القوميات والأقليات في إيران، أعراق متعددة تجمعهم لغة واحدة

إعداد : شيماء المرسي -باحثة في الشؤون الإيرانية

تُعرف إيران كبلد متعددة الأعراق والقوميات والثقافات وحتى الديانات. إذا تضم في رحاب أراضيها، “الفرس والكرد واللر والبلوش والتركمان والأتراك والعرب والأذريين والقشقائين والشاهسون، والتالشيين. في حين تشكل قبائل “الفرس والكرد واللُرّ والبلوش والتركمان والأتراك، والعرب أكثر من نصف سكان البلاد، ولكن كان لثقافة قبائل الفرس تأثيرًا كبيرًا على الثقافات الأخرى بسبب هيمنتهم. ومع ذلك يكفل الدستور الإيراني حقوق جميع القوميات العرقية، بل وتتمتع الأقليات بنفس حقوق الأغلبية – أي الفرس الذين تبلغ نسبتهم 61% من مجموع سكان البلاد، والأذريين الذين يشكلون ثاني أكبر قومية بعد الفرس في إيران-، حيث تتخذ الحكومة التدابير اللازمة للحفاظ على التنوع العرقي على أراضيها، مما يثري تنوع المجتمع الإيراني وتميزه عن غيره.

تعريف الأقلية:

كلمة مفردة للأقليات، والأقلية جماعة تربطها أواصر القرابة والأصل لغة ودينيًا ووطنًا، كما أنها تتميز بسمات وخصائص تختلف عن مثيلاتها في مجتمع الأكثرية. وتختلف الأقليات باختلاف نوعها وهويتها وانتماءها، كما تأخذ تسميات مختلفة مثل: جالية أو فئة أو طائفة أو فرقة أو مجموعة وغيرها من تسميات تدل في الغالب على جذورها، وهويتها الاجتماعية والبشرية.

تلك المجموعات ذات أنماط وأنواع مختلفة منها: الأقلية العرقية أو الإثنية، والأقلية الدينية، والأقلية اللغوية، والأقلية المذهبية، والأقلية القبلية ـ العشائرية، والأقلية الإقليمية، والأقلية الثقافية، والأقلية السياسية، والأقلية الاقتصادية ـ الاجتماعية، والأقلية القومية المتعددة الجذور. وتعدّ الأقليات العرقية، والأقليات الدينية ـ المذهبية، أكثر أنماط الأقليات ظهورًا في العالم، وتكمن وراء أغلب الصراعات التي تنشب من حين إلى حين بين الأقلية والأكثرية في بلدٍ ما، لكن ما يميز إيران هو انصهار غالبية الأقليات العرقية دون الدينية في المجتمع دون أن يكون في تميز عرقي فيما عدا الأقلية العربية في شمال إيران. نظرًا لأن العداء بين النظام السياسي للدولة وتلك القوميات يحركه جوانب ثقافية ودينية وتاريخية.

وفي هذا السياق سنقوم بحصر الأقليات العرقية والدينية في إيران على النحو الآتي:

أولًا الأقليات العرقية:

أ- الأكراد:

يصنفون على أنهم المجموعة العرقية الثالثة في إيران، يشكلون قرابة 10% من السكان. ويعيشون ليس في الجزء الغربي من الهضبة الإيرانية فحسب، وإنما ينتشرون أيضًا في منطقة واسعة من الشرق الأوسط وغرب أسيا. أما الأكراد الإيرانيون فيسكنون في الغالب طول جبال زاغروس من جنوب مدينة باكو في أذربيجان وحتى شمال لرستان وخوزستان. ويتميزون بتنوع عشائرهم وأطيافهم، ومن تلك العشائر من يسكن أذربيجان الغربية، وهم: عشيرة مانغور في مقاطعة مهاباد -أقصى شمال غرب إيران-، وعشيرة جالاي في أطراف مدينة ماكو، وعشيرة ميلان في قرية خوي -في قلب منطقة دهستان لار-، وعشيرة قرة باباقي وشكاك وبيك زاده في جنوب منطقة نقدة الجبلية، وعشيرة سلماس وأروميا.

هنالك أيضًا عشائر كردية في غرب مدينة سقز -إحدى مدن كردستان- ومدينة سنندج -عاصمة محافظة كردستان الإيرانية-، ومقاطعة كرمانشاه الإيرانية. أما أشهر العشائر الكردية، فهي: عشيرة سنجابي في أطراف مقاطعة كرمانشاه، وعشيرة كلهر في جنوب كرمانشاه، وعشيرة بابا خاني، وعشيرة ايل كماسي، وعشيرة جوران، وعشيرة فتح علي بيجي. وفيما يخص ديانتهم، فغالبيتهم من المسلمين السنة.

ب- اللُرّ:

تشكل هذه العرقية 6% من إجمالي سكان إيران. وغالبيتهم من البدو الرحالة، حيث تعيش هذه القومية في غرب سلسة جبال زاغروس في المنطقة الجنوبية لمحافظة كردستان. يذكر أنه في عهد المغول الإيلخانيين، قُسمت قبائل اللريين على منطقتين عرفت آنذاك باسم: “اللُرّ الكبرى” و “اللُرّ الصغرى”، وبين هاتين المنطقتين كان هنالك منطقة ثالثة تعرف باسم شولستان. في الوقت الحالي حلت مقاطعة كهكيلويه الإيرانية محل منطقة اللُرّ الكبرى، ومقاطعة لرستان الإيرانية محل منطقة اللُرّ الصغرى ومقاطعة ممسنى -جنوب غرب إيران وغرب شيراز- محل منطقة شولستان. أيضا تتميز قبائل اللُرّ بطوائفها المختلفة، ومنها: سجوند، وبختياري، وممسني، ولك، وعشائر كهكيلويه وبوير أحمد.

ج- البلوش:

يشكلون نسبة 2% من سكان إيران، حيث يعيشون في المقطعات الشرقية، وفي مدن مثل: بلوشستان وسيستان وكرمان وأجزاء من خراسان. أما حياة تلك القومية، فهي أشبه بحياة العشائر. البلوش أيضًا أجبروا على ترك منطقتي سيستان وبلوشستان الإيرانية لعوامل غير مواتية للمعيشة؛ لهذا السبب اضطروا إلى الهجرة إلى مناطق أخرى من إيران كجيلان ومازندران وأذربيجان وخراسان. ويقال أن  هجراتهم تعدّ أحيانًا دائمة، وأحيانًا أخرى موسمية. وفيما يتعلق بحرفتهم، فغالبيتهم يحترفون مهنة الزراعة والعمل في المدن التي هاجروا إليها. هذا من جهة. من جهة أخرى، البلوش كغيرهم من الأقليات تضم طوائف مختلفة وهي: طائفة يار أحمد زايي، وطائفة مير عبدي، وطائفة ريجي، وطائفة سراواني.

د- القشقائيون:

هذه القومية تعتبر من أقوى وأكبر قومية ناطقة بالتركية في إيران، حيث تعيش بمجاورة العشائر الخمسة – تعرف باسم عشائر فارس الخمسة موزعة على خمس مدن، وتتشكل من خمس عشائر تقتن محافظة فارس إلى جانب عشيرة قشقائي، وهم: العرب وباصري ونفر واينانلو وبهارلو-  في محافظة فارس الإيرانية. يرى بعض الباحثين الإيرانيين أن قبيلة القشقائين هي طائفة من أتراك خلج هاجروا من عراق العجم أو إقليم الجبال -يشمل الأراضي الواقعة شرق العراق، ومدن مثل أصفهان والري وقزوين وكرمانشاه-، ومدينة ساوه بمحافظة مركزي إلى محافظة فارس. في حين يعتقد أخرون أن قبيلة القشقائين نُفوا في العصر الصفوي من القفقاز إلى أذربيجان، وفي عهد الملك عباس نفوا إلى فارس. إضافة إلى هذا، تضم تلك قومية في إيران عدة طوائف، وهي: طائفة دره شوري، وطائفة فارسي ميدان، وطائفة كشكولي بزرك، وطائفة كشكولي كوتشك، وطائفة شش بلوك، وطائفة عمله جعفر بيجي.

هـ- التركمان:

يُمثل التركمان عرق من الشعوب التركية، الذين قدموا إلى إيران من جهة أسيا الوسطى. تلك القومية تعيش في المناطق التركمانية -الصحراء والشمال، والشمال الشرقي- أي السهول الواقعة في شرق محافظة مازندران وشمال محافظة خراسان وكذلك في دولة تركمنستان المجاورة. التركمان كغيرهم لديهم عشائر مختلفة، من بينها: عشيرة كوكلان، وعشيرة يموت، وعشيرة تكه. ولعل أبرزهم عشيرة الكوكلان، والتي تسكن المناطق الجبلية شرق سهل جرجان وفي أطراف مقاطعة بجنورد، يليها عشيرة يموت ومعظمهم يقتنون سهل جرجان، في حين يعيش عددًا من عشيرة تكه في تركمنستان، والبعض الأخر في أطراف مقاطعة جنبد كاووس -وتعرف أيضًا بجنبد قابوس-.

و- الشاهسون:

هم من قبائل الترك أصحاب اللسان التركي، يعيشون في مدن أردبيل وزنجان وشمال فارس ومدينة ساوه. وفيما يخص تلك القومية، ذكر المؤرخ والسفير الإنجليزي السير جون مالكوم في كتاباته: أنه منذ بداية عهد الملك عباس الأول الصفوي، تحتم عليه مواجهة جشع أمراء قبائل قزلباش. لهذا السبب قام بإهلاك بعض زعماء تلك القبيلة وشكل قبيلة باسم شاهسون؛ لمواجهة تمرد قبيلة قزلباش. تلك القبيلة الجديدة عرفت باسم “قرين الملك” وطلب من سائر رجال القبائل التسجيل كأعضاء في تلك القبيلة -قبيلة شاهسون-، حتى أن الملك اعتبرهم كفدائيين وتابعين لعائلته. كما أنه منحهم حماية خاصة جعلتهم متميزين عن غيرهم.

الشاهسون لديهم فروع متشعبة وهي كالآتي:

ز- شاهسون خليفة لو، وقد انتقل جزء صغير من هذه العشيرة من سهل مغان -في محافظة أردبيل- إلى قرية خرقان شرقي.

ز- التالشيون:

اسم قومية تعيش في شمال غرب كيلان ومحافظة أردبيل الإيرانية، والجزء الجنوبي من جمهورية أذربيجان، هذا بالإضافة إلى مدن على أباد، وبيله سوار، وجليل أباد، ولنكران وأستارا، والأجزاء الشمالية الغربية لإيران كمدن مثل: أردبيل، وأستارا، وتالش، والمناطق الشمالية لمحافظة كيلان. يعرف عن شعب تالش أنهم يعيشون بصورتين، الأولى كأقوام مقيمة وأقوام بدو متنقلة. هذا ويمتهن التالش المقيمون الزراعة، في حين أن الأشخاص الذي يسكنون المناطق الجبلية، ويرتحلون دائمًا، يسمون بـ “كالش” ومهنتهم تربية الحيوانات.

ح- عرب إيران:

يشكلون 4% من سكان إيران، ويعيشون في الغالب في محافظة خوزستان -ولاسيما المناطق الغنية بالنفط الإيراني-، وفي جزر الخليج العربي. بدأت هجرة تلك الأقوام إلى إيران منذ عهد الساسانيين، وبعد فتح المسلمون لإيران، ازداد عددهم. ويعدّ أعراب خوزستان من عرق سامي.

ثانيًا الأقليات الدينية في إيران:

أ- الصابئة

في إيران وبخلاف الإسلام الذي يعدّ الدين الرسمي للبلاد، هنالك ثلاث ديانات أخرى هي جزء من الأقليات الدينية والمعترف بها في دستور الجمهورية الإسلامية، وهذه الديانات هي: الزرادشتية والكليمية والمسيحية. هنالك أيضًا ديانة الصابئة ويطلق على معتنقوها الصابئون، ولكنها ديانة ليس معترف بها إلى جانب الأقليات الدينية الثلاثة في الدستور الإيراني. ومع ذلك فهي من الأقليات الدينية التي يعيش معتنقيها في محافظة خوزستان، وأطراف البصرة ويسمون “صبّي”.

الصابئون وردّ اسمهم في القرآن الكريم ثلاث مرات إلى جانب اليهودية والمسيحية. أيضا ذكر في بعض الآيات أن الصابئة اتبعوا بعض الديانات السماوية، وأمنوا بالله ويوم القيامة، لكن هنالك اختلافًا في الآراء لدى المفسرين حول الدين الذي اتبعوه.

ووفقًا للمصادر، فإن الصابئين يؤمنون بالأنبياء، كنبي الله شيث، وإدريس، ونوح عليهم السلام، إلى جانب أدم، وإبراهيم، ويحيي عليهما السلام. ويعتبر صائبة إيران من أتباع نبي الله أدم ويحيي عليهما السلام، على الرغم من ذكر أسماء شيث ونوح في بعضٍ من صلواتهم. أحد الفرق المشهورة والحالية للصابئة هي الصابئة المندائيين. أما الكتب المقدسة للصابئة للمندائيين، فهي: “كنزرب” ويسمى هذا الكتاب أيضًا “بسدرة” أو “صحف أدم” عليه السلام، وكتاب ديونان وكتاب قلستا، وكتاب عيناني، وكتاب دساتير.

أحد الأحكام الدينية الرئيسة للصابئة، هي تغسيل الميت قبل الدفن. كما يدخل طقس “المعمودية أو التعميد” في غالبية الأحكام والأوامر لهذا الدين، ويُعرف عن التعميد أنه مطلوب في أربع حالات، وهي: تعميد الطفل، وتعميد النكاح، والتعميد في عيد “بنجه” لإزالة الآثام، والتعميد في الأعياد الأخرى.

ب- المسيحية

منذ القرن الأول الميلادي، وخلال الفترة الإشكانية، وصل الدين المسيحي إلى المناطق الغربية في إيران ككردستان وأذربيجان. ووفق الروايات المسيحية، ذهب اثنان من الرسل اسمهما “شمعون” و “يهوذا” إلى المشرق للتبشير. لكن في إيران يُعرف المسيحيين الإيرانيين باسم الكلدانيين أو الأشوريين، ويعتنقون المذهب النسطوري نسبة إلى “نسطوريوس” أسقف القسطنطينية في القرن الخامس الميلادي، والذي آمن بطبيعتين تمتع بها المسيح عيسى عليه السلام وهما: الطبيعة الإنسانية والأخرى الإلهية.

المذهب النسطوري رّاجَ في غرب إيران، حتى أصبحت الكنيسة المسيحية الإيرانية، كنيسة نسطورية منفصلة عن الكنيسة الرومانية. من ناحية أخرى، يتبع معظم الأشوريين أو الكلدانيين الإيرانيين هذا المذهب، ويتمركزون في مدينة أرومية. هذا وتعرف كنيستهم المقدسة باسم “مات مريم”. وحاليًا وبغض النظر عن الفرقة الأرمنية “كريكوري” والأشورية “نسطوري”، هنالك مجموعة من الكاثوليك والبروتستانت في إيران -كأحد الأقليات الدينية- التي تعيش في إيران أيضًا. تلك المجموعتين تمارس شعائرها الدينية والمذهبية بحرية، كما أن لديهم ثلاثة ممثلين في مجلس الشورى الإسلامي -ممثلين عن الفرقة الأرمنية، ومسيحي المناطق الشمالية والجنوبية في إيران، وممثل عن الكلدانيين والأشوريين-.

وفيما يخص الأماكن المقدسة للأشوريين في إيران، فتتمثل في:

الأعياد والأيام الخاصة

يحظى الأشوريين والكلدانيين بالعديد من الأعياد والمناسبات الخاصة، نذكر على سبيل المثال:

ج- اليهودية

يهودي إيران من بين الأقوام العرقية التي استقرت في إيران، وغذيت بالثقافة الإيرانية. علاوة على ما تحظى به من احترام لدى اليهود. ففي التوراة، ذكر ملك إيران كوروش باحترام، لأنه نجى بني إسرائيل من السبي البابلي. هذا وتقع مقابرهم المقدسة في مدين شوش (دانيال) وهمدان وتويسركان.

وبالنسبة للمعتقدات الدينية، لا يوجد فرق كبير بين يهود إيران وغيرهم من يهودي العالم. كما يعدّ يهود إيران من أتباع أهل الكتاب، وتمنحهم الدولة حرية أداء شعائرهم الدينية، كما منحوا حقوقهم المدنية في الدستور. كما أن لديهم ممثل واحد في البرلمان الإيراني. وفيما يخص أماكن تواجدهم، فهم يعيشون في العديد من المدن الإيرانية مثل: أصفهان، وكاشان، ويزد، وهمدان، وطهران

الأماكن المقدسة ليهودي إيران

وإلى جانب تلك الأماكن المقدسة هنالك ثلاث مقابر يهودية معروفة في إيران وهي:

د- الزرادشتية “مزديسنا”

تاريخ ظهور الزرادشتية يعود إلى ما قبل ميلاد المسيح بألف سنة. ووفقًا للكتابات الزرادشتية التي كتبت منذ قرون، فمن المحتمل أن مسقط الزرادشتية كان في غرب إيران بجوار بحيرة أرومية. وخلال القرون الخمسة التي تلت الغزو العربي على إيران، اعتنق الكثير منهم الدين الإسلامي، وفي نفس الفترة غادر الكثير منهم أيضًا إيران وهاجروا إلى الأراضي الشرقية مثل الهند.

وجاء في أخبار الزرادشتين أنه كان عليهم ارتداء القبعات والشالات والأحزمة والشارات الصفراء، حتى يتعرف عليهم المسلمين بسهولة. أيضًا لم يسمح لهم باستخدام الخيول والسروج. ومع تحول الزرادشتين إلى الإسلام، انخفضت التبرعات والمساعدات للمؤسسات الدينية الزرادشتية إلى درجة أنه في حلول القرن الثامن الشمسي، تحولت العديد من المؤسسات الدينية الزرادشتية من بينها آتشكده وهيربدستان -مؤسسات خاصة لتعليم رجال الدين الزرادشتي- إلى مساجد ومدارس دينية إسلامية، أو تركوا ودمروا.

هذا وتعتبر الزرادشتية من أقدم الديانات في العالم. أما مؤسسه فهو زرادشت. ويطلق على كتابه المقدس باسم الأفستا، يتضمن أشعار وتعاليم زرادشت الدينية والتربوية. وفيما يخص أماكن تواجدهم في الوقت الحالي، فهم يتمركزون في طهران ومدن مثل: يزد، وكرمان، وشيراز، والأحواز، وبندر عباس، وكيلان، ورشت. في حين تقع المقابر المقدسة في يزد وكرمان وشيراز وأصفهان.

الأعياد الدينية

هـ- أهل السنة

الإسلام هو الدين الرسمي لإيران، ويعتبر المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي للدولة. إلا أن أهل السنة يشكلون أكبر أقلية دينية بنسبة تصل إلى 10% وفقًا لاحصاءات وكالة الاستخبارات المركزية الإيرانية. كان أهل السنة منذ عام 1956 أكثر من 97% من سكان إيران، وبمرور الوقت، انخفضت تلك النسبة لأسباب فكرية وأيدلوجية. وبحسب “مولوي عبد الحميد” أحد قادة المجتمع السني في إيران، فإنه يعتقد أن 20% من سكان إيران هم من السنة. ففي مدينة مثل طهران، يبلغ عدد أهل السنة أكثر من مليون شخص، على الرغم من أن الإحصاءات الرسمية لا تؤكد هذا الرقم.

جملة ما أعلاه، أوضح ولو قليلًا طبيعة المجتمع الإيراني وكيف أنه يعج بالكثير من القوميات سواء كانت عرقية أو دينية. وعلى الرغم من أن اخلتافها وتنوعها كان سببًا للتشتت والاقتتال العنصري، إلا أن رحابة أراضيها وطبيعتها الجغرافية والبيئية وجدت متنفسًا للعيش. ولعل هذا أحد الركائز المهمة لفهم العقلية الإيرانية وقدرته على استيعاب التنوع والاختلاف.

المصادر والمراجع:

برهان غليون، المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات، الفكر العربي (دار الطليعة، بيروت 1979)

محسن رستمي، گنجینه اقوام ایران، انتشارات پشتيبان، ايران، سال 1397 هـ.ش (محسن رستمي، كنز أقوام إيران، دار بيشتيبان للنشر، إيران، 2018م)

ما هو تعداد الديانات المختلفة في إيران غير الإسلام، مركز الدراسات والرد على الشبهات للحوزة العلمية قم، الرابط: https://bit.ly/3xcSrML

مقدمة عن الأشوريين والكلدانيين واليهود والزرادشت، أطلس الأقليات الدينية في إيران، الرابط: https://bit.ly/3eFA2Sv

Exit mobile version