سياسة

تعثر جديد: قراءة في محادثات القاهرة

إعداد: عصام البدري -باحث فى العلوم السياسية

مراجعة : مروة حسين – باحث مشارك بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار مجلس الوزراء

تشهد القاهرة محادثات مكثفة علي الصعيد الدولي لمناقشة تطورات الأحداث الراهنة في قطاع غزة، حيث استضافت القاهرة الثلاثاء الموافق 13 فبراير 2024، رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA “ويليام بيرنز”، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) “ديفيد برنيا”، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وفي إطار جولة جديدة للمباحثات من المفاوضات في ظل تزايد الضغوط الدولية من أجل دفع المفاوضات قٌدمًا للتوصل لهدنة بين جانبي الصراع ، خاصة بعد تصاعد المخاوف الدولية من وقوع كارثة إنسانية بعد إعلان تل أبيب استعدادها لشن عملية برية في رفح جنوبي القطاع. وبينما يترقب الجميع من تطورات المشهد في غزة خوفًا من بدء الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في رفح، ولهذا تتوجه الأنظار نحو القاهرة أملًا في أن تُسهم مخرجات المحادثات في وقف إطلاق النار، مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الخامس، لاستكمال المحادثات التي بدأت في يناير الماضي في باريس بحضور “بيرنز” ومسؤولون من مصر وقطر وإسرائيل، والتي نتج عنها اتفاق لهدنة مؤقتة للمواجهات بين الجانبين مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن.  وجدير بالذكر أن تل أبيب كانت قد رفضت من قبل مقترحًا من حماس يتضمن وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات من غزة، وإعادة إعمار القطاع، وإطلاق سراح 1500 أسير فلسطيني، مقابل إطلاق حماس سراح الرهائن المحتجزين لديها منذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.

أبعاد محادثات القاهرة:

   الجدير بالذكر أن محادثات القاهرة اليوم تضمنت صيغة أولية لشكل الهدنة القادمة والتي تستمر لمدة ستة أسابيع على ثلاث مراحل، وايضاً الإعلان عن هوية السجناء الأمنيين الفلسطينيين الذين ستطلق تل أبيب سراحهم وفي المقابل إطلاق سراح ما بين 35 إلى 40 رهينة إسرائيلية -من النساء والرجال فوق سن الـ 60 عامًا ممن يُعانون من مشاكل صحية- خلال الفترات الست الأولى، كما سيتم إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين، بالإضافة إلي تسليم جثث الرهائن القتلى في المرحلتين الثانية والثالثة،  ومن المقرر مناقشة هذه التفاصيل في مفاوضات لاحقة إذا وافق الجانبان على نتائج محادثات اليوم.  ونقل تقرير “للأسوشيتد برس”، يوم الثلاثاء 13 فبراير، عن مسؤول مصري رفيع المستوى لم يذكر اسمه قوله إن المفاوضات تحقق تقدمًا كبيرًا، أنه من ضمن المقترحات المقدمة أن يشهد قطاع غزة انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا وتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية مؤقتة لإدارة القطاع أثناء إعادة الإعمار.

عوامل إنصياع تل أبيب للجلوس علي طاولة المفاوضات:

تجدر الإشارة إلي أن عوامل استجابة إسرائيل لحضور محادثات القاهرة يوم 13 فبراير، بعد رفضها من قبل المقترح الذي تقدمت به حماس وإعلان استعدادها لشن عملية برية ضد آخر معاقل المقاومة في مدينة رفح، من خلال رؤيتين:

الرؤية الاولي:  حجم الضغوطات التي تتعرض لها حكومة “نتنياهو” والتي تتمثل في:

أولا: تراجع الدعم والتأييد الدولي لتل أبيب في بعض الأوساط الغربية: وهو ما كانت آخر تطوراته اليوم فرض باريس عقوبات على مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين؛ بسبب تورطهم في أحداث عنف واعتداء على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وانتقاد وزير الخارجية الإيطالي “أنتونيو تاياني” الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع؛ بسبب الخسائر في صفوف المدنيين.

ثانياَ: لجوء جنوب إفريقيا لمحكمة العدل مجددًا: جاء ذلك بالرغم من أن قرار محكمة العدل الدولية السابق لم يدفع إسرائيل لإنهاء الحرب على غزة، وإنما اقتصر على مطالبتها باتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث إبادة جماعية. إلا أن لجوئها مرة أخرى للمحكمة تزامنًا مع إعلان تل أبيب نيتها شن عملية برية في رفح، قد يُشكل مصدر إزعاج لحكومة نتنياهو في المحافل الدولية .

ثالثاً:  تصاعد الخلافات في الداخل الأمريكي حول دعم واشنطن لجرائم إسرائيل: بجانب الضغوط الخارجية التي تتعرض لها واشنطن، يواجه البيت الأبيض ضغوطًا داخلية مكثفة للحد من هجوم إسرائيل على قطاع غزة، تتمثل في الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين حول دعم الحرب في غزة. إذ تتخوف الإدارة الأمريكية من ارتكاب تل أبيب جرائم ضد المدنيين باستخدام السلاح الأمريكي، وهو ما قد يُؤثر على سمعة بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024. لذلك يُبادر الطرفين في إلقاء الاتهامات وتحميل الجانب الأخر المسؤولية.

رابعاً: تصاعد الخسائر الاقتصادية بسبب الحرب: بالرغم من دخول الحرب في غزة شهرها الخامس ومع ألحقته من خسائر اقتصادية تُقدر بمليارات الدولارات ليس لإسرائيل وحدها، وإنما للعالم أجمع. تتخوف الحكومة الإسرائيلية من احتمالية تراجع الدعم الغربي لها -خاصة بعد اتساع نطاق الصراع في المنطقة وتورط الولايات المتحدة وحلفائها وانشغالهم بتأمين قواعدهم العسكرية ومصالحهم وحركة الملاحة البحرية. وهو ما يُشكل مرتكزًا رئيسًا لاستمرار تل أبيب في معركتها.

الرؤية الثانية: دعم التصورات التي تتهم إسرائيل والولايات المتحدة بالمناورة، حيث أنه من جانب  تل أبيب  تصدر للعالم صورة بأنها مقبلة على الحوار والمفاوضات مع حماس وتُلقي بالمسؤولية على عاتق المؤسسات الدولية والأطراف الفاعلين في حل القضية، وهو ما اتضحت معالمه بعد إعلان تل أبيب صباح يوم الأربعاء عودة وفدها من القاهرة دون تحقيق انفراجه أو انهيار للمفاوضات، التي ستسمر لمدة ثلاثة أيام. بالرغم من إعلان حماس وحركات المقاومة أنها مستعدة لقبول أي مبادرات من شأنها أن تُوقف العدوان على غزة. اما من جانب واشنطن فإنها تصدر للعالم انتقادها تل أبيب ونهج نتنياهو في إدارة الحرب إعلاميًا في حين أنها تقدم مليارات الدولارات والمساعدات العسكرية لدعم تل أبيب في حربها من جانب آخر[1]. والدليل علي ذلك قام مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء 13 فبراير بتمرير مشروع قانون يتضمن حزمة مساعدات بقيمة 95.34 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان[2].   

دلالات متعددة:

تجدر الإشارة إلي أنه بالرغم من إعلان الدوحة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء نقلًا عن حركة حماس موافقتها على تشكيل حكومة تكنوقراط تتولى إعادة إعمار غزة وإعادة الأمن إليها بعد الحرب -دون أن تشترط أي أسماء لرئاسة هذه الحكومة أو أحد وزرائها- وقبولها المبدئي الدخول إلى منظمة التحرير الفلسطينية، بشرط ارتباط ذلك بأفق سياسي واضح يُفضي إلى دولة فلسطينية على حدود 1967 استجابةً لورقة المبادئ العربية التي تقودها السعودية. إلا أنه مازالت الأنظار متوجهة صوب غزة وسط تزايد المخاوف من أن تُؤدي أي عملية إسرائيلية تجاه رفح إلى إخراج المحادثات عن مسارها كما هددت حماس. وعليه تُمثل نتائج محادثات القاهرة المبنية على اتفاق باريس الإطارية اختبارًا حقيقيًا لرغبة وجدية تل أبيب في الوصول لاتفاق حقيقي يُمكن البناء عليه مستقبلًا من أجل إيقاف الحرب[3].

لكن قراءة المؤشرات والمعطيات الحالية تُشير إلي عكس ما تذهب إليه المفاوضات الجارية من نتائج -حتى وإن نجحت محادثات القاهرة في إقرار الهدنة القادمة- إذ يبدوا جليًا أن تل أبيب تسير هذا المرة نحو مخطط واضح لا تراجع فيه، وهو القضاء على حركات المقاومة أو  علي أقل تقدير شل قدرتها على شن أي هجمات مستقبلية. وهو ما تُدلل عليه المؤشرات الأتية[4]:

  1. استمرار الدعم الأمريكي اللامحدود لحرب إسرائيل على غزة: بالرغم من تبادل واشنطن وتل أبيب الانتقادات حول منهجية إدارة الحرب، إلا أن الواقع يُبرز النقيض تمامًا، إذ تُمثل حزمة المساعدات الأخيرة لتل أبيب بالتزامن مع إعلان نيتها في شن هجوم بري على مدينة رفح ضوء أخضر نحو المضي قدمًا في عملياتها العسكرية بغض النظر عن نتائج المفاوضات التي تتعلق بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
  2. عدم اكتراث إسرائيل للرأي العام الداخلي والضغوطات الخارجية: لأول مرة في تاريخ تل أبيب تُظهر حكومة عدم اهتمامها بالرأي العام ، خاصة مع تصاعد موجة الاحتجاجات والانتقادات الداخلية التي تتعرض لها ،  بسبب فشلها الأمني والاستخباراتي وفشلها العسكري في حسم الحرب مع قرب انقضاء شهرها الخامس. بجانب عدم اعتدادها بالرأي العام العالمي ومصالحها الاقتصادية التي تنامت بعد خسارة جزء كبير من الدعم الدولي لها.
  3. الخطر الوجودي الذي تواجهه إسرائيل وحكومة “نتنياهو” إذا انتصرت المقاومة: كانت عملية طوفان الأقصى فريدة من نوعها من حيث التخطيط والتنفيذ وعدد القتلى والأسرى الإسرائيليين، كما أضرت العملية بهيبة وسمعة الجيش الإسرائيلي في المنطقة. وهو ما قد يُشجع حركات مقاومة أُخري على انتهاج نفس سلوك حماس تجاه تل أبيب.  ومن جانب آخر قد يُمثل إحراز نتنياهو نصرًا في هذه المعركة شفيعًا له أثناء محاكمته المنتظرة.

مسارات محتملة:

   جدير بالذكر قبل انعقاد محادثات القاهرة، يمكن تفسير إعلان إسرائيل نيتها شن عملية برية في مدينة رفح التي باتت تضم نحو 1.4 مليون من النازحين من شمال ووسط القطاع، على أنها أداة للضغط قد تُجبر حماس على تقديم بعض التنازلات في المفاوضات المرتقبة. لكن وبعد انسحاب الوفد الإسرائيلي يوم الأربعاء من المفاوضات دون التوصل لاتفاق، بالرغم من موافقة حماس على الانخراط في منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة القطاع بعد إيقاف الحرب دون أية شروط تخص رئيس وأعضاء الحكومة. باتت اليوم الصورة أكثر وضوحًا بشأن الفترة المقبلة من الحرب، والتي من المرجح أن تذهب لعدة سيناريوهات هي:

1- تنازل حماس للوصول لاتفاق يقضي بإيقاف الحرب: يرتبط هذا السيناريو بمدى ما تُقدمه حماس من تنازلات قد تُرضي تل أبيب، ومنها الخروج التام من القطاع وتسليمه للسلطة الفلسطينية لإدارته بالتعاون مع تل أبيب. لكن علي ما يبدو أن هذا السيناريو صعب التحقق، لكن ضغط تل أبيب باستمرار العمليات العسكرية ودفعها باتجاه تصفية القضية بتهجير الفلسطينيين قد يُجبر المقاومة على تقديم التنازلات، وهو ما بدأت معالمه بالظهور من خلال تنازل المقاومة بإعلانها عن موافقتها الانخراط في السلطة الفلسطينية وتشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة القطاع.  

2- استمرار إسرائيل في نهجها القائم على تصفية المقاومة نهائيًا:  يبدو جليا في الأفق أن هذا السيناريو الأقرب للحدوث -حتى وإن تم التوصل لوقف لإطلاق النار بشكل متقطع بهدف الافراج عن الأسرى الإسرائيليين- وهو ما يدعمه انسحاب الوفد الإسرائيلي يوم الأربعاء 14 فبراير 2024 من محادثات القاهرة، وعدم قبولها بالتنازلات التي تُقدمها حماس. بجانب حزمة المساعدات الأخيرة لتل أبيب، والتي تُشير إلى أنها مُقدمة على عمل عسكري كبير قد يُوسع من نطاق الحرب إذا أضرت بالأمن القومي المصري.

3-تدويل الصراع بإخراج حماس من المعادلة: يرتبط هذا السيناريو بتفاقم الأوضاع واتساع دائرة الصراع بانخراط أطراف جُدد مثل القاهرة في حالة تعرض أمنها القومي للخطر أو حزب الله اللبناني في حالة تعرض حماس لخطر وجودي. ويدعم هذا السيناريو عدة مؤشرات منها: المحاولات الأمريكية والقطرية لإنقاذ مخطط التهدئة. فضلاً عن أن فشل هذه المحاولات سيؤدي إلى مزيد من الانفجارات على أكثر من صعيد خارج غزة، وهو ما تخشاه الولايات المتحدة وتُعد له العدة. حيث حذر مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA “ويليام بيرنز” في مقالة له في “فورين أفير” قبل أسبوع من أن الأمر علي حافة الانفجار ، لذلك سارع مجلس الشيوخ الأمريكي بتمرير قرار لتقديم حزمة مساعدات عاجلة لتل أبيب.  

ختامًا: يمكن القول أن هذه الجولة من المحادثات قد تمكنت فقط من أن تضع يدها على نقاط التعثر  لمحاولة علاجها في أي محادثات مستقبلية. لذلك لا يُتوقع أن تكون هذه هي الجولة الأخيرة من المفاوضات، وإنما قد يعقبها جولة أخرى تتزامن مع بدء التحرك الإسرائيلي تجاه رفح، ذلك لكون التفاعل الإسرائيلي مع الأحداث الراهنة ومستقبل ما ستؤول إليه الحرب في غزة مرتبط بجملة من العوامل وهي: مدى قدرة تل أبيب على إدارة الصراع مع أطراف متعددة في حالة اتساع نطاقه، ومدى استمرار الدعم الغربي لها. وحجم المكاسب التي ستحققها تل أبيب مقارنة بخسائرها في حالة تفاقم الصراع، ومدى قدرة الأطراف الفاعلة في الملف على ردع تل أبيب وإثنائها عن مخططها.   

قائمة المراجع:

  1. القاهرة-غموض بشأن محادثات وقف إطلاق النار بغزة، DW، تاريخ النشر 14/2/2024، متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/cnpvB
  2. محمد إبراهيم، الضغوط الخارجية لن تنهي الحرب وإسرائيل متمسكة بخيار القوة مهما كانت الخسائر، مجلة آراء حول الخليج، 28 ديسمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://araa.sa/index.php?option=com_content&view=article&id=6874:2023-12-28-12-33-47&catid=4722&Itemid=172
  • خلاف أميركا وإسرائيل محوره إدارة حرب غزة، العربية، 5 ديسمبر 2024، متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/rBDKX

4-       منها 14 مليار دولار لإسرائيل.. ماذا تضم حزمة المساعدات التي أقرها مجلس الشيوخ الأمريكي؟، CNN العربية، 14 فبراير 2024، متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/syZ58

  • هل تنضوي حماس تحت مظلة التحرير للخروج من الأزمة؟، SKY NEWS عربية، 14 فبراير 2024، ماح على الرابط التالي: https://shorturl.at/rADFV

6-       الدعم الأمريكي لإسرائيل في زمن الحرب: الخطوات الأولى والاعتبارات المستقبلية،  The Washington Institute For Near East policy ، 12 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/evHT3

7-       Israeli delegation returns from Cairo, no breakthrough in hostage talks, The Time of Israel, 14 Feb 2024, Available on: https://shorturl.at/bfmDN

8-       Israel Gaza: Ceasefire talks resume as Rafah under fire, BBC, 14 Feb 2024, Available on: https://shorturl.at/nvJP4

9-       Talks in Cairo Aim for a Deal to Halt Gaza War and Free Hostages, The New York Times, 13 Feb 2024, Available on: https://shorturl.at/mDGIK

 


[1] خلاف أميركا وإسرائيل محوره إدارة حرب غزة، العربية، 5 ديسمبر 2024، متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/rBDKX

[2] منها 14 مليار دولار لإسرائيل.. ماذا تضم حزمة المساعدات التي أقرها مجلس الشيوخ الأمريكي؟، CNN العربية، 14 فبراير 2024، متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/syZ58

[3] هل تنضوي حماس تحت مظلة التحرير للخروج من الأزمة؟، SKY NEWS عربية، 14 فبراير 2024، ماح على الرابط التالي: https://shorturl.at/rADFV

[4] الدعم الأمريكي لإسرائيل في زمن الحرب: الخطوات الأولى والاعتبارات المستقبلية،  The Washington Institute For Near East policy، 12 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/evHT3

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى