سياسة

دور العوامل غير المادية والمادية في تدخل السعودية في حرب اليمن الاخير : تحليل للهوية والمحددات التاريخية”

اعداد : محمد فضل علي، معيد في جامعة صنعاء

لم يكن عام 2014 مجرد عام يمر كباقي الأعوام على اليمن، بل كان العام الذي انزلقت فيه اليمن إلى أتون الحرب الأهلية. ففي هذا العام سيطرت المليشيات الحوثية على العاصمة اليمنية صنعاء وحاصرت دار الرئاسة ووضعت رئيس الجمهورية تحت الإقامة الجبرية. وفي عام ٢٠١٥ استطاع الرئيس اليمني الهروب من الإقامة الجبرية، واللجوء إلى عدن، وعلى أثر ذلك شنت المليشيات الحوثية هجوماً واسعاً على مدينة عدن مدعومة بسلاح الجو الذي نفذ عدة غارات على القصر الجمهوري في عدن. وعلى أثر هذا الهجوم قدم الرئيس اليمني للمملكة العربية السعودية طلباً بالتدخل العسكري المباشر لوقف التمدد الحوثي، وبذلك أُعلن قيام ما يسمى ” عاصفة الحزم” في 25 مارس من عام 2015.

 ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما الذي دفع المملكة العربية السعودية للدخول بشكل مباشر في الحرب اليمنية ودعم القوات الحكومية واعتبار المليشيات الحوثية بمثابة خطر وجودي يهدد بقاء المملكة العربية السعودية. هذا السؤال هو ما ستحاول هذه الورقة البحثية الإجابة عنه، حيث تنطلق هذه الورقة من فكرة أساسية مفادها : أن المحددات المادية لم تكن هي وحدها التي دفعت السعودية لرؤية التمدد الحوثي في اليمن -الواقع جنوب حدودها -على أنه خطر قومي يجب التصدي له، بل هناك مجموعة من العوامل غير المادية جعلت السعودية ترى بضرورة التدخل في اليمن لوقف التمدد الحوثي. فالدول لا تسعى فقط إلى تحقيق أمنها المادي بل أيضاً إلى تحقيق أمنها الأنطولوجي Ontology – الوجودي-  والمتمثل في حماية ثبات واستقرار هوية الدولة.

للاطلاع على المزيد اضعط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى