقة أغادير شمال البلاد، وذلك بهدف تنويع إنتاج المعادن. في هذا الصدد، يبلغ الإنتاج المخطط له  2700 طن من النحاس سنويًا على مدى 10 سنوات، مع إيرادات تتجاوز 6 ملايين دولار. ومن الجدير بالذكر إن النيجر يحتل المركز الثامن عالميًا من حيث احتياطي اليورانيوم باحتياطي يبلغ 277 ألف طن، كما تنتج الذهب والنفط.

بالانتقال إلى ملف الإرهاب بالبلاد، شنت عصابات مسلحة بمنطقة دوسو جنوب غرب النيجر بين 22-25 فبراير هجومين، مما أسفر عن مقتل ١٨ شخصًا. وقد أعلنت الإذاعة الرسمية إن 14 قرويًا قُتلوا في هجوم ليلي على قرية ماكاني بمقاطعة ديونديو، بينما قُتل شخصان في هجوم مماثل بقرية توغوزاوا المجاورة. وأحرق المهاجمون خمسين منزلا ومخازن حبوب. وتُعد المنطقة الحدودية مع نيجيريا وبنين ملاذا للجماعات المسلحة وتشهد هجمات منتظمة.

٥.ساحل العاج: سلمت فرنسا القاعدة العسكرية التي كانت تشغلها منذ حوالى خمسين عامًا قرب أبيدجان إلى ساحل العاج خلال حفل أُقيم بحضور وزيري دفاع البلدين تيني بيراهيما وتارا وسيباستيان لوكورنو. ورُفع علم ساحل العاج في ساحة هذه القاعدة الاستراتيجية الواقعة بالقرب من مطار أبيدجان. هذا وقد تم إعادة تسميتها على اسم “توما داكين وتارا”، أول رئيس أركان للجيش في ساحل العاج.

٦.بوركينافاسو: أعلنت بوركينا فاسو عن إطلاق استراتيجية للتنمية الزراعية، وذلك بهدف تحقيق السيادة الغذائية هذا العام، بالإضافة إلى الحد من واردات الغذاء التي تفرض ضغوطًا على الاحتياطيات الأجنبية في البلاد. وتمثل الزراعة ثلث الناتج المحلي الإجمالي في بوركينا فاسو.

٧.غينيا بيساو: أعلن رئيس غينيا بيساو “عمر سيسوكو إمبالو”، موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة، فقد تقرر عقدها في الثلاثين من نوفمبر المقبل. في هذا السياق، من الجدير بالذكر أنه تم تحديد الموعد سابقًا بيوم 24 من نوفمبر 2024 قبل أن يتم تأجيله بقرار رئاسي بسبب صعوبات لوجستية ومالية. على الجانب الآخر، تعهدت المعارضة في غينيا بيساو يوم الخميس (الموافق ٢٧ فبراير)، بشل حركة البلاد، يأتي ذلك في إطار النزاع حول موعد انتهاء ولاية الرئيس “عمر سيسوكو إمبالو” التي استمرت خمس سنوات، حيث ترعم المعارضة إن فترة إمبالو تنتهي يوم الخميس، بينما قضت المحكمة العليا للعدل في غينيا بيساو بأنها تنتهي في الرابع من سبتمبر.

٨.غينيا: أعلن وزير الاقتصاد الغيني “مورانا سوماه”، عن إبلاغ صندوق النقد الدولي غينيا بضرورة استرداد ديونها الضريبية قبل الموافقة على برنامج دعم مالي جديد للبلد الذي يعد من أكبر مصدري البوكسيت في العالم.

  • أبرز مستجدات دول إقليم جنوب إفريقيا:

١.جنوب إفريقيا: صرح رئيس جنوب إفريقيا “سيريل رامافوزا”، في افتتاح اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين لأول مرة في القارة الإفريقية في جوهاسنبرغ، بضرورة الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتعدّدية الأطراف والقانون الدولي. كما أشار إلى أن غياب وزير الخارجية الأمريكي ليس “كارثة” ولا يشكّل مقاطعة، لأن الولايات المتحدة ما تزال ممثلة في الاجتماع. ومثلت الولايات المتحدة في الاجتماع نائبة رئيس البعثة في السفارة الأميركية “ببريتوريا دانا براون“. هذا وقد اُختتم اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في القارة الإفريقية، بحضور رفيع المستوى في جوهانسبرغ. كما ناقش الوزراء تعزيز القدرة على مواجهة ملفات هامة من ضمنها الكوارث، والديون، والتمويل المناخي، والمعادن الأساسية. كما أكدوا دعم جهود السلام في أوكرانيا وفلسطين والسودان والكونغو. في هذا الأطار، افتتح رئيس جنوب إفريقيا “سيريل رامافوزا”، يوم الأربعاء (الموافق ٢٦ فبراير)، اجتماع وزراء مالية ومحافظي بنوك مجموعة العشرين في كيب تاون. هذا وقد ناقش الاجتماع  الاقتصاد العالمي والهيكل المالي الدولي والبنية التحتية والضرائب، وسط غياب وزراء مالية أمريكا واليابان والإتحاد الأوروبي. ويأتي هذا ضمن سلسلة من 23 اجتماعًا وزاريًا ستتوج بقمة قادة المجموعة في نوفمبر 2025. في هذا الأطار، أعلن رئيس جنوب إفريقيا “سيريل رامافوزا”، يوم الخميس (الموافق ٢٧ فبراير)، عن رغبة بلاده في التوصل إلى اتفاق مع إدارة ترامب بخصوص قضايا التجارة والقضايا الدبلوماسية والسياسية. وأضاف رامافوزا على هامش اجتماعات مجموعة العشرين التي ترأسها بلاده “لا نريد الذهاب وتقديم أنفسنا، نريد الذهاب وإبرام اتفاق ذي مغزى مع الولايات المتحدة بشأن مجموعة كاملة من القضايا”. في هذا السياق، من الجدير بالذكر إن الولايات المتحدة تعد ثاني أكبر شريك تجاري لجنوب إفريقيا.

بالانتقال إلى اقتصاد البلاد، كشفت شركة إسكوم للطاقة في جنوب إفريقيا عن تنفيذ المرحلة السادسة من عمليات قطع التيار الكهربائي المنتظم، وهي أعلى مرحلة، يوم الأحد (الموافق ٢٣ فبراير)، بعد تعطل وحدات متعددة في محطة كامدن للطاقة. جاء ذلك قبل أن تعلن الشركة لاحقًا عن تمكنها من استعادة ست وحدات في محطات الطاقة بعد تنفيذ أعلى مرحلة من عمليات قطع التيار الكهربائي.

٢. بوتسوانا: أعلنت السلطات في بوتسوانا يوم الإثنين (الموافق ٢٤ فبراير)، مقتل تسعة أشخاص على الأقل، ستة منهم قاصرون، في أعقاب فيضانات واسعة النطاق، فقد شهدت البلاد شبه القاحلة هطول أمطار قياسية خلال الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تأثر أكثر من 5000 شخص بالفيضانات. كما أُغلقت السلطات المدارس مؤقتًا وسدت الطرق بعد هطول الأمطار الغزيرة لأكثر من أسبوع. وتتأهب فرق الطوارئ لمزيد من الأمطار في الأيام المقبلة

بالانتقال إلى اقتصاد البلاد، أبرمت حكومة بوتسوانا وشركة دي بيرز اتفاقية بيع الألماس يوم الثلاثاء (الموافق ٢٥ فبراير)، ويأتي ذلك بعد مفاوضات استمرت منذ 2018. وبموجب الصفقة، سترتفع حصة بوتسوانا من الأحجار الخام من 25% إلى 50% على مدار العقد المقبل، مع تمديد ترخيص التعدين حتى 2054. ويأمل الرئيس دوما بوكو أن تخلق الاتفاقية فرص عمل جديدة في ظل ركود اقتصادي يعاني منه البلد.

٣.ناميبيا: أعلنت وزارة الداخلية في ناميبيا عن إطلاق نظام تأشيرات إلكترونية وتأشيرات عند الوصول، وذلك بهدف تسهيل دخول السياح، مع اعتماد مبدأ المعاملة بالمثل. ومن المُقرر أن يبدأ العمل بالإجراءات الجديدة في إبريل المقبل.

٤.زيمبابوي: دعت زيمبابوي الدول المانحة لزيادة التمويل المخصص لنزع الألغام، لإزالة الألغام من 12 كيلومترًا مربعًا. وأعلنت وزارة الدفاع في زيمبابوي إن فجوة التمويل تتجاوز 23 مليون دولار.

٥. مالاوي: اندلعت مظاهرات يوم الثلاثاء (الموافق ٢٥ فبراير)، في ليلونغوي عاصمة مالاوي في مسيرة باتجاه مقر البرلمان، فقد تظاهر الآلاف احتجاجًا على ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، مطالبين باستقالة رئيس البلاد. ولم تشهد مالاوي احتجاجات مماثلة منذ التحول السياسي في يونيو عام 2020.

ثانيًا: أبرز الزيارات والاجتماعات والمحادثات الهاتفية خلال الفترة المُحددة:  

١.زيارة الرئيس التشادي إلى بوركينافاسو: خلال الزيارة بحث رئيس بوركينافاسو الانتقالي النقيب “إبراهيم تراوري”، مع الرئيس التشادي المشير “محمد إدريس ديبي”، عدة قضايا بينها قضية السيادة ومكافحة الاستعمار الجديد، بالإضافة إلى تطوير القدرات المحلية الحقيقية في المجالات الاستراتيجية، والتحديات الأمنية. هذا وقد تم إصدار بيان عقب مباحثات الطرفين، أعلن البيان ترحيب تراوري وديبي بتقارب وجهات النظر حول مختلف ملفات المباحثات، ودعوا إلى ضرورة عقد لجنة التعاون المشترك في أقرب وقت ممكن بهدف تعزيز إطار التعاون. كما أعرب تراوري عن إدانته للمناورات الرامية إلى زعزعة استقرار تشاد. مؤكدًا دعمه الثابت للسلطات والشعب التشادي في رغبتهما في التحرر من الامبريالية، وسعيهما لتحقيق تنمية متناغمة ومستدامة.

٢. زيارة وزيرا الخارجية والري السودانيين إلى مصر: انعقد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية والري في مصر والسودان يوم الإثنين (الموافق ٢٤ فبراير)، في العاصمة المصرية القاهرة، حيث استعرض الجانبان مجالات التعاون المائي وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. كما اتفقا على تعزيز مفهوم الأمن المائي والعمل المشترك للحفاظ على حقوق البلدين المائية كاملة وفقًا للاتفاقيات المبرمة بينهما وقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق، وتنسيق المواقف في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، لاسيما المرتبطة بالحقوق المائية للبلدين وضرورة الالتزام بكافة الاتفاقيات والأطر الإقليمية والدولية. هذا وقد شدد الجانبان على ارتباط الأمن المائي السوداني والمصري كجزء واحد لا يتجزأ، والدعوة لامتناع كافة الأطراف عن القيام بأية تحركات أحادية من شأنها إيقاع الضرر بمصالحهما المائية، كما أكدا على استمرار سعيهما المشترك للعمل مع دول مبادرة حوض النيل لاستعادة التوافق وإعادة مبادرة حوض النيل إلى قواعدها التوافقية التي قامت عليها، والحفاظ عليها باعتبارها آلية التعاون الشاملة التي تضم جميع دول الحوض، وتمثل ركيزة التعاون المائي الذي يُحقق المنفعة لجميع الدول الأعضاء. ومن هذا المنطلق، اتفق الجانبان على عقد ورشة عمل رفيعة المستوى بحضور المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة لمناقشة موضوعات المياه وتأثيراتها على قطاعات مختلفة كتغير المناخ وأمن منطقة القرن الإفريقي. تطرقت المشاورات إلى تطورات ملف السد الإثيوبي، حيث اتفق الطرفان على المخاطر الجدية المترتبة على الملء الأول الأحادي لسد النهضة، لاسيما تلك المتعلقة بأمان السد، وأكدا على أهمية تنسيق جهود البلدين على الأصعدة الإقليمية والقارية والدولية لضرورة التوصل لاتفاق شامل وعادل وملزم قانونًا حول ملء وتشغيل سد النهضة، كما أكد الجانبان إن قضية السد الإثيوبي تظل مشكلة بين الدول الثلاث (مصر- السودان -اثيوبيا) دون استدراج لباقي دول الحوض للوقوع في هذه القضية، مع إصرار الدولتين على التوصل لحلول سلمية وسياسية.

٣.زيارة الرئيس الزامبي إلى القاهرة: توجه الرئيس الزامبي”هاكيندي هيشيليما”، في زيارة إلى مصر يوم الإثنين (الموافق ٢٤ فبراير)، وقد استقبله الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، بقصر الاتحادية، حيث أُقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف. وقد شهد اللقاء عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من اتفاقات التعاون بين البلدين. وقد عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا في ختام الاجتماعات.

٤.زيارة الرئيس بورندي إلى الكونغو الديمقراطية: توجه رئيس بوروندي “إيفاريست ندايشيميي”، في زيارة إلى كينشاسا، وقد أجرى محادثات مع نظيره الكونغولي “فيليكس تشيسيكيدي”، بشأن تطورات الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن بوروندي نشرت منذ أكتوبر 2023، أكثر من 10 آلاف جندي لدعم الجيش الكونغولي بموجب اتفاقية تعاون عسكري مع كينشاسا. وتشهد بوروندي تدفق غير مسبوق منذ 25 عامًا، للاجئين من الكونغو الديمقراطية.

٥.زيارة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية: أدى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية “كريم خان”، زيارة إلى كينشاسا لإجراء مباحثات مع الرئيس “تشيسيكيدي”، والحكومة الكونغولية بشأن تعزيز العدالة في شرق البلاد. هذا وقد أطلق خان الشهر الجاري دعوة لاستدعاء الشهود في التحقيق الذي بدأه أكتوبر الماضي بشأن الجرائم المرتكبة في مقاطعة كيفو الشمالية منذ 1 يناير 2022.

٦.زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى الصومال: توجه رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد”، في زيارة إلى الصومال يوم الخميس (الموافق ٢٧ فبراير)، وقد استقبله الرئيس الصومالي “حسن محمود”،  خلال اللقاء أكد “آبي أحمد”، أهمية التكامل الإقليمي. وأشار إلى أن القرن الإفريقي غني بالموارد لكنه يكافح للاكتفاء الذاتي، مؤكدًا استعداد بلاده للتعاون في مجالات السلام والاقتصاد والبنية التحتية.

٧.محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الأميركي والرئيس الكيني:

أجرى وزير الخارجية الأميركي “ماركو روبيو”، والرئيس الكيني “وليام روتو”، خلال المحادثة دعا الطرفان إلى ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. كما أكد الطرفان التزامهما بالدفع نحو حل دبلوماسي للأزمة التي تهدد باندلاع حرب أوسع نطاقًا.

ثالثًا: الإطلاع على أبرز التقارير والمؤشرات حول القارة:

١. ” تقرير بي بي سي”: سلط التقرير الضوء على معاناة التوتسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية من تمييز متجذر يتفاقم مع تصاعد النزاع الحالي وسيطرة حركة إم 23 المتمردة على مدن رئيسية شرقي البلاد. ورغم أن الدستور الكونغولي يعترف بالتوتسي كمواطنين، إلا أن خبراء أمميين وثقوا عقودًا من التمييز ضدهم يتراوح بين القتل العرقي والتمييز في العمل وخطاب الكراهية.

٢.” مؤشر غلوبال سوفت باور”: وفقًا للمؤشر احتلت جنوب إفريقيا المرتبة الأولى من بين الدول الإفريقية الأكثر نفوذًا عالميًا بالقوة الناعمة، ودخلت نيجيريا وغانا وكينيا وتنزانيا المؤشر العالمي. ومن الجدير بالذكر إن المؤشر يصنف الدول عبر قياس نفوذها الدبلوماسي وتأثير تراثها الثقافي والحضاري عالميًا.

٣.”تصنيف جودة الحياة الرقمية ٢٠٢٤”: تصدرت جنوب إفريقيا وموريشيوس قائمة الدول الإفريقية، من حيث جودة الحياة الرقمية. وقد شمل هذا التصنيف 121 دولة حول العالم، معتمداً على 14 مؤشرًا رئيسيًا موزعة على خمسة محاور أساسية، تشمل القدرة على تحمل تكاليف الإنترنت، وجودة الاتصال، والبنية التحتية الرقمية، ومستوى الأمان الإلكتروني، وتطوير الإدارة الإلكترونية.

٤.”تقرير لوزارة الزراعة الناميبية”: أشار التقرير إلى أن موسم الجفاف الطويل في ناميبيا أدي إلى تعطيل الزراعة وهو ما جعل نحو 1.26 مليون شخص، أي ما يمثل أكثر من 40% من سكان البلاد، معرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي.

٥.”تقرير مؤشر ريفاينريووتش 2024″: وفقًا للتقرير تمتلك نيجيريا 9 مصافي لتكرير النفط، بينها الأكبر في إفريقيا، تليها جنوب إفريقيا وأنغولا وتعزز هذه المصافي قدرة الدول على تعزيز التكرير المحلي وخفض الاستيراد.

٦.”معهد ستاتيستا“: وفقًا للمعهد تصدرت ناميبيا الدول الإفريقية باحتياطي يورانيوم يبلغ 470 ألف طن، مما يجعلها من أبرز المنتجين عالميًا، تليها جنوب إفريقيا، والنيجر.

٧.”معهد الدراسات الأمنية في إفريقيا” : حذر المعهد من أن التغير المناخي قد يدفع 113 مليون إفريقي إلى النزوح بحلول عام 2050. ووفقًا للمعهد ارتفع عدد النازحين في إفريقيا بسبب المناخ المتطرف بنسبة 600% بين عامي 2009 و2023، حيث طال تأثير المناخ المتطرف 6.3 مليون شخص في القارة.

٨.”تقرير بلومبرج”: وفقًا للتقرير ألغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبادرة من الولايات المتحدة لزيادة إمدادات الكهرباء في إفريقيا بعد أكثر من عقد من العمل. هذا وقد أضاف التقرير أن جميع برامج باور أفريكا تقريبًا مدرجة على قائمة الإنهاء، كما تم فصل غالبية موظفيها. أما ما يتعلق ببعض البرامج المتبقية، وخاصة تلك التي تهدف إلى ربط المشاريع بشركات أميركية، قد يتم الاحتفاظ بها تحت وكالات أميركية أخرى.

٩.” تقرير غرفة الطاقة الإفريقية”: توقع التقرير ارتفاع حصة الطاقة المتجددة في مجموع عمليات توليد الطاقة في إفريقيا إلى نحو 40٪ بحلول عام 2030، محققة ارتفاعًا بنسبة 27٪. وما تزال هناك الكثير من الإمكانات غير المستغلة في الطاقة المتجددة في إفريقيا، حيث تساهم الطاقة الكهرومائية بنحو 90٪ من مزيج الطاقة في دول مثل إثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

رابعًا : نظرة على تمثيل القارة في الهيئات الدولية: عينت المحكمة الجنائية الدولية محاميتين إفريقيتين ضمن قائمة المستشارين الخاصين في مكتب المدعي العام “كريم خان”. والمحاميتان هن: سانجي موناغينغ من بوتسوانا، وإيفلين أنكوماه من دولة غانا. وتتمتع المحاميتان بخبرات واسعة في مجال القانون الدولي والإنساني، وشغلتا مناصب قضائية وحقوقية في عدد من المنظمات الإقليمية والدولية. هذا فضلًا عن امتلاكهن تجارب في إدارة الملفات الحقوقية ومتابعة الملفات القضائية المتعلقة بالجرائم الإنسانية، ولهما حضور بارز في الدراسات الأكاديمية المتعلقة بأصول المحاكمات الدولية.

خامسًا: التطرق إلى انتخابات رئاسة البنك الإفريقي للتنمية: كشف البنك الإفريقي للتنمية عن أسماء المرشحين الخمسة لخلافة رئيسه النيجيري “أكينومي أديسينا”، في الانتخابات القادمة المُقررة في 29 مايو أبيدجان. و المرشحون هم السنغالي “أمادو هوت”، والموريتاني “سيدي ولد التأهل”، والزامبي “صامويل ميمبو”، والجنوب إفريقي “باجابوليلي تشابالالا” والتشادي “عباس تولي”. ومن الجدير بالذكر إن البنك يدير استثمارات بقيمة 200 مليار دولار في القارة الأفريقية.

سادسًا: التطرق إلى علاقات دول القارة الخارجية:

١. استضافت جوهانسبرغ المنتدى الاقتصادي والتجاري الصيني الجنوب إفريقي، بحضور أكثر من 200 مشارك من البلدين. وأكد المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية التزامه بتقوية التعاون الاقتصادي مع جنوب إفريقيا، كما وجه دعوة إلى الشركات للمشاركة في معرض سلاسل التوريد الدولي المقرر في بكين يوليو المقبل.

٢.أجرت القيادة الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، تدريبات عسكرية في كينيا، شارك فيها جنود من جنسيات مختلفة لتعزيز الجاهزية للقتال والاستجابة للأزمات. وتمثل (أفريكوم) إحدى القيادات العسكرية الأساسية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وتتولى إدارة العلاقات العسكرية والعمليات في القارة.

٣.أعلنت شركة توتال الفرنسية انسحابها من بوركينافاسو وبيع استثماراتها البالغة 170 محطة لمجموعة “كوريس” المحلية. ويأتي هذا الانسحاب ضمن موجة خروج الشركة من دول الساحل الأفريقي، بما فيها مالي والنيجر وتشاد، بالتزامن مع تراجع النفوذ الفرنسي في المنطقة وإغلاق قواعدها العسكرية.

٤.أعلن الرئيس الجنوب إفريقي “سيريل رامافوزا”، عن دعوة نظيره الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي”، إلى جنوب إفريقيا في زيارة رسمية، بعد محادثة هاتفية ناقشا خلالها الحاجة لعملية سلام شاملة. ومن الجدير بالذكر إن هذه الدعوة تأتي في وقت تتوتر فيه علاقات البلدين مع الولايات المتحدة، التي قطعت مساعداتها عن جنوب إفريقيا وانتقد رئيسها زيلينسكي.

٥.كشفت شركة فولكس فاغن الألمانية عن التخطيط لإنشاء منشأة لتصنيع الجرارات الكهربائية في نيجيريا، جاء ذلك في خطوة نحو الاعتماد على هذه الآليات في مجال الإنتاج الزراعي بالبلاد.

٦.قُتل شرطي كيني في اشتباك مع عصابات مسلحة شمال العاصمة الهايتية بورت أو برنس، ليكون أول ضحية من البعثة الأمنية متعددة الجنسيات منذ وصولها في يونيو 2024. وتأتي الحادثة وسط تصاعد أعمال العنف في العاصمة ومحيطها، حيث أدى عنف العصابات إلى نزوح أكثر من مليون شخص.

٧.أجرى الرئيس الروسي محادثات في الكرملين يوم الأربعاء (الموافق ٢٦ فبراير)، مع رئيس غينيا بيساو “عمرو سيسوكو إمبالو”، وخلال المباحثات صرّح بوتين بأن التبادل التجاري بين روسيا والقارة الإفريقية شهد نموًا بنسبة 10% خلال العام الماضي 2024. كما أعلنت وسائل إعلام روسية وبرتغالية عن بحث شركة روسية بناء سكة حديد وميناء بالبلاد واستكشاف البوكسيت.

٨. انعقد المنتدى الاقتصادي التجاري الإثيوبي -الصيني في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة مسؤولين حكوميين وممثلي قطاع الأعمال من كلا البلدين، في هذا الأطار، يُنظم المنتدى بالتعاون بين عدة جهات، بما في ذلك وزارتا الخارجية والتجارة والتكامل الإقليمي، ولجنة الاستثمار الإثيوبية، وغرفة التجارة الإثيوبية والجمعية القطاعية إلى جانب مجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية.

٩.طالبت الدول الإفريقية ومجموعة بريكس خلال مؤتمر الأطراف السادس عشر للتنوع البيولوجي، بإنشاء صندوق جديد للتنوع البيولوجي تحت سلطة المؤتمر لتمويل مشاريع الدول النامية. في حين عارضت دول الشمال الفكرة، بسبب مشاكل في الميزانية. واقترحت رئيسة المؤتمر الكولومبية “سوزانا محمد”، حلًا وسطًا بإنشاء الصندوق بحلول 2030.

سابعًا: مستجدات ملف الصحة:

١.  حذر خبراء في الصحة العالمية من تداعيات تفكيك الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حيث إن ذلك يزيد من خطر إعلان حالة طوارئ دولية بسبب جدري القرود، جراء قطع تمويل جهود احتواء المرض في بعض الدول الإفريقية.

٢. تلقي المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها تلقى 4 ملايين دولار من الصين وكوريا الجنوبية للمساعدة في سد بعض فجوات التمويل الناجمة عن قرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، بتجميد المساعدات الخارجية.

٣. كشفت وزارة الصحة في السودان، يوم السبت(الموافق ٢٢ فبراير)، عن ارتفاع إصابات ووفيات الكوليرا إلى 1409، فقد بلغ إجمالي إصابات الكوليرا في كوستي 1351 حالة، بينما ارتفعت الوفيات إلى 58 حالة خلال ثلاثة أيام في كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان.

٤. أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” تعليق جميع أنشطتها في مخيم زمزم للنازحين بشمال دارفور، بسبب تصاعد القتال العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأوضحت المنظمة أن مستشفاها الميداني عالج 139 مصابًا بطلقات نارية وشظايا هذا الشهر، مشيرة إلى استحالة إرسال الإمدادات والطواقم الطبية للمخيم الذي يؤوي نحو نصف مليون نازح.

٥.أعلنت السلطات الصحية بجمهورية الكونغو الديمقراطية عن ظهور مرض مجهول المصدر في بلدة باسانكوسو غرب البلاد، موضحة أنه تم تسجيل أكثر من 943 حالة إصابة بينها 52 حالة وفاة منذ بداية شهر فبراير.

استند التقرير إلى ما وَرَد بالمنصات التالية:

الجزيرة – إفريقيا.

قراءات إفريقيّة.

صحيفة الشرق الأوسط.

الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية.

القاهرة الإخبارية.

. Africa News

. Reuters

. RT-Africa

. Extra News

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى