سياسة

انقلاب الجابون:صفعة أخرى للوجود الفرنسي بأفريقيا

اعداد :نهاد محمود أحمد- باحثة متخصصة في الشئون الأفريقية – عضو مجموعة عمل الدراسات الأفريقية بالمركز

استمرارًا لظاهرة عدوى الانقلابات العسكرية التي اجتاحت القارة الأفريقية منذ عام 2020، أو كما يصفها البعض بـ “تأثير الدومينو”، فقد شهدت أفريقيا انقلابًا عسكريًا جديدًا أواخر الشهر الماضي، وتحديدًا في الثلاثين من أغسطس، ولكن بالجابون هذه المرة؛ حيث أُعلِن عن عملية الاستيلاء على السلطة في مشهد بدى مألوفًا ومتكررًا خلال الآونة الأخيرة، عبر بيان تم بثه بالتلفزيون الوطني لمجموعة من كبار الضباط العسكريين بالجابون، خلال الساعات الأولى من صباح الأربعاء 30 أغسطس، معلنين عن استيلائهم على السلطة وإلغاء نتائج الانتخابات، وحلّ المؤسسات والدستور وإغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر. وذلك عقب دقائق من إعلان الهيئة الانتخابية فوز الرئيس “علي بونجو” بولاية ثالثة بأكثر من ثلثيّ الأصوات، بنسبة 64.27٪. وقال الضباط في بيانهم المتلفز: “اليوم تمر البلاد بأزمة مؤسسية وسياسية واقتصادية واجتماعية حادة، كما إن انتخابات 26 أغسطس تفتقر إلى الشفافية والمصداقية. وأضاف البيان: “نحن قوات الدفاع والأمن المجتمعة ضمن لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات قررنا باسم الشعب الجابوني الدفاع عن السلام من خلال وضع نهاية للنظام الحالي.”

ترتيبًا على ما سبق ومن خلال تتبع أحداث الانقلاب المندلع بالجابون وما اقترن به من مستجدات، حتى الآن، يمكن الإشارة إلى أبرز ما أثير حوله عبر 3 محاور رئيسية، تتمثل في: أسباب الانقلاب “سياقه”، وتداعياته، وأهم ما يميزه، وذلك على النحو التالي:

أولًا: سياق داخلي مُحفز على الإطاحة بالرئيس الجابوني

أدت جملة من التوترات الداخلية في ليبرفيل إلى حالة من الاحتقان والسخط الشعبي والعسكري على حد سواء، والذي أدى في الأخير للإطاحة بالرئيس “علي بونجو” والانقلاب عليه، بدءًا من الحالة الصحية المتدهورة للرئيس، وممارسات الفساد التي انُتهجت بالبلاد من خلال عائلة بونجو الحاكمة على مدار أكثر من نصف قرن، فضلًا عن التقارير المؤكدة لما تمتلكه العائلة من ثروات، وصولًا لولاية ثالثة سعى لها الرئيس الجابوني المخلوع عبر انتخابات وُصِفَت من قبل العسكريين بغير النزيهة، وغيرها من المُحفزات التي أدت إلى الانقلاب، كما سنعرض فيما يلي:

  1. تردي الحالة الصحية للرئيس: يدرك مواطني الجابون جيدًا ما مرّ به الرئيس سابقًا من أزمات صحية، حيث إصابته بسكتة دماغية قبل 5 أعوام، أدت به إلى إحداث فراغ بالسلطة لقرابة 10 أشهر، وهو ما مثّل اعتراضًا على إعادة انتخابه من جديد، وبخاصة مع قلة ظهوره المباشر للمواطنين، ما آثار المزيد من التكهنات والشكوك حول مدى قدرته الصحية على تولي حكم البلاد.
  2. أجواء انتخابية شديدة الانتهاك: تصاعدت التوترات عقب الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بونجو، بنسبة 64.27٪ من الأصوات، حسبما قال مركز الانتخابات الجابوني، بعد انتخابات نددت بها المعارضة ووصفتها بالمزورة، والتي شهدت سعي بونجو لتمديد قبضة أسرته على السلطة لأكثر من 56 عامًا. كما أثار غياب المراقبين الدوليين عن مراقبة الانتخابات، وتعليق بعض البث الأجنبي، وقرار السلطات بقطع خدمة الإنترنت وفرض حظر تجوال ليلي في جميع أنحاء البلاد بعد الانتخابات، مخاوف متصاعدة بشأن شفافية العملية الانتخابية. ما أدى لحالة من الاحتقان والغضب الشعبي والعسكري أدت في الأخير إلى الاستيلاء العسكري على السلطة. وواجه بونجو ذو الـ64 عامًا -الذي خلف والده عمر بونجو عام 2009- ثمانية عشر منافسًا دعّم ستة منهم أوندو أوسا في محاولة لتضييق السباق. ورجوعًا للأجواء الانتخابية الضاغطة؛ ففي عام 2016، تم إحراق مبنى البرلمان عندما اندلعت احتجاجات عنيفة في الشوارع ضد إعادة انتخاب بونجو المتنازع عليها لولايته الثانية، كما قطعت الحكومة خدمات الإنترنت لعدة أيام في ذلك الوقت. وبشكل عام كانت كل انتصارات “بونجو” الابن الانتخابية موضع خلاف عميق بالمشهد السياسي الجابوني. في عام 2016 أيضًا، عقب إعلان فوز بونجو بالانتخابات، قال مُنافسه الرئيسي إن قرار المحكمة الدستورية في البلاد بالتحقق من صحة النتيجة المتنازع عليها كان “متحيًزا”. كما وقعت محاولة انقلاب فاشلة ضد بونجو في عام 2019، وصولًا للعام الحالي والإطاحة به.
  3. ممارسات فساد واسعة المدى: لعائلة بونجو نصيب ليس بالقليل من المعارضين والمنتقدين لسياساتهم وممارساتهم بالحكم، خاصة بالنظر إلى الفجوة في توزيع الثروات الهائلة بالدولة التي تعد رابع أكبر منتج للنفط في أفريقيا وعضو منظمة أوبك، إضافة لكونها ثاني أكبر منتج للمنجنيز في العالم بعد جنوب أفريقيا. تجلّت هذه الانتقادات عام 2007 مع صدور تحقيق أجرته الشرطة المالية الفرنسية، توصل إلى أن عائلة بونجو تمتلك 39 عقارًا في فرنسا و70 حسابًا مصرفيًا و9 سيارات فاخرة بقيمة إجمالية قدرها 1.5 مليون يورو. وفي الوقت نفسه، وجدت Afrobarometer- شبكة معنية بإجراء الأبحاث الأفريقية، في عام 2021 أن حالة الفساد بالدولة كانت أكثر انتشارًا مما كان عليه في أي من البلدان الأخرى التي قاموا بتقييمها.
  4. محفزات داخلية ليس من بينها المد الجهادي: على عكس النيجر ومالي وبوركينا فاسو، تلك الدول التي يديرها مجالس عسكرية، لم تتعرض الجابون لعنف ناشئ عن حركات إرهابية، بل على العكس كان يُنظر إليها على أنها مستقرة نسبيًا. لكنها سجلت أرقامًا مرتفعة في البطالة؛ فما يقرب من 40٪ من فئة الشباب بالجابون الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا كانوا عاطلين عن العمل في عام 2020، وفقًا للبنك الدولي.

ثانيًا: انقلاب الجابون.. نتائج وتداعيات

تمخّض عن انقلاب الجابون عددًا ليس بالقليل من القرارات الداخلية، فضلًا عن ردود الأفعال الإقليمية والدولية، التي كان في مقدمتها الاتحاد الأفريقي، فرنسا، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرهم. على أية حال، فقد جاءت أبرز هذه النتائج على النحو التالي:

  1. تعيين رئيس انتقالي: عيّن المجلس العسكري الجنرال “بريس أوليجي نغويما” – الذي كان ذات يوم حارسًا شخصيًا لوالد علي بونجو الراحل، كرئيس انتقالي للبلاد، كما تم الإعلان عن أن مراسم التنصيب ستُجرى أمام المحكمة الدستورية في الرابع من سبتمبر المقبل. وفي تصريح له خلال حديث أجراه لصحيفة “لوموند” الفرنسية حول وضع الرئيس الجابوني قال أنه يتمتع بجميع حقوقه الطبيعية كسائر مواطني الجابون، أي كمواطن جابوني عادي.
  2. الإطاحة بأسرة “بونجو” الحاكمة لأكثر من نصف قرن: ظهر الرئيس المخلوع “علي بونجو” خلال مقطع فيديو بثته وكالة الأنباء الفرنسية جالسًا فيما يشبه المكتبة، قائلًا إنه كان في مقر الإقامة ولم يكن يعرف ما يحدث. وأضاف مستكملًا: “ابني في مكان ما، وزوجتي بمكان آخر، داعيًا من وصفهم بأصدقائه بإحداث ضجيج، أحدثوا ضجيجًا، ضجيجًا حقيقيًا، أتوسل إليكم”. ولم يتضح تحت أي ظروف تم تصوير المقطع. وتولى “علي بونجو” منصبه خلفًا لوالده “عمر بونجو” الذي توفي بسكتة قلبية أثناء تلقيه العلاج من سرطان الأمعاء عام 2009 بعد ما يقرب من 42 عامًا في المنصب. ووصل بونجو الأب إلى السلطة عام 1967، بعد سبع سنوات من استقلال الجابون عن فرنسا. جدير بالذكر أنه حكم البلد الصغيرة بقبضة من حديد، وفرض نظام الحزب الواحد لسنوات ولم يسمح بحكم التعددية الحزبية إلا في عام 1991، ورغم ذلك استمر حزبه بإحكام قبضته على الحكومة. أما الابن فقد بدأ حياته السياسية عام 1981، حيث شغل منصب وزير الخارجية وعضو الكونجرس ووزير الدفاع قبل أن يصبح رئيسًا في عام 2009.
  3. إقامة جبرية واعتقال لأفراد النظام المطاح به: شهدت تداعيات انقلاب الجابون إعلان العسكريين عن وضع الرئيس الجابوني قيد الإقامة الجبرية، وإيقاف أحد أبنائه بتهمة الخيانة العظمى، فضلًا عن اعتقال عدد من أفراد الحكومة، فيما لم يتم الإعلان عن مكان زوجة الرئيس المخلوع، حسبما قال “بونجو” بمقطع الفيديو الذي ظهر به طالبًا مساعدته.
  4. اجتماع طارئ للاتحاد الأفريقي: تعرّض قادة انقلاب الجابون لانتقادات واسعة من قبل الاتحاد الأفريقي الذي يمثل 55 دولة عضوًا، حيث عقد اجتماعًا طارئًا، أدان خلاله الانقلاب، وقام بتعليق عضوية الجابون بأنشطة الاتحاد الأفريقي وهيئاته ومؤسساته، لحين استعادة النظام الدستوري، كما دعا الجيش الجابوني لضمان سلامة الرئيس.

ثالثًا: ملاحظات حول المشهد الانقلابي

أحاطت بأجواء الإطاحة بالرئيس الجابوني “بونجو” مرورًا بالإعلان عن تعيين “نغويما” رئيسًا انتقاليًا، عددًا من النقاط والملاحظات الجديرة بالذكر، سواء حول المشهد بالداخل الجابوني أو خارجه كردود فعل واستجابة لما حدث، وذلك فيما يلي:

  1. تأييد شعبي مُرَحِّب بالانقلاب: ظهر ذلك بشكل جلّي من خلال مقاطع فيديو للاحتفال بالجابون انتشرت على شبكات الإنترنت، بما في ذلك لقطات لجنود يحملون الجنرال “نغويما” على أكتافهم ويهتفون “الرئيس”. كما شوهد سكان العاصمة ليبرفيل وهم يرقصون في الشوارع، وفقًا لمقاطع فيديو تمت مشاركتها مع شبكة سي إن إن الأمريكية نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي أحد مقاطع الفيديو الأخرى التي حصلت عليها سي إن إن، يمكن رؤية المتظاهرين وهم يهتفون “محررون!” ويلوحون بعلم الجابون في منطقة نزينج أيونج بالعاصمة ليبرفيل، إلى جانب المركبات العسكرية. وظهرت مشاهد مماثلة في أجزاء أخرى من الجابون، بما في ذلك ثاني أكبر مدينة “بورت جنتيل”. كما احتفل بعض أعضاء الشتات الجابوني، حيث تجمع طلاب من الجابون خارج سفارة البلاد في داكار، العاصمة السنغالية. وقال أحد الطلاب “أؤكد لكم أن ما يريده الشعب الجابوني هو فقط أن يترك نظام بونجو السلطة، لأنه كما قلنا 60 عامًا مدة كبيرة للغاية.”
  2. عدوى الانقلابات بالمستعمرات الفرنسية السابقة: شهدت المستعمرات الفرنسية السابقة في أفريقيا انقلابات مكتملة ومحاولات انقلابية لم تكتمل، على مدى السنوات القليلة الماضية ــ مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر وتونس والآن الجابون ــ ما قد يعصف بمستقبل عملية التحول الديمقراطي التي شهدتها القارة في العقدين الماضيين. لذا ليس من المستغرب أن تظهر مخاوف فرنسية واسعة النطاق، لما يمثله الانقلاب على بونجو من صفعة جديدة للوجود الفرنسي بأفريقيا ومصالحه -كما سيرد تفصيلًا- بعد أسابيع قليلة من انقلاب النيجر الذي كان يمثل أخر معاقل الدولة الفرنسية بمنطقة الساحل لمكافحة الإرهاب، فضلًا عن المصالح الفرنسية هناك المتعلقة باليورانيوم والذهب، والتي أوقفت النيجر صادراتهم إلى فرنسا، وغيرها من العوائد التي بات استمرارها على المحك في ظل النظام العسكري الجديد، لذا يأتي انقلاب الجابون ليُجدد مخاوف باريس بشأن مستقبل مصالحها بتلك الدولة الصغيرة الغنية بالثروات المعدنية.
  3. تفاعلات دولية رافضة للانقلاب – داعية للخيار السلمي: في هذا السياقأدان الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” الانقلاب، وفقًا للمتحدث باسمه. وأعرب غوتيريش عن قلقه إزاء تقارير عن انتهاكات خطيرة للحريات الأساسية خلال الانتخابات المتنازع عليها، لكنه حثّ جميع الأطراف على احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان. على صعيد الولايات المتحدة؛ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر “إن الولايات المتحدة تعارض بشدة الاستيلاء العسكري أو الانتقال غير الدستوري للسلطة”، وحثّ قادة الانقلاب على “الحفاظ على الحكم المدني”. وأضاف: “الولايات المتحدة تقف مع شعب الجابون”. من جهة أخرى نصحت السفارة الأمريكية بالجابون مواطنيها في البلاد بالاحتماء في أماكنهم والحد من التحركات غير الضرورية في جميع أنحاء المدينة، قائلة: يجب على الأمريكيين في الجابون الابتعاد عن الأنظار، تجنب المظاهرات”. وأدلى القادة الأوروبيون بتصريحات مماثلة؛ حيث أدانت المملكة المتحدة الانقلاب وحثت على استعادة الحكومة، في حين حذّر كبير دبلوماسيّ الاتحاد الأوروبي من أن الانقلاب “سيزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها”. كما أكد الاتحاد الأوروبي على أن الانقلابات العسكرية ليست حلًا للأزمات الأفريقية. في الوقت ذاته، قالت إسبانيا إنها ستُقيّم مهامها العسكرية في أفريقيا في أعقاب الانقلابات الأخيرة في جميع أنحاء القارة. أما ألمانيا فطالبت بفرض العقوبات على مدبري الانقلاب بالقارة الأفريقية، وهو ما أكدته النمسا أيضًا، من ضرورة معاقبة الانقلابين اقتصاديًا وبحث الحلول الدبلوماسية قبل اللجوء للخيار العسكري. ودعّت الصين إلى ضرورة التمسك بالحل السلمي، جدير بالذكر أن بكين تمتلك عدة شركات بالجابون، منها الشركة الصينية CICMHZ التي تتولى استخراج حوالي 10% من المنجنيز الموجود بالدولة، اللازم لصناعة الصلب والبطاريات.
  4. خسائر محتملة لباريس: تتزايد هذه الخسائر لاعتبار الجابون تمثل أهم وجهة للصادرات الفرنسية بين الدول الست الأعضاء بالمجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا، التي تضم الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد والكونغو وغينيا الاستوائية، إضافة للجابون. بتتبع هذه الخسائر المُحتملة، أعلنت مجموعة “إيراميت” للتعدين -إحدى أكبر الشركات الفرنسية في الجابون التي توظف 8000 شخص بالدولة- أنها أوقفت أنشطتها من أجل سلامة الموظفين وأمن العمليات، لكنّها عادت وأعلنت في وقت لاحق أنها ستستأنف أنشطتها تدريجيًا من مساء الأربعاء 30 أغسطس، مع استئناف أنشطة الاستخراج صباح الخميس 31 أغسطس. كما تمتلك فرنسا حوالي 80 شركة مسجلة بالجابون، إضافة لعشرات الشركات الصغيرة والحرفيين والمطاعم والمحامين وشركات التأمين وشركات الخدمات المالية، وشركة كوميلوغ الفرنسية التي تستخرج 90% من المنجنيز الموجود في الجابون، من مناجم مواندا، أكبر مناجم المنجنيز في العالم. كما تقوم وحدة “سيتراغ” التابعة لشركة “إيراميت” بتشغيل خط السكك الحديدية ترانس- جابون، والذي يعد خط القطار الوحيد في البلاد. على الصعيد ذاته المتعلق بالاستثمارات الفرنسية بالجابون؛ ذكرت وكالة “فرانس برس” أن الشركات الفرنسية حققت مبيعات من بضائعها بالجابون بما يقارب 536 مليون يورو (585 مليون دولار)، خلال العام الماضي، وفقًا لبيانات وزارة المالية الفرنسية. أضف إلى ذلك وجود حوالي 400 جندي فرنسي على الأراضي الجابونية لقيادة عملية تدريب عسكرية إقليمية. من خلال كل ما سبق ذكره من مصالح وتواجد لباريس داخل الجابون يمكن فهم أسباب المخاوف الفرنسية إزاء الأجواء القلقة بالجابون.

إجمالًا؛ تلوح في الأفق تساؤلات عدة، يُرجح أن تجيب عنها التطورات المقبلة، تتعلق بالمشهد السياسي الداخلي بالجابون، بما يتضمنه من مستقبل الرئيس المخلوع وما ينتظره هو وعائلته، وكذلك أعضاء حكومته المطاح بها، فضلًا عن مستقبل العلاقة مع الشركاء الدوليين والإقليميين، وما يعنيه الانقلاب بالنظر لأهمية الجابون الدولية كحليف اقتصادي لفرنسا وغيرها من الفاعلين الدوليين، وذلك في ظل سياق إقليمي ودولي مشحون بالفعل جراء انقلاب النيجر المندلع منذ أسابيع قليلة. كما يلوح في الأفق تساؤلات كثيرة حول مآلات ظاهرة الانقلابات العسكرية بالقارة الأفريقية بشكل عام، وما يمكن أن تسفر عنه من تغير بخريطة النفوذ الجيوسياسي للفاعلين الدوليين المتنافسين بالقارة، لاسيما فرنسا والولايات المتحدة مقابل روسيا والصين من جهة أخرى.

المصادر:

  1. Jessie Yeung, “Gabon’s military coup has overthrown a powerful political dynasty. Here’s what to know”, CNN, August 31, 2023, on: https://rb.gy/b87rs
  • Erin Kayata, “What prompted the coup in Gabon? Here’s why the military is taking over in many West African nations”, NorthEastern Global News, Aug 31, 2023, on: https://t.ly/p4IXs  
  • “African Union to ‘immediately suspend’ Gabon after military coup ousts Bongo”, France 24, 31 Aug, 2023, on: https://t.ly/hYR0-
  • “Gabonese President Ali Bongo Defies Illness, Father’s Shadow”, BARRONS, Jul 9 2023, on: https://t.ly/AXQMk
  • “النفط والمنغنيز والأغذية… مصالح فرنسا التجارية في الجابون تتأثر بالانقلاب”، الشرق الأوسط، 30 أغسطس، 2023، متاح على الرابط: https://t.ly/2MQMs
  • ” المجلس العسكري في الجابون يعين ضابطاً بالجيش كرئيس انتقالي”، الشرق، 31 أغسطس، 2023، متاح على الرابط: https://t.ly/cpgc1


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى