تداعيات الأزمة الروسية/ الأوكرانية علي طرح الشركات الحكومية في البورصة
اعداد : سلوي هاني عبد القادر حسن
مراجعة : رانيا محمود الجندي
المقدمة:
فرضت الحرب الروسية علي أوكرانيا تداعيتها علي سوق الأسهم في مصر، مما أدي الي فقد أكثر من 85 مليار جنيه ( 5.4 مليار دولار) من رأس المال السوقي منذ بداية العام. تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 13% حتي جلسة الثلاثاء، والمستثمرون الأجانب سجلوا صافي مبيعات بلغت 1.7 مليار جنيه (105 ملايين دولار) حتي نهاية الأسبوع الماضي، في حين يري محللون أن مبيعات المؤسسات الأجنبية المكثفة خاصة علي الأسهم القيادية وراء هذا التراجع الحاد في البورصة المصرية.
نزيف البورصة المصرية: [1]
الدكتور محمد فريد رئيس البورصة المصرية سابقاً ورئيس هيئة الرقابة المالية حالياً أبدي تفاؤله بأداء السوق المالي المصري خلال عام 2022 علي الرغم من تفشي جائحة كورونا وأزمة أوكرانيا وروسيا. توقع استقبال البورصة هذا العام قيد 4-5 شركات جديدة، وبالفعل تم طرح شركتين وهما نهر الخير للتنمية والاستثمار الزراعي والخدمات البيئية، ماكرو جروب للمستحضرات الطبية (ماكرو كابيتال) خلال أول شهرين في 2022.
شهدت البورصة المصرية مبيعات مكثفة من المستثمرين الأجانب خلال الجلسات الماضية بسبب مخاوف الحرب الروسية علي أوكرانيا. تركزت المبيعات الأجنبية علي سهم البنك التجاري الدولي (مصر)- وهو أكبر وزن نسبي بالمؤشر الرئيسي- والذي قاد السوق للتراجع بشكل كبير في اخر الجلسات. المتعاملون الأجانب بالبورصة سجلوا صافي بيع بلغ 493 مليون جنيه (31.3 مليون دولار) واستحوذوا أيضا علي نسبة 19.4% من اجمالي التعاملات بالسوق، فيما سجل المستثمرون العرب صافي شراء بلغ 309 مليون جنيه (19.6 مليون دولار) بحسب تقرير البورصة المصرية الأسبوعي.
هذا بالاضافة الي محاولة المؤسسات المحلية تعويض خروج المؤسسات الأجنبية من سوق الأسهم المصرية، الا أن مبيعات المؤسسات الأجنبية كانت قوية بشكل كبير مما أدي الي تراجع الأسهم لمستويات مغرية مقارنة بأسعار الأسهم في المنطقة، ويأتي ذلك علي الرغم من استفادة بعض الأسهم من تداعيات الحرب مثل أسهم الاسمدة والبتروكيماويات بشكل مباشر وسريع وذلك نتيجة ارتفاع أسعار منتجاتها عالميا، ومع استمرار شراء المؤسسات المحلية قد يعيد توازن السوق خلال الفترة المقبلة.
شهد سوق السندات مبيعات أجنبية ملحوظة والأمر مرتبط بخروج المؤسسات الأجنبية من الأسواق الناشئة، خاصة في الدول غير المستفيدة من الأزمة بشكل مباشر، بخلاف أسواق المال الخليجية والتي شهدت صعودا خلال الفترة الماضية؛ بسبب اعتماد اقتصادها علي انتاج النفط، والذي ارتفعت أسعاره بنسبة تقترب من 100% خلال الأيام الماضية، تعاني البورصة المصرية منذ بداية العام من انخفاض وأحجام قيم التداول ومشاكل ادارية تتعلق بوقف أكواد للمستثمرين والغاء عمليات علي بعض الأوراق المالية مما أدي الي عزوف المستثمرين الأفراد عن البورصة-رغم أنهم يمثلوا النسبة العظمي بسوق المال المصري- وعمقت الحرب الروسية علي أوكرانيا من خسائر البورصة، متأثرة بهبوط أسواق المال العالمية، في حين انعكس الأداء بأسواق الأسهم الخليجية، والتي ارتفعت نتيجة زيادة أسعار النفط.
انخفض سعر شهادات الايداع الدولية لسهم البنك التجاري الدولي في بورصة لندن بنسبة 10% خلال جلستين ، وذلك أثر بالسلب علي أدائه في البورصة المصرية مما أدي الي تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة كبيرة لأن السهم يمثل أعلي وزن نسبي بالمؤشر، و الخسائر شملت كافة مؤشرات البورصة المصرية، وليس المؤشر الرئيسي وحده. وتعمل المؤسسات المصرية في الوقت الحالي علي الاحتفاظ بالسيولة منتظرة ارتفاع العائد علي الشهادات البنكية، وذلك نتيجة للارتفاع المتوقع في التضخم خلال الفترة المقبلة متأثرا بزيادة أسعار السلع الأساسية عالميا وزيادة الاستهلاك خلال شهر رمضان، مع التأكيد على ضرورة دخول المؤسسات المحلية للشراء مساندة السوق خلال الفترة الحالية، مثلما حدث خلال فترة ظهور جائحة كورونا.
وعلاوة علي ذلك فان البورصة المصرية تراجعت نتيجة عوامل خارجية أبرزها الحرب الروسية علي أوكرانيا وارتفاع نسب التضخم العالمية وأسعار الشحن وتأثر سلاسل الإمداد، ويوجد أيضا عوامل داخلية أبرزها فرض ضريبة الأرباح الرأسمالية علي المستثمرين منذ مطلع العام الجاري، مضيفا أن استمرار الحرب الروسية علي أوكرانيا سيواصل التأثير سلبا علي السوق خلال الفترة المقبلة نتيجة تخارج المستثمرين الأجانب، و المؤسسات الأجنبية من سهم البنك التجاري الدولي ذو الوزن النسبي الأكبر بالمؤشر الرئيسي، والذي أدي الي تراجعه وكذلك انخفاض البورصة بشكل عام وبنسبة كبيرة.
تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية علي البورصة المصرية:[2]
الأزمة الروسية الأوكرانية أدت الي تراجع كبير في أسهم البورصات العالمية وارتفاع أسعار البترول، والي جانب تأثر السوق المصري فقد تأثرت الأسواق الأوروبية بشكل خاص، لا سيما، وأن 40% من احتياجات أوروبا من الغاز عن طريق روسيا، تعتبر أوكرانيا أحد أهم الأسواق بالنسبة للقمح والذرة للعديد من الأسواق المستوردة من أوكرانيا.
أما بالنسبة للسوق المصري فقد مر باصلاحات هيكلية وتمت الاشادة بها من جانب المؤسسات الدولية، بالتالي الاقتصاد المصري قد يستفيد من هذه الأزمات التي تحدث في أوروبا نتيجة التوترات الجيوسياسية والحرب المحتملة من روسيا وأوكرانيا، وطرح شركات جديدة في البورصة المصرية، قد يكون أحد العوامل لجذب سيولة من المستثمرين والصناديق، والذين سوف يدخلون في اعادة هيكلة والبحث عن أصول رخيصة بالبورصات لا سيما في مصر، فانها سوف تستفيد من أزمة الطاقة عن طريق تصدير مصر لأوروبا الغاز الطبيعي، مما سيتيح الفرصة لكون الافتصاد المصري من أفضل الاقتصاديات في 2022.
خطة الدولة لمواجهة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية: [3]
هناك تعديلات جمة علي مشروع قانون الضريبة علي الدخل لتنشيط البورصة المصرية، فقد تطرق التقرير الحديث عن حزمة الاجراءات المالية والحماية الاجتماعية التي أقرتها الدولة للتعامل مع تداعيات الأزمة العالمية الي أبرز الاصلاحات، والتي تشمل وضع الية تسمح بخصم الضريبة علي التوزيعات ضمن الهياكل الضريبية المركبة تشجيعا للاستثمارات في مصر، وذلك بشرط ألا تستخدم لتجنب الضريبة، وكذلك تعديل المعاملة الضريبية لصناديق الاستثمار لتشجيع الاستثمار المؤسسي الذي يدعم الاقتصاد والشركات الناشئة مع وضع ضوابط تضمن سلامة التنفيذ.
وليس هذا فحسب ولكن تم اعفاء صناديق الاستثمار في أدوات الدين، وصناديق الاستثمار في الأسهم المقيدة بالبورصة، وصناديق وشركات رأس مال المخاطر من الضريبة، وذلك فضلا عن انشاء كيان شفاف ضريبيا لاستثمار الأفراد في البورصة المصرية عن طريق متخصصين مما يخلق بيئة استثمارية جيدة لدعم الاقتصاد المصري.
ننتقل الان الي المزايا المناسبة المبسطة للمستثمرين الأفراد والمؤسسات، فتشمل تعديل مواد القانون لتضمن عدم خضوع الأرباح المحققة خلال فترة وقف سريان الضريبة، واعفاء نسبة من الربح المحقق لحملة الأسهم تعادل معدل الائتمان والخصم الصادر من البنك المركزي في بداية كل سنة ميلادية، وتشمل المزايا أيضا خصم 50% من قيمة الأرباح الرأسمالية المحققة عند الطرح الأولي في بورصة الأوراق المالية لمدة سنتين من تاريخ صدور القانون، والتي تنخفض الي 25% بعد ذلك.
خطط الدولة لدمج 7 موانيء كبري في البورصة:[4]
أعلنت الحكومة عن خطة جديدة لمجابهة التداعيات الاقتصادية للحرب علي أوكرانيا، وهي خطة اعتبرها معارضون ” مرحلة جديدة لبيع أصول مؤسسات الدولة”، وأشار رئيس الوزراء المصري، مصطفي مدبولي، في مؤتمر صحفي ان مصر ” تأمل في الوصول الي اتفاق مع صندوق النقد الدولي في غضون شهر للحصول علي قرض جديد، وذلك بالاضافة الي مساعدة أخري لمواجهة التداعيات الاقتصادية للأزمة الروسية الأوكرانية اذا استمرت لفترة طويلة”.
أضاف أيضا أن العالم يواجه أزمة اقتصادية كبيرة، ومصر ليست بمعزل عن ذلك، وزيادة علي ذلك فقد بلغ حجم الخسائر علي مستوي العالم 12 تريليون دولار مما يؤكد أن الأزمة الاقتصادية الحالية هي الأسوأ عالميا، تم تقدير تكلفة الأثر المباشر للحرب الروسية الأوكرانية من قبل الحكومة المصرية علي موازنة البلاد بحوالي 130 مليار جنيه ( 7.1 مليار دولار) سنويا.
أثار اعلان مدبولي عن ” دمج أكبر سبعة موانيء مصرية في شركة واحدة وطرحها في البورصة، بالاضافة الي عدد من الفنادق المملوكة للدولة ومشاريع النقل الحديث” الجدل واتضحت ملامح تلك الخطة الحكومية ضمن استراتيجية تعرف باسم ” وثيقة ملكية الدولة” وهدفها العمل علي تخارج الدولة من المؤسسات الاقتصادية لصالح القطاع الخاص، بالاضافة الي قطاعات أخري تنوي تقليص ملكيتها فيها.
التجارب:
شركة غزل المحلة لكرة القدم تعد أول شركة رياضية متخصصة في نشاط كرة القدم في الشرق الأوسط تدرج أسهمها في البورصة، حيث قد تم تأسيسها في يناير 2021 وذلك تماشيا مع استراتيجية الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا) بخصوص المنافسة المالية العادلة.
تم التفكير في طرح شركة غزل المحلة لكرة القدم في البورصة تزامنا مع خطط تطوير شركات الغزل والنسيج بتكلفة 21 مليار جنيه وذلك منذ نحو عامين ونصف، تم اختيار هذا التوقيت تحديدا والذي يتزامن مع صعود الفريق للدوري الممتاز ونجاحه البقاء فيه الموسم الماضي رغم الصعوبات. [5]
طرح شركة غزل المحلة لكرة القدم ومد فترة الاكتتاب العام في أسهم زيادة رأس المال المصدر للشركة الي 28 أغسطس بدلا من 14 أغسطس، وذلك تمهيدا لتداولها بالبورصة، للمرة الثانية علي التوالي، حيث انه سبق وتم مدها الي 14 أغسطس بدلا من 3 يوليو. الاكتتاب هو امكانية شراء أسهم في الشركة من قبل الجمهور والمستثمرين الأفراد عن طريق عدة خطوات تنفذ لدي شركات السمسرة.
بدأت شركة غزل المحلة لكرة القدم في 12 يونيو الماضي الاكتتاب العام في أسهم زيادة رأس المال المصدر للشركة من 102 مليون جنيه الي 200 مليون جنيه في السوق الأولي وذلك لعدد 98 مليون سهم من أسهم راس مال الشركة بسعر 1.02 جنيه للسهم.
أدرجت الشركة بعض التعديلات علي الاكتتاب والتي تسمح للمكتتبين الحاليين الاحتفاظ بأسهمهم في الشركة في حال عدم اكتمال طرح الشركة بالبورصة، وذلك لحين اعادة قيد الشركة في البورصة مرة ثانية، أما في حالة عدم تغطية الاكتتاب خلال المدة المحددة، يجوز لكل مكتتب في هذه الحالة طلب رد مبالغ الاكتتاب التي دفعها وعلي الشركة الالتزام برد هذا المبلغ كاملة بما فيها مصاريف الإصدار فور طلبها خلال 7 أيام عمل، وذلك وفقا لنص المادة 28 من اللائحة التنفيذية لقانون سوق المال 95 لسنة 1992.
ونتيجة لعدم تغطية كامل الاكتتاب وفقا لشروطه وعدم استيفاء الشروط المطلوبة لقيد الشركة بالبورصة، سيرجيء اتخاذ اجراءات القيد لحين استيفاء الشركة الشروط المطلوبة لهذه الشروط. [6]
التوصيات:
يوجد هنا بعض التوصيات الخاصة بطرح الشركات الحكومية في البورصة المصرية :
– انتقاء الوقت المناسب ضرورة لمتابعة الطروحات الحكومية، حيث أن الأزمات المتلاحقة قد تؤدي الي تقييم الأسهم بشكل غير كفء، مع ضرورة التمهيد والتسويق للطروحات بشكل كافِ كما فعلت أسواق دول الخليج، أو العمل علي طرح الشركات القوية المملوكة للدولة التي تنتظرها السيولة الكامنة لإقتناص الفرص.
– توفير مناخ استثماري جاذب من خلال سوق المال حيث أن السيولة كامنة وموجودة بالفعل في مصر ولكن تتجنب الاستثمار في أسواق الأسهم.
– ارتفاع أسعار الفائدة في البنك الفيدرالي الأمريكي يؤدي بالتبعية إلى رفع أسعار الفائدة في المركزي المصري ويعمل على إزاحة الاستثمار في سوق الأسهم المحفوفة بالمخاطر، ولذا لابد من توفير بدائل جاذبة.
– الطروحات المرتبقة لابد أن تتميز بالثقة والجاذبية من حيث القطاع والنشاط وكذلك الأرباح المتوقعه ولابد من مواكبة القطاعات المستحدثة عالمياً.
– مد فترة الاكتتاب لشركة غزل المحلة قد يعود الي عدم جاذبية الشركة أو عدم وضوح الرؤية المستقبلية والجدوى من وراء هذا النشاط الرياضي المستحدث في سوق المال وكذلك عدم القدرة على التسويق الجيد لإستهداف المهتمين بمثل هذا المجال. الذي قد يساعد على دخول فئة جديدة من المتعاملين.
[1] https://arabic.cnn.com/business/article/2022/03/09/egyptian-stock-exchange
[2] https://m.youm7.com/story/2022/2/23/%D8%AE%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%A7%D9%82-%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%B1%D8%B5%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9/5666089
[3] https://m.youm7.com/story/2022/3/28/%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%86%D9%81%D9%88%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D9%81/5707944
[4] https://www.bbc.com/arabic/trending-61452289
[5] https://m.youm7.com/story/2022/1/1/%D9%83%D9%84-%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%86-%D8%B7%D8%B1%D8%AD-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%BA%D8%B2%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%89/5602031
[6] https://www.masrawy.com/news/news_economy/details/2022/8/14/2274608/%D9%85%D8%AF-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B7%D8%B1%D8%AD-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%BA%D8%B2%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%85-%D9%85%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D8%AC%D9%8A%D9%84-