سياسة

تراجع النفوذ الفرنسي في منطقة الساحل الأفريقي ودلالات انسحاب مالي وبوركينا فاسو من G5

اعداد :هدير أحمد حسانين – باحثة بوحدة بمجموعة عمل الدراسات الافريقية بالمركز

مراجعة :نهاد محمود أحمد باحثة متخصصة في الشئون الأفريقية عضو مجموعة عمل الدراسات الأفريقية بالمركز

     يبدو أن الطابع الصراعي هو الغالب علي المشهد الإقليمي في منطقة الساحل؛ التي تشهد تحولات جوهرية خلال الآونة الأخيرة، في ظل صعود نخبة عسكرية جديدة كان لها دور في بروز تحالفات جديدة داخل المنطقة؛ هذه النخبة التي قد تشكلت عقب موجة من الانقلابات التي شهدتها الدول الأفريقية. فقد شهدت المنطقة تغييرات سياسية جذرية نتج عنها الإطاحة ببعض الأنظمة الراسخة الموالية لفرنسا، والدفع نحو إعادة تشكيل وصياغة بعض التحالفات الإقليمية والدولية في الإقليم. بالأخص في ظل انخراط روسيا في المنطقة باعتبارها حليفًا وذلك على خلفية ترحيب أفريقي على حساب فرنسا الحليف التقليدي لدول الساحل وغرب أفريقيا؛ وذلك في ظل تراجع للنفوذ الفرنسي في المنطقة. في إطار التحولات الجوهرية في المعادلة الأمنية الإقليمية عقب إعلان كل من بوركينا فاسو والنيجر في 2 ديسمبر الماضي انسحابهما من مجموعة دول الساحل الخمس (G5) لينضما إلى مالي التي انسحبت في مايو 2022. لذلك وجب إثارة تساؤل هام ألا وهو: ما هي جدوى هذا التحالف الجديد وما هو مستقبله في ضوء حجم التفاعلات المعقدة في الساحل وانعكاسات ذلك على أمن المنطقة واستقرارها؟

      تأسيسًا على ما تقدم سيناقش هذا التقرير خمسة محاور رئيسية: يتناول المحور الأول محددات الأوضاع الداخلية في إقليم الساحل، في حين يتمثل المحور الثاني في تراجع النفوذ الغربي في الساحل الأفريقي، بينما يتطرق المحور الرابع إلى تزايد النفوذ الروسي في غرب أفريقيا، في حين يستكشف المحور الرابع استراتيجية الصين تجاه منطقة الساحل الأفريقي، أما المحور الأخير يتناول دلالات انسحاب بوركينا فاسو والنيجر من مجموعة دول الساحل.
للمزيد اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى