سياسة

ماذا عن أمريكا فى ظل الحرب الروسية الأوكرانية؟!

بقلم/ ساجدة السيد ميز

لا نغفل عن ما يحدث الآن بين دولتين لا تكافؤ فى القدرات بينهما لكن هذا هو الواقع فى المسرح السياسي الدولي الذى يشن حروب حتى وإن كانت على حساب الأرواح البشرية كتلك التي وجدناها فى حالة المواطنين الأوكرانيين ، هذه الحرب يكاد جميعنا يرى أنها حرب عالمية ثالثة بين دول ذي ثِقَل في الساحة السياسية الدولية فنجد أن الدول التي تُعرَف بالديمقراطية كالولايات المتحدة الأمريكية تبدأ في الدخول في تلك الحرب من خلال إرسال قوى دفاع جوية لأوكرانيا من أجل صد هجمات القوات الجوية الروسية كما أن ذلك سيعين الأوكرانيين على إسقاط الطائرات والصواريخ الجوية التى يتعرضون إليها خاصةً أن المسئولون العسكريون المتقاعدون ذكروا ” إن الغرض من هذه المناشدة هو حث أمريكا والدول الغربية، بشكل قوي، على اتخاذ إجراء فوري لتزويد القوات المسلحة الأوكرانية بقدرة دفاع جوي فعالة على ارتفاعات متوسطة وعالية. إنهم بحاجة إلى إعادة تشكيل فورية لقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات الجوية من القوات الروسية، ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونتمنى لهم الخير فقط، في وقتٍ تقصف فيه القوات الروسية منشآت الحكومة الأوكرانية وبنيتها التحتية وأماكن المدنيين” وهذا يعنى أننا سنجد تحركات على أرض الواقع سواء من خلال جنود أو أسلحة أو غيرها من القوى الصلبة التى يتم الاستعانة بها فى خضم تلك الحرب خاصةً أن الجيش الأوكرانى يكاد يفتقر إلى قدرات الدفاع الجوى. قام الرئيس الأوكراني “سيليزينكى” بإلقاء خطاب دعا فيه إلى ضرورة مساعدة أوكرانيا وأن هذا واجباً على الغرب فقامت الولايات المتحدة الأمريكية بإعطاء الضوء الأخضر لدولة “بولندا” من أجل تقديم تبرع بحوالى 28 مقاتلة لأوكرانيا وجاء ذلك متزامناً مع تصريح الرئيس الروسى “بوتين” أن روسيا ستضرب أى دولة تقوم تزويد أوكرانيا بالطائرات أو المقاتلين ، كما تلى ذلك إعلان بولندا أنها لن ترسل مقاتلات ولن تسمح لأوكرانيا باستخدام مطاراتها فكما شاهدنا فى الأيام الماضية أن روسيا تصد أى دعم يصل لأوكرانيا بالسيطرة والحرب المدنية والعسكرية بإطلاق الصواريخ على المطارات التى تقترب من العاصمة الأوكرانية “كييف”. كانت تلك الأفعال والقرارات الروسية بمثابة مخاوف تهدد الغرب مما جعل الغرب يفكر فى إلقاء طعنات فى ظَهْر أوكرانيا وظهر ذلك من خلال خطاب وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية “بلينكن” الذى صرح فيه أن الطائرات الأمريكية لن تُحَلِق ضد الطائرات الروسية وأن أمريكا لن تخوض مواجهة مباشرة معها ضد روسيا ، وتتبدل الأحوال بين الحين والآخر كما هو معروف فى العالم السياسى فنجد الرئيس الروسى “فلاديمير بوتين” يوقع مرسوماً يحظر فيه استيراد وتصدير المنتجات والمواد الخام من وإلى روسيا ؛ رداً على العقوبات المتتالية التى أحدثها الرئيس الأمريكى “جو بايدن” بفرض حظر أمريكى على واردات الطاقة الروسية شاملاً “النفط ، والغاز” ، وتزامن ذلك مع قيام الدول المتحالفة مع الغرب بفصل روسيا عن الاقتصاد العالمى ومعاقبة الرئيس الروسى “فلاديمير بوتين” وهذا لايعنى سوى أن النفط الروسى لم يعد مقبولاً بعد الآن فى الموانئ الأمريكية. فمع تطور الأحداث وتتابعها واشتعالها نتنبأ بحرب يدفع ثمنها أرواح بشرية من شعوب عربية وغربية وستكون روسيا قوة لا تقهرها قوى دولية أخرى ومن المحتمل تراجع القوة الأمريكية فى خِضَم تلك الحرب ولكن لا استقرار دولى فى الساحة السياسية الدولية التى تمتلئ بالحروب والهجمات العسكرية والمدنية ، فالحصاد المتوقع للحرب الأوكرانية أنه سيكون هناك تعاوناً وتحالفات جديدة فى السياسة الدولية خاصةً بدء الاتصالات الأمريكية شبه المعلنة وشبه المتعثرة مع كلٍ من إيران وفنزويلا المعروف بأنهما عدوتان للسياسية الأمريكية وبالتالى سنجد انقسام عالمي سياسي ليس اقتصادي فقط فى العالم بأسره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى