تقدير موقف

كشمير مُجددًا: انعكاسات التصعيد الأخير بين الهند وباكستان

إعداد: آية مصطفى عبد العاطي – باحثة مشاركة.

مقدمة

تعيش جنوب آسيا مرحلة توتر مُتجددة بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، وذلك بعد الهجوم الدامي في منطقة باهالجام بكشمير، الذي أعاد إلى الواجهة واحدًا من أكثر الصراعات الإقليمية تعقيدًا وتَجُذرًا، وبعيدًا عن كونه تصعيدًا عابرًا، فإن التطورات الأخيرة تحمل مؤشرات مُقلقة على انزلاق الأوضاع نحو مواجهة واسعة، في ظل استخدام أدوات جديدة في الصراع مثل المياه كسلاح استراتيجي، والاشتباك المباشر في عمق أراضي الخصم، والتدخلات الدولية الراهنة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، يتناول هذا التقدير انعكاسات التصعيد الراهن بين الهند وباكستان في ضوء المستجدات السياسية والعسكرية، ويحلل توازنات الردع القائمة، كما يستشرف السيناريوهات المحتملة لمسار العلاقات الثنائية خلال المرحلة القادمة، في سياق إقليمي مشحون بالتوتر بين الدولتين النوويتين.

أولًا: خلفية موجزة عن التصعيد الأخير: هجوم باهالجام

في 22 أبريل، قُتل 26 سائحًا، وأُصيب 17 آخرون إثرَ هجوم إرهابي في منطقة باهالجام في كشمير، ومن ثَم أعلنت جماعة “جبهة المقاومة” مسئوليتها الكاملة عن هذا الهجوم الدامي. وتوالت الاتهامات من نيودلهي ضد إسلام آباد بالوقوف وراء الهجوم إلا أن الأخيرة نفت علاقتها بالهجوم الدامي، واعتبرت الإجراءات الهندية ذريعة للتصعيد، وحذّرت من رد فعل قوي في حال انتهاك سيادة البلاد،[1]مما أدى إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات التصعيدية الخطيرة من قِبل الهند وباكستان، فكان رد الهند يتمثل في: تعليق معاهدة تقاسم مياه نهر السند، إغلاق معبر أتاري واجاه الحدودي، منع سفر الباكستانيين بتأشيرات رابطة جنوب آسيا، طرد مستشاري الدفاع الباكستانيين من نيودلهي، تخفيض بعثة الهند الدبلوماسية في إسلام آباد من 55 إلى 30 دبلوماسيًا، وإلغاء جميع التأشيرات للباكستانيين بِدءًا من 27 أبريل 2025. أما رد باكستان فتمثل في: طرد مستشاري الدفاع البحري والجوي الهنود، إلغاء التأشيرات للهنود (باستثناء الحجاج السيخ)، غلق الحدود بالكامل ووقف التجارة، غلق المجال الجوي أمام الطيران الهندي، اعتبار وقف مياه السند عملاً حربيًا والرد عليه بقوة.[2]

ثانيًا: يوم الخطر .. عملية سيندور

بدأت العمليات العسكرية بين الطرفين الأربعاء 7 مايو عندما أعلنت الهند بِدء عملية عسكرية ضد أهداف في باكستان، فقد استهدفت الهند 9 مواقع وصفتها بـبنية تحتية إرهابية باكستانية أسفرت عن مقتل 26 مدنيًا باكستانيًا، حيثُ شملت الضربات الهندية استهداف إقليم البنجاب الأكثر كثافة سكانية في باكستان لأول مرة منذ الحرب الشاملة الأخيرة بين البلدين قبل أكثر من 50 عامًا.[3] وأكدت باكستان أنها أسقطت 5 طائرات هندية مقاتلة، وتبادل الجانبان التهديدات بالرد في أسوأ مواجهة منذ أكثر من 20 عامًا بين الجارتين المسلحتين نوويًا، وأبلغت الهند أكثر من 10 مبعوثين أجانب في نيودلهي بأنها “سترد إذا ردت باكستان”، مما أجج مخاوف من تصاعد الأعمال القتالية في واحدة من أخطر المناطق المضطربة وأكثرها كثافة سكانية في العالم.[4]

مقارنة بين القدرات العسكرية بين الجيش الهندي والجيش الباكستاني وفقًا لعام 2025[5]

وجه المقارنة في القدرات العسكريةالجيش الهنديالجيش الباكستاني
التصنيف العالمي412
عدد العسكريين الناشطين1,455,000645,000
عدد العسكريين الاحتياط1,155,000550,000
الدبابات42012627
المدفعية المقطورة39752629
المركبات المدرعة14859417516
إجمالي الطائرات العسكرية13991399
الطائرات المقاتلة513328
المروحيات الهجومية8057
إجمالي القطع البحرية293121
حاملات الطائرات20
الغواصات188
الرؤوس النووية180 (تقديرات)170 (تقديرات)

مما سبق يتضح أنه برغم التفوق العددي والتقني الظاهر للهند، إلا أن امتلاك باكستان لرؤوس نووية تكتيكية وردود فعل سريعة عبر سلاح الجو، يمنحها قدرة على الردع السريع يجعل أي تفوق تقليدي للهند بلا أفضلية حاسمة في حال نشوب صراع مباشر.

ثالثًا: نهر السند .. حين تتحول المياه إلى سلاح

تخصص معاهدة مياه نهر السند _التي توسط فيها البنك الدولي عام 1960_ أنهار حوض نهر السند الستة بين الهند وباكستان، والتي تمّ التوقيع عليها من قِبل الرئيس الباكستاني السابق أيوب خان، ورئيس الوزراء الهندي السابق جواهر لال نهرو، تسيطر باكستان على أنهار السند، تشيناب، وجيلوم، والتي تُعرف بالأنهار الغربية، وتمر عبر الأراضي التي تخضع لسيطرة الهند، ولكنها تقع بشكل رئيسي في باكستان، كما تُلزم المعاهدة الهند بالسماح لمياه هذه الأنهار بالتدفق بحرية إلى باكستانلاستخدامها غير المقيد، ولكن هل تستطيع الهند قطع المياه عن باكستان؟[6]

من الناحية الفنية: لا تمتلك الهند حاليًا بنية تحتية كافية لتخزين كميات كبيرة من مياه نهر السند أو لتحويل مجراها الطبيعي بشكل جذري، وأي محاولة للقيام بذلك ستتطلب استثمارات هائلة في بناء السدود ومشاريع تحويل المياه، وهي عمليات تواجه تحديات بيئية وجيولوجية كبيرة، فضلاً عن أنها تحتاج إلى سنوات طويلة من التخطيط والتنفيذ. أما من الناحية القانونية: تظل معاهدة مياه نهر السند (1960) قائمة قانونيًا، حيث تنص المادة (12/4) منها على أن إنهاء أو تعديل المعاهدة لا يتم إلا عبر اتفاق رسمي مصدق عليه بين الحكومتين، كما أن تعليق الالتزامات بشكل أحادي وبشكل يسبب خرق جوهري لأهداف المعاهدة، يُعد انتهاكًا واضحًا للمادة 60 من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات (1969)، والتي لا تسمح – بالإسقاط على حالة الدراسة- للهند بالانسحاب إلا في حالات محددة مثل تعرض حقوقها للخرق الجسيم أو تغير الظروف بشكل استثنائي. في السياق ذاته، يثير إعلان الهند تعليق التزاماتها جدلًا قانونيًا حول ما إذا كان هذا التصرف يُعد عملًا عدوانيًا بموجب القانون الدولي. فوفقًا لتعريف العدوان في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3314 (1974)، فإن العمل العدواني يتطلب استخدام القوة المسلحة أو تهديدًا مباشرًا للسيادة، وهو ما لا ينطبق على تعليق المعاهدات. وعليه، لا يُعتبر التصرف الهندي عدوانًا قانونيًا، رغم أنه يُشكل تصعيدًا سياسيًا وانتهاكًا للإطار التعاقدي.[7]

بالتالي فإنّ تبعات انسحاب الهند من المعاهدة، سيضع باكستان أمام تحديات شديدة، نظرًا لاعتمادها الكبير على هذه الموارد في ظل مناخ جاف ونقص مزمن في المياه، تفاقمه الظواهر المناخية المتطرفة. ففي الشهر الماضي، أصدرت هيئة تنظيم المياه الباكستانية تحذيرًا من احتمال أن تواجه إقليما البنجاب والسند – وهما القلب الزراعي للبلاد – عجزًا مائيًا قد يصل إلى 35% خلال المرحلة الأخيرة من موسم المحاصيل الحالي. إضافةً إلى ذلك، تمثل الأمطار الموسمية القادمة مصدر قلق إضافي لباكستان؛ إذ قد تعمد الهند إلى تصريف كميات كبيرة من المياه من الأنهار الشرقية بشكل مفاجئ ودون تنسيق، ما قد يؤدي إلى فيضانات مفاجئة في الأراضي الباكستانية.[8] كما ستكون التداعيات على باكستان خطيرة كونها دولة مصب، حيث يوفر حوض نهر السند نحو 80% من الزراعة التي تعتمد على الري في باكستان، وهو قطاع يمثل قرابة 25% من إجمالي الناتج المحلي ويستوعب 65% من القوة العاملة.[9]

ومن جانب آخر، فإن أي تحرك أحادي من جانب الهند قد يضر بصورتها الدولية كدولة مسؤولة، ويثير المخاوف بشأن استخدامها للمياه كأداة ضغط سياسي، مثل هذه الخطوة قد تعرّض الهند لانتقادات دبلوماسية واسعة، وربما تؤثر سلبًا على ثقة مؤسسات التمويل الدولية بالمشاريع الهندية المرتبطة بالمياه. [10]

رابعًا: تقييم المكاسب والخسائر الاستراتيجية للطرفين

بعد وقف إطلاق النار في 10 مايو الذي أعاد الهند وباكستان إلى الوراء من حافة حرب شاملة بعد أيام من التوترات العسكرية المتصاعدة بسرعة، اندلعت معركة الروايات، حيث ادعت كل دولة النصر على الأخرى، فكانت مكاسب باكستان تتمثل في:[11]

  • تدويل كشمير: والذي كان هدفها الاستراتيجي منذ فترة طويلة، استشهدت باكستان بقرارات الأمم المتحدة التي تدعو المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدور في الضغط من أجل التوصل إلى حل. وقد أكد على ذلك حديث ترامب إن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة في التوسط في حل النزاع في كشمير. رحبت إسلام أباد بالوساطة من مجموعة من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة ، واصفة وقف إطلاق النار الناتج كدليل على الحاجة إلى تدخل خارجي.
  • سقوط الطائرات: حيث سارعت باكستان إلى طائراتها المقاتلة للرد، وأسقطت العديد من الطائرات الهندية، ولم تؤكد الهند أو تنفي هذه المزاعم لكن الجيش الباكستاني نشر علنًا تفاصيل عن الطائرات التي أسقطتها، مما يؤكد أن الضربات الهندية ضد باكستان تنم عن خطأ في التقدير الاستراتيجي، كما كانت قراءتهم لقدرة باكستان على الرد معيبة.

مكاسب الهند:

  • تسليط الضوء على الإرهاب: تشير دوامة التوترات وإثارتها في شكل هجوم باهالجام ، ساعدت الهند، فمن الناحية الدبلوماسية، نجحت الهند في إعادة تركيز الاهتمام الدولي على الجماعات المتشددة التي تتخذ من باكستان مقرًا لها، بالإضاف إلى ارتباط سمعة باكستان بالجماعات المتشددة التي تعمل من أراضيها، بالتالي فإنه سيقع على عاتق باكستان بشكل متزايد لإظهار جهود استباقية لمكافحة الإرهاب.
  • الوصول عبر الحدود: فقد استهدفت الصواريخ الهندية في السابع من مايو أربعة مواقع في البنجاب، الولاية الباكستانية الأكثر اكتظاظا بالسكان والمركز العصبي الاقتصادي للبلاد، إطلاق الهند طائرات بدون طيار ووصولها إلى عمق الأراضي الباكستانية، بما في ذلك المراكز السكانية الباكستانية الرئيسية مثل لاهور وكراتشي. وفي 10 مايو، أصابت الصواريخ الهندية ثلاث قواعد جوية باكستانية كانت أعمق في البنجاب الباكستاني من القواعد الهندية التي ضربتها باكستان في ذلك اليوم في الأراضي الهندية، فقد أظهرت الهند انتشارًا أكبر مما فعلت باكستان. كانت هذه هي المرة الأولى منذ حرب عام 1971 بينهما التي تمكنت فيها الهند من ضرب البنجاب.

خامسًا: إلى أيّ مَدى يُمكن أن تستمر هدنة وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان؟

تتصاعد التساؤلات بشأن مَدى صلابة وقف إطلاق النار المُعلن بين الهند وباكستان، وذلك عقب وقوع اشتباكات عنيفة كادت أن تُفضي إلى مواجهة عسكرية شاملة بين الخصمين النوويين، خاصةً في ظل تقارير إعلامية هندية تفيد بأن كبار القادة العسكريين في البلدين – وليس الولايات المتحدة – كانوا الطرف الرئيسي في التوصل إلي اتفاق، ويُنظر إلى هذا الاتفاق على أنه هش بطبيعته، نظرًا لأنه أُبرم على نحو سريع وفي أجواء شديدة التوتر. وإضافةً إلى ذلك، فإن استعجال التوصل إلى الاتفاق قد يكون جاء على حساب وضع ضمانات قوية تضمن تنفيذه في لحظة تتسم بالحساسية الشديدة.[12]

بينما شهدت كل من الهند وباكستان احتفالات عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار، ظل إقليم كشمير المُتنازع عليه يعيش أجواء من التوتر، في ظل تبادل مستمر للاتهامات بين الجانبين بشأن خروقات محتملة للاتفاق، حيثُ وقوع انفجارات عنيفة وتحليق مُكثف للطائرات المُسيّرة على طول خط السيطرة الذي يفصل بين شطري كشمير الهندية والباكستانية، وبالتالي فإن هذه الخروقات تعكس أن الاتفاق رغم أهميته لتهدئة الوضع الحالي إلا أنه لم يكن سوى تجميد مؤقت لأحد أطول الصراعات الإقليمية في العالم، دون أن يشير ذلك بالضرورة إلى اقتراب نهايته، فالاتفاق الذي جاء بوساطة أمريكية، نصّ على وقف شامل لكافة أعمال القتال والعمليات العسكرية في البر والجو والبحر، غير أن التوقعات بأن تؤدي هذه الخطوة إلى تقارب دائم أو حوار بنّاء بين الجانبين تلاشت سريعًا، في ظل الشكوك العميقة وانعدام الثقة المتبادل بين الهند وباكستان، ما يعكس هشاشة التفاهمات المُعلنة ومحدودية أثرها الفعلي على الأرض.[13]

السيناريوهات المحتملة لمستقبل العلاقات بين البلدين:

السيناريو الأول: تثبيب الهدنة واستئناف الحلول الدبلوماسية (الأقل ترجيحًا): يقوم هذا السيناريو على استمرار التزام الطرفين بوقف إطلاق النار وضبط النفس، والسماح لقنوات الاتصال الدبلوماسية باستئناف العمل على تهدئة التوترات بين البلدين، ويستند هذا السيناريو إلى عدة مؤشرات منها: الضغوط الدولية المكثفة، لا سيما من الولايات المتحدة والصين؛ لمنع فرص وقوع التصعيد العسكري بين القوتين النوويتين، بالإضافة إلى وجود قنوات اتصال عسكرية مفتوحة، ما يسمح بتفعيل آليات ضبط النفس، ومنع الانزلاق غير المقصود إلى المواجهة.

السيناريو الثاني: وقف إطلاق نار هش تتخلله خروقات محدودة بين الهند وباكستان ومعاودة التصعيد لاحقًا (الأكثر ترجيحًا): يستند هذا السيناريو إلى نمط متكرر من التهدئة الشكلية التي تتخللها انتهاكات محسوبة، وهو نمط سائد في العلاقات الثنائية خلال السنوات الماضية، ويدعم وقوع هذا السيناريو عدة عوامل منها: انعدام الثقة العميق بين الطرفين خاصةً في ظل عدم حل صراع كشمير من جذوره، الخطاب العدائي المتبادل، والضغوط الداخلية (القومية في الهند، والعسكرية في باكستان) التي تدفع باتجاه استعراض القوة، ووجود جماعات مسلحة داخل الإقليم أو عبر الحدود، يمكن أن تتسبب في هجمات فردية تعيد إشعال التوتر، كما أن الخطاب القوي الذي سبق وقف إطلاق النار والتفسيرات المختلفة لنطاق الاتفاق خاصةً فيما يتعلق بالمحادثات المستقبلية يمكن أن يسهم أيضًا في هشاشته، كما تجدر الإشارة إلى أن لا الهند ولا باكستان كانتا تسعيان إلى تصعيد نَحو حربٍ كبرى، بل إن كلًا منهما ألحق ضررًا كافيًا بالأخرى لادّعاء تحقيق النصر.

السيناريو الثالث: انهيار الاتفاق واشتعال حرب شاملة بين الطرفين (ترجيح ضعيف): في ظل التوترات الإقليمية، والبعد الأيديولوجي للصراع المُتجذر، وغياب آلية دولية فعّالة للردع، فإن سيناريو الحرب الشاملة لا يُستبعد بالكامل، لا سيما إذا تعرّض أحد الطرفين لهجوم واسع النطاق أو لعملية إرهابية يُنسب تنفيذها للطرف الآخر، ويعتبر هذا السيناريو هو الأضعف؛ نظرًا لامتلاك الدولتين للسلاح النووي مما يجعله عنصر ردع، وهذا ما يُفسّر لماذا لم تتحوّل المواجهات بين الهند وباكستان (مثل 1999، 2001، 2019) إلى حروب شاملة رغم التوتر الشديد.

رغم أهمية الهدنة بين الهند وباكستان كخطوة لتفادي الانزلاق نحو حرب شاملة، إلا أن طبيعة الصراع المتجذر، وسرعة التصعيد في الأيام الماضية، تكشفان عن هشاشة البنية الأمنية والسياسية التي تحكم العلاقة بين البلدين، فالتهدئة التي تم التوصل إليها ليست نتاج تسوية شاملة أو معالجة لجذور الأزمة، بل هي إجراء تكتيكي لاحتواء لحظة توتر شديدة، ما يجعلها عرضة للانهيار عند أول خرق أو حادث أمني مفاجئ.

خاتمة

لا تزال العلاقات بين الهند وباكستان على درجة عالية من الهشاشة وانعدام الثقة، وسيظل المشهد محفوفًا بعدم اليقين، مدفوعًا بثلاثة عوامل أساسية: أولًا: استمرار الصراع في كشمير بوصفه بؤرة الاشتعال الأساسية. ثانيًا: غياب قنوات حوار دائمة ومؤسسية بين البلدين. وثالثًا: استمرار وجود الجماعات المسلحة بما يساهم بشكل أساسي في تأزُم الأوضاع. كما أن توظيف الهند للمياه كسلاح ضغط محتمل ضد باكستان يعكس تحوّلًا استراتيجيًا قد يُعيد رسم قواعد الاشتباك بين الدولتين. لذًا، فإن الحفاظ على الاستقرار يتطلب تدخلًا دوليًا أكثر فاعلية، ليس فقط في ضبط التوترات، بل في خلق آليات إقليمية طويلة الأجل للحوار والتسوية، وتُعتبر الهدنة حلًا مؤقتًا للعلاقة المتوترة، مع بقاء احتمال اندلاع اشتباكات مستقبلية مرتفعًا إذا لم تُعالج القضايا الجوهرية، فبدون معالجة شاملة لجذور الصراع، وتقديم حوافز سياسية واقتصادية ملموسة لكلا الطرفين، ستبقى المنطقة رهينة لدورات متكررة من التصعيد المؤجل، وهدنات مؤقتة تسبق انفجارات جديدة، وحلقة مُفرغة في إطار الصراع المُتجذِر.


[1] سكاي نيوز عربية، الهند وباكستان.. ميزان القوى وأسباب النزاع، تاريخ النشر 27 أبريل 2025، تاريخ الاطلاع 11 مايو 2025، متاح على الرابط  https://shorturl.at/JyvNz

[2] مبارك أحمد، دوافع التصعيد الهندي الباكستاني ومآلاته، القاهرة الإخبارية، تاريخ النشر 27 أبريل 2025، تاريخ المشاهدة 10 مايو 2025، متاح على الرابط https://shorturl.at/WFfKL   

[3] سكاي نيوز عربية، أزمة الهند وباكستان.. أبرز تفاصيل “يوم الخطر”، تاريخ النشر 7 مايو 2025، تاريخ المشاهدة 11 مايو 2025، متاح على الرابط https://shorturl.at/QyIsF

[4] سكاي نيوز عربية، الهند وباكستان.. ميزان القوى وأسباب النزاع، مرجع سبق ذكره.

[5]  المرجع السابق.

[6] الشرق نيوز، مياه نهر السند إلى دائرة التوتر التاريخي بين الهند وباكستان، تاريخ النشر 25 أبريل 2025، تاريخ المشاهدة 15 مايو 2025، متاح على الرابط https://shorturl.at/jho5E  

[7] مصطفى مقلد، تعليق الهند معاهدة نهر السند: هل تتحول المياه إلى ساحة حرب بين الهند وباكستان؟، مركز شاف، تاريخ النشر 28 أبريل 2025، تاريخ المشاهدة 14 مايو 2025، متاح على الرابط https://shorturl.at/IEJQF

[8]  الشرق نيوز، مياه نهر السند إلى دائرة التوتر التاريخي بين الهند وباكستان، مرجع سبق ذكره.

[9] سكاي نيوز عربية، صراع الهند وباكستان.. هل توقف “مياه السند” التصعيد العسكري؟، تاريخ النشر 9 مايو 2025، تاريخ المشاهدة 12 مايو 2025، متاح على الرابط https://www.skynewsarabia.com/world/1795107-   

[10] مصطفى مقلد، تعليق الهند معاهدة نهر السند: هل تتحول المياه إلى ساحة حرب بين الهند وباكستان؟، مرجع سبق ذكره.

[11] Abid Hussain, What did India and Pakistan gain – and lose – in their military standoff?, Aljazeera, 14 May 2025, accessed on 15 May 2025, available at https://www.aljazeera.com/news/2025/5/14/what-did-india-and-pakistan-gain-and-lose-in-their-military-standoff  

[12] BBCنيوز عربي، كيف نجحت الجهود الدبلوماسية والوساطة الأمريكية في إبعاد الهند وباكستان عن حافة الصراع؟، تاريخ النشر 11 مايو 2025، تاريخ المشاهدة 15 مايو 2025، تاح على الرابط https://www.bbc.com/arabic/articles/cyvmyzvp4dpo

[13] سكاي نيوز عربية، الهند وباكستان.. كيف تبدو صلابة وقف إطلاق النار؟، تاريخ النشر 11 مايو 2025، تاريخ المشاهدة 14 مايو 2025، متاح على الرابط  https://shorturl.at/DXUYJ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى