“التداعيات المحتملة في ظل حكم الرئيس خافيير ميلي علي الوضع السياسي والاقتصادي في الأرجنتين”

اعداد : هند سيد عبداللطيف أحمد -باحثة بوحدة الدراسات السياسية بالمركز

مراجعة : مروة حسين- خبير بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار مجلس الوزراء

باديء ذي بدء نلقي الضوء علي طبيعة جمهورية الأرجنتين أو كما تعرف ببلاد الفضة وذلك يعود إلى الكلمة اللاتينية المشتقة منها أسم الدولة والتي هي « اورجنتيوم» وتعني الفضة ، ويرجع سبب إطلاق لقب بلاد الفضة على دولة الأرجنتين إلى الشائعات التي انتشرت في أواخر القرن السادس عشر والتي تفيد بامتلاكها جبالا للفضة مما دعا الغزاة الإسبان والبرتغال التوجه إليها، وتعد الأرجنتين درس في الانتكاس الاقتصادي من دولة متقدمة إلى دولة نامية فأصبحت تحتل مكانة فريدة بين دول الأزمات والكوارث الاقتصادية، وبات الركود من أساس اقتصادها وأصول الازمة ليست منذ سنوات قليلة بل منذ عقود فكيف يمكن حدوث ذلك في دولة كانت تصنف كعاشر أغنى دولة في العالم.
ومن هذا المنطلق تجدر الإشارة الي أنه في بداية القرن الماضي كان متوسط دخل الفرد الأرجنتيني متساو مع فرنسا وأعلى من إيطاليا واسبانيا وكانت وجهة للاستثمارات الخارجية الأوروبية في أمريكا اللاتينية، ولكنها مرت بأزمات كثيرة أثرت على نموها مثل: الحرب العالمية الأولى والثانية، الكساد العظيم، والتقلبات السياسية المتكررة، منذ استقلالها عن اسبانيا في عام 1816 تخلفت الأرجنتين عن سداد ديونها 9 مرات، ويمكن القول أن التخلف الأكبر عن سداد الديون كان في عام 2001 إذ تخلفت عن سداد ديون بقيمة 93 مليار دولار ثم تكرر المشهد في 2014 ، ٢٠٢٠.
وفي أربعينيات القرن الماضي كانت بداية دخول الاقتصاديين اليساريين إلى السلطة في الأرجنتين، ثم الانقلابين العسكريين، وتبدل الحكم بينهم عدة مرات وفي كل مرة تأتي حكومة جديدة إلى الحكم تجلب معها رؤية اقتصادية مختلفة عن سلفها ويبدأ الإنفاق الحكومي بتأسيس هذه الرؤية من الصفر، والإنفاق الحكومي يسبب عجزا يلي الآخر دون مردود وفي وجه كل أزمة انفقت الأرجنتين المزيد من أجل إصلاحها بدلا من إعادة دراسة طريقة إدارتها وهذا ما انتج تضخما عاليا وركودا.
ومن خلال هذه الدراسة سنقوم بتسليط الضوء علي أبرز المحطات التاريخية لما جرت عليه الأحداث في الأرجنتين ودور الحكومات المتعاقبة في إعاقة النمو الاقتصادي، وبشكل خاص سيتم تحليل السياسات العامة لرئيس الأرجنتين خافيير ميلي وهو رجل اقتصادي ينتمي للتيار اليميني المتطرف، ويصف نفسه بأنه» رأسمالي فوضوي» دخل معترك السياسة عام 2019، ووصل إلى سدة الحكم في الأرجنتين 10 ديسمبر ٢٠٢٣ ، والذي ظهر جلياً في احد الفاعليات يلوح «بالمنشار» كرمزا لوضع حد للطبقة السياسية في الأرجنتين والتعامل مع أجهزة الدولة المتعثرة، وايضاً خفض الإنفاق الحكومي ومحاربة التضخم، فيما يعرف بالعلاج بالصدمة، ومن ضمن أفكاره أيضا تأييد المتاجرة بالأعضاء البشرية، ووقف العلاقات مع الشركاء الرئيسيين للأرجنتين (الصين-البرازيل) مشيرا إلى انه يرفض التعامل مع الشيوعيين، وغيرها من القرارات الغير مسبوقة.
للمزيد : اضغط هنا

Exit mobile version