حليف المصلحة!… قطر حليفاً إستراتيجياً للولايات المتحدة الأمريكية من خارج الناتو.
كتب: محمد عاطف إمام.
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في مارس الماضي إضافة قطر إلى قائمة الحلفاء الاستراتيجيين من خارج الناتو، لتكون الدولة الخليجية الثالثة التي تتمتع بتلك المكانة بعد الكويت والبحرين، وتعطي هذه المكانة للدولة امتيازات لا يحصل عليها الدول غير الأعضاء في الناتو.
ماذا يعني إعلان قطر حليفاً إستراتيجياً للولايات المتحدة الأمريكية من خارج الناتو؟
أن تكون دولة غير عضو في الناتو حليف رئيسي، تُعد رسالة قوية للتعبير عن قوة العلاقات بين الولايات المتحدة وبين هذه الدولة بل أن هذا التصنيف سيغير الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة الأمريكية وجيشها مع هذه الدولة، حسب ما قاله جون كيربي _ المتحدث بإسم وزارة الدفاع الأمريكية_ ويحق للدول التي تحمل هذا التصنيف أن تستضيف مخزون من العتاد الاحتياطي للقوات الأمريكية وكذلك سهولة إبرام اتفاقيات للتدريب العسكري مع واشنطن، بل ويؤهل هذا التصنيف قطر لزيادة التعاون في المجال العسكري مع الولايات المتحدة، أي أن تلك التصنيف يعطي للدولة الحاصلة عليه امتيازات لا تتمتع بها دولة أخرى غير عضو في الناتو.
مصالح ودوافع الولايات المتحدة الأمريكية من هذا الإعلان.
- أن تكون قطر قاعدة أمامية ولوجستية للقوات الأمريكية في المنطقةوترعى المصالح الأمريكية : حيث تُعتبر قطر موطن للعديد من القوات الأمريكية بحوالي 13 ألف جندي، وبالتالي تُدعم الموقف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وموازنة الوجود الإيراني، بل أن الدوحة لعبت أدوراً مهمة خلال تواجد الولايات المتحدة داخل أفغانستان والعراق؛ استغلت الدوحة علاقتها بحركة طالبان وعملت على إرساء السلام بين واشنطن وكابول بل أنها سهلت العديد من جولات التفاوض بين الطرفين وكان ذلك واضحاً عام 2020 بتوقيع اتفاق سلام بين واشنطن وطالبان، بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، كان لقطر دور بارز ومهم في إجلاء العديد من الرعايا الأمريكيين إليها.
- اكتسبت قطر أهميتها أيضاً من خلال دورها في إدارة الوضع في غزة بين حماس والكيان الصهيوني، من خلال دورها بتقديم مساعدات مالية؛ لإعادة الإعمار وكمساعدات للمواطنين الفلسطينيين وكل ذلك من وراء غطاء أمريكي، علاوة على ذلك دور قطر في إدارة الموقف بين الولايات المتحدة وإيران فيما يخص الاتفاق النووي الإيراني وذلك بسبب تمتع قطر بعلاقات جيدة مع إيران خاصةً في فترة مقاطعة الرباعي العربي لقطر.
- ولدت التوترات بين روسيا وأوكرانيا اهتماماً متزايداً من الدول الغربية والاوروبية للبحث عن بديل آمن لإمدادات الوقود بعيداً عن روسيا التي تستورد منها أكبر نسبة من النفط، ولكن هل تستطيع بالفعل قطر تعويض الدول الأوربية عن روسيا؟
سجلت قطر من مستويات انتاجها الحدود القصوى، وترتبط بعقود طويلة الأجل مع شركاء آسيويين لإمدادهم بالطاقة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند، وبالتالي لن تستطيع بشكل كامل سد الفجوة المحتملة في الاتحاد الأوروبي من الطاقة ولكن يُمكن أن تكون أحد الموردين المستقبليين لأوروبا.
- إعادة صياغة السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الاوسط من جديد عن طريق لاعبين إقليمين يستطيعوا أن يُحدثوا فارق في مناطق الصراعات المختلفة، وكانت قطر الحليف المثالي؛ نظراً لعلاقاتها الوثيقة بالجماعات الفاعلة في مناطق الصراعات مثل طالبان، الإخوان، داعش وتنظيم القاعدة وكذلك إيران وتركيا، فيكون دور قطر مهم في التوسط بين الولايات المتحدة وتلك الفواعل وبالتالي يأتي دور قطر كغطاء استراتيجي يُمكن الاعتماد عليه، بل تسعى الولايات المتحدة لكسر الوجود الصيني في الخليج؛ نظراً للعلاقات الوثيقة بين الصين ودول الخليج في ظل مبادرة الحزام والطريق.
- تنويع الطاقة الأوروبية، حيث تمتلك قطر ثاني أكبر قدرة تصديرية للغاز الطبيعي المسال في العالم، وبالتالي سيُساعد ذلك واشنطن على مد حلفائها الأوروبيين بالغاز الطبيعي.
أصبحت قطر حليف مهم للولايات المتحدة في المنطقة، تستهدف منها الولايات المتحدة إعادة صياغة سياستها في الشرق الأوسط ودعم مصالحها، ورأت أن قطر هو الحليف الذي تجمعه علاقات مع مختلف القوى الفاعلة في المنطقة ويُمكن أن يُساعد في تحقيق مقاصدها.