كيف تأثر اقتصاد مصر بالأزمة الروسية الأوكرانية؟
اعداد :سلوي هاني عبد القادر حسن
تسببت الحرب الروسية علي أوكرانيا في العديد من الأزمات الاقتصادية والمالية والتي أدت الي ضبابية الرؤية وزيادة حجم المخاطر والصعوبات التي تهدد استقرار الاقتصاد العالمي وليس مصر فقط وبالأخص في أسواق الأسهم والسلع. فقد فرضت الحرب تداعيتها علي السوق الخاص بالأسهم في مصر من خلال فقدان أكثر من 85 مليار جنيه (5.4 مليار دولار) من رأس المال السوقي منذ بداية هذا العام.
ولقد استرعي انتباهي أن نتيجة الي الأحداث السياسية العالمية فقد كان رد فعل السوق المصري هو انخفاض المؤشر المصري تزامنا مع انخفاض المؤشرات الاسيوية ومثال علي ذلك هي بورصة الصين ونايوان وهونج كونج والولايات المتحدة وهذا بالإضافة الي ارتفاع ملحوظ في مؤشرات الأسهم الخليجية ومؤشر بريطانيا وكذلك فرنسا.
وعلاوة علي ذلك، فقد تأثرت البورصة المصرية سلبيا بسبب الصراع الأوكراني الروسي وخصوصا بعد أن قامت روسيا بإصدار قرار لشركات الوساطة المالية بمنع بيع الأجانب في سوق الأوراق المالية بعد هبوط مؤشر أسهم موسكو من 3.458 نقطة يوم 21 فبراير 2022 الي أدني قيمة عند 1.675 نقطة في 24 فبراير 2022.
وعلي النقيض من ذلك، فقد شهدت البورصة المصرية من وجهة نظر الدكتور معتصم الشهيدي” نائب رئيس مجلس ادارة احدي شركات السمسرة” أن مبيعات مكثفة من المستثمرين الأجانب خلال الجلسات الماضية بسبب مخاوف الحرب الروسية علي أوكرانيا.
وليس هذا فحسب ولكن أبدي الدكتور محمد فريد “رئيس البورصة المصرية” تفاؤله بأداء سوق المال المصري خلال عام 2022، ومن المتوقع وفقا للمؤتمر الصحفي لعرض حصاد العام الماضي أن تستقبل البورصة المصرية قيد 4-5 شركات جديدة.
يعتبر سهم البنك التجاري الدولي (مصر) هو أكبر وزن نسبي بالمؤشر الرئيسي والذي تركزت عليه المبيعات الاجنبية، مما أدي الي تراجع السوق بشكل كبير في اخر الجلسات، فقد سجل المتعاملون الأجانب بالبورصة صافي بيع بلغ 493 مليون جنيه (31.3 مليون دولار) واستحوذوا علي نسبة 19.4% من اجمالي التعاملات بالسوق، بينما سجل المستثمرون العرب صافي شراء بلغ 309 مليون جنيه (19.6 مليون دولار) بحسب تقرير البورصة المصرية الاسبوعي.
واضافة الي ذلك فان المؤسسات المحلية حاولت تعويض خروج المؤسسات الأجنبية من سوق الأسهم المصرية علي الرغم من صعود مبيعاتها بقوة وأدي الي تراجع الأسهم لمستويات مغرية مقارنة بأسعار الأسهم في المنطقة.
وختاما فقد تراجعت البورصة المصرية ليس نتيجة الحرب الروسية علي أوكرانيا فقط بل هناك عوامل خارجية أخري وهي ارتفاع نسب التضخم العالمية وأسعار الشحن وتأثر سلاسل الامداد. يوجد أيضا عوامل داخلية مثل فرض ضريبة الأرباح الرأسمالية علي المستثمرين .